واحات أوباري في صحراء ليبيا
موقع صحراء أوباري
على غير ما يمكن للمرء أن يتوقعه في بحر واسع من رمال الصحراء، تضم الصحراء الليبية عدداً من المسطحات المائية ومنها بحيرات أوباري (or Awbari (Idehan Ubari والتي يبلغ عددها أكثر من عشرة بحيرات، وتبدو من الجو كمرايا لامعة من الماء في تناقض صارخ مع محيط من الرمال الصفراء الجافة في ذلك الجزء من الصحراء الكبرى الإفريقية الذي تضمه ليبيا.
تقع صحراء أوباري فى جنوب غرب ليبيا في الولاية المعروفة تاريخياً باسم ولاية فزان، قرب الحدود مع الجزائر بين وادى الشاطئ فى الشمال ووادى الحياة (وادي الآجال) فى الجنوب، في منطقة تعرف بإسم رملة الدوادة. وتبلغ مساحتها 58 الف كم2 ويسكنها قبائل الطوارق. وقد سميت بهذا الإسم نسبة لمدينة أوباري عاصمة محافظة وادي الحياة.
تقع أوباري في أحد أكثر مناطق الأرض جفافاً. وتسودها شمس دائمة ونادراً ما تظهر فيها الغيوم طوال العام، ويتجاوز معدل الحراراة في أشهر الصيف 40 درجة، وتسقط فيها عدة مليمترات من المطر سنوياً، وربما الأقل على وجه الأرض (8 ملم).
مواضيع ذات صلة
ليبيا| مؤشرات التنمية الإجتماعية والإقتصادية (بيانات 2017)
معالم طبيعية| محمية ضانا .. جراند كانيون الأردن
معالم طبيعية | أرخبيل جالطة وواحات تونس
معالم طبيعية| مغارة الشموع والبحر الميت في فلسطين والأردن
معالم طبيعية| مغارة جعيتا في لبنان
معالم طبيعية | شلالات صلالة ومعالم في سلطنة عمان
معالم طبيعية| … في صحاري وجبال المملكة العربية السعودية
معالم طبيعية| جبل مرَة وكسلا وحديقة الدندر في السودان
معالم طبيعية| الصحراء البيضاء ومحميات طبيعية في مصر العربية
معالم طبيعية| مغارة بني عاد وشلالات لوريط في تلمسان بالجزائر
معالم طبيعية|الهقار وتاسيلي في الجزائر
معالم طبيعية| شلالات أوزود ومغارة إمي نفري في المغرب
معالم طبيعية| سقطرى … جوهرة الجزيرة العربية
أهوار العراق | تراث إنساني عالمي لبلاد الرافدين أنقذته رحمة السماء
موريتانيا| المحمية الوطنية لحوض آرغين.. حيث تتعانق الصحراء والبحر
الحياة الإقتصادية في أوباري
تمتد الكثبان الرملية على طول وادي الآجال (وادي الحياة) غرب محافظة سبها في جنوب ليبيا، حيث توجد ثروات نفطية ومائية وسياحية تضم مواقع سياحية تشمل بحيرة قبرعون ومدينة جرمة الأثرية. ويعد النفط الركيزة الإقتصادية حيث يوجد بها حقل الفيل النفطي وعدد من الشركات العالمية.
يضم وادي الحباة مدينة جرمة الأثرية ومتحفها والتي كانت مزدهرة في عهد الرومان. وكانت جرمة، موطن أسلاف الطوارق، أحد مراكز طرق التجارة بين البحر المتوسط وأفريقيا، وفيها اهرامات جرمة والحطية. وتقع الحطية على بعد 6 كم من أوباري، ويوجد فيها 20 هرماً.
هذه الأهرامات هي قبور يأخذ القبر فيه شكل النصب أو الهرم الصغير يرتفع حوالي 1 – 6 م، ويكون راس الهرم مسطحاً وليس مستدقاً. وقد كان من عادة سكان سرت وجرمة وغرب ليبيا القدماء على أن يكون الإنسان جالساً عند خروج الروح من الجسد حتى لا يموت وهو مستلق على ظهره. وويودع المتوفى في قبره الذي يأخذ شكل النصب أو الهرم الصغير، حيث يكون عريضاً من الأسفل ويضيق في الأعلى ليضم الرأس، أي على شكل المثلث. ولذلك فإن شكل المثلث هو أيقونة ليبية دائمة الحضور في السجاد والبسط الليبية وفي حلي النساء.
