حدائق عربية
يضم الوطن العربي عدداً محدوداً من الحدائق النباتية ، ولا تحظى أيا منها ، بما في ذلك حديقة التجارب النباتية من حدائق المغرب، بعضوية الشبكة الدولية للمحافظة على الحدائق النباتية Botanic Gardens Conservation International.
تعرف الحديقة النباتية بأنها حديقة تضم أرض واسعة تحتوي على أعداد كبيرة من النباتات الطبيعية والغريبة والشائعة مع وجود معلومات تعريفية للنبات تشمل الاسم العلمي والفصيلة والشعبة النباتية حسب تصنيف المملكة النباتية وتشكل مرجعا للهواة والدارسين لعلوم النبات.
والحدائق النباتية ليست مجرد حدائق وإنما هي مؤسسات علمية نباتية. وتضم الحديقة النباتية مرافق مثل البيوت الزجاجية والمختبرات ومكتبة وتضم العائلات النباتية المحتلفة التي تنمو بالمنطقة المناخية الموجود بها الحديقة ونباتات من مناطق أخرى لأغراض الأقلمة. وقد تضم متاحف ومؤسسات تعليمية أو بحثية وحدائق حيوان صغيرة.
تهدف الحدائق النباتية إلى اكتشاف نباتات المناطق الطبيعية المجهولة و والعمل كبنك للجينات للمحافظة على نقاء السلالات، وتحقيق أهداف اجتماعية وثقافية واقتصادية وخاصة في مجال أقلمة الننباتات وفي السياحة البيئية .
تضم المغرب حديقة التجارب في الرباط وتضم الجزائر حديقة التجارب بالحامة وهي حدائق نباتية تاريخية وتسعى الدولتين للإرتقاء بها وتأهيلها لشبكات الحدائق الدولية، وهي أقرب الحدائق العربية لمفهوم الحدائق النباتية. كما تضم المغرب حدائق نباتية هامة مثل الحدائق العجيبة وحديقة ماجوريل. وتضم مصر حديقة الأزهر وعدة حدائق تشمل القناطر الخيرية وحدائق المنتزه وعدد كبير من الحدائق الأخرى . وتضم الإمارات العربية المتحدة حديقة جنة العين في أبو ظبي والحديقة المعجزة في دبي وتضمان عددا هائلاً من النباتات المزهرة والتي حصلت على عدد من الأرقام القياسية.
وهناك حدائق أو محميات نباتية في دول أخرى مثل الأردن وسوريا وفلسطين وعمان وقطر وجيبوتي وتونس وموريتانيا. وهناك كثير من المنتزهات والحدائق التجارية التي لا تقع تغطيتها في مجال موقع عالم عربي. ونرحب بأية مشاركة أو معلومات تقدم حول حدائق نباتية عامة تديرها الدولة لأغرض علمية وثقافية وسياحية.
موضوعات ذات صلة
حدائق المغرب | حديقة ماجوريل في مدينة الحدائق… مراكش (2)
حدائق المغرب | حدائق المنارة وأكدال … متحف حي للماء والتقنيات المائية في بلاد العرب (3)
حدائق عربية | حدائق مصر| حديقة الأزهر
حدائق عربية|حدائق مصر|حدائق القاهرة والإسكندرية
حدائق عربية| حدائق الإمارات العربية المتحدة| الحديقة المعجزة وجنة العين
حدائق عربية| حديقة التجارب بالحامة في الجزائر
حدائق المغرب: حديقة التجارب النباتية في الرباط
موقع حديقة التجارب
تقع حديقة التجارب النباتية في حي أكدالAgdal في مدينة الرباط عاصمة المغرب على شارع النصر المتفرع من شارع الحسن الثاني. ويفصل شارع النصر الحديقة إلى قسمين؛ القسم الغربي (السفلي) و مساحته 7 هكتارات، ويحده من الغرب المعهد الوطني للبحوث الزراعية الذي يقع على شارع الحسن الثاني ويطل على محطة خط الترام الأخضر المركزية للمدينة قرب الشاطىء على المحيط الأطلسي، والقسم الشرقي (العلوي) و مساحته 10 هكتارات ويطل في جنوبه على المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتجاوره السفارة الفرنسية.
إنشاء الحديقة
بدأ إنشاء حديقة التجارب النباتية في عام 1914 في عهد المحمية الفرنسية للمغرب، وقد وضع تصميمها المهندس المعماري جان كلود فوريستير عام 1917 . وتم إنشاء الحديقة خلال السنوات 1927-1928 وكان مهندس البستنة جاستون هيبرت أول مدير لها.
