البنية التحتية للنقل والتنمية الاقتصادية: المترو والترام
يعد قطاع النقل عنصراً هاماً في الإنفتاح وعالمية الإقتصاد، حيث ترتبط فرص التنمية الاقتصادية بحركة الأشخاص والسلع والمعلومات. وهناك علاقة إيجابية واضحة بين كمية ونوعية البنية التحتية للنقل ومستوى التنمية الاقتصادية. وتنعكس أنظمة النقل الفعالة في توفير فرص أكبر واستثمارات ومزايا اقتصادية واجتماعية أعلى تؤدي إلى تأثيرات مضاعفة إيجابية في مجالات مثل تحسين إمكانية الوصول إلى الأسواق وزيادة العمالة وقدرتها على التنقل وفي تحسين جودة الحياة.
يلعب قطاع النقل دوراً مهماً في اقتصادات العالم العربي، إذ يمثل في المتوسط، 7- 10% من إجمالي الناتج المحلي لبلدان المنطقة، كما يعمل به نحو عشرة في المائة من القوى العاملة. ويشكل هذا القطاع عنصراً مركزياً في تحقيق الأهداف الرئيسية المتعلقة بتسريع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال النمو الذي يقوده التصدير، وخلق فرص عمل جديدة، وتحقيق التكامل الإقليمي وتطوير التبادل التجاري.
مواضيع ذات صلة
نظم النقل السريع الحديثة| المترو والقطار السريع في جزيرة العرب
نظم النقل الجماعي |المترو والترام في مصر العربية
نظم النقل الجماعي| المترو والترام في دول المغرب العربي
سكة حديد السودان (1) | النجم الذي هوى ينتظر العودة إلى سيرته الأولى
سكة حديد السودان (2) | إرث حضاري على طريق التجديد والحداثة
نظم النقل الجماعي| صفحات مطوية من تاريخ ترام دمشق وحلب
نظم النقل الجماعي| صفحات مطوية من تاريخ ترام بيروت
وبصفة عامة، تُعتبر أنظمة النقل في معظم دول العالم العربي متطورة نسبياً، حيث أنها تضم شبكات واسعة من الطرق، ومرافق حيوية للنقل الجوي والبحري، ولكنها غير كافية أو كفؤة. ولا تمثل صادرات المنطقة غير النفطية سوى 1% من حجم التجارة العالمية، وهي نسبة متدنية جداً بين مناطق العالم النامية. وتترك عدم كفاية مرافق البنية الأساسية في قطاع النقل وخدماته في العديد من بلدان هذه المنطقة أثراً سلبياً على تدفقات التجارة .
يعيش حوالي 60% من سكان العالم العربي في المدن، وهناك عدد كبير من المدن يزيد سكانها مليون نسمة؛ وشهدت معظم المدن العربية نمواً سريعاً في الطلب على النقل في المناطق الحضرية، وكذلك في عدد السيارات والمركبات المستخدمة بشكل أسرع من التطوير في نظم النقل. وأدى ضعف تنمية أنظمة النقل الحضري وخصوصاً النقل العام والاعتماد المفرط على العربات الخاصة إلى خلق مشاكل متزايدة الصعوبة في قطاع النقل مع ازدياد درجة ازدحام حركة السير، وانخفاض القدرة على التنقل، وتلوث البيئة.
ويكلف الازدحام أكبر مدن العالم مليارات الدولارات في السنة ، وتزداد المشكلة سوءًا باضطراد مع ارتفاع الهجرة في الدول النامية إلى المدن وبالتالي ارتفاع نسبة السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية من النصف إلى 70٪ بحلول عام 2050.
وكان من شأن زيادة الضغط على شبكات النقل العام المحدودة، ومعظمها من الحافلات والسيارات، الدفع باتجاه وسائل النقل العام والتوجه لتبني طرق أكثر كفاءة لنقل الملايين من سكان المدن. وهذا يفسر انتشار شبكات المترو والترام الجديدة وأنظمة النقل المستدامة والتخطيط لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات في السنوات القادمة في مدن كبيرة في الصين والهند وروسيا، وفي دول عربية في القاهرة ودبي والجزائر والدار البيضاء والرياض وتونس.
وتتميز خطوط المترو بقدرتها على النقل السريع لعدد كبير من الركاب، وعادة ما تتحرك في أنفاق تحت الأرض، وقد تنشأ على خطوط علوية، مما يساعدها على التحرك بسرعة في وقت أقل لتتمكن من توصيل المسافرين والركاب إلى الأماكن المتجهين إليها دون إعاقة من وسائل النقل الأخرى.
غير أن إقامة خطوط للمترو وشبكات النقل الجماعي يتطلب استثمارات كبيرة بمليارات الدولارات كما نشهد في تكاليف إنشاء هذه الشبكات في الدول العربية . ومن بين بنود التكاليف الهامة لإقامة خطوط المترو حفر الإنفاق باستخدام آلات حفر عملاقة Tunnel Boring Machine وتجهيزها الأنفاق لتشغيل القاطرات وخدمة المسافرين وتكاليف القاطرات الحديثة.
