ساعات الأبراج في آسيا العربية
شكلت ساعات الأبراج في المدن، إلى جانب قيمة الوقت، ظاهرة جمالية مميزة لساحات مدن العالم. واصبحت ساعات الأبراج هي مشاهد شائعة في أجزاء كثيرة من العالم، وبعضها أبراج ساعات أيقونية، مثل برج ساعة بج بن وبرج ساعة مكة .وأصبحت ساعات الأبراج من المعالم الثقافية البارزة في لندن والبندقية وفيلادلفيا ومومباي وموسكو وبرن وبراغ ومكة ومدن فلسطين ورمزًا لبعض هذه المدن الكبيرة.
موضوعات ذات صلة
معالم حضارية عربية| ساعات الأبراج في ساحات شمال إفريقيا
معالم حضارية عربية | ساعات الأبراج في فلسطين التاريخية
معالم حضارية عربية | ساعة مكة … واجهة حضارية وثقافية في السعودية
معالم حضرية عربية| برج ساعة الأعظمية…تجربة كاشفة لحضارة العراق
معالم حضارية عربية| ساعات الزهور النباتية في بلاد العرب
وهناك أبراج ساعات في شمال إفريقيا وفي آسيا العربية في السعودية والعراق وفلسطين ودبي وسوريا ولبنان وعدن في اليمن. وهناك ساعات أبراج في بعض هذه الدول في الكنائس والجامعات، حيث يوجد في الأردن على سبيل المثال برجي ساعة في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك.
واحتفالاً بالذكرى المئوية لاستقلال المكسيك في عام 1910، أهدى السوريون واللبنانيون والعرب باسم سلطان الدولة العثمانية التي كانوا من مواطنيها، برج الساعة المقام في ميدان زوكالو في مركز مدينة مكسكو عاصمة المكسيك.
وقد صمم المهندسون العثمانيون برج الساعة ليكون هدية ترمز إلى الصداقة الدائمة بين الشعبين المكسيكي والعثماني. وقد غطي برج الساعة العثماني ببلاط إزنيق الثمين من تركيا، والذي تم إعادة تجديده حديثاً. وجاءت أرقام الساعة باللاتينية والعربية, والتي تظهر عند تكبير الصورة.
يوجد على البرج لوحة تذكارية (ظاهرة على البرج) كتب عليها “إلى المكسيك من الدولة العثمانية – سبتمبر 1910” باللغة الإسبانية. وقد قام بافتتاح برج الساعة الرئيس المكسيكي في تلك الفترة غييرمو دي لاندا وممثل الجالية العثمانية للإحتفال بالعيد المئوي أنطونيو لطيف.
ساعات الأبراج في سورية
شاع استعمال الساعات الشمسية والفلكية في البلاد العربية واشتهرت دمشق، عاصمة بني أمية بساعاتها التراثية وبازدهار صناعة الساعات في القرنين الثاني والثالث عشر .
كما اشتهرت دمشق، بساعات المسجد الأموي وشكلت ساعات الأبراج الميكانيكية في العصر الحديث ومنذ أكثر من 100 عام معالم معمارية تزين ساحات مدن سورية العربية، وشاهدة على حضارة سوريا الممتدة. ومن أبرز هذه الساعات ساعة باب الفرج في حلب وساعة حماة وساعة حمص.
ساعات الأبراج في سورية: ساعة باب الفرج في حلب
أقيمت برج الساعة في ساحة باب الفرج في حلب الشهباء العاصمة الاقتصادية في سورية في عام 1898م إحياء لذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش. وقد سميت الساحة علي اسم أحد أبواب حلب الأثرية السبعة وهو باب الفرج، وهي تشكل السوق التجاري الرئيسي للمدينة خارج الأسواق الحلبية الأثرية المسقوفة.
