معالم طبيعية في السودان : جبل مرّة
يُعد جبل مرّة أشهر الجبال السودانية وأكثرها ارتفاعاً، وهو أيضا أحد أكبر 10 جبال في إفريقيا. ويقع جبل مرّة جنوبي غربي السودان، في ولاية غرب دارفور، ويبلغ ارتفاع أعلى قممه 3042م ، ويمتد لمسافة 160 كم إلى جنوب غرب الفاشر في غرب السودان ويغطي مساحة تبلغ حوالي 13 ألف كم2. ويوفر جبل مرّة من موقعه الإستراتيجي الكاشف إطلالة مميزة على مساحات كبيرة في السودان.
مواضيع ذات صلة
السودان| مؤشرات في التنمية (بيانات 2017)
سكة حديد السودان (2) | إرث حضاري على طريق التجديد والحداثة
معالم طبيعية| محمية ضانا .. جراند كانيون الأردن
معالم طبيعية | أرخبيل جالطة وواحات تونس
معالم طبيعية| مغارة الشموع والبحر الميت في فلسطين والأردن
معالم طبيعية| مغارة جعيتا في لبنان
معالم طبيعية | شلالات صلالة ومعالم في سلطنة عمان
معالم طبيعية| … في صحاري وجبال المملكة العربية السعودية
معالم طبيعية| الصحراء البيضاء ومحميات طبيعية في مصر العربية
معالم طبيعية| واحات أوباري في الصحراء الليبية
معالم طبيعية| مغارة بني عاد وشلالات لوريط في تلمسان بالجزائر
معالم طبيعية|الهقار وتاسيلي في الجزائر
معالم طبيعية| شلالات أوزود ومغارة إمي نفري في المغرب
معالم طبيعية| سقطرى … جوهرة الجزيرة العربية
أهوار العراق | تراث إنساني عالمي لبلاد الرافدين أنقذته رحمة السماء
موريتانيا| المحمية الوطنية لحوض آرغين.. حيث تتعانق الصحراء والبحر
تتمثل تضاريس جبل مرّة في امتداد سلسلة الجبال من الشمال إلى الجنوب بشكل يقسم إقليم دارفور إلى قسمين كبيرين في الشرق والغرب. وهناك عدة قمم لجبل مرّة متفاوتة الإرتفاعات، وتبلغ القمة عند بحيرتي ديربا حين يتعدى الإرتفاع 3 آلاف متر. وتعتبر بحيرة جبل مرّة واحدة من أجمل البحيرات البركانية في العالم.
تقع بحيرات ديربا Deriba lakes عند فوهة بركان جبل مرّة عند أعلى قمة في الجبل وتضم بحيرتين:–
- البحيرة المالحة وتقع في شمالية شرق الفوهة، وهي كبيرة وتزيد مساحتها على 2500م2، وهي غير عميقة (أشد عمق لها 12 م)، ومياهها خضراء مالحة، وتقع في أخفض مكان على قمة الفوهة، وتلعب دور مصرف للمياه للفوهة وتدعى بالبحيرة الأنثى، وتستخرج منها أملاح الصوديوم.
- البحيرة العذبة جنوب غرب الفوهة، وهي أصغر حجماً، ومساحتها قرابة 1200م2 ، وهي أشد عمقاً بكثير من البحيرة المالحة (أشد عمق لها 110 م) وتدعى بالبحيرة الذكر.
ينتج عن بحيرات ديربا تسرّب المياه عبر الصخور البركانية، التي تتدفق منها بضعة شلالات مثل شلال قلول وشلال نيرتتي وشلال مرتجلو، وشلال سوني وغيرها.
بوجد عدد من الينابيع الساخنة في المناطق المحيطة بفوهة البركان، وخاصة في الجزء الغربي من فوهة جبل مرّة. وهناك 10 ينابيع ساخنة في جبل عدوة قرب قرية كورونجا وعلى بعد حوالي 2 كم من بحيرة فوهة البركان دريبا مياهها عذبة وتحتوي جميعها تقريباً على تركيز ضمن المعدل المقبول من بخار الكبريت.
