الطاقة المتجددة في موريتانيا
حالة الطاقة في موريتانيا
تتميز موريتانيا بموارد طبيعية كبيرة تشمل الثروة المعدنية من الحديد والذهب والنحاس والثروة السمكية على طول ساحلها على الأطلسي البالغ طوله 700 كيلومتر. وتتطلب جهود التنمية تنمية وتطوير مصادر الطاقة وتوسيع خدماتها لخدمة عمليات التعدين والأنشطة الصناعية وللوصول إلى السكان في ارجاء البلاد الواسعة.
كما تتطلب توجيه جهود كبيرة من خلال الشركة الموريتانية للكهرباء SOMELEC للإستفادة من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الكبيرة في موريتانيا التي لم تستخدم موريتانيا أي طاقة متجددة حتى عام 2012 كما يبين الجدول.
وقد بلغ انتاج الطاقة في موريتانيا لعام 2015م 422 ميجاوات وفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، تشمل 19.5% من مصادر الطاقة المتجددة؛ طاقة مائية 7.1% وطاقة رياحية الرياحية 8.2 % وطاقة شمسية 4.2% . وقدرت وكالة المخابرات الأميركية في بيانات عام 2019 الطاقة الإنتاجية للكهرباء 558 ميجاوات، تضم 16% طاقة متجددة مائية و20% طاقة متجددة رياحية وشمسية (36%) من الطاقة لعام 2017 وتحتل المرتبة 39 في العالم في مجال الطاقة المتجددة .
وتشير بيانات وكالة المخابرات الأميركية أن الكهرباء تصل إلى 42% من السكان؛ 81% من سكان الحضر و 2.3% من سكان الريف في عام 2016 حيث يعيش الناس في أماكن بعيدة عن خطوط نقل الطاقة الوطنية ويعتمدون على الطاقة الحيوية (أخشاب وأعشاب جافة …).
وتعمل حكومة موريتانيا على وضع حلول لامركزية لتوفير الطاقة في مناطق معزولة، من خلال إنشاء وحدات شمسية صغيرة مستقلة للتجمعات الصغيرة التي تتميز ببعض الكثافة السكانية (500 أسر أو أكثر).
وتوفر الطاقة الشمسية إمكانية ضخ المياه في الواحات الصحراوية لتوفير مياه الشرب للسكان وللحيوانات ولتحسين إنتاج نخيل التمر نظرًا لارتفاع تكاليف الصيانة ونقل الوقود، الأمر الذي يسهم في منع التصحر المستمر للواحات.
ومنذ عام 2000 ، زاد الطلب على الكهرباء في موريتانيا بأكثر من 10٪ سنويًا في المتوسط ، ويعزى ذلك أساسًا إلى زيادة الطلب من عمليات التعدين والأنشطة الصناعية الأخرى.
وتهدف الحكومة إلى توسيع إنتاج الكهرباء، بما في ذلك زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة في موريتانيا. وقد شمل ذلك مشاريع صغيرة ناجحة خارج الشبكة الوطنية، بحيث بلغت نسبة الطاقة المتجددة في موريتانيا 30% من إنتاج الطاقة في عام 2018، وفق إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية المتجددة لعام 2018 في بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (169 ميجاوات)، وإجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية لعام 2017 في بيانات وكالة المخابرات الأميركية ( 558 ميجاوات). وتعتبر موريتانيا الدولة الثانية عربياُ بعد المغرب في نسبة استخدام الطاقة المتجددة غير المائية.
مواضيع ذات صلة
الطاقة المتجددة | نظام عالمي جديد للطاقة في طور التشكيل (1)
العالم العربي | بلاد الشمس والرياح … في انتظار طفرة في الطاقة المتجددة (2)
الطاقة المتجددة| الريادة في الطاقة الخضراء في المغرب (3)
الطاقة المتجددة| ريادة المغرب في تقنيات الطاقة الخضراء عربياً وإفريقياً (4)
الطاقة المتجددة | الشمس الساطعة تولد طفرة في الطاقة في الجزيرة العربية (5)
الطاقة المتجددة| مصر العربية تدخل ساحة الكهرباء النظيفة بمشاريع كبيرة (6)
الطاقة المتجددة| الطاقة النظيفة في الأردن (7)
الطاقة المتجددة في موريتانيا : التوجه نحو الطاقة النظيفة
بلغت الزيادة الإجمالية في القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية أكثر من 400 ميغاوات، وزاد عدد المدن التي تصلها خدمات الكهرباء من 38 مدينة إلى 157 مدينة خلال الفترة ما بين 2010 و2018. وزادت نسبة السكان الذين تتوفر لهم خدمة الكهرباء من 29% إلى 42%.
كما شهدت الإنارة العمومية في نواكشوط ومدن الداخل ومحاور الطرق تطوراً كبيراً بفضل إدخال الخلايا الشمسية ضمن منظومة الإنارة العمومية، مما ساهم في تعزيز الأمن وتحسين جودة الحياة في المدن.
