معالم حضارية عربية | ساعات الأبراج في فلسطين التاريخية

برج الساعة في ميدان الشهداء في يافا

ساعات الأبراج في فلسطين

 ساعات الأبراج: تطور مفهوم وأساليب تحديد الوقت

ظلت مفاهيم الوقت وتحديده هاجس كثير من الناس في تاريخ البشرية، لآلاف من السنين ممتدة لما قبل الميلاد. وعرفت البشرية في الحضارات السومرية والهندية والصينية والعربية ادوات وأساليب لحساب وتحديد الوقت مثل الساعة المائية والرملية وساعات الشموع وعيدان البخور والساعة الشمسية ومراقبة الأجسام الفلكية وحركة الأرض والشمس والقمر وإلى الأجهزة الميكانيكية الحديثة التي وُجدت في الحضارة الغربية.

تم اختراع الساعات الميكانيكية الأولى في بداية القرن الرابع عشر، ولم تصبح الساعة أداة ضبط قياسية للوقت حتى تم اختراع ساعة البندول في عام 1656. وتطورت لتصبح أولى ساعات الجيب الدقيقة بعد إضافة ميزان النابض (الزنبرك) إلى عجلة التوازن في منتصف القرن السابع عشر.

بقيت ساعة البندول أكثر أدوات ضبط الوقت دقة حتى عام 1930، حين تم اختراع مذبذبات الكوارتز، ثم الساعات الذرية عالية الدقة بعد الحرب العالمية الثانية والتي تستحدم في ضبط ومعايرة الوقت عالمياً.

وتطورت الإلكترونيات الدقيقة في الستينيات وأمكن إنتاج ساعات الكوارتز بتكلفة قليلة. وبحلول ثمانينيات القرن العشرين، أصبحت التقنية السائدة في العالم في الساعات الكبيرة وساعات اليد.

كان تحديد أوقات دخول الصلاة شاغلاً لكثير من الناس في الدول الإسلامية حتى أواخر القرن التاسع عشر.  وحتى عندما أصبحت ساعات الجيب متاحة للقادرين على شراءها، فإن تعقيدها وتكاليفها لم تكن لتسمح لمعظم الناس بامتلاك  ساعة أو استخدامها.

جاء حل هذه المشكلة عن طريق أبراج الساعات التي أقيمت في الأماكن العامة في مدن مختلفة في الدولة العثمانية، وكان صوت دقات أو أجراس الساعات ، والذي يمكن سماع رنينه من مسافة بعيدة، وسيلة إعلام السكان المحليين بأوقات الصلاة.

ومع مرور الأيام، وعندما أصبحت الساعات بأسعار في متناول كثير من الناس، تجاوزت هذه الأبراج قيمتها العملية ودورها الوظيفي في تعريف جمهور الناس بالوقت، وأصبحت تأخذ قيمة جمالية  لتزيين المباني والميادين في المدن الكبيرة.


موضوعات ذات صلة
معالم حضارية عربية| ساعات الأبراج في ساحات بلاد الشام وجزيرة العرب
معالم حضارية عربية| ساعات الأبراج في ساحات شمال إفريقيا
معالم حضارية عربية | ساعة مكة … واجهة حضارية وثقافية في السعودية
معالم حضرية عربية| برج ساعة الأعظمية…تجربة كاشفة لحضارة العراق
معالم حضارية عربية| ساعات الزهور النباتية في بلاد العرب
فلسطين| مؤشرات التنمية (بيانات 2017)

ساعات الأبراج في العالم

ساعات الأبراج هي مباني قائمة تضم ساعة على وجه واحد أو أكثر على البرج. ويمكن أن تكون قائمة بذاتها في ميدان أو ساحة أو جزء من مبنى مثل البلدية أو كنيسة أو مسجد.

ولا يُعَرف برج الساعة (أو برج الإتصالات) على أنه مبنى  وفقًا لمجلس المباني الشاهقة والموائل الحضرية إلا إذا احتوى البرج على أكثر من نصف مساحته، حيزاً مخصصاً للسكن.

وتعلن معظم ساعات الأبراج عن الوقت عند كل ساعة، وكل ربع ونصف ساعة. وكثيراً ما يجري ذلك عن طريق قرع الأجراس والتي قد تكون كبيرة مثل بج بن، حيث يتجاوز وزن الجرس 13 طن من النحاس. وأحيانًا يعلن الوقت عن طريق دقات موسيقية، وقد تبرمج لبث النشيد كما ساعة بيروت، والتي دمرت في سبعينات القرن الماضي.