ويحظى الاستحمام في المياه الطبيعية الحارة بشعبية كبيرة في منطقة جبل مرّة، حيث يعتقد أن للمياه الحارة الكبريتية قوة علاجية.
تتميز المياه الحارة في منطقة جبل مرة بمتوسط درجة حرارة لا يقل عن 15 درجة مئوية فوق متوسط درجة حرارة الهواء السنوي في المنطقة، وهناك خمسة ينابيع تزيد حراتها على 55 م.
مناخ جبل مرّة
يتسم مناخ قمة الجبل بالإعتدال، وتسقط عليه كميات عالية من مياه الأمطار ابتداء من شهر يونيو حزيران وحتى تشرين أول أكتوبر وبمتوسط 900 ملم، لكن الأمطار تتعدى 1100 ملم في المنطقة الغربية، ولذلك، تحافظ البحيرات على مخزونها المائي.
وهناك ينابيع تتدفق بصورة شبه دائمة من بحيرة فوهة البركان، وتنتشر الوديان الموسمية في الاتجاهات الأربعة للهضبة. وتتراوح درجة الحرارة بين 15م في كانون الثاني يناير إلى 40 م في شهر مايو أيار.
سكان جبل مرّة
يتميز جبل مرّة بالكثافة السكانية، حيث تنتشر القرى حتى قمة الجبل وسط منطقة خضراء طبيعية يتوسطها شلال قلول. ولذلك يعتبر الجبل منطقة جذب سياحى شعبية وللكثير من الزائرين من السودان للتمتع بالبيئة الطبيعية والمناخ المعتدل.
تعود تسمية الجبل بـ “جبل مرَّة”، إلى أن بعض سُكان السودان يرون أن جماله فريد ولم يظهر في هذا الوجود سوى مرة واحدة فقط. ويرى البعض الآخر أن نظرة إليه من الجانب الجنوبي الشرقي توحي بأنه يأخذ شكل إمرأة مستلقية ولذلك سمي “جبل مَرَه”.
تسكن قبائل الفور Fur والزغاوة حول جبل مرّة فى مساكن تسمى قطاطى جمع قطية) وهى مساكن دائرية مبنية من أسفل من الطوب ومن أعلى من القش على شكل هرمى. ولذلك سميت المنطقة باسم Dar Fur ، أي منزل (دار Dar) قبيلة فور Fur.
تضم دارفور عدة مدن رئيسية ومنها زلنجي عاصمة دارفور المركزية ونايلا عاصمة جنوب دارفور والفاشر عاصمة شمال دارفور. ويتمع سكانها بحسن الضيافة للغرباء الذين يزورون مناطقهم.
تعد قبائل الفور التي تعيش في جبل مرّة منذ القدم من أكبر المجموعات العرقية في إفريقيا مثل قبائل الزولو في الجنوب والتوتسي في وسط إفريقيا حول البحيرات.
يعد شعب الفور من أكبر الشعوب التي ساهمت في نشر رسالة الإسلام في قلب القارة الإفريقية، وتمكينه في السودان الإفريقي. وقد كان سلمان سولونج ملكاً لدارفور في القرن الحادي عشر، وكانت عاصمته طُرا Tora قبل أن تنقل فيما بعد إلى الفاشر، وقد بنى 99 مسجداً بعدد أسماء الله الحسنى.
توجد منحوتات صخرية في جبل مرة قرب قرية رو كيرو Ro kiro (تعني البئر الأخضر)، تمثل صفاً من نسوة يحملن على رؤوسهن قلل (أوعية) الماء. وتعد هضبة مرة بكهوفها الكثيرة والواسعة من ضمن أقدم الآثار المعروفة في الأرض للإنسان القديم ، ولذلك، تضع هذه الفنون الإفريقية القديمة الهضبة في قائمة المناطق الأثرية الهامة التي تؤرخ لإنسان الهضبة الممتدة إلى حدود العصر الحجري.
الحياة النباتية والحيوانية في جبل مرة
يوجد في جبل مرّة العديد من أنواع النباتات ، وخاصة النباتات العشبية وأشجار المناطق المرتفعة في إفريقيا مثل الزيتون البري والصنوبريات والطلح (السنط أو الأكاسيا). وتضم الحيوانات والطيور القرود والغزلان ومالك الحزين والإوز وأبو منجل والبط وأنواع عديدة من طيور اللقلق.
