سدود المشرق العربي : سدود العراق
تتناول سلسلة سدود في بلاد العرب أهم السدود في العالم العربي، والمقامة على مجاري الأنهار أو الوديان، في صورة حواجز إنشائية كبيرة، من الخرسانة المسلحة من أنواع مختلفة وسدود إملائية ترابية أو صخرية ركامية أو خليط من الإسمنت والحصى Hardfill.
ويعرض الجزء الأول معلومات عامة حول تعريف ومفهوم السدود، وأغراض إقامتها والجوانب السلبية لإنشاءها ومكوناتها الرئيسية وأنواعها، والطاقة الكهرومائية للسدود المقامة على مجاري الأنهار.
ويعرض الجزء الثاني من سدود بلاد العرب أهم السدود في المغرب العربي وسدود بلاد النيل وسدود في جزيرة العرب وفي المشرق العربي، وهذه القوائم ليست حصرية بحيث تشمل جميع السدود في أي دولة، وإنما تشمل أهم السدود التي توفرت حولها معلومات كافية على شبكة المعلومات الدولية.
وتعرض هذه المقالة الخامسة أهم سدود المشرق العربي؛ سدود العراق.
مقالات ذات صلة
سدود بلاد العرب | سدود المشرق العربي .. تراث ثقافي مائي ممتد (6)
سدود بلاد العرب | سدود في جزيرة العرب .. موطن أقدم السدود في العالم العربي (4)
سدود بلاد العرب | سدود بلاد النيل .. أكبر سدود العرب .. تواجه أخطاراً جسيمة (3)
سدود بلاد العرب | سدود في المغرب العربي .. سياسة ممتدة لتنمية العرض المائي (2)
سدود بلاد العرب | أغراض وأنواع السدود ونماذج من العالم العربي (1)
مدن عربية | مدينة المنصور بغداد … حاضرة الدنيا .. وملتقى طرق العالم (1)
مدن عربية | دار السلام بغداد… التي قيل فيها يوماً؛ من لم يرها.. لم يرى الدنيا ولا الناس (2)
سدود العراق: لمحة تاريخية
تضمن التراث الثقافي العراقي تراثاً مائياً في إقامة السدود، يعود للقرون السابقة للميلاد؛ السدود الغاطسة والسدود والقنوات وادوات رفع المياه.
و كانت بدايات السعي للسيطرة على الفيضانات في العراق، عندما قام السومريون نإنشاء السدود وحفر القنوات مما منحهم وصف بناة أقدم حضارة في التأريخ. وقد أقام ملوك السومريين السد الغاطس في لكش في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد. ثم أنشأ البابليون الذين اهتموا بالزراعة وتطوير منظومات الري سداً للحماية من فيضان الفرات.
وعانى العراق بعد سقوط الدولة العباسية على يد هولاكو، الذي دمر السدود وشبكات الري، من الفيضانات المتكررة منذ القرن الثالث عشر، وحتى اوائل القرن التاسع عشر، حين بدأت الدولة الوطنية قي العراق في إنشاء السدود.
سدود المشرق العربي: سدود العراق
يضم العراق عددا كبيراً من السدود والسدات والنواظم على نهري دجلة والفرات وروافدههما. وتعتمد موارد المياه في العراق إلى حد كبير على المياه السطحية لنهر دجلة والفرات، وتاتي معظم موارد المياه المتجددة الطبيعية من تركيا وإيران. وقد اخذ العراق منذ عدة عقود بالتعرض لأخطار كبيرة من سياسات بناء السدود في تركيا وإيران (وسوريا بشكل أقل) والتي تستهدف تجفيف موارد المياه المتجهة للعراق.
وقد بدأ العراق في بناء السدات (القناطر كما تسمى في مصر) والسدود من بدايات القرن التاسع عشر على نهري الفرات ودجلة. وتصل السعة التخزينية لجميع السدود في العراق إلى 96 مليار م3 من المياه. وتختلف السدات عن السدود في الشكل والوظيفة.
والسدات Barrages هي شكل من أشكال السدودDams ويُقام كلاهما على مجاري الأنهار لتنظيم تدفق المياه، واستخدام المياه المحجوزة للري أو لتوليد الكهرباء، والإسهام في تحسين الملاحة النهرية نتيجة زيادة عمق المياه في النهر.
