اختبار بيزا 2022 PISA
صدرت نتائج برنامج التقييم الدولي للتلاميذ ، المعروف باختبار بيزا 2022 PISA في 5 ديسمبر 2023. وركز البرنامج على الرياضيات، مع اختبار إضافي للتفكير الإبداعي. وقد شارك 690 ألف طالب في اختبار بيزا 2022 PISA ، يمثلون حوالي 29 مليون تلميذ في عمر 15 سنة (نهاية التعليم الأساسي أو الإعدادي) من المدارس في 81 دولة مشاركة.
يشمل اختبار PISA مجالات الرياضيات والعلوم والقراءة باعتبارها المجالات الأساسية للتعليم المستمر للطالب. ويجري الاختبار كل ثلاث سنوات (2000 ، 2003….. 2022)، مع التركيز على موضوع واحد أساسي في كل سنة من سنوات التقييم بالتناوب؛ قراءة، رياضيات، وعلوم ابتداء من عام 2000.
وقد تأجل اختبار عام 2021 إلى عام 2022 في ضوء تداعيات جائحة كورونا. وقد تركز اختبار بيزا 2022 PISA على الرياضيات، مع القراءة والعلوم كمجالات إضافية للتقييم ، وسيجري بعد ذلك كل 3 سنوات (2025، 2028 …).
وسوف يركز برنامج PISA 2025 على العلوم ويتضمن تقييمًا جديدًا للغات الأجنبية. وسيشمل أيضًا المجال الحديث للتعلم في العالم الرقمي، والذي يهدف إلى قياس قدرة الطلاب على التعلم الذاتي المنظم بفعالية أثناء استخدام الأدوات الرقمية.
_____________________________________________________________________________
موضوعات ذات صلة
التعليم في بلاد العرب | الدول الأفضل أداء في اختبار PISA عالمياً وعربياً
التعليم في بلاد العرب | التعليم النوعي…محطة للعبور إلى المستقبل
التعليم في بلاد العرب | جودة التعليم … مفتاح التنمية العربية
التربية الأخلاقية | مساق دراسي على قائمة الانتظار في مدارس العالم العربي
____________________________________________________________________________
اختبار بيزا 2022PISA : نشأته وطبيعته ومجالاته
بدأت منظمة العمل والتعاون الاقتصادي (OECD) العمل ببرنامج التقييم الدولي للطلاب (اختبار PISA ) Programme for International Student Assessment في عام 2000 بمشاركة 41 دولة.
وشارك في اختبار 2018 PISA، 79 دولة، ضمت 6 دول عربية وهي الإمارات والاردن وقطر والسعودية والمغرب ولبنان بالترتيب.
وشارك في اختبار بيزا PISA 2022 81 دولة ضمت 6 دول عربية وهي الإمارات وقطر والسعودية وفلسطين والاردن والمغرب بالترتيب، وغابت لبنان عن الاختبار. ويجري الامتحان بالانكليزية والفرنسية والعربية ولغات أخرى.
وجاء إنشاء البرنامج بهدف تقييم أنظمة التعليم في دول أعضاء المنظمة ودول مُشاركة أخرى، ومدى حصول التلاميذ البالغين من العمر 15 عامًا في نهاية التعليم الإلزامي، على المعرفة والمهارات الأساسية للمشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
وشكل البرنامج الدولي لتقييم الطلاب (اختبار PISA) منذ إطلاقه في عام 2000، حافزاً واداة فعالة لواضعي السياسات لإصلاح وتعزيز جودة وفعالية أنظمة التعليم ورفع سويتها في جميع أنحاء العالم. ويعد التعليم لاكتساب المعرفة والمهارات أمرًا أساسيًا لتمكين الشباب من الحصول على فرص أفضل للتطور والتكيف في عالم سريع التغير ، وللإسهام والمشاركة تنمية وتطوير المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً وتقنياً.
ويساعد البرنامج الدولي لتقييم الطلاب، اختبار بيزا 2022PISA ، على تحديد نقاط القوة النسبية لأنظمة التعليم، التي كان أداؤها جيدًا ،على الرغم من الصدمات الأخيرة المتصلة بوباء كورونا العالمي، الذي امتد لسنوات وكان له تاثيرات واسعة على انتظام وفعالية التعليم.