وأبراج الساعات هي مشاهد شائعة في أجزاء كثيرة من العالم، وبعضها مباني أيقونية. فبرج  ساعة بج بن الذي بٌني في عام 1859 (والذي أصبح حديثاً يٌعرف برج إليزابيث) هو من المعالم البارزة في لندن.  ويعتبر برج ساعة مكة في مجمع أبراج البيت من أبرز معالم مكة الكرمة، وهو أكبر وأعلى ساعة في أي مبنى في العالم، حيث يبلغ ارتفاع برج الساعة في مكة 601 م.

وأصبحت أبراج الساعة من المعالم الثقافية البارزة في لندن والبندقية وفيلادلفيا ومومباي وموسكو وبرن وبراغ ومكة ومدن فلسطين ورمزًا لبعض هذه المدن الكبيرة.

ساعات الأبراج في الدولة العثمانية
زينت عشرات أبراج الساعة كثيراً من مدن الدولة العثمانية في أواخر عهدها وكانت من معالمها المشهورة.

كان برج دولمة باهجة أول برج ساعة يضم جرسًا يتم بناؤه في الأراضي العثمانية. وقد أمر بإنشائه السلطان عبد الحميد الثاني بارتفاع 27 م بين عامي 1890 و 1895 أمام بوابة قصر دولمة باهجة بجوار مسجد يحمل نفس الإسم ومقابل الواجهة البحرية لمضيق البوسفور في إسطنبول.

كان من أهداف إنشاء الأبراج الإعلان عن أوقات الصلاة، وقد قال شاعر تركي في كلمات كُتبت على برج ساعة “لا حاجة لك لأن تحمل ساعة جيب، ففي وسع الجميع معرفة الوقت من دقات ساعة  البرج” .

غير أن هذه الأبراج، وبصرف النظر عن تحديد الوقت، كانت ترمز إلى سلطة الدولة. جاءت أبراج الساعة المهيبة في ذلك الزمان رمزا للتحديث العثماني. وقد نُقش على برج الساعة الذي بُني في أضنة في أواخر القرن التاسع عشر قصيدة لشاعر تركي قال فيها … “عندما يَدُق جرس الساعة فهو في الحقيقة هو صوت الدولة”.

حث السلطان عبد الحميد الثاني الناس على بناء برج ساعة في كل مدينة، وأخذ بناء أبراج الساعة في الزيادة ، حتى بلغ عدد الأبراج التي بنيت ما مجموعه 144 برجاً على كافة الأراضي العثمانية بما فيها تركيا .

امتدت الأبراج إلى خارج حدود الجمهورية التركية، في مدن كثيرة في البوسنة وفي تيرانا بألبانيا وفي بلغراد في صربيا وفي مكدونيا وفي مدن عدة في فلسطين وفي بيروت وطرابلس لبنان، وفي دمشق وحلب وفي الموصل وبغداد في العراق .

سقط 72 برجًا خارج حدود تركيا  وبقي القليل منها في مدن عربية، وهناك حالياً 52 من هذه الأبراج في تركيا.

كانت الأبراج شاهداً على حضارة ممتدة للدولة العثمانية حين بدأت شمسها في الغروب. كانت سلطتها آخذة في الإنحسار في العقد الأخير من القرن التاسع عشر خارج تركيا ، بينما سيطرت القوى التركية القومية على السلطة في تركيا في نهاية العقد الأول من القرن العشرين.

ساعات الأبراج في فلسطين

بدأ بناء أبراج الساعات في فلسطين في العقد الأول (1901-1907) من القرن العشرين.  وقد جاء ذلك في إطار احتفالات الدولة العثمانية بإنشاء 100 برج ساعة في إطار الإحتفالات باليوبيل الفضي لولاية السلطان العثماني عبد الحميد في عام 1901، كتعبير عن دوره في نقل الدولة العثمانية إلى عصر التقدم والعمل على إدراك النهضة الأوروبية الحديثة.  وشملت الإنجازات عربياً إدخال الكهرباء وتشغيل الترام في دمشق وحلب وبيروت، وإقامة الخط الحديدي الحجازي بين دمشق والمدينة المنورة.

وقد وضعت السلطات العثمانية مخططات هندسية مفصلة لساعات الأبراج، والتي كانت تدعى برج الحميدية نسبة إلى عبد الحميد العثمانية، وكان كل برج يحتوي على لوحة توضح مكان بناء البرج وأنه جاء تخليدا للسلطان العثماني.