يقع برج ساعة باب الفرج بالقرب من مواقع تراثية وتاريخية مثل دار الكتب الوطنية بحلب ومساجد تاريخية مثل المسجد العمري، ولذلك تحمل الساعة قيمة تراثية كبيرة واعتبرت منارة مركز المدينة، وتعد الرمز الثاني لحلب بعد قلعتها التاريخية.
بدأت إقامة برج ساعة باب الفرج في عام 1898م، وأنجز البناء خلال عام واحد وأشرف على البناء إثنين من المهندسين من بلدية حلب ، أحدهم نمساوي. وقد تبرع أهالي حلب بنصف التكلفة، والبقية من صندوق جباية المال في حلب.
يرتفع البرج لعشرين متراً، ويعلوه البرج أربع ساعات على الأوجه الأربعة ، ويقع الجرس في الجزء العلوي من البرج. وكانت الساعة تطلق أجراسها في كل ساعة. وكان الوجهان الشرقي والغربي بالأرقام الأنجليزية (وهي الأرقام العربية في الحقيقة)، والوجهان الشمالي والجنوبي بالأرقام العربية الشائعة في دول المشرق العربي (التي يعتقد كثيرون أنها أصولها هندية).
ويعلوا الساعات حافة بارزة وطابق علوي دائري فيه 6 نوافذ، ويوجد على سطحه جهاز لمعرفة اتجاه الرياح. وقد تم تجديد الساعة وتزويدها بمحرك ساعة جديد من الشركة المصنعة لساعة بيغ بن.
ساعات الأبراج في سورية: برج ساعة حماه
أقيم برج ساعة حماة في عام 1950 بالتعاون بين محافظة وبلدية حماة. ويقع البرج في وسط مدينة حماة في ساحة العاصي، وبالقرب من مبنى المحافظة التي يمر بها أربعة شوارع رئيسية في المدينة، ولذلك تشتهر ساعة حماة بالساعة العامة وساعة المحافظة.
يرتفع برج الساعة، المبني من حجر الرخام الملون، الى 18 متر . ويبلغ طول قطر دائرة ساعة حماه 1.6 م وعقرب الدقائق حوالي متر واحد، وارتفاع الساعة كاملة 27 م. ولساعة البرج أربعة وجوه تضم ساعات دائرية وتدق الساعة كل نصف ساعة، بلحن مميز. تسمح بمشاهدتها من الجهات الأربعة، وتعتمد على نظام معايرة إلكتروني.
وقد رممت الساعة قبل بضع سنوات من خلال المهندس مسلم صليعي وهو من أسرة حموية اشتهرت بصيانة وتصنيع الساعات في حماه، وقد تمكن من إنتاج مكونات محلية للساعة. وهي في ذلك تشبه ساعة الأعظمية في بغداد المصنعة محلياً وتعطي لحناً خاصاً أيضا.
وتكونت ساعة حماه المجددة من أربعة محركات بالإضافة إلى دائرة تحكم ودارة ألحان ومكبرات للصوت. وقد نفذ المهندس مسلم صليعي ساعات برجية مماثلة ومنها ساعة مركز مدينة الرقة وساعة في جامعة اليرموك في محافظة إربد في المملكة الأردنية الهاشمية.
ساعات الأبراج في سورية: ساعات حمص
أقيمت ساعة حمص القديمة في عام 1922 في ساحة مدينة مدينة ابن الوليد الرئيسية في عهد الاحتلال الفرنسي وتعتبر من معالمها المميزة. كانت الساعة تتوسط الأسواق القديمة وينطلق منها شارع القوتلي، وقد تم تقديمها من المغترب السوري سليم نسطة. وقد عمل مطران كاتدرائية حمص أثناسيوس عطا الله على بناءها .