ويتضمن الاختبار جمع معلومات حول خلفية الطلبة وتنظيم المدارس من الطلاب والمعلمين وادارات المدارس لتوفير معلومات حول بيئة الطالب التي يمكن أن تساعد المحللين على تفسير النتائج.
ماذا يقيس اختبار بيزا 2022 PISA
يقيس اختبار 2022 PISA المهارات في مجالات الرياضيات والقراءة والعلوم.
و لا تقيس أسئلة الاختبار حفظ الحقائق، ولكنها تتطلب أن يعتمد التلاميذ على المعرفة ومهارات في حل المشكلات في العالم الحقيقي والتي تعكس القدرة على التفكير النقدي والتحليلي في هذه المجالات.
ويشمل التقييم جوانب عملية مثل الإلمام بالمعلومات المالية والتنظيم المدرسي والكفاءة العالمية؛ والمعرفة والمهارة والمواقف والقيم للتعامل بنجاح مع قضايا تؤثر على جميع الناس في الحاضر والمستقبل.
ولا يرتبط الاختبار مباشرة بالمنهج الدراسي لتقييم مدى قدرة التلاميذ، وإنما على تطبيق معارفهم ومهاراتهم في مواقف الحياة الواقعية ؛ مهارات حل المشكلات ومهارات التفكير الإبداعي والكفاءة العالمية، والتي تمكنهم من المشاركة بشكل كامل في المجتمع.
ولذلك، لا يحتاج الطلبة لدراسة مواد تعليمية محددة للامتحان، ولكنهم يحتاجون للتعرف على طبيعة أسئلة الامتحان، وهناك نماذج اسئلة للاختبار PISA Test يمكن الإطلاع أو التدرب والتمرين عليها.
وهناك تعريفات محددة لمفاهيم مهارات الرياضيات والقراءة والعلوم .
ويُعرف الإلمام بالرياضيات على أنه قدرة التلاميذ على صياغة واستخدام وتفسير المفاهيم الرياضية في سياقات متنوعة، واكتساب ذهنية رياضية، تسمح باستخدام هذه المفاهيم والإجراءات والحقائق والأدوات الرياضية بتوصيف وشرح وتوقع ظواهر معينة.
ويُعرَّف الإلمام بالعلوم بأنه القدرة على الاسهام في القضايا والمفاهيم العلمية بروح المسؤولية العامة. ويكتسب الشخص المُلم علميًا، الأهلية والكفاءة لشرح الظواهر علميًا ، والقدرة على المشاركة في حوار فكري حول العلم والتكنولوجيا، وتقييم وتصميم تحقيق أو بحث علمي، وتفسير البيانات والأدلة علميا.
وتُعرف القراءة بأنها قدرة التلاميذ على استيعاب النصوص واستخدامها وتقييمها والتفاعل معها، وتوظيف مهارة القراءة لتحقيق أهداف التلاميذ المستقبلية، وتنمية معارفه وإمكاناته، ومشاركته في المجتمع.
وتتسم كثيراً من الأنظمة التعليمية في المدارس بالتقليدية، وتقوم على الحفظ والتذكر، وتحتاج إلى وقت لتغييرها.وتتدنى فرص التلاميذ في الحصول على نتائج جيدة ، إذا كان نظام التعليم يركز على الحفظ ومهارات التعلم الدنيا، حيث يتطلب اختبار PISA مهارات التحليل والتقييم وحل المشكلات ومهارات التفكير النقدي والإبداعي، وهي مهارات التعلم العليا.
اختبار بيزا 2022PISA : الدول الأفضل أداءً عالمياً في اختبار PISA
اختبر برنامج التقييم الدولي للطلاب PISA 2022 ما يقرب من 700 ألف طالب في سن 15 عامًا في 81 دولة عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (وعددها 38) ودول أخرى مشاركة خارج المنظمة، في مجالات الرياضيات والقراءة والعلوم. وتضمنت البيانات التي تم جمعها في اختبار 2022PISA معلومات حول أداء الطلاب وظروفهم الحياتية وإنصافهم قبل جائحة كوفيد-19 وبعدها.
يبين جدول 1 نتائج الاختبار لعام 2022 الدول أو الأقاليم (مثل أقاليم مكاو وهونج كونج في الصين) العشرين الأفضل أداء، وترتيب هذه الدول مقابل متوسط العلامة وعلامات كل مجال.