وتتميز موريتانيا بسطوع الشمس في جميع أيام السنة تقريباُ، وشواطىء وتشتد فيها الرياح بصورة مستمرة على المحيط الأطلسي، الأمر الذي يجعل منها مواقع ملائمة لتوليد الطاقة الشمسية والرياحية.
الطاقة المتجددة في موريتانيا : طاقة الرياح (الطاقة الكهروميكانيكية)
يتميز الخط الساحلي الطويل في موريتانيا على المحيط الأطلسي بإمكانيات كبيرة من طاقة الرياح، وهذا ما دفع الحكومة للسعي لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في موريتانيا من الطاقة الرياحية. وحتى نهاية عام 2018، فقد بلغت الطاقة الإنتاجية الرياحية من الكهرباء 34.4 ميجاوات (كما يبين الجدول).
وقد شملت مزارع الرياح العاصمة نواكشوط والمدينة الإقتصادية نواديبو في الشمال ومنطقة المناجم في الزويرات (المبينة في خارطة موريتانيا).
وتعد الطاقة مكونًا رئيسيًا لتكاليف أعمال المناجم الواقعة خارج شبكة الطاقة الوطنية، وفي المناطق التي تعاني من عدم انتظام إمدادات الطاقة وضعف البنية الأساسية للطاقة. وتساعد الأنظمة الهجينة التي تجمع بين الرياح و/ أو الطاقة الشمسية مع محطات التوليد بالوقود في تلبية احتياجات الطاقة في المناجم اقتصاديًا مع تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون.
وتقوم الشركة الوطنية للصناعة المناجم SNIM بتشغيل مناجم خام الحديد في الزويرات، في منطقة تيريس حيث يتم نقل أكثر من 12 مليون طن من خام الحديد سنويًا بالقطار من المناجم إلى ميناء نواذيبو لمسافة 700 كم لأغراض التصدير. وموريتانيا هي ثاني أكبر منتج لخام الحديد في إفريقيا ويعمل به حوالي 10،000 شخص.
قررت SNIM تنويع توليد الطاقة في الموقع في عام 2011 من خلال تطوير وتركيب محطة هجينة تتضمن استخدام وحدة توليد للكهرباء تعمل بوقود الديزل بقدرة 16 ميجاوات و 16 توربينة رياح تولد 4.4 ميجا وات \ساعة توفر 4800 طن من الوقود وتقلل من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون 11 500 طن / سنة.
وقد جرى استخدام تكنولوجيا ملائمة لتوربينات الرياح، تتناسب مع الموقع القريب من الشاطئ الذي تسوده ظروف المناخ القاسية الجافة والحارة للغاية وبيئة مغبرة شديدة التآكل تؤثر على شفرات توربينات الرياح. ويسمح تصميم التوربينات بتعديل الإرتفاعات وإعادة تركيبها كلما كان ذلك ضروريًا لضبط الشفرات بانتظام لضمان الإنتاج الأمثل دائمًا، مما يجعل صيانة التوربينات أسهل وأرخص بكثير.
واقيمت أول مزرعة رياح كبيرة في العاصمة نواكشوط في عام 2013. وتضم مزرعة الرياح 15 توربينة ، بقدرة 2 ميجاوات لكل مروحة، وبذلك تبلغ طاقتها الإجمالية 31 ميغاوات، تم إنجازها في عام 2015 . وهذه المحطة هي أول مزرعة كبيرة للرياح لتوليد الكهرباء قامت ببنائها شركة إسبانية Elecnor لصالح الشركة الموريتانية للكهرباء Somelec العائدة للدولة بدعم من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واقيمت ثاني مزرعة رياح كبيرة في نواديبو المدينة الثانية الأكبر في موريتانيا في عام 2018 وهي محطة الرياح في بولنوار بقدرة إنتاجية تصل إلى 102 ميغاوات و39 توربينة رياح. وقد أقامت مزرعة الرياح شركة إسبانية Elecnor SA لأعمال الإنشاءات وشركة سيمنس الألمانية لتزويد توربينات الرياح لصالح الشركة الموريتانية للكهرباء، وهي تحت الإنشاء.
الطاقة المتجددة في موريتانيا : الطاقة الشمسية (الطاقة الكهروضوئية)
بدأ تشغيل محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا في عام 2013 في نواكشوط بقدرة إنتاجية 15 ميجاوات تعادل 10% من القدرة الإنتاجية في موريتانيا باستخدام 30 ألف من الألواح الشمسية الفوتو فولتية. وقد أقيمت المحطة بتمويل من الإمارات المتحدة، من خلال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) الإماراتية.
كما نفذت شركة مصدر بالتنسيق بالتعاون مع الشركة الموريتانية للكهرباء SOMELEC ثماني محطات صغيرة للطاقة الشمسية تبلغ قدرتها الإنتاجية 16.6 ميغاوات موزعة على ثمانية مواقع في وسط وشمال غرب موريتانيا. وتشمل هذه المواقع بوتيليمت وعطار والشامي واليج واكجوجت التي تظهر في الخارطة. وبذلك، أسهمت دولة الإمارات في مشاريع الطاقة النظيفة في موريتانيا بقدرة 32 ميغاوات في عام 2016.