غير أن هناك فروقاً جوهرية بينهما؛ ففي حين يتم بناء السدات لتحويل المياه من خلال رفع مستوى الماء فقط ببضعة أقدام ليسمح بالتدفق في اتجاه قنوات مائية فرعية، يتم بناء حواجز السدود عبر مجرى النهر بارتفاعات، غالبا ما تكون كبيرة لتشكيل بحيرة عميقة تسمح بتخزين كمياه كبيرة من المياه.
وبينما تحوي السدات على سلسلة من البوابات القابلة للتعديل على الحاجز المائي، تسمح بمراقبة تدفق المياه ومستواها من خلال تشغيل البوابات القابلة للتعديل للسماح بارتفاعات مختلفة لسطح الماء في أوقات مختلفة، وبالتالي يجري ضبط مستوى الماء خلف السدات، فإن السد عبارة عن جدار خرساني أو إملائي كبير لا يحوي بوابات تتدفق المياه من خلالها ، ولا يُسمح بتدفق المياه الفائضة فوق السد ، لكنها تتدفق عبر فتحات المفيض أو ممرات تصريف المياه الموجودة والمدمجة في السد عند مستويات معينة.
سدود العراق: سد دوكان
بدأ بناء سد دوكان في عام 1954 واكتمل في عام 1959 على نهر الزاب الصغير رافد نهر دجلة في محافظة السليمانية، وهو أول سد في العراق.
جاء بناء السد لتوفير المياه لأغراض مدنية و للري الزراعي، وتوليد الطاقة الكهرومائية ، بقدرة مركبة 400 ميجاوات.
وتشكل بحيرة سد دوكان وطبيعة المنطقة المحيطة بالسد نقطة جذب سياحي في العراق، وفي منطقة كردستان.
سد دوكان سد قوسي جاذبي يرتفع 117 م وتبلغ سعته التخزينية الكلية 6.97 مليار م3. وقد امتلأ السد لأول مرة في عام 1988 ، وللمرة الثانية في نيسان 2019 وعبرت المياه من المفيض القمعي للسد.
سدود العراق: سد دربندخان
بدأت إقامة سد دربندخان في عام 1956 وانتهت في عام 1961. وقد أنشىء السد على نهر ديالى رافد نهر دجلة في محافظة السليمانية.
جاء بناء السد لأغراض الحماية من الفيضانات والري الزراعي ولأغراض سياحية، ويضم وحدة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة مركبة 249 ميجاوات.
سد دربندخان سد إملائي ركامي صخري يرتفع 128 م وتبلغ سعته التخزينية 3.0 مليار م3.
سدود العراق: سد حمرين
اقيم سد حمرين في عام 1981 على نهر ديالا رافد نهر دجلة في محافظة ديالا شمال بغداد.
وجاء بناء السد لأغراض الحماية من الفيضانات والري الزراعي ويضم وحدة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة مركبة 50 ميجاوات.
سد حمرين سد إملائي ترابي وغطاء حصوي في الواجهة الأمامية، و يرتفع 53 م وتبلغ سعته التخزينية 2.04 مليار م3.
سدود العراق: سد الموصل
بدأ الإعداد لبناء سد الموصل في عام 1953 في العهد الوطني، وقام مجلس الإعمار في عام 1956 بتكليف شركة لدراسة لموقع السد.
واقيم سد الموصل (سد صدام) في عام 1986 على نهر دجلة في مدينة الموصل في محافظة نينوى، وهو أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط.
وقد وقعت أخطاء جسيمة في إنشاء قواعد السد، نتيجة التسرع في بناء السد، وعدم اتباع القواعد السليمة في البناء، الأمر الذي يتطلب معالجة مستمرة.
وجاء بناء السد لأغراض الري الزراعي ويضم وحدة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة مركبة 1052 ميجاوات.
سد الموصل سد إملائي ركامي يرتفع 113م وتبلغ سعته التخزينية 11.1 مليار م3.
سدود العراق: سد حديثة
اقيم سد حديثة (سد القادسية) على نهر الفرات شمال مدينة حديثة في محافظة الأنبار في عام 1987 .
