سكة حديد السودان : الدور الإقتصادي
شكلت سكة حديد السودان صفحة مشرقة في تاريخ السودان الحديث. فقد امتدت السكك الحديدية إلى أنحاء واسعة من السودان خلال النصف الأول من القرن العشرين، وأسهمت في تعميق التواصل بين المجتمعات المحلية المختلفة. وترسخت السكة في وعي ووجدان السودانيين لدورها الإقتصادي والتنموي في ربط مناطق الإنتاج والاستهلاك والتصدير وتوسيع الأسواق، باعتبارها الوسيلة الأكثر ملاءمة والأقل تكلفة بين وسائل النقل البرية والنهرية.
وقد ربطت سكة الحديد عاصمة الدولة الخرطوم بشمال السودان مروراً بعطبرة وحتى حلفا على حدود مصر، وشرقاً حتى ميناء بورتسودان، ولجنوب شرق السودان حتى سنار في ولاية الجزيرة وصولاً إلى الدمازين وغرباً من سنار مروراً بالأُبيض وبابانوسة وصولاً إلى مدينة نيالا بدارفور ولجنوب غرب السودان حتى مدينة واو بجنوب السودان.
مواضيع ذات صلة
السودان| مؤشرات في التنمية (بيانات 2017)
نظم النقل السريع الحديثة| المترو والترام في بلاد العرب
نظم النقل السريع الحديثة| المترو والقطار السريع في جزيرة العرب
نظم النقل الجماعي |المترو والترام في مصر العربية
نظم النقل الجماعي| المترو والترام في دول المغرب العربي
سكة حديد السودان (1) | النجم الذي هوى في مسيرة العودة إلى سيرته الأولى
نظم النقل الجماعي| صفحات مطوية من تاريخ ترام دمشق وحلب
نظم النقل الجماعي| صفحات مطوية من تاريخ ترام بيروت
كان خط سكة حديد السودان هو المحرك لاقتصاد البلاد، حيث أسهمت سكة الحديد بأكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي وفي تشغيل القوة العاملة في القطاع العام في بداية الإستقلال حيث قدر عدد العاملين فيها ب 44 ألف عامل. وكانت معظم الواردات والصادرات تنقل من وإلى الميناء من خلال السكة. وقد كان القطن، الذي شكل 30% من قيمة صادرات السودان حتى عام 1990، والوقود ومدخلات إنتاج الكهرباء في المحطة الحرارية ينقل من من خلال سكة الحديد.
لعبت سكة حديد السودان دور الناقل الوطني للأفراد والسلع، ونقل الصحف والمحاضرات والكتب وشبكة البريد والتلغراف لعقود طويلة ممتدة. كما ربطت بين أطراف البلاد من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. وكان خط السكة جاذباً للنشاطات الإقتصادية في محطاته، وقاعدة ازدهار المدن والبلدات التي كانت تشكل محطات للقطار.
سكة حديد السودان : الدور السياسي والإجتماعي
تمتلىء الذاكرة الشعبية السودانية بصورة القطارات ومحطاتها التي تصدرت المشهد الإقتصادي والاجتماعي والثقافي
والسياسي لعقود طويلة ممتدة في القرن العشرين الذي شهد صعود وهبوط نجم سكة حديد السودان.
فقد برزت هيئة شؤون العاملين في سكة حديد منذ أربعينيات القرن العشرين، كنواة أولى لنقابة عمال سكة حديد السودان التي تأسست عام 1949. ولعبت هذه النقابة دوراً في تأهيل العاملين في السكة، وفي المطالبة بحقوقهم.
ولعبت النقابة دوراً أساسياً في التأسيس للعمل النقابي في السودان، وساهمت في تطوير مؤسسات القطاع العام باعتبارها النواة الأهم لتكوين حركة نقابية وعمالية قوية. كما أسهمت في العمل الوطني في السودان المعاصر، وكان لوعي عمال سكة حديد الوطني دورا بارزا في النضال من أجل استقلال السودان من خلال تنظيم أنفسهم نقابياً وسياسياً.
وكان لسكة الحديد أثر كبير في الحياة السياسية السودانية بعد الإستقلال، وأثرت في التطور السياسي والاقتصادي. وقد تركت السكة بصمات كثيرة في التاريخ السياسي للسودان في مجالات الدفاع عن حقوق العمال والنضال من أجل الديمقراطية.