تعد الساعة العتيقة من رموز مدينة حمص، ويوجد مثيل لهاً في ساحة رئيسية في مدينة طرابلس في لبنان. وتتألف الساعة من عمود معدني مزخرف يحمل الساعة، وهيكل الساعة المعدني المؤلف من ثلاثة أوجه، وجهاز الساعة والتاج أو الفانوس الذي يعلو الساعة. وقد خضعت للترميم والتجديد ولا تزال تعمل.
قد جاء بناء الساعة الجديدة من خلال تبرع قدمته السيدة كرجية حداد، التي رأت أن الساعة القديمة لا تليق بمقام حمص.
وهي سيدة سوريّة من حمص من أسرة مغتربه في البرازيل، واشتهرت بأعمالها الخيريّه. ولذلك كثير ما يطلق سكان حمص على الساعة تسمية “ساعة كرجيّة”.. وقد تمّ وضع لّوحة برونزيّة تحمل اسم وصورة السيّدة كرجيّه على أحد وجوه الساعة.
بدأ إنشاء برج الساعة الجديدة في حمص، في عام 1958 في زمن الوحدة في آخر شارع القوتلي الذي يصل بين الساعتين القديمة والجديدة (وتظهر الساعة الجديدة في أخر صورة ساعة حمص القديمة الظاهرة في شكل ساعات الأبراج في سوريا). ويقع البرج في مركز المدينة في السّاحة الرئيسيّة، التي كانت مركزا لشرطة السير وسميت فيما بعد بساحة جمال عبد الناصر الذي زار حمص وأطل على هذه الساحة.
وتسمى ساحة جمال عبد الناصر ايضاً بساحة الحرية وساحة الساعة والتي تُعد أحد معالم حمص الشهيرة ورمز للمدينة.
نُصبت الساعة الجديدة في مركز التقاء عدد من الشوارع الرئيسية شارع الدبلان، وشارع عبد المنعم رياض، وشارع عبد الحميد الدروبي، وشارع القوتلي. وقد بُني برج الساعة من الحجر الأبيض والرّخام الأسود، علي نمط العمارة الأبلقية المعروفة في حمص، وزيّنت قاعدتها بالأقواس الحجرية التراثية.
وقد أقيمت ساعة حمص الجديدة بإشراف المهندس السوري عمر مالك على برج بارتفاع 11 م وقطر 5.6 م . وقد استكمل بناء الساعة في عام 1961. وهي ميكانيكية مربعة الشكل بأربعة وجوه ومضاءة بمصابيح داخلية. وقد قام على صيانة الساعة الساعاتي عبد الله كيشي، الذي أضاف لها الجرس الأوتوماتيكي والإضاءة الداخلية .
ويعمل محرك ساعة حمص على التيّار الكهربائي، ويضم لوحة تحكم كهربائية تسمح بتشغيل الساعة في حالة انقطاع التيار الكهربائي. يَبلغ طول العقرب الواحد من عقارب ساعات البرج أكثر من متر.
تتضمن الساعة جرساً، وتدق كل ربع ونصف ساعة، وعلى رأس كل ساعة مثل ساعة (بيغ بن) الشهيرة في لندن. وتُسمع دقات الجرس من مسافة بعيد تقارب 6 كم. ونظراً لدقتها العالية، فإن سكان حمص يصفونها بأنها ساعة بيغ بن حمص.
تعطّلت الساعة لفترات طويلة أحياناً، وخضعت لعمليات إصلاح وترميم كبيرة، وتم تزويدها بساعة سويسرية جديدة على نفقة مواطن حمصي من نفس الشركة المنتجة للساعة القديمة، وما تزال تُمثل معلماً تراثياً وحضاريّاً لأهالي حمص، ولا تزال دقات الساعة جزء من ذاكرتهم الجمعية.
ساعات أبراج أخرى في سوريا
تضم ساعات الساحات الأخرى في سوريا ساعة المرجة (ساحة الشهداء) في دمشق، وبرج ساعة في مركز مدينة الرقة وبرج ساعة في مدينة إدلب.