جاء بناء السد لتنظيم تدفق مياه نهر الفرات للحماية من الفيضانات وتوفير المياه للري في حوض الفرات، وتوليد الطاقة الكهرومائية ، بقدرة مركبة 660 ميجاوات، وهو ثاني أكبر مساهم في نظام الطاقة الكهرومائية في العراق بعد سد الموصل.
سد حديثة سد إملائي من صخور الدولوميت المفتتة والرمل والحصى مدعمة في داخلها بخرسانة إسفلتية (أسفلت)، وغلاف من الخرسانة في الواجهة الأمامية، وطبقة صخرية في جانب المفيض. يرتفع السد 57 م وتبلغ مساحة بحيرة السد (بحيرة القادسية) 500 كم 2 وسعته التخزينية الكلية 8.3 مليار م3 .
سدود العراق: سد دهوك
اقيم سد دهوك في عام 1988 على نهر دهوك شمال مدينة دهوك في محافظة دهوك في العراق، لأغراض الري الزراعي.
سد دهوك سد إملائي ترابي يرتفع 60 م وتبلغ سعته التخزينية 52 مليون م3.
سدود العراق: سد العظيم
اقيم سد العظيم في عام 2000 على نهر العظيم شمال بغداد في محافظة صلاح الدين، لأغراض الري الزراعي والحماية من الفيضانات وتوليد الطاقة الكهرومائية ، بقدرة مركبة 27 ميجاوات.
سد العظيم سد إملائي ترابي يرتفع 77م وتبلغ سعته التخزينية 1.5 مليار م3.
سدود العراق : سد الوند
اقيم سد الوند في عام 2013 على نهر الوند جنوب شرق خانقين. وجاء بناء السد لحماية خانقين من الفيضانات والري الزراعي وتوفير مياه الشرب، وتحويل فوائض المياه إلى سد حمرين.
سد الوند سد إملائي ترابي يرتفع 24م وتبلغ سعته التخزينية 38 مليون م3.
سدود العراق الصغيرة : سد هراوة مثالاً
اقيم سد هراوة على وادي هراوة في محافظة السليمانية في عام 2007. وجاء انشاء السد لتغذية المياه الجوفية وتوفير مياه الشرب والري الزراعي و تنمية الثروة الحيوانية وتربية الأسماك لمجتمع منطقة السد الذي يبلغ عدد سكانه ألف شخص.
سد هراوة املائي ترابي يرتفع 22 م وسعته اقل من مليون م3.
السدات Barrages في العراق على نهر الفرات
سدود العراق: سدة الهندية
أقيمت سدة الهندية على نهر الفرات جنوب مدينة المسيب في محافظة بابل في عام 1913 في العهد العثماني وفي موقع لسد سابق. وتم إعادة تأهيل السدة في عام 1927 وبناء سد بديل جديد في عام 1989 شمالاً على مسافة عدة كيلومترات، تتضمن محطة لتوليد الكهرباء.
يبلغ طول السدة 250 م ولها 36 بوابة وممر ملاحي للقوارب، وممر للأسماك، ويتوزع من السدة قنوات مائية من الجانبين لتزويد المناطق المحيطة بمياه الري.
سدود العراق: سدة الرمادي
أقيمت سدة الرمادي على نهر الفرات في عام 1956 قرب مدينة الرمادي في محافظة الأنبار جنوب مدخل بحيرة الحبانية.
وتضم سدة الرمادي قسم شمالي، يُبطىء أو يُوقف مرور المياه ، لتحويلها للقسم الجنوبي المؤدي إلى قناة تصل إلى بحيرة الحبانية.
يبلغ طول سدة الرمادي 209 م ، و يضم هيكل السدة الخرساني 24 بوابة، وممر ملاحي للسفن وممر للأسماك. ويضم سطح السدة جسر بعرض 10 م يسمح بمرور وسائط النقل الثقيلة، وممرين للمشاة.
سدود العراق: سدة الفلوجة
أقيمت سدة الفلوجة على نهر الفرات قرب مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار ، في عام 1985، بهدف رفع مستوى مياه النهر للري. وقد تم اقتراح بناء سد الفلوجة لأول مرة عام 1923 كجزء من مشروع كبير لزيادة إنتاج القطن في العراق.