وعلى الرغم من عِمارة الأبراج كان لها طابع عثماني ، إلا أنه كان لها جانبي المحلي.  ولذلك، جاء تصميم أبراج الساعة في فلسطين مختلفاً عن تلك الموجودة في تركيا ومنطقة البلقان، وكان عامل البيئة المحلية هاماً في عملية التصميم.

كان مخطط بناء برج ساعة مدينة نابلس في عام 1900،(المبين في الشكل) نموذجاً لمخططات بناء أبراج الساعة في الدولة العثمانية.

كان المخططُ الهندسي تفصيلياً لبرج الساعة الهرمي ويشمل بالمقاسات التقريبية والنسبية للبرج.  وتضمن المخطط تصميماً لواجهة من المبنى يبين الأطوال وأشكال الأعمدة، والنوافذ والشرفات، والكتابات التجميلية والتوثيقية. كما تضمن المخطط مقطعاً أفقياً للبرج يبين التصاميم الهندسية للبرج من الداخل، ومطالع الأدراج فيه، وتوزيع الشرفات، ومواقع الساعات.

كان حصة فلسطين ستة من هذه الإبراج في القدس ويافا وحيفا وعكا وصفد ونابلس. وكان هذا المشروع تعبيراً عن إرادة الدولة للحفاظ على فلسطين، وتحشيد الناس فيها.

كانت الأبراج اعترافاً بقيمة الحواضر الفلسطينية الدينية والتاريخية، وسعياً  لجعلها قِبلةً للإبداع والتميز في تراثها الحضاري؛ الهندسي والفني.

وهناك من يقال أنها كانت سبعة أبراج، وأن البرج السابع كانت مقرراً في الناصرة، وحتى أنه يوجد مبنى لبرج الساعة في أقيم بأسلوب عصر النهضة الإيطالي فوق قصر السرايا في الناصرة، لكن برج الساعة  في الناصرة لم يرى النور.

جاء عدم استكمال برج الساعة في الناصرة في ضوء بدء زوال الدول العثمانية  بفقدانها أراضيها في أوروبا وتحولها إلى ملكية دستورية في عام 1908 وسيطرة القوى القومية على الحكم، وانتهاء الدولية رسمياً في عام 1924 بسيطرة كمال أتاتورك وأعلان الجمهورية التركية، الأمر الذي أوقف نشاطات الدولة العثمانية خارج أراضي تركيا.

أقيمت أبراج الساعة في مدن فلسطين الكبرى بتصميمات مختلفة باستخدام الحجارة السائد استخدامها في مباني فلسطين. وبُني بعضها بشكل قائم بذاته في ساحات يافا وحيفا ونابلس في وسط المدينة، وأقيم البعض الآخر بمحاذاة أو على مباني تاريخية قائمة في القدس وعكا وصفد والناصرة.

وتستغل السلطات المحتلة أبراج فلسطين التي بُنيت قبل العام 1908 لأغراض الدعاية، حتى أنها أصدرت طوابع بريدية للأبراج الخمسة الواقعة تحت سلطتها في فلسطين، باستناء برج نابلس الواقع في مناطق السلطة الفلسطينية.

ساعات الأبراج في فلسطين: برج ساعة القدس

أقيم برج الساعة في القدس في المدينة القديمة في عام 1907 ،عند الجهة الغربية لسور القُدس وفوق باب الخليل والذي يُعرف باسم بوابة يافا، ويُعرف أيضاً ببوابة بيت لحم، وباب الحجاج.  وقد جرى ترميم باب الخليل لسور القدس عبر عصور مختلفة، إلا أن البناء الحالي لباب الخليل أُنشئ في زمن السلطان العثماني سليمان القانوني في عام 1538.

جاء بناء البرج مربعاً،  وبلغ ارتفاعه 13 متراً من الحجر الجيري فوق السور.  كان هناك اربع أوجه للساعة، حتى يمكن رؤية الساعة من جميع الجهات، ووضعت محركات الساعات في الطبقتين الثالثة والرابعة. كان الجرس في الجزء العلوي من البرج، وكانت الساعة تطلق أجراسها في كل ساعة. وكانت الوجوه الشرقية والغربية بالأرقام الأنجليزية  (وهي الأرقام العربية في الحقيقة) في حين أظهرت الوجوه الشمالية والجنوبية التوقيت بالأرقام العربية الشائعة في دول المشرق العربي

امتاز البُرج بهندسته المعمارية وبزخارفه العثمانية. وكان سطح الطابق الرابع فوق أوجه الساعة مزخرفاً كما يبين الشكل، وهناك رمز الهلال والنجم للحكم العثماني وقبة يعلوها هلال وساريات معدنية  تحمل علم الدولة العثمانية.