أسهمت سكة حديد السودان ونقاباتها في تطوير طبقة عمالية وفنية وفي تأهيل الكفاءات، من خلال تدريب وتأهيل العمال بمختلف المجالات، وتدريب الموظفين ورفعت قدرتهم التنافسية في العمل وتحسين الأداء واعطتهم فرصا أكبر في العمل وكسب العيش.
وكانت سكة حديد عنوانا للحياة الكريمة لآلاف العاملين على امتداد البلاد، إذ قدمت الخدمات التعليمية والصحية في مناطق مختلفة في البلاد وبنت المستشفيات والمدارس في عطبرة وأماكن مختلفة في البلاد لجميع المواطنين دون تمييز.
وكانت هيئة السكة حتى الثمانينات تحوز على مجمعات سكنية واسعة ونوادي اجتماعية واستراحات لخدمة أكثر من 30 ألف موظف. وكانت تقتطع من رواتب العاملين لحساب أموال الرفاهية، لشراء الوقود، والكراسي، وتأثيث الاندية وتوفير الصحف وساهمت في تثقيف العاملين سياسيا وفكرياً.
كان الناس يتغنون بالقطار وينظمون فيه الأشعار، ويمثلون المسرحيات وينتجون الأفلام. كان القطار عالم السودانيين؛ يوفر لهم المواد الغذائية وينقلهم للعمل ولزيارة الأقارب والأحبة، وينقلهم لأغراض الزواج من مناطق أخرى، وحتى من خلال التعارف بين الركاب. فقد قرَّب القطار المسافات والوجدان ووطد العلاقات الإنسانية بين الناس من مختلف أنحاء السودان نتيجة الوقت الطويل الذي كانوا يقضونه في الرحلات.
وذهب البعض للقول أنهم كانوا عاشقين للقطار ومتعصبين للقطار الذي يمدهم بالحياة، إذ كان هناك تجمعات بشرية منغزلة وبعيدة وغائبة عن عين الدولة، ولم تكن لتجد أحداً يتواصل معها ويمدها بأسباب الحياة سوى القطار.
عطبرة ..أيقونة عمال سكة حديد السودان
تقع عطبرة شمال الخرطوم على مسافة تزيد عن 300 كم في ولاية نهر النيل، وقد أنشأت كمحطة مركزية للقطارات ومقراً لهيئة سكة الحديد حتى عام 1981. وقد كانت المدينة الصناعية وعاصمة للحديد والنار باعتبارها مركز ورشة سكة حديد السودان المركزية التي يسودها الحديد والنار.
شكلت عطبرة، أم المدائن، منذ تأسيسها نموذجاً مصغراً للسودان الكبير ورمزاً للانصهار الوطني لعاملين جاؤوا من كافة مناطق وأبناء البلاد. وكانت المدينة مركزاً حضرياً للوعي السياسي والثقافة والفكر والرياضة، ومركزا للنضال من أجل الاستقلال والحقوق النقابية، وعنواناً للوحدة الوطنية.
كانت عطبرة بوتقة لانصهار ثقافات العاملين المحلية، الذين عمل معظمهم تاريخياً بين ورش ومكاتب سكة حديد، في ثقافة وطنية سودانية جامعة، وفاقت ولاءاتهم المهنية ولاءاتهم الأولية القبائلية والمناطقية.
كانت القطارات تقطع المدينة جيئة وذهابا في طريقها بين مدن البلاد المختلفة ، وقد ضبطت هذه الحركة إيقاع المدينة.
كانت حياة غالبية السكان بالمدينة مرتبطة بسكة حديد السودان ومواقيت عملها المنضبطة التي أثرت في حياة الناس ومواقيت أعمالهم المحددة تماماً. وقد جعل الناس من مواعيدها مثلاً يطلق على الأفراد الذين يلتزمون بمواعيدهم، باعتبارها “كمواعيد سكة الحديد”.
كان العاملين يسكنون في محيط مقر السكة وورشتها في حي العاملين بسكة الحديد بمساكن نوبية التصميم (تسمى قطاطي) مخروطية السقف (في شكل قطية خرسانية) وفق درجة الموظف، تبدأ بقطية واحدة، ثم إثنتين وعند درجة أعلى يأخذ سقف المبنى شكل القبة ويزيد عدد الغرف وتتحسن المرافق.