أقيمت ساعة المرجة في ساحة الشهداء أقدم ساحات دمشق في عام 1932 م قرب خط الترام. وساعة ساحة المرجة سويسرية الصنع، وهي مشابهة لساعة حمص القديمة، ولكن يعلوها حامل حديدي طويل يشبه العصا الرعوية التي يحملها المطارنة. وتتألف الساعة من عمود معدني مزخرف وهيكل معدني للساعة المكونة من ثلاثة وجوه. و قد ظلت ساعة ساحة المرجة في مكانها حتى سبعينات القرن الماضي، حين اختفت من مكانها .
وتزامن وجود ساعة ساحة المرجة مع النصب البرونزي الذي صممه معماري إيطالي وسط ساحة المرجة وقاعدته بازلتية ويعلوها عمود برونز عليه مجسم جامع يلدز في اسطنبول. والنصب البرونزي معلم من معالم مدينة دمشق وهو عمود التلغراف الذي بُني قبل أكثر من مائة عام. وجاء هذا العمود والمجسم تذكاراً لتدشين الاتصالات بين المركز في دمشق والمدينة المنورة والبلاد الإسلامية في أواخر العهد العثماني.
ساعات الأبراج في لبنان
أقيم بنى برجان للساعات في عهد الدولة العثمانية؛ في بيروت عاصمة لبنان وطرابلس عاصمة الشمال.
ساعات الأبراج في لبنان: برج الساعة السراي الكبير في بيروت
بني برج ساعة السراي الكبير في بيروت في عام 1897. كان البرج هدية أهالي بيروت في اليوبيل الفضي لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني على العرش بقرار من بلدية بيروت التي كان يرأسها آنذاك الشيخ عبد القادر القباني، وهي أقدم الساعات العامة في لبنان، ويعدها كثيرون أجملها أيضاً.
وتُعرف ساعات الأبراج التي اقيمت في الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وعددها 144 ساعة بالساعات الحميدية أو أبراج الساعات العثمانية.
وقد جاء بناء برج ساعة السراي الكبير على طراز الفن المعماري العربي. وكان الهدف من بنائها التعريف بالوقت، وإبراز النهضة والفن المعماري في عهد السلطان، وقد وُضِع برج الساعة على قمة تل يطل على بيروت، حيث يمكن أن يصل صوت الساعة إلى مسافات بعيدة في محيط المدينة.
وقد تضررالبرج بشدة في الحرب الأهلية، وتم ترميمه في عام 1993 في عهد رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري وعلى نفقته الخاصة، ووضعت ساعة جديدة في جهاتها الأربع، واستغرق العمل لإنجازها ستة أشهر.
يرتفع برج الساعة 25 م، وكانت أعلى مبنى في بيروت في وقت إنشاءها، وهناك 125 درجة حديدية داخل البرج تؤدي إلى موقع محركات الساعات. ويتالف البرج من 5 طبقات، ويوجد في الطابق الرابع جرس ضخم يزن 300 كلغم. وتزين الطابق 4 شرفات، وفي أعلاها 4 ساعات كبيرة جرى استيرادها من من مصنع الساعاتي الشهير بول غارنيه P. Garnier في باريس فرنسا. أما بيت الساعة فمصنوع من الرخام الأبيض المطعم بالحجر الأسود والأحمر.
ساعات الأبراج في لبنان: ساعة ساحة النجمة
أقيمت ساعة ساحة النجمة أمام المجلس النيابي الذي بني في عام 1935 على طراز عثماني وصممه مهندس ارمني . وجاء بناء برج الساعة هدية من مغترب لبناني في المكسيك هو ميشال العبد، ولذلك تُعْرف الساعة أيضاً بساعة العبد. ويبعد برج الساعة نحو 30 م عن البرلمان، وارتفاعه نحو 15 متراً، بشكل مستطيل، وتزينه فتحات هواء، وتعلوه غرفة مغلقة تطل أيضاً على المدينة من الجهات الأربع و تم تشغيل برج الساعة في مطلع الأربعينيات.