كان برج الساعة في القدس آخر برج يقوم العثمانيون ببنائه، وكان الوحيد الذي تمت إزالته. وقد ظل البرج قائماً حتى عام 1922 (وقيل أيضاً  في عام 1918) حين قررت سلطات الانتداب البريطاني تفكيك الساعة وهدم البرج بحجة أن البرج لا يتناسب مع الجانب التاريخي لسور المدينة وبواباته.

وفي ضوء مطالبات سكان القدس بنقل الساعة لمكان اخر في المدينة، تم نصب الساعة على برج صغير في الساحة المقابلة لمبنى بلدية القدس خارج الباب الجديد في عام 1924 (كما يبين الشكل). غير أنه جرى إزالة البرج الصغير الجديد في عام 1934 بحجة ضيق المكان و توسيع الشارع والازدحام المروري.

ساعات الأبراج في فلسطين :برج الساعة في يافا

أقيم برج  الساعة في ساحة الشهداء في وسط ساحة السوق في مدينة يافا في عام 1903، بالقرب من مسجد المحمودية الشهير في يافا، وقصر السرايا الذي بُني في عام 1897م ، ولا يزال يحيط بها المباني القديمة بعمارتها العربية.

ويعتبر برج الساعة أحد أهم الآثار المعمارية العثمانية في المدينة بعد هدم الكثير من معالم المدينة.  وقد شهدت هذه الساحة الكثير من المعارك مع اليهود والكثير من المظاهرات والتجمعات الشعبية ضد الاستعمار والاحتلال سقط على إثرها الكثير من الشهداء، ولذلك تُعرفُ بساحة الشهداء خاصة في معرك الاستيلاء على يافا ومن ثم النكبة عام 1948.

تم بناء برج الساعة بتبرعات من سكان المدينة، واستغرق بناؤه 3 سنوات (1900-1903) وهو برج من ثلاثة طوابق ،

ومبني من حجر كاركار الجيري مع سقف نحاسي ، ويحتوي على ساعتين وجرس، ويشبه شكله برج الكنيسة الألمانية. وقد أعطى البرج الاسم الشائع للساحة وهو ميدان أو دوار الساعة.

وقد جرى ترميم البرج في عام 1996 وإعادة ختم السلطان إلى مكانه أعلى في الواجهة الجنوبية للبرج في عام 2016 كما يبين الشكل.

ساعات الأبراج في فلسطين: برج الساعة في حيفا

أقيم برج الساعة في وسط البلدة القديمة لمدينة حيفا، أمام مسجد الجرينة القديم في عام 1901، وبجوار محطة سكة حديد حيفا ومبنى السرايا  الذي دمر في اعقاب النكبة الفلسطينية في عام 1948.

أنشئ مسجد الجرينة في عام 1775، وقد أطلق عليه هذا الإسم نظراً لوجود ساحة خاصة للحبوب (الجرينة) المصدرة لخارج فلسطين،  وكان المسجد الرئيسي لعرب حيفا حتى النكبة الفلسطينية في عام 1948. وقد أنشئ برج الساعة أمام هذا المسجد.

يتكون البرج المزخرف من ستة طوابق، وهو مصنوع من حجر كاركار الجيري. وكان هناك أربع ساعات في الطابق الرابع، ولكن ساعة واحدة فقط بقيت، وهي ساعة جديدة نصبت على الساعة. وهناك قبة في أعلى البرج تحمل الهلال.

يعتبر برج ساعة حيفا أحد أهم الأثار المعمارية الباقية في حيفا، بعد أن أقدمت إسرائيل على هدم معظم البلدة القديمة، بما في ذلك مبنى السرايا، بحجة أعمال التطوير، لإزالة الهوية الفلسطينية ومنع عودة السكان المهجرين.

ساعات الأبراج في فلسطين: برج الساعة في عكا

أقيم برج الساعة في البلدة القديمة لمدينة عكا، على مبنى خان العمدان  في عام 1901. وقد أدرجت اليونسكو عكا القديمة في عام 2001 كموقع ثقافي في قائمة مواقع التراث العالمي.

أقام أحمد باشا الجزار خان العمدان سنة 1784 في مدينة عكا، وهو مبنى مربع الشكل من طابقين يرتكز على أعمدة من الغرانيت جلبها الجزار من قيسارية.

جاء بناء البرج من طابق أرضي وأربعة طوابق للبرج من حجر الكاركار. وفي الطابق الثالث الأطول والأكثر زخرفة في البرج، تقع في كل جهة ساعة، وفوق كل ساعة الرمز العثماني: الهلال والنجم. وبرج خان العمدان في عكا هو من أبراج الساعات الشهيرة في العالم. وقد تم استبدال ساعات البرج في عام2001 بساعات كهربائية.