وقد تفوقت سنغافورة (557) وخمسة أنظمة تعليمية أخرى في شرق آسيا في الرياضيات، وهي ماكاو (الصين) (552)، والصين الوطنية\تايبه أو تايوان (547) وهونج كونج (الصين) (536) واليابان (536)، وكوريا (527).
واحتلت هذه الدول المواقع الأولى في متوسط علامات القراءة والرياضيات والعلوم لعام 2022. وتحتل سنغافورة المرتبة الأولى ويليها أقليم مكاو في الصين ثم الصين الوطنية تايبه (تايوان) ويليهم اليابان. وجاء في المرتبة الخامسة كوريا الجنوبية واقليم هونج كونج في المرتبة السادسة. كما تفوقت هذه الدول في مجال العلوم، إلى جانب إستونيا وكندا. وكان أداء أيرلندا في القراءة، مماثلاً لأداء اليابان وكوريا والصين الوطنية \ تايبيه وإستونيا.
وكان متوسط جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تم اختبارها في الرياضيات 472 وفي العلوم 485 وفي القراءة 476 والمتوسط العام477.7 ، وهو أقل بتسعة درجات عما كان عليه في عام 2018 (486.7) .
وكان المتوسط العام لجميع الدول التي شاركت في برنامج التقييم الدولي للطلاب (اختبار بيزا 2022PISA) 438.9 .
وكان أداء سنغافورة أعلى بكثير من جميع الدول الأخرى التي شاركت في برنامج التقييم الدولي للطلاب (اختبار بيزا 2022PISA) ، وسجلت في اختبار الرياضيات (575 نقطة)، والعلوم (561 نقطة)، والقراءة (543 نقطة). وكان أداء ثمانية عشر دولة واقتصادًا أعلى من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الرياضيات والقراءة والعلوم في اختبار بيزا 2022PISA.
وتظهر بلدان الشمال، المشهورة بنماذجها التعليمية، نتائج مختلطة. وكان أداء إستونيا جيدا بمعاييرها التعليمية العالية (المرتبة السابعة)، وجاءت الدنمارك والسويد في المرتبتين 17 و 19 ، في حين تأخرت النرويج، التي تعتبر عادة رائدة في مجال التعليم، وجاءت في المرتبة 32.
وحققت كندا وآيرلندا وسويسرا مستويات عالية من الأداء التعليمي (في المراتب 8-10 بالتريب)، وحصلت على درجات عالية وضعتها في أفضل 10 دول في برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA).
ورغم إن مكانة الولايات المتحدة، ليست بين الدول الأفضل أداء (المرتبة 18)، إلا أنها تتقدم على العديد من القوى الاقتصادية الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة (20) وألمانيا (24) وهولندا (25) وفرنسا (26) وإيطاليا (31). وجاءت اسرائيل في المرتبة 35 وتركيا في المرتبة 36 كما يبين شكل 1.
وقد خرجت دول هولندا المانيا وسلوفانيا من قائمة العشرين لعام 2018 ، بينما دخلت دول سويسرا واستراليا والنمسا لقائمة أفضل عشرين دولة.
وقد شهد تقييم برنامج التقييم الدولي للطلاب لعام 2022، في المتوسط، انخفاضًا غير مسبوق في الأداء في جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وانخفض متوسط الأداء بنحو 15 نقطة في الرياضيات، و 10 نقاط في القراءة بالمقارنة مع عام 2018. وهناك اتجاه عام لانخفاض متوسط الأداء في المجالات الثلاثة في دول منظمة العمل والتعاون الاقتصادي OECD؛ الرياضيات والعلوم والقراءة منذ عام 2000 .
ويعد الانخفاض الحاد في أداء الرياضيات أكبر بثلاث مرات من أي تغيير متتالي سابق، وهو أمر مهم بشكل خاص في بلدان مثل ألمانيا وهولندا (وقد خرجت من قائمة افضل 20 دولة) وبولندا (11) والنرويج (32) وآيسلندا (39)، والتي شهدت جميعها انخفاضًا بمقدار 25 نقطة أو أكثر في الرياضيات بين عام 2018 و2022.