وتزود هذه المواقع الطاقة لقرابة 40 ألف مسكن وتوفر أكثر من 10 آلاف طن من الوقود وتخفض انبعاثات الطاقة بقرابة 28 ألف طن.
وقد افتتحت في عام في أواخر عام 2017 محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة خمسين ميغاوات في مقاطعة توجنين بنواكشوط الشمالية التي أنشأت بتمويل مشترك بين الدولة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبالتعاون مع الشركة الموريتانية للكهرباء. ويعاني المشروع من التعرض لهبوب العواصف الرملية، مما يحد من كفاءتها.
وتم بناء ثلاثة محطات هجينة شمسية / حرارية جديدة في ثلاث مدن داخل البلاد في إطار مشروع تطوير الأنظمة الكهربائية في المنطقة الشرقية الذي يتضمن محطات حرارية هجينة- شمسية كهروضوئية تابعة للشركة الوطنية للكهرباء، وتم الشروع به في مايو أيار 2016.
وضمت هذه المحطات محطتين هجينتين في مدينة النعمة بقدرة 5.7 ميغاوات، تضم 0.8 ميغات طاقة شمسية وفي مدينة عدل بكرو بقدرة 2.4 ميغاوات، تضم 0.5 ميجاوات طاقة شمسية، وتم تدشينها في أواخر عام 2018.
كما ضمت محطة هجينة في مدينة كيفة Kiffa وهي ثالث مدينة كبيرة، بقدرة 5 ميغاوات باستخدام الوقود و1.3 ميجاوات من الطاقة الشمسية، والتي بدا العمل بها في عام 2018 وتخدم مدينة جويروGuérou وقرى مجاورة وتم افتتاحها في مايو ايار 2019.
وهناك مشروع قيد التنفيذ يتضمن توليد الطاقة الشمسية (2.6 ميجاوات) واستخدام الوقود ومد خطوط للطاقة في منطقة أفتوت الشرقاوي Aftout El-Chargui في ولاية جورجول بتمويل البنك الإسلامي للتنمية يهدف الى توفير الكهرباء إلى 30 منطقة وزيادة نسبة سكان المناطق الريفية 7% الذين يحصلون على الكهرباء في عام 2016 .
وحتى نهاية عام 2018، فقد بلغت الطاقة الإنتاجية الشمسية من الكهرباء 86.1 ميجاوات (كما يبين الجدول).
الطاقة المتجددة في موريتانيا : الطاقة المائية (الطاقة الكهرومائية)
تستند الطاقة الكهرومائية في موريتانيا إلى ثلاثة سدود على نهر السنغال تقع في أقصى جنوب البلاد في اراضي السنغال ومالي. وحتى نهاية عام 2018، فقد بلغت الطاقة الإنتاجية الرياحية من الكهرباء 48 ميجاوات (كما يبين الجدول).
وتقع محطة سد مانتالي لتوليد الكهرباء في اراضي السنغال في جنوب موريتانيا. ويتجاوز إنتاج محطة سد مانتالي 200 ميجا وات، ويوفر حوالي 55 ٪ من الكهرباء في مالي ، و 30 ٪ في السنغال و 15 ٪ في موريتانيا ، أي ما يعادل 30 ميجاوات في موريتانيا. وتوفر الطاقة الكهربائية لمدينتي بوجي وكايدي في أقصى الجنوب بصورة رئيسية (خارطة موريتانيا).
كما تحصل موريتانيا على الكهرباء من محطتي توليد الطاقة الكهرومائية فيلو 20 ميجاوات وغوينا (40 ميجاوات، وكلاهما على نهر السنغال غرب مالي على مقربة من حدود موريتانيا الجنوبية والسنغال.
وتقع محطة Félou الكهرومائية على شلالات Félou على نهر Sénégal في مالي. وتضم المحطة ثلاثة توربينات مياه قادرة على توليد 62 ميجاوات. وقد أنشأت المحطة بداية في عشرينيات القرن الماضي، وجرى إعادة بناءها في عام 2009 بتمويل من البنك الدولي . يعد هذا المشروع الثالث لهيئة تطوير حوض نهر السنغال على النهر ، وقد تم الانتهاء منه في عام 2014.
ومشروع جوينا للطاقة الكهرومائية Gouina هو مشروع لمنظمة حوض نهر السنغال يهدف إلى توفير الطاقة المتجددة لمالي وموريتانيا والسنغال وغينيا، وتبلغ قدرتها 140 ميجاوات . وتقع المحطة عند شلال طبيعي على نهر السنغال في غرب مالي على مثلث حدود مالي وموريتانيا والسنغال. وكان من المتوقع إنجاز السد في عام 2017، غير أنه لا يزال تحت الإنشاء في عام 2019.
المصادر
http://elwatan.info/node/12570
https://en.wikipedia.org/wiki/Manantali_Dam
https://en.wikipedia.org/wiki/Gouina_Hydroelectric_Plant
https://en.wikipedia.org/wiki/F%C3%A9lou_Hydroelectric_Plant
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/mr.html
https://www.thewindpower.net/country_windfarms_en_97_mauritania.php
https://masdar.ae/en/masdar-clean-energy/projects/mauritania-rural-electrification-programme