 ساعات الأبراج في فلسطين: برج الساعة في صفد

أقيم برج الساعة في عام 1901، جنوب المدينة القديمة بمحاذاة مبنى السرايا العثمانية في صفد، ولذلك يسمى برج ساعة صفد برج السرايا أيضاً.

تم إقامة مبنى السرايا  الأثري العهد العثماني في عام 1880 وكان يمثل مركزا إداريا للمدينة. ويضم مبنى السرايا اليوم مركزًا ثقافيًا ومكتبًا للسياحة المحلية، ويعتبر أحد أهم الأثار العربية الباقية في صفد.

يتكون برج الساعة من طابق أرضي وأربعة طوابق. وتقع الساعة في الطابق الثالث، ويقع الجرس الكبير في الطابق الأخير و كان سطح الطابق الأعلى على هيئة هرم. وفي عام 2002 ، قامت بلدية صفد و جمعية تنميةصفد  بتثبيت ساعات كهربائية جديدة في البرج. ولا يزال الجرس الأصلي يرن كل نصف ساعة.

ساعات الأبراج في فلسطين: برج ساعة نابلس

أقيم برج الساعة أو المنارة في باب الساحة وسط الساحة القديمة بمركز مدينة نابلس في العام 1901 حسب النقش الرخامي الواقع على مدخلها الجنوبي.  وقد قام ببناء البرج أحمد الصروان رئيس البنائين في نابلس، وقد منح وسام شرف من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بعد بناء لبيرج.

برج الساعة في نابلس عبارة عن بناء مربع الشكل يرتفع أربعة طوابق، وهناك سلم خشبي يصل إلى أعلى المنارة. مدخل البرج في الطابق الأول الأرضي ، ويوجد شرفة حجرية ونوافذ في الطابق الثاني.  وتوجد الساعة على الجهات الأربع في الطابق الثالث، وتوجد ثقالات الساعة في الطابق الأخير.

وقد كان لساعة نابلس دور كبير في ضبط مواقيت أهل نابلس. كانت المناطق المحيطة بالساعة تضبط توقيتها على ساعة المنارة لدقتها وصوتها المرتفع. كانت ساعة المنارة بمثابة الضابط لمواعيد الناس في المدينة.

ويشير أحد سكان المدينة إلى أن امتلاك ساعة في بداية القرن العشرين كان أمراً صعباً بالنسبة للكثيرين، وكان الأثرياء فقط يضعون ساعات في أيديهم. لذلك، كان برج الساعة وسيلة معظم الناس لمعرفة الأوقات؛ ويكفي أن يطل الناس من النوافذ ليعرفوا الساعة.

ويعتبر برج الساعة (برج المنارة ) أحد أهم الأثار المعمارية العثمانية الباقية في نابلس، وقد اتخذتها بلدية نابلس شعارًا لها  ورمزاً مدينة نابلس، ومركز للحياة النابلسية، كما أنه ملتقى للتجار والسياح.

ويطل برج الساعة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻻﺗﺟﺎھﺎت وﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ والأﺛرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺷﻛل ﺑﺎﻧورﻣﺎ ﺗراﺛﯾﺔ؛ فساحة اﻟﻣﻧﺎرة اكتسبت أهميتها من برج الساعة. وقد كان لبرج الساعة موظف خاص مسؤول عن صيانتها وترميمها. وكان عشاق المدينة يصعدون إلى البرج، ليشهدوا بانوراما نابلس؛ تاريخ المدينة ومعالمها الأثرية، ومنها دوار الشهداء، وأحياء نابلس الشيخ مسلم وقصر عبد الهادي.

وقد تم إﻋﺎدة ﺗرﻣﯾم اﻟﺑرج في عام 2012، ووضع ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺳﺗﻣر ﻟﺗرﻣﯾﻣﮭا واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ بها بدعم من الحكومة التركية.

المصادر

https://bit.ly/30J4W0Q
https://bit.ly/2K2wR5O
https://bit.ly/2VOnysH
https://en.wikipedia.org/wiki/Jaffa_Gate
https://en.wikipedia.org/wiki/Jaffa_Clock_Tower
https://en.wikipedia.org/wiki/Manara_Clock_Tower
https://www.dailysabah.com/feature/2017/01/06/ottoman-era-clock-towers-telling-time-from-balkans-to-middle-east
https://www.worldbulletin.net/place/clock-towers-an-ottoman-heritage-from-the-balkans-to-the-middle-east-h165081.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *