كورونا في بلاد العرب
تناولت المقالة الأولى “كورونا في العالم العربي (1) : تطور الإصابات شهرياً بفيروس كورونا عالمياً وعربياً حتى نهاية مايو أيار 2020“.
وتتناول هذه المقالة الثانية “كورونا في بلاد العرب…” أعلى عشرين دولة في كل شهر منذ بدء جائحة كورونا، والدول العربية التي شملتها، وتطور أعداد الإصابات في أعلى عشرين دولة في نهاية يوليو تموز 2020، وتطور اعداد الإصابات شهرياً في هذه الدول.
وتشمل هذه المقالة تطور جائحة كورونا في بلاد العرب شهرياً في كل دولة عربية منذ بداية الجائحة وحتى نهاية يوليو تموز 2020. كما تشمل معلومات حول أعراض وسبل الوقاية من الإصابة في ضوء تطور المعرفة بهذه الجائحة.
جائحة كورونا: مرض كوفيد 19
تشكل الفيروسات التاجية مجموعة من الفيروسات المسببة لأمراض مثل نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي الحادة (مثل سارس وميرس). وقد تم في عام 2019 ، تحديد فيروس تاجي جديد، ولذلك سمي كوفيد 19، ونشأ في الصين وتسبب في مرض كورونا الذي اجتاح العالم ابتداء من شهر يناير كانون الثاني 2020، وربما نهايات عام 2019، ولذلك اشتهر المرض بجائحة كورونا: مرض كوفيد 19 المستجد.
وتقوم مجموعات الصحة العامة على امتداد العالم، ومن أهمها منظمة الصحة العالمية وجامعة هوبكنز وغيرها ، بمراقبة الوباء ونشر التحديثات على مواقعها على الإنترنت، حول تطور أعداد الإصابات والوفيات وتوصيات حول أعراض المرض وسبل الوقاية والعلاج.
مقالات ذات صلة
كورونا في العالم العربي (1)| تطور الإصابات شهرياً بفيروس كورونا عالمياً وعربياً
أعراض مرض كوفيد 19 المستجد
تطورت المعرفة بأعراض وسبل الوقاية من فيروس كورونا منذ ظهوره في يناير 2020. ويشير تحديث لموقع عيادة مايو أن أعراض مرض كوفيد 19 تظهر بعد 2-14 يومًا من الإصابة، والتي تُسمى بفترة الحضانة (من الإصابة وحتى ظهور الأعراض).
وتشمل الأعراض المُبكرة للبالغين والأطفال والتي تتطلب مراجعة الطبيب؛ الحمى (88%) والسعال (68%) والشعور بالتعب أو الإعياء (38%)، وقد تشمل فقدان حاستي التذوق والشم (> 40% من بين الأصحاء).
ويمكن أن تشمل الأعراض؛ ضيق أو صعوبة في التنفس (20%)، وآلام العضلات (16%)، وقشعريرة، وإلتهاب الحلق (14%)، وسيلان الأنف، والصداع وآلام في الصدر. ومن الأعراض الأقل شيوعًا (3-15%) الطفح الجلدي والغثيان والقيء والإسهال.
وتظهر أعراض خفيفة إلى معتدلة عند معظم المصابين، ولا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض، بينما تظهر أعراض شديدة إلى حادة عند قلة من المصابين. وقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض أسوأ ، مثل ضيق التنفس (19%) والالتهاب الرئوي ، بعد حوالي أسبوع من بدء الأعراض.
وتكون الأعراض اكثر حدة وقد تؤدي إلى الوفاة بين كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدم المرتفع والسكري والفشل الكلوي المزمن والربو وأمراض الرئة والكبد والجهاز العصبي والسرطان وضعف جهاز المناعة، ويتعبن التعريف بهذه الأمراض عند مراجعة الطبيب بعد الإصابة.
وتشمل المضاعفات الحادة (6%) الالتهاب الرئوي وصعوبة في التنفس، وقد تؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، وفشل أعضاء متعددة في الجسم، عندما لا يتمكن الجهاز المناعي من السيطرة على الفيروس. وهذا يشمل الفشل الكلوي وإصابة الكلى الحاد والتهابات فيروسية وبكتيرية إضافية وجلطات في الدم ومشاكل قلبية. ويتطلب العلاج في هذه الحالات تدخلا طبيا كبيراً ، وقد يصل الضرر لمرحلة قاتلة لا يمكن فيها للأعضاء إبقاء الجسم على قيد الحياة.
الوقاية من مرض كوفيد 19 المستجد
في غياب لقاح للوقاية من مرض كوفيد 19 المستجد أو علاج شاف للمرض ولعدة أشهر قادمة على الأقل، فإنه يقع على كل فرد مسؤولية إجتماعية كبيرة لحماية نفسه من الإصابة بالعدوى، كأقصر طريق لحماية المجتمع وتحقيق شعار “مسؤولية فردية لحماية مجتمعية”.
وتشمل احتياطات الوقاية وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض تجنب التجمعات الكبيرة والمباعدة الإجتماعية وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص مريض أو تظهر لديه أعراض المرض، وغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدام المطهرات اليدوية (تحتوي على 60% من الكحول على الأقل) عندما يتعذر غسل الأيدي.
وتشمل أهم سبل الوقاية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة مثل المولات ووسائل النقل العام، و تجنب لمس الأسطح في هذه الأماكن، إذ قد تكون ملوثة، وتجنب لمس العينين والانف والفم، وتغطية الفم والإنف بمنديل عند السعال أو العطس.
وفي حالة الإصابة بالمرض، يجب العمل أو الدراسة في المنزل وتجنب مشاركة الأطباق والنظارات والمناشف والفراش والأدوات المنزلية الأخرى ، وتنظيف وتطهير الأسطح عالية اللمس، مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والإلكترونيات والعدادات يوميًا.
ولا تزال العدوى عن طريق الطعام والماء غير مرجحة، ولم تظهر أي معلومات عن انتقال العدوى بين الحيوانات والبشر، أو في حمامات السباحة في حالة المباعدة الإجتماعية، لأن محتوى الكلور في مياه المسابح كاف للتخلص من الفيروسات بشكل عام.
كورونا في العالم : الدول العشرين الأكبر في عدد الإصابات في كل شهر منذ بداية الجائحة
يبين جدول 1 الدول العشرين التي تصدرت دول العالم في أعداد الإصابات من فيروس كورونا في نهاية كل شهر منذ بداية جائحة كورونا في يناير وحتى شهر يونيو حزيران لعام 2020. وقد شهدت قائمة العشرين تغيرات كبيرة على امتداد فترة الجائحة التي لا تزال قائمة وممتدة، غير أن خمسة دول حافظت على وجودها ضمن القائمة وهي الولايات المتحدة والهند، التي تتصدر المشهد حاليا، والمانيا وإيطاليا وفرنسا التي بلغت مركز العشرين، وستخرج من القائمة في شهر اغسطس آب.
تطورت اعداد الإصابات والوفيات على امتداد ستة شهور منذ بدأ تسجيل الإصابات في الصين، والتي بدأت في سوق مدينة ووهان في جنوب جمهورية الصين الشعبية. وقد تصدرت الصين مشهد تسارع الإصابات في العالم في شهري يناير كانون الثاني وفبراير شباط لعام 2020.
وقد سجلت الصين 278 حالة حتى العشرين من يناير 2020، وكان هناك 4 إصابات خارج الصين، تضمنت حالتين في تايلند وحالة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وكان مصدرها الصين. وارتفع عدد الإصابات في الصين بأكثر من 42 ضعفاً إلى 9720 حالة في الأيام العشرة الأخيرة من يناير، وبمعدل يقارب الف إصابة يومياً.
انتشر مرض فيروس كورونا بشكل محدود في يناير في أكثر من 20 دولة، وكان أعلى الإصابات في اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلند(11-14 حالة) وشملت بقية الدول الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وكندا والإمارات (3-6 حالات في كل منها).
وقد شهد شهر فبراير طفرة كبيرة في الإصابات في الصين وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، ، حيث ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 79 ألف ألف إصابة بمعدل يزيد عن ألفي إصابة يومياً وبلغ عدد الوفيات 2838 وفاة. وتصدرت دول العالم في حينها كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، وكان هناك 86 وفاة خارج الصين. وكان من بين أعلى عشرين دولة، دولتي الكويت والبحرين من العالم العربي، إضافة للإمارات.
غير أن شهر مارس شهد تراجع الصين إلى المركز الرابع، بينما صعدت الولايات المتحدة للمركز الأول، وبضعف عدد الإصابات في الصين في حينها (> 160 ألف)، صعوداً من 62 حالة في فبراير، وبمعدل يومي يتجاوز خمسة آلاف. وتلتها إيطاليا (106 ألف حالة) و إسبانيا (94 ألف حالة). وزاد عدد الإصابات بشكل كبير في فرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا وروسيا وإيران،
وفي شهر إبريل نيسان، تراجعت الصين إلى المركز العاشر، بينما تجاوزت إصابات الولايات المتحدة حاجز المليون، وصعدت إسبانيا للمركز الثاني (240 ألف حالة)، وتلتها إيطاليا (203 ألف حالة) و تلتها المانيا وفرنسا وإيران. وخرجت كوريا الجنوبية والكويت والبحرين وإلإمارات، بينما دخلت السعودية في قائمة العشرين.
وشهدت البرازيل وروسيا قفزات كبيرة من 1-2 حالة في نهاية فبراير أو يناير، إلى قرابة نصف مليون للبرازيل واكثر من 400 الف في روسيا في نهاية شهر مايو أيار، وتصدرت مع الولايات المتحدة المشهد العالمي لإصابات كورونا . وزاد معدل الإصابات اليومي في البرازيل خلال شهر مايو عن 13 الف حالة، بينما قارب معدل الإصابات اليومي في روسيا خلال شهر مايو 10 آلاف حالة.
وقد ارتفعت أعداد الإصابات في الولايات المتحدة بمعدل يقارب 30 ألف يومياً ، ومعدل وفيات يزيد عن 1900 وفاة يومياً خلال شهر إبريل، إلا أن أعداد الإصابات انخفضت إلى معدل يقارب 23 ألف يومياً ، ومعدل وفيات يقل عن عن 1400 وفاة يومياً خلال شهر مايو أيار.
وبينما بدأت الإصابات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمانيا في التراجع النسبي في شهر مايو ، مع احتفاظها بمراكز متقدمة في عدد الإصابات التراكمي، تقدمت الهند والبيرو وتشيلي والمكسيك، وبدرجة أقل تركيا وإيران، على سلم الإصابات، و انتقلت الباكستان وقطر إلى قائمة الدول العشرين الأعلى في إصابات الكورونا، إضافة للسعودية. وواصلت الصين تراجعها على سلم الدول العشرين الأعلى في إصابات الكورونا لتصل إلى المركز السادس عشر.
وشهد شهر يونيو حزيران خروج الصين وبلجيكا من قائمة الدول العشرين الأعلى في إصابات الكورونا، بينما دخلت القائمة جنوب إفريقيا وبنغلادش، وصعدت الهند للمركز الرابع، كما صعدت السلم البيرو وتشيلي والباكستان.
وتجاوزت أعداد الإصابات في الولايات المتحدة 2.5 مليون إصابة في شهر يونيو حزيران وبمعدل يومي للإصابات يزيد عن 25 ألفاً . و تجاوزت أعداد الإصابات 1.3 مليون في البرازيل وبمعدل يومي يزيد عن 28 ألفاً .
كورونا في العالم : تطور أعداد الإصابات في الدول العشرين الأكبر منذ بداية الجائحة وحتى نهاية شهر يوليو 2020
يبين جدول 2 الدول العشرين التي تصدرت دول العالم في أعداد الإصابات من فيروس كورونا في نهاية شهر تموز يوليو 2020.
وقد شهد شهر يوليو تموز مواصلة الولايات المتحدة والبرازيل والهند وروسيا تصدر قائمة الدول العشرين الأعلى في إصابات الكورونا. ويبين الجدول 2 القفزات الكبيرة في اعداد الإصابات التي وقعت في هذه الدول ابتداء من شهر آذار. كما شهدت جنوب إفريقيا والمكسيك والبيرو زيادات كبيرة. وانتقلت بؤرة الإصابات من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية.
قاربت الإصابات في الولايات المتحدة 4.4 مليون إصابة، وتجاوزت البرازيل 2.5 مليون إصابة، والهند 1.6 مليون إصابة وروسيا 0.8 مليون إصابة ، وبمعدل يومي للإصابات يقارب 60 ألفاً في الولايات المتحدة ، و 39 ألفا في البرازيل، و 35 ألفا في الهند و 6 آلاف في روسيا.
دخلت كولومبيا والإرجنتين قائمة العشرين، بينما خرجت كندا وقطر. وصعدت جنوب إفريقيا بقوة للمركز الخامس (وبمعدل يومي للإصابات يقارب 11 ألفاً). كما صعدت سلم الإصابات المكسيك والبيرو وتشيلي، وبمعدل يومي للإصابات يتراوح بين 2.5 و 6 آلاف إصابة يومياً.
وقد اخذت المعدلات اليومية للإصابات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمانيا والمملكة المتحدة في التراجع النسبي في شهر تموز وتراجع ترتيبها على سلم قائمة العشرين.
كورونا في بلاد العرب
يبين جدول 3 تطور أعداد الإصابات والوفيات من جائحة كورونا في بلاد العرب.
وقد شهدت الإمارات العربية المتحدة أول إصابات كورونا في بلاد العرب ، وتضمنت إصابة أربعة أفراد من عائلة صينية واحدة ، كانوا قد قدموا من مدينة ووهان في الصين في أواخر كانون ثاني يناير 2020.
ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، شهد شهر فبراير شباط تسجيل 45 إصابة في الكويت و38 إصابة في البحرين، و15 إصابة جديدة في دولة الإمارات و 8 إصابات في العراق و 6 إصابات في سلطنة عمان، وحالتين في لبنان، وحالة في كل من الجزائر ومصر، وكان المصدر الرئيسي لمعظم الحالات من إيران.
وشهد شهر مارس آذار قفزة كبيرة جداً في أعداد مصابي كورونا في بلاد العرب من 120 حالة إلى أكثر من 8 آلاف إصابة،
وتصدرت مشهد الإصابات السعودية وقطر ومصر والعراق والإمارات والمغرب والجزائر ولبنان، وكان هناك اكثر من 200 وفاة في مارس، تركزت في العراق ومصر والمغرب والجزائر.
وزادت وتيرة إصابات كورونا في بلاد العرب من معدل يومي 258 حالة في شهر آذار مارس، إلى معدل يومي 2350 حالة في إبريل نيسان و6677 إصابة في مايو أيار وقرابة 11 الف أصابة في يونيو ويوليو. وزاد عدد الإصابات عن 950 ألف حالة وزاد عدد الوفيات بأكثر من 17 ألف حالة. وقد قفزت أعداد الإصابات بصورة كبيرة نسبياً خلال شهر يوليو تموز في دولة فلسطين المحتلة وسوريا.
شكلت الإصابات في السعودية (29%) والعراق (13%) وقطر (11%) ومصر وعمان والكويت والإمارات والبحرين 89% من الإصابات المُسجلة والمُعلنة لمرض كورونا في بلاد العرب في هذه الدول الثمانية.
تصدرت مصر و العراق الدول العربية في عدد الوفيات، بحيث شكلت في نهاية يوليو تموز 2020 55% من إجمالي الوفيات، وبنسبة 5% من عدد الإصابات في مصر و 4% من عدد الإصابات في العراق مقابل أقل من 2% في العالم العربي.
كان أداء الأردن مميزاً في التعامل مع جائحة كورونا، وفي نهاية يوليو تموز 2020، جاء الأردن ي المركز العشرين ، وكان عدد الإصابات اقل من 1200 إصابة من بين أكثر من 10 ملايين نسمة وهم سكان الأردن.
المصادر
https://coronavirus.jhu.edu/map.html
https://www.who.int/health-topics/coronavirus#tab=tab_1
https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/hcp/faq.html
https://www.who.int/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/situation-reports
https://time.com/5820118/coronavirus-questions-answered/
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/coronavirus/symptoms-causes/syc-20479963