نُقلت ساعة النجمة في عام 1966، الى محلة كورنيش النهر ـ العدلية، بدعوى اكتشاف آثار في الموقع. غير أن الساعة أعيدت إلى ساحة النجمة في عام 1996، وهي من معالم وسط بيروت السياحية.
ساعات الأبراج في لبنان: ساعة الجامعة الأميركية (كولدج هول)
أقيم برج ساعة الـكولدج هول في عام 1869، وهي تزين برج أقدم مباني الجامعة الأميركية في بيروت. وقد تعرضت منطقة البرج لانفجار مدمر في عام 1991، غير أنه إعيد بناء الـكولدج هول وبرج الساعة في عام 1999 وأعيد ترميم ما حولها في الحرم الجامعي.
ساعات الأبراج في لبنان: برج الساعة في طرابلس
أقيمت ساعة التل في طرابلس في عام 1901 في إطار الإحتفال باليوبيل الفضي لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني على العرش، والذي خطط بموجبه لبناء أبراج ساعات في مدن الدولة العثمانية.
يبلغ ارتفاع برج الساعة 30 م، وهو بناء مربع الشكل من الحجر مؤلف من خمس طبقات شامخة، وسط ساحة التل ،الى جانب الحديقة العامة .
تضرر برج الساعة بشكل كبير في الحرب الأهلية (74-1990). وبدأت جهود ترميم البرج في عام 2006 ، وتم الإنتهاء منها في عام 2016 بدعم مالي تركي. وقد وضعت لوحات تحتوي على شعار الطرة وهو توقيع السلطان عبد الحميد الثاني، وشعار الدولة العثمانية، ويحيط بكليهما شعار الهلال والنجمة على جوانب البرج.
وقد وضعت بلدية اسطنبول مجسماً مصغراً فنياً مطابقاً لبرج ساعة التل الحميدية في طرابلس في حديقة مينياتورك في اسطنبول MiniaTurk ، وهي حديقة للمجسمات المعمارية الشهيرة، الأمر الذي يساهم في التعريف بمدينة طرابلس التاريخية ومعالمها الأثرية.
ساعات الأبراج في لبنان: أبراج أخرى
يوجد في لبنان ساعات أبراج اخرى تضم ساعة مدرسة الاميركان للبنات، والتي أقيمت في عام 1880، وبرج مدرسة مار يوسف – عينطورة، والتي أقيمت في عام 1904 وساعة قصر العدل، والتي أقيمت في عام 1911، وساعة كنيسة سيدة الخلاص في جديتا في زحلة، والتي أقيمت في عام 1993.
ساعات الأبراج في اليمن: ساعة عدن
أقيمت ساعة عدن على مرتفع البنجسار، في مديرية التواهي بمحاذاة ميناء عدن في عام 1890م . وكانت عدن في حينها أحد مستعمرات الهند البريطانية الشرقية، وكان ميناء عدن أحد أهم الموانىء في تزويد السفن بالوقود في القرن العشرين لموقعه على مفترق طرق بحري.
صمم الساعة مهندسون بريطانيون وفقاً لتصميم ساعة بيغ بن في لندن، وتعد الساعة نموذجا مصغرا لساعة (بيج بن) الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن، ولذلك تسمى ساعة عدن بساعة بج بن الصغيرة. كما تسمى أيضا بساعة هوج لأن بناء برج الساعة جاء في عهد المقيم السياسي البريطاني العميد آدم هوغ في عدن من 1885م وحتى 1890م. كما وصفت الساعة بأنها بيغ بن العرب أو الشرق.
ومرتفع ”البنجسار” هو تسمية هندية للمنطقة التي كان يسكنها العمال الهنود، وتتألف من كلمتين “بنجي” وتعني عمال، وسار ومعناها سيد أو مشرف.