يمتاز وادي الحياة بالتنوع السكاني ويعتبر من أكثر الاودية الواقعة في جنوب سبها اكتظاظاً بالسكان. وتعد الزراعة نشاطاً إقتصادياً هاماً لسكان المنطقة وتشتهر بإنتاج البطيخ والعنب والتمور والحبوب والبصل والطماطم. وتعتبر أوباري (وجرمة) من أهم وأكبر المدن في المحافظة كثافة سكانية وهي عاصمة المحافظة التجارية وأغلب سكان المنطقة من الطوارق إضافة إلى العرب وعدد من قبائل التبو.
بحيرات أوباري
تضم بحيرات أوباري أكثر من 10 بحيرات ومن أهمها بحيرات أم الماء و قبرعون وواو الناموس. وهناك بحيرات أخرى تشمل أم الحصان وأم الرصاص وطرونة والمندرة وفردغة أم الحسن وأم الحسن ومافو و باكات و تاكسوروناس وتدمكة، وهي عموماً مالحة ومشبعة بدرجة عالية بالأملاح والكربونات، ويقع بالقرب منها مصادر مياه جوفية عذبة تستغل في الري ولأغراض الشرب.
يعتقد أن بحيرات أوباري كانت معاً تشكل بحيرة فزان الكبيرة Mega-fezzan Lake والتي تعرضت للجفاف بشكل مطرد عبر مئات أو ألوف السنوات.
وهناك بحيرات أخرى في ليبيا يصل عمقها إلى 32م في غدامس على مثلث حدود ليبيا مع الجزائر وتونس وهي عين الذبانه، وبحيرات أخرى في شرق ليبيا قرب أجدابيا.
ينخفض مستوى المياه في بحيرات أوباري وتزداد ملوحة وتركيزاً في محتوياتها من المعادن نتيجة لقلة الأمطار وعدم وجود مياه سطحية تغذي البحيرات، ونتيجة ضخ المياه الجوفية وخاصة مياه النهر العظيم الذي يؤثر على المخزون الجوفي للمياه في مناطق الزاحات. وقد تعرض بعضها مثل بحيرة المندرة القريبة جداً من بحيرة أم الماء (حوالي 1 كم)، للجفاف وكانت يوماً بحيرة كبيرة.
بحيرة أم الماء
بحيرة أم الماء المالحة هي أكبر واحات أوباري في الصحراء الليبية وهي أحد أجمل واحات العالم . وتقع على بعد 30 كم من مدينة جرمة هي أحد المواقع المدهشة التي تحيط فيها أشجار النخيل البحيرة المالحة وسط الكثبان الرملية لصحراء ليبيا الشاسعة .
بحيرة قبرعون
تقع بحيرة قبرعون المالحة قرب وادي الآجال (وادي الحياة) وسط منطقة أوباري في الصحراء الكبرى الليبية. ويقع إلى الشمال منها بحيرتي أم الحصان وأم الحسن، و تقع بحيرة الترهونة على بعد حوالي 11 كلم من أم الحصان.
سميت البحيرة باسم قبرعون نسبةً إلى قبر أحد الأولياء الصالحين، والذي يقع في مرتفع رملي قرب البحيرة. وقد عاش حول الواحة قبائل منعزلة في قرية قبرعون غرب البحيرة، وقد رحلوا عنها في العام 1989، حين تم بناء قرية جديدة لهم في منطقة وادي الآجال، بنفس اسم قرية قبرعون، وتسمى أيضاً قرية مندرة.
بحيرة قبرعون محاطة بأشجار النخيل وكثبان الرمال من كل ناحية. ولا تمنع ملوحة مياه البحيرة الحياة النباتية على شواطئ البحيرة (وبحيرات أوباري عموماً)، حيث يمكن لجذور نخيل البلح ومعظم الأشجار الكبيرة والشجيرات أن تتعمق إلى طبقة المياه الجوفية التي يسهل الوصول إليها.
تعد بحيرة قبرعون بأنها من البحيرات الأساسية في ليبيا، وتتمتع بشهرة سياحية واسعة مقارنة بالبحيرات التى تجاورها. وهي ذات شكل بيضاوي وعمقها 7 م وتتمتع بشهرة سياحية واسعة مقارنة بالبحيرات التى تجاورها. وتبعد واحة بحيرة قبرعون حوالي 45 كيلومتر عن اقرب مركز سكني ويمكن الوصول إليها عبر طرق صحراوية رمليّة غير معبدة، و يوجد بجانبها مقهى ومطعم لخدمة زوارها.