استهدف إنشاء الحديقة إجراء الأبحاث والتجارب العلمية في ميدان علم النباتات على أنواع من النباتات من مختلف أنحاء العالم، بهدف دراسة مدى تأقلمها مع المحيط البيئي والمناخي الذي يتميز به المغرب وفرص استغلال النباتات الملائمة.
تتوزع مساحة الحديقة على عدة نشاطات تشمل ثماني هكتارات مخصصة للحديقة العامة، وهكتارين للتشجير ونباتات الزينة، وهكتار مخصص كمشتل لغراس النباتات التي جيء بها من القارات وهكتارين مشاتل لنباتات الزينة. وتتوزع بقية المساحة على حوضين مائيين وحديقة للزواحف ومتحف زراعي يعرض آلات زراعية استخدمها الفلاح المغربي قديماً ومتحف للماء والضوء، ومنزل موريسكي مغاربي (الموريسك وهم المسلمين الإسبان الذين واصلوا العيش في إسبانيا بعد زوال حكم المسلمين عن إسبانيا) ومرافق عامة للأنشطة الترفيهية والثقافية، وللمطالعة والألعاب، وممرات رئيسية وجانبية أقيمت عليها مقاعد لاستراحة الزائرين والراغبين في الجلوس والمطالعة والتمتع بجماليات الطبيعة.
تضم الحديقة قسماً للأشجار والنباتات المتسلقة والزاحفة وحديقة للنباتات الصبارية، وحديقة مائية تطل على مساحة مخصصة للنباتات الطبية. كما تضم مشاتل للأبحاث وبيتين زجاجيين للنباتات النادرة.
حديقة التجارب النباتية: الإقتصاد الأخضر
تقوم حديقة التجارب النباتية بدور هام في تحقيق التنمية الزراعية من خلال دورها في إطار تعزيز الاقتصاد الأخضر الذي يشكل هدفاً استراتيجيا لتحقيق التنمية المستدامة في المغرب. وهذا يشمل إدخال مجموعة من الزراعات وتطوير زراعة الأشجار المثمرة بالمغرب خاصة ذات الأصول الاستوائية والمحافظة على الأصول الوراثية لنباتات المغرب.
تضم الحديقة النباتية أكثر من 600 نوع مختلف من أشجار الفاكهة من أصول مختلفة محلية واستوائية وشبه استوائية وصحراوية، وأشجارونباتات الزينة، وبعضها النباتات النادرة ونباتات عطرية وطبية استقدمت من قارات العالم الخمسة، وخاصة نباتات حوض البحر الأبيض المتوسط، كما ذكر مدير الحديقة السيد خالد أرسلان،.
تلعب الحديقة دوراً في الحفاظ على التراث البيئي الوطني، وتعتبر مركزا للموارد البيولوجية من أجل الأبحاث العلمية، يضم عينات نباتية مخصصة للحفاظ على التنوع البيولوجي. وتقوم الحديقة بدور في إثراء الموارد الجينية النباتية الوطنية والعالمية، حيث يتم الاحتفاظ بالأصناف النباتية الرئيسية في المعهد الوطني للبحث الزراعي. ويحتوي مشتل الحديقة على تنوع جيني كبير يتكون من 27 عائلة مقسمة إلى 44 نوعًا.
تقوم الحديقة النباتية بأنشطة تعليمية تتصل بالتربية البيئية واحترام الطبيعة وأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية. كما تتضمن الأنشطة التعليمية التعريف بنباتات الحديقة وأخرى تتصل بالبرامج المدرسية المتعلقة بموضوعات مثل المياه والنباتات المفيدة والنباتات الطبية والعطرية، وطرق إكثار النباتات.
تعتبر الحديقة بمثابة رئة خضراء للعاصمة الرباط، وتسهم مع غيرها من حدائق المغرب النباتية، وخاصة حديقة ماجوريل في مراكش والحدائق العجيبة في تعزيز السياحة، حيث تجتذب الحدائق العالمية في إطار السياحة البيئية 250 مليون سائح عالمياً. وقد حقق المغرب 6 مليارات دولار من عائدات السياحة العالمية لعام 2015، وفق التقرير السنوي لمنظمة السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة.