تم تشييد ساعة عدن بإشراف مهندسين بريطانيين واستخدام عمالة محلية من الحجارة السوداء، وأسمنت حجري ومواد بناء
لاصقة قوية. وبرج الساعة مستطيل الشكل (1 × 1.5 م) وسقفه يأخذ الشكل الهرمي ومطلي بمادة القرميد الأحمر.
يبلغ ارتفاع البرج 22 متراً، وبداخلها سلم حديدي حلزوني يمتد لأعلى الساعة التي تطل على البحر مباشرة وعلى ضاحية منطقة التواهي. وكان مبنى الساعة يدار من قبل حراس متخصصين يقومون بتعبئتها يدوياً بعد كل ساعة.
تدق ساعة عدن كل ساعة بصوت يصل لأحياء مجاورة في مدينة عدن، وتصدر أشعة ضوئية تمتد إضاءتها القوية لتغطي ميناء عدن التاريخي.
وقد تعرضت الساعة للتوقف، غير أنه أعيد إصلاحها في عام 1983 وفي عام 2002 من مهندسين بريطانيين وفي عام 2012 وأخيرا في عام 2017. وقد تم وضع أربعة أوجه جديدة رئيسية للساعة من مادة الفايبر جلاس الأبيض وتركيب الأضواء الداخلية وعقارب الساعة وأداة للتحكم وتطوير الهيكل الخارجي لها.
ساعات الأبراج في أبو ظبي: برج الساعة في دبي
أقيم برج الساعة في دبي في الإمارات العربية المتحدة، وهو معلم بارز في دبي. و يقع برج الساعة في شرق دبي في ديرة ، عند تقاطع طريق أم هرير وطريق آل مكتوم، وكان في حينه معبراً لدبي يشاهده كل من يدخل دبي، ولذلك سمي التقاطع بدوار الساعة ديرة. ويقع الدوار في منطقة الرقة على بوابة جسر آل مكتوم ، أول معبر بري يتم إنشاؤه بين ديرة وبر دبي.
جاءت ساعة الديرة الكبيرة هدية من أمير قطر الراحل أحمد بن علي آل ثاني الذي كان متزوجاً من إبنة حاكم دبي (شقيقة الأمير الحالي) بمناسبة بدأ دبي تصدير النفط.
وقد أقيم برج الساعة في دبي في عام 1963، وقام بتصميمه المهندس المعماري زكي حمصي، وقد جعله بشكل مفتوح حتى لا يعيق الرؤية على تقاطع الطرق . وكان بناء البرج بطريقة بدائية، باستخدام 30 عاملاً، حتى أن خلاطات الإسمنت لم تكن موجودة، الأمر الذي يعكس حجم التقدم الذي حققته دبي في العقود القليلة الماضية.
بُني برج الساعة كرمز لدبي في ديرة، كموقع محوري ومعبراً يؤدي إلى دبي قبل بناء طريق دبي – أبوظبي. وتعد المنطقة المحيطة ببرج ساعة ديرة مهمة للغاية من الناحية التجارية ويصلها مترو دبي، وتشمل مكاتب كبرى شركات الطيران الدولية العاملة في الإمارات العربية المتحدة.
جرى تجديد الساعة باستبدال محركاتها بأخرى من صنع شركة أوميغا السويسرية، والتي تضم أجهزة GPS لضمان دقة الساعة.
أدرجت صحيفة تلغراف برج دبي لساعة دبي بين أجمل 17 برج ساعة في جميع أنحاء العالم في علم 2014
كما أدرج برج ساعة دبي في الأطلس العالمي في عام 2017 كواحد من أكثر ثمانية أبراج ساعة إثارة للإعجاب من جميع أنحاء العالم، وضمت القائمة برج ساعة مكة وبرج ساعة عكا في خان العمدان الذي بني في بداية القرن العشرين.
المصادر