وأظهرت نتائج الاختبار والاستطلاع المصاحب له، أن توفر المعلمين لمساعدة الطلاب المحتاجين كان له أقوى علاقة بأداء الرياضيات في جميع أنحاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كانت درجات الرياضيات أعلى بمقدار 15 نقطة في المتوسط في الأماكن التي حصل فيها الطلاب على دعم جيد من المعلمين. وكان هؤلاء الطلاب أيضًا أكثر ثقة من أقرانهم في التعلم بشكل مستقل وعن بعد. على الرغم من ذلك، أفاد واحد فقط من كل خمسة طلاب أنه تلقى مساعدة إضافية من المعلمين في بعض الدروس في عام 2022، بينما لم يتلق حوالي 8% دعمًا إضافيًا مطلقًا أو تقريبًا.
ويكشف الاختبار عن التأثير السريع للتكنولوجيا على الأداء التعليمي للأطفال. ويُظهر البرنامج الدولي لتقييم الطلاب (PISA) بأن الاستخدام المعتدل للأجهزة الرقمية في المدرسة يرتبط بأداء أعلى، لكن هذا يعتمد على التكنولوجيا المستخدمة لدعم التعلم بدلاً من تشتيت انتباهه.
وسجل التلاميذ الذين أمضوا ما يصل إلى ساعة واحدة يوميًا على الأجهزة الرقمية لقضاء وقت الفراغ في المتوسط في جميع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، 49 نقطة أعلى في الرياضيات من الطلاب الذين أمضوا ما بين خمس إلى سبع ساعات يوميًا، بعد الأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية للطلاب والمدارس.
أشار 65% من الطلاب (وهم في عمر 15 سنة) عن تشتيت انتباههم باستخدام الأجهزة الرقمية في بعض دروس الرياضيات على الأقل، وتجاوزت هذه النسبة 80% في الأرجنتين والبرازيل وكندا وتشيلي وفنلندا ولاتفيا ومنغوليا ونيوزيلندا وأوروغواي، وقد سجلوا 15 نقطة أقل في اختبارات PISA للرياضيات من أولئك الذين لم يواجهوا هذه المشكلة.
وواجه حوالي نصف الطلاب في جميع أنحاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عمليات إغلاق لأكثر من ثلاثة أشهر خلال فترة جائحة كوفيد-19. لكن النتائج لا تظهر اختلافًا واضحًا في اتجاهات الأداء بين أنظمة التعليم التي شهدت إغلاقًا محدودًا للمدارس مثل أيسلندا والسويد وتايبيه الصينية والأنظمة التي شهدت إغلاقًا أطول للمدارس، مثل البرازيل وإيرلندا وجامايكا.
ولا يمكن أن يُعزى الانخفاض في الأداء إلا جزئيًا إلى جائحة كوفيد-19، مع ظهور انخفاض الدرجات في علوم القراءة والرياضيات بالفعل قبل عام 2018. وربما كان لجائحة كوفيد-19، أثر على النتائج خلال فترة الجائحة، إلا أن متابعة بيانات مجال القراءة، على سبيل المثال، تُظهر أن الطلاب سجلوا درجات منخفضة لفترة قد تمتد لعقد أو أكثر في دول مثل فنلندا وأيسلندا وهولندا و سلوفاكيا والسويد. وهذا يشير إلى أن المسارات التعليمية كانت سلبية قبل وقت طويل من تفشي الوباء، وأن هناك مشكلات طويلة المدى في أنظمة التعليم مسؤولة عن انخفاض الأداء.
وشهدت عدة دول حصول نسبة كبيرة من جميع التلاميذ في عمر 15 عامًا على الكفاءة الأساسية على الأقل في الرياضيات والقراءة والعلوم، وانصافاً أكبر في التعليم ومستويات عالية من العدالة الاجتماعية والاقتصادية من حيث النتائج مثل كندا، الدنمارك، فنلندا، وهونج كونج (الصين)، أيرلندا، اليابان، كوريا، لاتفيا، وماكاو (الصين)، والمملكة المتحدة.
ويجب الإشارة إلى أن تصدر الصين لقائمة الدول العشرين الافضل أداء في اختبار 2018 PISA ، هو انجاز كبير، ولكنه يقتصر على العاصمة بكين شنغهاي ومقاطعتين مجاورتين (جيانغسو وتشجيانغ)، حيث يعيش 13% من السكان، ولا يمثل دولة الصين كاملة.