وتحتوي الضفة اليمنى للسدة على عشرة بوابات، بينما تحتوي الضفة اليسرى للنهر على ثمانية بوابات، وتقوم هذه البوابات بتحويل المياه إلى قناتي ري منفصلتين لتوفير مياه الري للمناطق المجاورة.
سدود العراق: سدة الكوفة
أقيمت سدة الكوفة على نهر الفرات في محافظة بابل في عام 1988 كجزء من مشروع ري زراعي في منطقة السدة.
تضم السدة 7 أبواب ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية.
سدود العراق: سدة الشامية
اقيمت سدة الشامية على نهر الفرات قرب مدينة الشامية في محافظة الديوانية في عام 1988، وتضم 6 أبواب. وجاء إنشاؤها كجزء من مشروع ري زراعي في حوض الفرات في المنطقة يضم سدة غماس وسدة الكوفه.
وقد سمح بناء سدة الكوفة وسدة الشامية بتنظيم المياه التي تعبر نهر الفرات، وتقنين المياه بنسبة 40% من الكميات التي كانت تطلق قبل إنشاء السدة واستغلال اراضي زراعية جديدة كانت سابقاً تغمر بالمياه.
السدات Barrages في العراق على نهر دجلة وروافده
سدود العراق : سدة الكوت
كان سدة الكوت أول سدود العراق ، حيث أقيمت في مدينة الكوت في محافظة واسط في عام 1940 على نهر دجلة، وترتفع 11 م.
تعد سدة الكوت البالغ طولها 550م أطول سدات العراق حيث تـتألف من 56 بوابة، وتتحكم بتوزيعات المياه بين محافظات واسط وميسان وذي قار، وتضم ممر ملاحي.
سدود العراق: سدة سامراء
اقيم سدة سامراء في عام 1956 على نهر دجلة في محافظة صلاح الدين في إطار مشروع الثرثار الذي قام به مجلس الإعمار.
وترتفع سدة سامراء 65 م وتبلغ سعتها التخزينية 150 مليون م3.
وجاء بناء السد لتحويل مياه الفيضان في نهر دجلة إلى منخفض الثرثار، والري الزراعي، وتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 84 ميجاوات، والتي تم تشغيلها في عام 1972. وقد ضعفت قدرات السدة مع بناء سد الموصل وإقامة العديد من السدود الكبيرة في تركيا.
سدود العراق: سدة العمارة
اقيمت سدة العمارة على نهر دجلة في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان وعلى مقربة من تفرع نهر الكحلاء في عام 2004.
تضم السدة 6 أبواب وممر ملاحي وممر للاسماك من الخرسانة المسلحة يسمح بمرورها من اسفل السدة إلى اعلى.
وتوفر السدة المياه لانهار البتيرة والعريض والمشرح والكحلاء التي تعاني من حالة الجفاف بما يؤمن ارواء الاراضي الزراعية الواقعة على جانبي نهر دجلة .
سدود العراق : سد ديالا التحويلي
اقيم سد ديالا في عام 1969 على نهر ديالا رافد دجلة في محافظة ديالا شمال شرق بغداد.
وسد ديالا سد تحويلي لتوجيه تدفقات مياه سد حمرين (على مسافة 11 كم من المفيض) إلى قناتي الري؛ الخالص والصدر المشترك لأغراض الري الزراعي في محافظة ديالا في مشاريع اسفل نهر ديالا.
وقد صدر طابع تذكاري نخليدا لكل من السد العظيم وسد ديالا وسد ناظم الثرثار.
سدود العراق: سد الدبس التحويلي
اقيم سد الدبس التنظيمي في عام 1965 على نهر الزاب الصغير شمال مدينة دبس في محافظة كركوك.
وجاء بناء السد لحجز المياه ورفع منسوبها وتصريفها إلى قناة تغذية لمشروع ري أراضي زراعية في كركوك .
سد الدبس سد إملائي ترابي ويرتفع 22 م .
سدود العراق: منخفض الثرثار وبحيرة الحبانية
يشتهر العراق بالكثير من المنخفضات و خزانات المياه (البحيرات) الطبيعية مثل منخفض وبحيرة الثرثار والحبانية والرزازة.