كانت تطلق صافرة تنبيه للعاملين المقيمين في الجوار في الساعة 5:30 صباحاً لتهيئتهم للذهاب لأعمالهم، وصافرة في السادسة صباحاً لإعلان بدء العمل في ورشة السكة. وكانت تطلق صافرة في التاسعة صباحاً لإعلان موعد الافطار، ولتنبيه الأسر لإعداد الإفطار، وبعدها بنصف ساعة تطلق صافرة لإعلان إنتهاء الإفطار. وتطلق صافرة في الساعة الثانية وأخرى بعدها بنصف ساعة لإعلان موعد ونهاية الغداء.
وهكذا صبغت سكة حديد السودان أسلوب وحياتهم بطابع مميز من العمل الجاد والالتزام والإنضباط في العمل.
وجمعت بين العاملين في سكة حديد السودان مشاعر المحبة والترابط الإجتماعي ، وكانوا يقتنصون بعض الوقت أثناء العمل للغناء والرقص وتسلية أنفسهم. كما جمع بين العاملين في سكة حديد السودان الترابط الإقتصادي إذ كان هناك تعاونية للعاملين ومنازل بتصميم خاص بهم.
وارتبط موعد القطارات بحركة التجارة والاسواق ومعاش بقية المواطنين في عطبرة وعدد كبير من مدن السودان، إذ كانت المحطات عبارة عن سوق متحركة للبضائع والنقل والبيع والشراء، فكانت مصدر رزق للآلاف من البسطاء في مناطق مختلفة في البلاد.
إحياء وتطوير سكة الحديد
تسعى الدولة السودانية لاستعادة دور سكة الحديد الإقتصادي كناقل وطني، وأصبح هناك قناعة راسخة لدى قيادات الدولة أن التنمية تبدأ بإعادة السكك الحديدية لسيرتها الاولى.
ذلك أن سكة الحديد أقل تكلفة، وأسرع وأكثر أمناً، ولها قدرة أكبر، وحتى للحيوانات، فإنها كان تصل لأهدافها في حالة أفضل عن طريق السكك الحديدية. ولذلك، يؤمل في أن يعزز تحديث سكة حديد السودان من تصدير الماشية ومنتجات زراعية اقتصادية هامة مثل القطن والصمغ العربي (الذي يُستخدم في إنتاج المشروبات الغازية والأدوية)، والفول السوداني ما ينعكس بدوره على الاقتصاد السوداني الذي شهد أزمة فقدان معظم إنتاج النفط في البلاد بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011.
وقد جرت دراسات لإنعاش أوضاع سكة الحديد ووضع معالجات لها من أجل إعادة تأهيل القطاع بمواصفات عالمية واجتذاب الإستثمارات. وقد تعزز هذا التوجه في ضوء استقلال الجنوب في عام 2011، والذي حرم السودان من ملـــيارات الدولارات من عــائدات تــصدير النفط، ومن تدهور سعر صرف الجنيه السوداني وارتفاع التضخم بشكل كبير.
أصبح تعزيز صادرات الذهب والمعادن والمنتجات الزراعية أمر حيوي لاقتصاد السودان. ومن شأن سكة الحديد ان تحقق ربطاً بين ولايات السودان الستة عشر داخلياً، وربط السودان مع ستة دول مجاورة.
وهكذا يصبح بوسع السودان أن تلعب دوراً محورياً في نقل البضائع والركاب بين جميع هذه الدول باعتبارها وسيلة النقل الأقل كلفة والإسهام في تنمية هذه الدول. ومن شأن ذلك تعزيز الصادرات وتطوير السياحة واحتواء التضخم والتدهور الكبير في قيمة الجنيه وتعويض غياب عائدات النفط، والحد من استهلاك الطاقة وتخفيض الانبعاثات الكربونية وتشجيع استخدام المواد الآمنة بيئيًا.
وتلعب الحكومة دوراً بارزاً في اعادة هيكلة سكة الحديد من خلال دورها التنظيمي في إدارة سكة الحديد وفق مبادء الحوكمة والمساءلة والشفافية وتستطيع وضع الاسس والبرامج والمواصفات ومنح تراخيص العمل على أسس علمية وتأهيل العاملين. كما تتحمل الحكومة مسؤولية إقامة البنية التحتية لخطوط سكة الحديد من خلال إقامة خطوط جديدة بالاتساع القياسي، وتنصيب قضبان السكة والعوارض الإسمنتية (الفلنكات) والجسور وورش صيانتها، وهذا يمثل المرحلة الإنعاشية (2012-2016،) لإحياء سكة الحديد التي وضعتها شركة فرنسية وأقرتها الحكومة.