وتشهد مدن عالمية تطوراً في كفاءة أنظمة النقل في اليابان وفرنسا والصين ودبي والرياض والدوحة في صورة انتشار واسع لشبكات النقل السريعة وعالية السرعة وفي تمكين المسافرين من إجراء اختيارات سفرهم عبر هواتفهم الذكية.
تاريخ نشأة وتطور خطوط المترو
ظهرت أول سكة حديد تحت الأرض لمتروبوليتان لندن بقطارات بخارية في بداية عام 1863. وقد تم توسيع الخطوط لتغطية وسط لندن في عام 1884 ثم أمتدت إلى ضواحي لندن في عام 1904 مشكلة في مجموعها مترو أنفاق لندن. غير أنها لم تكن بداية مريحة للركاب والعاملين على تشغليها لأسباب صحية تعود لعوادم المحركات البخارية الناتجة عن حرق الفحم أو مواد كربونية أخرى والذي كان يتجمع في الأنفاق.
استخدمت الطاقة الكهربائية في تشغيل مترو أنفاق لندن في عام 1890، وحظر استخدام الطاقة البخارية بموجب قانون، وأمكن التغلب على مشاكل التهوية الناتجة عن عوادم القاطرات البخارية. وافتتح في بريطانيا ثاني أقدم مترو كهربائي في العالم، العلوي بداية، وهو مترو مدينة ليفربول في عام 1893، وهو أول من استخدم الإشارات الآلية، والإشارات الضوئية الملونة الكهربائية والسلالم للركاب في محطة سكك حديدية . وقد تم هدم الخط العلوي في عام 1957، وتم إنشاء شبكة سكك حديدية حضرية تحت الأرض في أنفاق أنبوبية كما هي حال خطوط المترو، تُعرف باسم Merseyrail. وانتشر بعد ذلك استخدام المترو الكهربائي في مدن أخرى في بريطانيا وفي مدن عالمية ، كما يبين الجدول 1.
بدأ استخدام الإطارات المطاطية بدلاً من العجلات الفولاذية لبعض خطوط المترو في فرتسا في عام 1951، ثم استخدمت بعد ذلك في اليابان وفرنسا والولايات المتحدة واليابان الكهربائية. وتتميز الإطارات المطاطية للقطارات بسرعة التسارع وكفاءة الفرملة وعدم صدور أصوات أحتكاك المعادن على المنحنيات، مما يقلل من الضوضاء على السكان المجاورين لهذه المناطق.
وظهرت خطوط المترو الذاتية القيادة، وتوسعت بشكل كبير منذ افتتاح أول محطة في عام 1981 ، في كوبي في اليابان وهي ذات عجلات مطاطية، وهناك 63 خطًا آليًا بالكامل في 42 مدينة في 19 دولة في العالم في عام 2018 تغطي مسافة 1000 كم. وقد أظهر استخدامها قدرتها على توفيرالسلامة والمرونة والتقيد بالمواعيد والتكلفةالمناسبة ورضا المسافرين. ويتوقع أن ترتفع المسافة التي تغطيها إلى أكثر من 2300 كم في عام 2025.
خطوط المترو والترام
تتفق أنظمة الترام والمترو في أنها أنظمة نقل حضرية جماعية تسير على قضبان حديدية في مسارات محددة. غير أن نظام الترام يختلف عن نظام الترام بشكل جوهري، حيث لا بد من وجود سائق للترام، وهي مصممة للعمل سطحياً بجانب وسائل النقل الأخرى ، أو في جزء مستقل من الشارع، للسير في مناطق كثيفة السكان لمسافات قصيرة نسبياً وسرعة منخفضة (20 كم\ساعة).
هذا في حين أن نظام المترو قد يعمل بالقيادة الذاتية، وهي أطول وأكبر حجماً وتسير لمسافات طويلة نسبياً، وبسرعة عالية (70-100\ساعة وأكثر)، وتسير في أنفاق أو على خطوط علوية، وسعتها للركاب عدة أضعاف سعة الترام في الساعة الواحدة وفي الاتجاه الواحد.
المترو والترام في بلاد العرب
يبين الجدول 2 مشاريع قائمة أو قيد الإنجاز في مجال المترو ومشاريع حديثة أو قديمة عاملة حاليا للترام في مدن عربية . ولا يوجد مشاريع قائمة أو قيد الإنجاز في مجال المترو أو الترام في الدول التي لم تظهر في الجدول 2 باستثناء الأردن الذي يقوم بتنفيذ مشروع للباص السريع.
وقد شهدت بيروت ودمشق وحلب خدمات المترو في الماضي لعشرات السنوات، غير أنها أوقفت وأزيلت في ستيتينات القرن الماضي أو قبل ذلك.
المصادر
https://en.wikipedia.org/wiki/History_of_rapid_transit
https://www.youtube.com/watch?v=qx_EjMlLgqY&feature=youtu.be&t=111
https://www.ft.com/content/99255dae-b271-11e2-8540-00144feabdc0