تقع بحيرة الثرثار شمال غربي بغداد بين نهري دجلة والفرات، وهي أكبر المنخفضات الطبيعية في العراق. وقد استخدمت منذ عام 1956 م لتخزين مياه فيضان نهر دجلة عن طريق قناة تحويل من سد سامراء ومجموعة من النواظم. وقد ربط منخفض الثرثار فيما بعد بنهري دجلة والفرات، وتصل السعة التخزينية للخزان إلى 85 مليار م3 . وقد اسهم المنخفض في امتصاص فوائض المياه من السدود الممتلئة ومياه الفيضانات في موسم الأمطار الإستثنائي في عام 2019.
ويعمل سد ناظم الثرثار على تنظيم دخول المياه وخروجها بين البحيرة ونهري دجلة و الفرات، عبر بواباته الاربع والثلاثين، ويقوم بدور في التعويض عن نقص إيرادات مياه نهر الفرات من تركيا . وقد أقيم سد الثرثار في عام 1956 واستكمل في عام 1985.
يقع مشروع بحيرة الحبانية على نهر الفرات عند مدينة الرمادي، وبوشر العمل به في عام 1943من قبل مجلس الإعمار في العهد الملكي. وقد تم انجاز المشروع في عام 1956 ، ويعد مشرو ع الحبانية من أهم المشاريع التي انجزت في خميسنات القرن الماضي لاهميته في الحماية من فيضانات نهر الفرات وتحويل مياه الفيضان إلى منخفض الحبانية عبر قناة الورار غرب مدينة الرمادي من خلال مجموعة من النواظم. وقد أنشئ سد الرمادي للسيطرة على مياه الفرات عند تمريرها إلى بحيرة الحبانية التي تبلغ سعتها الكلية 3.3 مليار م3. ويعاد تصريف مياه بحيرة الحبانية الى نهر الفرات حين ينخفض منسوب مياه نهر الفرات في فصول الجفاف لري الأراضي في حوض الفرات الاوسط.
ويوفر مشروع الحبانية المياه لأغراض زراعية وصناعية ومدنية وتنمية الثروة السمكية ، وقد اقيمت مرافق سياحية هامة في منطقة بحيرة الحبانية جعلت منها منطقة جذب سياحية هامة للأسر في العراق.
ويقع منخفض (بحيرة) الرزازة جنوب بحيرة الحبانية وعلى مقربة من مدينة كربلاء، وتبلغ سعتها الكلية 26 مليار، ونسبة ملوحة المياه عالية جدآ تقارب ملوحة مياه البحر. ويجري استيعاب الكميات الفائضة من المياه في بحيرة الحبانية في مواسم الفيضانات إلى منخفض الرزازة، ولكن لا يمكن إعادتها للبحيرة ثانية نظراً للملوحة الشديدة لمياه الرزازة.
سدود العراق : أثر سدود تركيا وإيران
تعتمد موارد المياه في العراق إلى حد كبير على المياه السطحية لنهري دجلة والفرات ، وتاتي معظم موارد المياه المتجددة الطبيعية في العراق من تركيا وإيران.
وتساهم تركيا بحوالي 90 % من إجمالي التدفق السنوي لنهر الفرات، وتأتي النسبة المتبقية من سوريا، ويضاف القليل جدًا في العراق. وتساهم تركيا أيضًا بنسبة 49 % من مياه نهر دجلة وروافده في العراق، ويأتي معظم النسبة المتبقية من ثلاثة روافد من إيران.
وقد وقع بروتوكول بين العراق وتركيا ينظم استخدام المياه في نهري دجلة والفرات في عام 1946 . وتم تحديد طبيعة البروتوكول، بإنشاء لجنة فنية مشتركة في عام 1982 ، انضمت له سوريا فيما بعد. وتسمح تركيا بموجبه بتدفق 16 مليار م3 من مياه الفرات عبر سوريا، بحيث يخصص 9 مليار م3 للعراق، غير أنه لم يكن هناك اتفاق عالمي بين الدول الثلاث بشأن مياه الفرات .
وبعد بناء سد أتاتورك في عام 1992 قامت تركيا بإغلاق تدفق نهر الفرات لملىء سد أتاتورك لمدة شهر، دون إبلاغ سوريا والعراق مما تسبب في ضرر كبير. ويعتبر العراق وسوريا دجلة والفرات نهرين دوليين، الأمر الذي لا توافق عليه تركيا، وتعتبرهما نهرين عابرين للحدود.