وقد وُجد أن هناك ارتباط بين التصنيف العالي في PISA والنجاح الاقتصادي ، وهو أحد المؤشرات على ما إذا كانت الأنظمة المدرسية تُعِد التلاميذ لاقتصاد المعرفة العالمي في القرن الحادي والعشرين. وتتطلب الوظائف ذات العوائد العالية وفي الصناعات عالية الربحية، قوى عاملة تتمتع بالقدرة على التفكير بشكل نقدي وتحليلي وربط الأفكار والعمل عبر الحدود الدولية.
اختبار بيزا 2022PISA : أداء الدول العربية المشاركة
كانت تونس أول الدول العربية المشاركة في اختبار PISA في عام 2003 وحتى عام 2015، غير أنها لم تشارك في آخر أربعة اختبارات. وشاركت الأردن وقطر في اختبار PISA منذ عام 2006 ، بينما بدأت دولة الإمارات المشاركة في عام 2009، وواصلت الدول الثلاثة المشاركة حتى عام 2022. وشاركت الجزائر في اختبار عام 2015 لمرة واحدة فقط . وشارك لبنان في اختباري عام 2015 و2018، وشاركت السعودية والمغرب في آخر امتحانين في عامي 2018 و 2022. وشاركت دول فلسطين في اختبار عام 2022 في اختبار 2022.
كان أداء الإمارات الافضل في مجالات الاختبار الثلاثة، وأعلى قليلا من المتوسطات التي حققها في عام 2018. وكان أداء قطر أعلى قليلاً في الرياضيات والقراءة، والسعودية اعلى في مجالات الاختبار الثلاثة من المتوسطات التي حققها في عام 2018 .
وجاء الاداء الافضل للدول الثلاث رغم الانخفاض غير المسبوق في الأداء في جميع أنحاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إذ انخفض متوسط الأداء بنحو 15 نقطة في الرياضيات و 10 نقاط في القراءة، بالمقارنة مع عام 2018.
وجاءت دولة فلسطين في المرتبة الرابعة عربياً، ولم تشارك في اختبارات سابقة .
وجاء الأردن في المرتبة الخامسة، وكان في المرتبة الثانية عربياً في الاختبار السابق عام 2018. وقد تراجع جوهرياً من المركز 56 عالمياً في اختبار عام 2018 (من بين 79 دولة)، الى المركز 75 في اختبار عام 2022 (من بين 81 دولة). وتراجع متوسط العلامات 57 نقطة، ومتوسط الرياضيات 39 نقطة، ومتوسطي العلوم 54 نقطة والقراءة 77 نقطة.
وجاءت المغرب في المرتبة السادسة، وتراجعت أيضا في المتوسط العام وفي جميع المجالات بمقدار 3-20 نقطة. وكان هناك تداخل في أداء الأردن والمغرب ، إذا كان أداء تلاميذ المغرب أفضل في مجال الرياضيات، وكان أداء تلاميذ الاردن أفضل من تلاميذ المغرب في مجالي العلوم و القراءة.
وصنفت دولتي الإمارات وقطر في الفئة الوسطى لأداء دول العالم، بينما صنفت بقية الدول في الفئة الدنيا (شكل 1).
وتشير الأشكال 2-4 (المعدلة من موقع OECD لأداء الدول) إلى أداء دول الإمارات وقطر والأردن على مدي فترة مشاركتهم في اختبارات بيزا بدء من عام 2006.
اختبار بيزا 2022PISA : ضعف أداء الدول العربية وعوامل رفع سوية التعليم
يتطلب رفع مستوى الاداء العربي تغييراً جوهريا في طرق التدريس في اتجاه مناهج التدريس التي تقوم على الحفظ، والتركيز على مهارات التعلم العليا والتي تشمل مهارات التحليل والتقييم وحل المشكلات ومهارات التفكير النقدي والإبداعي.
ويعود ضعف الأداء العربي والتراجع في اداء الاردن والمغرب إلى عدم توفر معلمين مؤهلين للاشراف على التلاميذ المشاركين في الامتحان، وضعف إعداد التلاميذ للإمتحان وربما عدم إجراء امتحانات تحضيرية للتلاميذ، لتفهم بنية الاختبار وشكله، ونوع الأسئلة التي يطرحها الاختبار بشكل محدد بالوقت يُحاكي الاختبار الحقيقي ، مما يساعد الطلاب على الإجابة عن الأسئلة بشكل أكثر كفاءة ودقة، وإدارة وقتهم بشكل فعال.