وتحتاج الخطوط القديمة لإعادة تأهيل شاملة نظراً لضيقها مما يحد من سرعة القاطرات إلى 50 كم\ساعة في أحسن تقدير، والحاجة للتمشي مع المواصفات العالمية باستخدام عوارض خرسانية بدلا من الخشبية او المعدنية وموصفات أعلى لقضبان السكة. كما تم تحتاج لتوفير اجهزة اتصال ومتابعة حديثة تربط جميع القاطرات في الخط حتى تسهم في متابعة سير القاطرات وكذلك تطوير البنية التحتية لمحطات القطارات التي تشمل الأبواب الألكترونية لعبور المسافرين من حملة التذاكر الممغنطة وتجهيز القاعات لخجمة المسافرين.
ويحتاج انشاء الخطوط الى رأس مال كبير (مليارات الدولارات) ولا يتوقع من القطاع الخاص الاستثمار فيه لأنه يتطلب 10-15 سنة لمجرد استعادة رأس المال، حيث يكلف كل كيلومتر أكثر من مليون دولار. وإذا كان الحديث يتم عن تطوير 4-8 آلاف كيلومتر من خطوط السكة حسب الإمتدادات الإقليمية، فإن إنشاء الخطوط وحده يحتاج إلى 4-8 مليار دولار (3.5 مليار وفق خطة الحكومة السودانية للمراحل الثلاثة للتطوير 17-2026)، ولا يشكل جاذباً للإستثمار من القطاع الخاص المحلي أو الخارجي.
ويمكن عند توفير خطوط السكك ومحطات القطارات المؤهلة اجتذاب القطاع الخاص تدريجياً للإستثمار فى توفير القاطرات الحديثة وتشغيلها بشكل يتلائم مع الظروف البيئية من أتربة ودرجات حرارة عالية. وتشارك الحكومة في هذا المجال بهدف التحكم فى سياسة الأسعار.
ربط سكة حديد السودان بدول الجوار
يخطط السودان خلال الفترة 17- 2026م، لربط سكة الحديد بالاتساع القياسي بدول الجوار وهي مصر واريتريا وإثيوبيا وتشاد (ويصل إلى داكار في السنغال) ويوغندا وجنوب السودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى لزيادة جاذبية الإستثمار في شبكة سكك تغطي نطاقاً واسعاً من الدول. ومن شأن هذا الربط أن يفتح مجالات الاستيراد والتصدير والتبادل التجارى بين تلك الدول وتعزيز جهود التنمية فيها.
والدول المجاورة هي دول غير شاطئية ليس لها سواحل على البحر (باستثناء مصر واريتريا)، وتحتاج إلى مشاريع سكك الحديد للتواصل مع العالم وذلك عبر ربطها مع موانئ ومرافئ السودان، الذي يؤمل في أن يصبح المحور الأساسي لنقل البضائع والركاب لجميع هذه الدول.
ومن شأن الخطوط المطورة بالعرض الإتساعي ومواصفات القضبان العالية والعوارض الإسمنتية أن يسمح بزيادة سرعة القطارات إلى سرعة 180كلم/ساعة وأكثر. وهذا سيسهل بدوره شحن البضائع عبر البلاد بما في ذلك نقل المواشي والمنتجات الزراعية، التي تمثل نحو (20%) من صادرات السودان طبقاً لبيانات بنك السودان المركزي.
إنجازات خطة إحياء وتطوير سكة الحديد السودان
شملت إنجازات خطة إحياء وتطوير سكة الحديد السودان وإعادتها لسيرتها الأولى عدداً من الإنجازات الهامة في ضوء محدودية الموارد المالية للسودان وإعادة تأهيل النظام اقتصادياً وسياسياً:
تأهيل القطارات القديمة
– تحديث ورش الصيانة وتدريب عدد كبير من العاملين وإعادة تاهيل وصيانة اعداد كبيرة من عربات القاطرات خارج الخدمة وتوفير أجهزة إتصال لها وإعادتها الى الخدمة عن طريق أقسام الصيانة والتاهيل وتشغيلها مرحلياً لحين تطوير الخطوط وإدخال قاطرات جديدة.