وترجع مشكلة إنشاء السدود والخزانات في تركيا إلى عام 1962م حين قامت تركيا بإنشاء السدود والخزانات في أراضيها دون مشاوره العراق وسوريا. وتفاقمت حدة هذه المشكلة بتنفيذ مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يتضمن أنشاء (22) سد لري (18) مليون هكتار ، ووضع تركيا خطة لزيادة استخدام مياه نهر دجلة للأغراض الزراعية ولتوليد الطاقة الكهربائية. وشملت الخطة إنشاء 14 سداً لا يزال بعضها قيد التنفيذ، وكان من اهم السدود المنفذة سد اليسو الذي بدأت تركيا بانشاءه على نهر دجلة في عام 2006 بالقرب من الحدود العراقية التركية. وتقوم تركيا بإنشاء سد آخر على مسافة 40 كم عن الحدود العراقية.
وقامت إيران بإنشاء السدود وتغيير مجاري الأنهار التي تتدفق مياهها إلى الأراضي العراقية دون التنسيق مع حكومة العراق، وعملت على تغيير مجاري 45 رافداً لنهر دجلة تنبع من الأراضي الإيرانية، وأنشأت 5 سدود على نهر الكارون الذي يصب في العراق في شط العرب، وكان يزود العراق بـ14 مليار م3 من المياه العذبة سنويا. ولم ينقذ أهوار العراق من الجفاف في شتاء عام 2019 سوى تدفق مياه الأمطار عبر الأنهار والذي أجبر إيران على فتح سدودها في اتجاه العراق ، ودون التنسيق مع حكومة العراق أيضاً.
وقد ذكر وزير الموارد المائية العراقي في عام 2018 أن إيران تستطيع التحكم بمنسوب 30 رافدا من روافد دجلة التي تنبع من أراضيها، وهي تقوم ببناء ما يصل إلى 10 سدود، والتي أدت إلى خفض إيرادات المياه التي تصل إلى سد دربندخان، وإلى خفض تدفقات نهري الزاب الأسفل ونهر ديالى.
قطعت الحكومة الإيرانية على مراحل نهري الكارون والكرّخة اللذان يصبان في شط العرب ويحافظان على منسوب المياه العذبة، واقامت على نهر الكارون 15 سداً وناظماً للسيطرة على مياهه حتى العام 2009. واقرت الحكومة الايرانية مشروعاً لبناء 152 سداً في العام 2011 . وقامت الحكومة الإيرانية بتجفيف نهر الوند الذي يصب في نهر ديالا أحد روافد نهر دجلة، في عام 2011 بعد خفض تدفقه في 2005، وأبقت على مجرى صغير يسمح بتدفق 10م3/ث ، يصل منها فعلياً الى نهر خانقين متر مكعب واحد/ثا فقط، مما سبب أضراراً كبيرة للمزارعين في خانقين. وفي العام 2013 حولت السلطات الايرانية مجرى نهر الكارون المتجه الى العراق من خلال حفر قنوات لنقل المياه إلى نهر زاينده رود في اصفهان . وشُيد على نهر الكرخة الذي يصب في هور الحويزة أكبر سد في إيران بسعة تخزين تبلغ 5.9 مليار متر مكعب تستوعب كامل إيرادات النهر.
وتخطط إيران لإقامة 109 سدود ضمن خطتها الخمسية. وقد قطعت في عام 2018 المياه الجارية صوب الأراضي العراقية لاستخدامها في مشاريع رئيسة لري على مساحة 770 ألف هكتار في جنوب وغرب إيران)، مما سيفاقم من مشكلة نقص وتلوث المياه في البصرة ومدن جنوب العراق.
المصادر
http://www.fao.org/3/ca0340en/CA0340EN.pdf
http://latifrashid.iq/dams-barrages-and-regulators-in-iraq/
https://readtiger.com/wkp/en/List_of_dams_and_reservoirs
https://en.wikipedia.org/wiki/Category:Dams_on_the_Tigris_River
https://en.wikipedia.org/wiki/Category:Dams_on_the_Euphrates_River
http://www.fao.org/nr/water/aquastat/countries_regions/Profile_segments/IRQ-IntIss_esp.stm