مياه البحيرة أكثر ملوحة من مياه البحار بخمسة مرات، وتشبه مياه البحر الميت في فلسطين والأردن الذي تبلغ ملوحته عشرة أمثال ملوحة البحار. المياه على سطح البحيرة باردة ولكن على عمق مسافة 30 سم من السطح، تصبح المياه دافئة بشكل واضح.
ولذلك، فإن بحيرة قبرعون منطقة جذب سياحي نظراً لشدة ملوحة مياه البحيرة حيث يستطيع السابحون الطفو على سطحها. ويعتقد كثيرون أن لمياه البحيرة خصائص علاجية للأمراض الجلدية وخاصة الحساسية، ولذلك، يزور البحيرة كثير من الليبيين لأغراض السباحة و العلاج.
ويمكن للسابحين الحصول على حمام سريع من مياه الآبار العذبة لإزالة الأملاح العالقة على أجسامهم. و لم تعد المياه الجوفية في الصحراء تتجدد بسبب التغير المناخي وقلة الأمطار، ومن شأن زيادة استخدام المياه الجوفية وزيادة عدد السكان البشر أن يجعل من مستقبل المنطقة مهدد على المدى الطويل.
تنتج هذه البحيرة (كما بحيرة طرونة ذات المياه الحمراء) على أطرافها أنواع من القشريات تشبه الدود، وهو عبارة عن كائن بحري صغير يعيش في البحيرة وشكله يشبه الجمبري الأحمر، ويبلغ حجمه حوالي سنتمترين، ولذلك يطلق عليها إسم الدوادة وهي سلعة تجارية رائجة. تعيش الداوده في المياه الضحلة للبحيرة الأقل ملوحة ويتم صيدها بمصائد على هيئة أكياس من القماش في فصل الصيف، وفي فصل الخريف، ثم يقومون بتجفيفها وكبسها تمهيداً لإستهلاكها، والتي أكسبت سكان المنطقة المحليين اسم الدودة ، أي أَكَلَة الدوادة ، ومن هنا جاء اسم بحيرة الدَوَادا.
واو الناموس
يقع جبل واو الناموس في في جنوب وسط ليبيا وهو جبل بركاني يرتفع حوالي 600 م وتمتد فوهته على مساحة من 10 إلى 20 كم ، وهي مصدر المياه العذبة ، ويحيط به ثلاث بحيرات صغيرة مالحة. وقد كان هذا الجبل معبراَ للقوافل التجارية التي كانت تقطع الصحراء منذ القدم والتي كانت تحتاج لمصدر للمياه العذبة.
سمي المكان نسبةً إلى تواجُد أعداد كبيرة من الناموس و البعوض التي تجد بدورها هذا المصدر المائي الصغير فُرصةُ للعيش و التكاثُر، ولذلك فإن العيش في هذا المكان بحاجة لوسائل الحماية ومكافحة الحشرات.
تبدو واحة جبل الناموس لمن ينظر من الجو كما لو أن المنطقة قطعة من سطح القمر سقطت على الأرض في وسط الصحراء الليبية، فهي محيط من البازلت البركاني في وسط رمال الصحراء يضم بداخله بحيرات زرقاء وأشجار ونباتات خضراء. يُحيط بها رماد بركاني يتباين مع محيطه الرملي الأصفر.
يزرع في الواحة نباتات متنوعة مثل القصب والخيرزان وأشجار النخيل. وتعد منطقة واو الناموس محمية طبيعية لبعض الكائنات النادرة التي كانت تنتشر في المكان من الطيور والحيوانات، واكتشف فيه 16 نوعاً جديداً من أنواع البعوض في هذه المنطقة.
لم تدرج واحة واو الناموس على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO) لأن حكومات ليبيا حتى الآن لم تقم بإعداد قائمة تضم أهم المواقع الثقافية والطبيعية الواقعة في ليبيا، ومنها واو الناموس، والتي تقترح على لجنة التراث العالمي في اليونسكو إدراجها على لائحة التراث العالمي .
المصادر
https://en.wikipedia.org/wiki/Ubari
https://ar-ar.facebook.com/LIBYANTOURISM.LY/posts/607453879290668
http://www.ritebook.in/2014/06/ubari-lakes-beautiful-oasis-in-sahara.html
https://www.temehu.com/Cities_sites/Gabroun.htm
http://www.messagetoeagle.com/ubari-beautiful-oasis-middle-desert-libya/
http://www.amusingplanet.com/2015/04/the-lakes-of-ubari-sand-sea.html