تطل قمة جبل مرّة على مساحات خضراء كبيرة تسمح بمشاهدة حيوانات مثل الغزلان وهى تتجول على الجبل، وبساتين الحمضيات وفواكه أخرى ومحاصيل الذرة والدخن وأشجار غابية على طول الحافة الشمالية الغربية من بحيرة ديربا البركانية. ويوجد في في المنطقة مزارع تنتج التمور والحمضيات والباباي والمانجو والجوافا وتصدرها للخارج.
جبال كسلا
تقع جبال كسلا في ولاية كسلا ويبلغ ارتفاعها 851 م. وجبال كسلا عبارة عن كتلة ضخمة من الصخور الغرانيتية الملساء، وينفصل عن سلسلة التلال الأريترية شرقا بمسافة يبلغ عرضها حوالي 24 كيلومترا.
تقع مدينة كسلا على سفح جبال كسلا وهي التي أعطت المدينة تميّزها، وهي عاصمة ولاية كسلا ويسكنها قرابة 450 ألف نسمة وتبعد 600 كم عن العاصمة الخرطوم.
تتميز كسلا بموقعها على رأس دلتا وادي القاش (نهر مأرب) الموسمي الذي يبدأ في إريتريا وينتهي في سهول كسلا، وعلى سفوح كتلة جبلية تُعرف باسم جبال التاكا، القريبة من الحدود الدولية بين السودان وأريتريا مما أكسبها أهمية اقتصادية وسياحية.
وتعتبر كسلا (المدينة) مركزاً تجارياً هاماً على طريق الخرطوم بورتسودان وسوقاً لبساتين الفاكهة الشهيرة المحيطة بها. وقد كانت محطة لسكة الحديد حتى عام 2006.
ولجبال كسلا مسميات كثيرة، يصعب التفريق بينها لتشابهها في الشكل والإرتفاع، فهناك جبال التاكا ومكرام خلف المدينة في الوسط، وهناك جبل توتيل وأويتلا والبدوان على أطرافها. وقد أخذ إسم جبل توتيل “نقاط الماء” من النبع الشهير الذي يتوسّطها، ويتغنى به أهل السودان لجماله عند الغروب، بلونه البني الفاتح وصخوره الملساء.
إضافة لمدينة كسلا عاصمة الولاية ، هناك مدينة حلفا الجديدة والتي تم بنائها لايواء سكان وادي حلفا والذين غمرت مياه بحيرة النوبة (بحيرة ناصر) مناطق سكنهم ومزارعهم بعد بناء السد العالي في مصر، ومدينة خشم القربة التي تشتهر بسد خشم القربة وبحيرة وغابة الرميلة التي تعتبر بمثابة منتجع سياحي يؤمه كل مواطني الولاية في مختلف المناسبات.
يعتمد المزارعون في كسلا علي مياه وادي أو نهر القاش Mareb or Gash River الموسمية الوفيرة من أجل ري محاصيلهم، كما يخترق الولاية نهر عطبرة أحد روافد النيل. ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن والقمح، وقصب السكر والحمضيات والمانجو والموز والفول السوداني والخضروات.
ويقوم على إنتاج كسلا الزراعي صناعة خفيفة مثل تعليب الفواكه وتجفيف البصل في كسلا. وتضم الحدائق الجنوبية مجموعة من القرى تحيط بها بساتين المانجو والجوافة إلى جانب وادي القاش الذي تنبت في ضفافه اشجار الدوم و نبات العشار الطويل Calotropis procera وأشجار أخرى.
وفي كسلا أسواق مميزة مثل الأسواق مثل سوق النساء حيث تباع السلال والحصائر ومعدات صنع القهوة والبخور. وسوق قبيلة الرشايدة الرحل وهم من أصول إريترية، حيث تباع الملابس الحمراء والسوداء الساطعة للنساء والجلباب الملون للرجال.