– بدأ في ديسمبر كانون أول 2013 ، تشغيل خط قطار الخرطوم ومدينة نيالا في غرب السودان(1678 كم) عاصمة ولاية جنوب دارفور بعد إعادة تأهيله. ويربط خط الخرطوم – نيالا تسع ولايات سودانية وقد توقف عن العمل عشر سنوات. ويتكون القطار من 11 عربة بسعة 540 راكباً ويغطي عشر محطات، ويقوم برحلتين شهرياً.
القطارات الجديدة
– بدأ في 20 يناير كانون ثاني 2014 تشغيل قطار النيل بين الخرطوم وعطبرة والمؤلف من أربع عربات بسعة 284 راكباً، ويعمل القطار بمحرك ديزل بمسافة 300 كم شمالاً ويقوم برحلتين يومياً. وتستغرق الرحلة أكثر من 6 ساعات، وهي أكثر بمرتين من الرحلة في الحافلة. لكن وقت الرحلة أقل بمقدار النصف مقارنة بالقطارات القديمة التي لا يزال بعضها يؤمن رحلات إلى بقية أرجاء السودان، وتعادل تكلفة بطاقة القطار نصف سعر بطاقة الحافلة. ويستطيع القطار السير بسرعة 100 كم في الساعة، غير أن ضعف خط سكة الحديد القديم الذي يحتاج لإعادة تأهيل، لا يسمح بالسير بهذه السرعة.
والقطار مكيف ومجهز بمقاعد مريحة وتكلفته أقل، ويوفر السلامة للركاب الذين يعانون من كثرة حوادث الحافلات على الطريق بين الخرطوم وعطبرة.
– بدأ في 18 يناير كانون ثاني 2018 تشغيل قطار الجزيرة الذي يصل بين الخرطوم بحري وواد مدني بطول 172 كم بمعدل 4 رحلات يومياً ذهاباً واياباَ.
تم حتى بداية عام 2018 تجديد أكثر من 1300 كم من خطوط سكة الحديد من بورتسودان – مدني (قرابة 800 كم) وإقامة خط مزدوج بهدف رفع سرعة القطرات عندما لا يوجد تعارض مع القاطرات من الإتجاه المعاكس، وكذلك من بابا نوسة – نيالا ، شمل بناء السكة حديد بعوارض (فلنكات) خرسانية وقضبان جديدة بالإتساع العريض القياسي (المسافة بين السكتين) والثقيل (سُمك ووزن رأس السكة الذي يمر عليها القطار).
كما تقرر البدأ بتجديد خط السكة الحديد الذي يربط مدينتي سنار والأُبيض مروراً بكوستي بطول 434 كم بخط مزدوج.
وتخطط الحكومة لتجديد 1000 كم سنوياً من الخطوط بالمواصفات العالمية، والتي يمكن إقامتها آلياً.
ويبلغ عرض الخط القياسي 1435 ملم وعرض قضيب الحديد 12 سم (الثقيل) ويشكل 64% من خطوط، بينما يبلغ العرض الضيق 1076 ملم وعرض قضيب الحديد 8 سم (الخفيف) ويبلغ النطاق المعتاد لوزن قضبان الحديد 40 إلى 60 كجم \متر، والتي يتم لحامها وتوصيلها.
تصنيع مواد خطوط سكة الحديد
أصبح السودان منتجاً للمواد اللازمة لإنشاء وصيانة خطوط سكة الحديد باستثناء القضبان الحديدية. وقد بدأ العمل على تجديد خطوط السكك الحديدية في عام 2011 عندما افتتح مصنعاً في الخرطوم، مقابل محطة القطار الرئيسية في العاصمة، ينتج ألفي عارضاً (فلنكاً) صلباً يومياً. وعمر هذه العوارض التشغيلي أطول وتتحمل سرعات عالية حسب تصميمها وقد تتعدى 500 كم \ ساعة.
تأهيل العاملين
تتحمل الحكومة مسؤولية تأهيل العاملين القائمين على إنشاء خطوط سكة الحديد. وقد وقعت هيئة سكك حديد السودان والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير “جورد”، مذكرة تعاون بينهما لتدريب وتوعية جميع المختصين والمهندسين والمخططين والعاملين في مشاريع إعادة تأهيل السكك الحديدية في السودان بمبادئ ومتطلبات الاستدامة في البيئة العمرانية وتطبيق معايير إنشاء خطوط سكة الحديد في المشاريع المستقبلية، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة وحوسبه الادارات.