ولا يرتبط الاختبار مباشرة بالمنهج الدراسي لتقييم مدى قدرة التلاميذ، و لا تقيس أسئلة الاختبار حفظ الحقائق، ولكنها تتطلب أن يعتمد التلاميذ على المعرفة ومهارات حل المشكلات في العالم الحقيقي والتي تعكس القدرة على التفكير النقدي والتحليلي والكفاءة العالمية في هذه المجالات، والتي تمكنهم من المشاركة الايجابية في المجتمع.
ويجب إعداد التلاميذ لاختبار PISA ، واجراء امتحانات تحضيرية ، و تنظيم دورات تدريبية للمعلمين، إعداد منشورات إرشادية، أو تشجيع مؤسسات خاصة على القيام بمثل هذا الدور.
ويبدأ تطوير نظم التعليم في العالم العربي بالمعلم، فهو نقطة البداية في عملية الاتصال التعليمية، لرفع مكانة المعلم. ويتعين اختيار كوادر التدريس، وفق معايير الكفاءة دون غيرها، بحيث يتمتعون بمهارات أكاديمية عالية والتزامًا عالياً بالتعليم.
ويتوجب حصول المعلمين قبل الخدمة على شهادات مزاولة المهنة تتطلب تأهيلاً تربوياً ، بعد الحصول على شهادة علمية في مجالات التخصص، وتدريب المعلمين بشكل مستمر اثناء الخدمة، لتعزيز قدرتهم على تنفيذ المناهج المنقحة وتعديل أساليب التدريس.
ويتطلب رفع سوية نظام التعليم مراجعة دورية للمناهج لمواكبة الاتجاهات العالمية المتغيرة، وتطوير مهارات القرن الحادي والعشرين مثل التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات، واكتساب المهارات الفنية والاجتماعية والتعاونية ومهارات التفكير والتقييم والتعبير عن الذات، وتنمية قدرات التلاميذ على تطبيقها في الحياة الواقعية.
وهناك حاجة لتنمية مهارات التفكير العليا عند التلاميذ، والانتقال من مستوى جمع وحفظ المعلومات والفهم والتطبيق، إلى مستوى التحليل، والتقييم والمحاكاة وتوليد الإبداع، ويكونوا منتجين مبتكرين للسلع والأفكار. وتحفيز وتمكين التلاميذ من التعلم ذاتيًا لتعزيز التعلم مدى الحياة .
ويتعين استخدام المعلمين للمهارات المشتركة للمناهج الدراسية والتي تشمل مهارات الاتصال، و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) وهي مهارات أساسية تمكن التلاميذ من الوصول إلى المعرفة. ويشكل تطبيق سلالم وظيفية مهنية للمعلمين في الدول التي لا تطبقها، تحدد الشروط الواجب توفرها للترقية والحوافز التي سيحصلون عليها. ويعتمد التقدم في السلم الوظيفي على المشاركة النشطة في أنشطة التطوير المهني، والتقييم السنوي لجودة التدريس، وجهود إبداعية في المدرسة، والعمل في المدارس الفقيرة في المنطقة. ويساهم المعلمين الأكثر كفاءة في أعلى السلم الوظيفي في تطوير المناهج الدراسية وفي القيام بأدوار قيادية.
ويمثل إتباع أعلى درجات النزاهة والشفافية في تنظيم وتقييم وطبيعة وسوية الامتحانات العامة وفي إعلان النتائج لتحقيق العدالة بين التلاميذ، شرطاً أساسياً لتحقيق أهداف العملية التعليمية.
المصادر
https://www.oecd.org/pisa/data/2022database/
https://carnegie-mec.org/2022/11/29/ar-pub-88504
https://www.oecd.org/pisa/PISA%202022%20Insights%20and%20Interpretations.pdf
https://www.oecd.org/publications/pisa-2022-assessment-and-analytical-framework-dfe0bf9c-en.htm
https://www.educacionyfp.gob.es/dam/jcr:bb415ffc-edfd-4b4f-9961-cbdfbb5d535b/pisa-2022-framework.pdf