تقع محمية الدندر الطبيعية القومية في ولاية سنار على الحدود بين السودان وإثيوبيا، وتضم العديد من الحيوانات البرية والطيور، وقد أخذت إسمها من نهر الدندر الذي تقع على ضفتيه.
تأسست حديقة دندر الوطنية في عام 1935 بهدف حماية الحياة البرية وجذب السياح البريطانيين إلى السودان، وأصبحت محمية طبيعية في عام 1979. وتبعد المحمية حوالي 480 كم عن الخرطوم وتبلغ مساحتها 9 ألاف كم2. وتعتبر المحمية واحدة من أجمل 18 محمية في السودان، وهي محمية بالكامل ولا يسمح بأي نشاط بشري إلا لأغراض السياحة والترفيه.
لا تضم المحمية المفتوحة على الطبيعة أية موانع غير طبيعية (حديدية أو صلبة)، وتتميز بتنوع أحيائي هائل من النباتات والحيوانات البرية والطيور والأسماك النهرية.
ويمكن مشاهدة حيوانات الجاموس الأفريقي ووحيد القرن والأفيال والغزلان مثل ظبى القصب وظبي الماء والزراف، والأسود والنمور والقطط البرية والضباع والخنازير البرية والقرود والنسانيس والقنافذ وغيرها من الحيوانات الصغيرة.
وهناك قرابة الف نوع من الطيور المستوطنة والمهاجرة ومنها دجاج الوادي ونقار الخشب والصقور والبجع الأبيض وأبوسعن والغرنوق والرهو والنعام وغيرهاوهناك 32 نوعا من الأسماك.
أفضل الفترات لزيارة الموقع الفريد هي الفترة من يناير إلى أبريل . وهي مغطاة بسهول الأعشاب والنباتات والغابات وبحيرات، وتحيط بنهر الدندر على ضفتيه. يمكن الوصول إليها عن طريق البر من الخرطوم في رحلة تستغرق 12 ساعة.
قام مرفق البيئة العالمية Global Environment Facility (gef) بتمويل مشروع استهدف الحفاظ على التنوع الحيوي في حديقة دندر الوطنية خلال الفترة 1998-2004.
وعمل المشروع من خلال برنامج المتحدة للتنمية ودائرة حماية الحياة البرية في السودان على الاستخدام المستدام للموارد. وقد تضمن المشروع دمج المجتمعات المحلية في استخدام وإدارة الموارد الطبيعية للحديقة وبالتالي تشجيع حفظ الأنواع، وإعادة إدخال بعض الأنواع التي انقرضت من المنطقة، والحفاظ على المحمية كنظام بيئي متكامل للحفاظ على الموارد الجينية الوراثية النباتية والحيوانية والحرجية.
كما تضمن المشروع حماية التنوع البيولوجي في منطقة المحمية التي تتهددها نشاطات خطط التنمية واسعة النطاق التي لا تتضمن أبعاداً تساهم في الحفاظ على البيئة وإساءة استخدام الموارد والجفاف نتيجة التغير المناخي وتدهور التربة.
تضم المحمية مراعي الاستوائية والسافانا وتشمل نباتات المحمية أنواع عدة من الأكاسيا أو الطلح والصمغ العربي والغابات ذات أعشاب طويلة بما في ذلك أنواع الذرة الرفيعة والغابات النهرية مثل الدوم والتمر هندي والسنط وخشب إفريقيا الأسود ونباتات المستنقعات ومنها أنواع من الذرة السودانية ونباتات عشبية.
المصادر
https://www.youtube.com/watch?v=YZ4lejDEiYY
https://en.wikipedia.org/wiki/Marrah_Mountains
https://www.revolvy.com/main/index.php?s=Marrah+Mountains
https://answersafrica.com/highest-mountains-africa.html
https://www.worldatlas.com/articles/highest-mountains-in-sudan.html
https://en.wikipedia.org/wiki/Deriba_(caldera)
https://en.wikipedia.org/wiki/Kassala
https://en.wikipedia.org/wiki/Dinder_National_Park
http://www.unesco.org/mabdb/br/brdir/directory/biores.asp?code=SUD+01&mode=all