تأهيل الحديقة
تدهورت أوضاع نباتات ومرافق الحديقة قبل عام 2006. ونظراً لأهمية هذا التراث البيئي للمغرب حيث أدرجت الحديقة ضمن التراث التاريخي الوطني سنة 1992، فقد تم وضع خطة شاملة لتأهيل الحديقة بإدارة المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INRA) وبتمويل مشترك مع ولاية الرباط الشريك الأساسي للمعهد في إدارة هذا المشروع، والمجموعة الحضرية للرباط وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد تم إغلاق الحديقة امام الجمهور بين عامي 2006 و2013 .
أعيد فتح الحديقة للجمهور في 17 يونيو 2013 بعد إنتهاء المرحلة الأولى من إعادة التأهيل. وقد بدأ تنفيذ المرحلة الثانية في أكتوبر تشرين أول عام 2017 والتي تهدف لإدماج الحديقة في سياقها الحضري وبناء بيوت بلاستيكية للنباتات ومباني ومرافق للزوار.
شملت عملية التطوير إنشاء وحدة لتدوير مخلفات النباتات وإستخدامها كمادة عضوية مخصبة ولتحسين تربة الحديقة، وتجديد نظام الري، وبناء البيوت المحمية لعرض النباتات، وتنسيق حدائقها وإدخال أنواع جديدة من نباتات البحر المتوسط ونباتات إقتصادية وأخرى نادرة أو مهددة بالانقراض وتطوير المتحف البيئي، وإعادة تأهيل المنزل الموريسكي المغاربي والمرافق العامة والممرات الرئيسية والجانبية.
شملت عملية التطوير في حديقة التجارب أيضاً تطوير حديقة أندلسية محاطة بجدران وأقواس تذكر بالعناصر المعمارية للأندلس القديمة. وقد تمت عملية التطوير هذه ضمن مشروع لشبكة الحدائق النباتية Med-O-Med وبالتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي وأكاديميين أوربيين بجوار المنزل الموريسكي المغربي الذي بني في أوائل القرن العشرين وتم ترميمه في إطار عملية التأهيل الشاملة وتخصيصه للأنشطة الثقافية والتربوية والمعارض العلمية .
تهدف الحديقة الأندلسية للقيام بأبحاث تجريبية لأقلمة واستعادة الأنواع النباتية الشائعة في المغرب وتطبيق نظام الري وتلك الأنواع التي كانت مستخدمة في إسبانيا الإسلامية، نظراً لأهمية المياه في هندسة الحدائق وفي تشكيل المناظر الطبيعية الزراعية. وتعكس هذه الحديقة المساهمة الكبيرة للحضارة الاسلامية في الأندلس والتي امتدت طيلة قرون وكان لها تأثير حضاري وعلمي كبير في أوروبا.
شملت عملية التطوير أيضاً ترميم سرادق من الطراز الموريسكي الحديث (منزه) مخصص لاستضافة الفعاليات الثقافية والأنشطة التربوية ذات الصلة بتاريخ وأنماط الحدائق الأندلسية والإسلامية عموما.
حديقة التجارب النباتية : شبكات الحدائق النباتية
تعتبر الحديقة امتدادا للحديقة الإسلامية باعتبارها اتجاه حضاري وجمالي. وقد بلورت بعد إعادة تهيئتها شراكات مع مؤسسة الثقافة الإسلامية، والحديقة النباتية لمدينة ليون الفرنسية وشبكة الحدائق النباتية الفرنكفونية والحديقة النباتية لسنغافورة والحديقة الملكية للنباتات بمدريد والحديقة النباتية لجامعة كاستي- لامانتشا في مدينة البسيط الإسبانية (Albacete) التي بناها وسماها واستوطنها العرب في إسبانيا.
انضمت الحديقة إلى شبكة الحدائق النباتية الفرنسية وشبكة الحدائق النباتية في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وتعد الشراكة مع شبكة الحدائق النباتية المتوسطية، أداة للتواصل والتبادل بين مختلف الأطراف البيئية والثقافية الفاعلة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تواجه تحديات مشتركة في موضوع الحفاظ على الأنواع النباتية.
حدائق المغرب : الحدائق العجيبة
تقع الحدائق العجيبة (الغريبة) في ضواحي مدينة سيلا، في قرية سيدي بو القنادل التي تبعد عن الرباط العاصمة ب 15 كيلومتر. تضم الحديقة ما يزيد عن ألف نوع من النباتات، وقد صنفتها المغرب في عام 2003 باعتبارها تراثًا طبيعيًا وطنيًا وصنفتها اليونسكو في عام 2005 باعتبارها تراثًا إنسانياً لما تحتويه من نباتات نادرة .
إنشاء الحديقة
جاء المهندس الزراعى الفرنسى مارسيل فرنسوا إلى المغرب عام 1949 وعمره آنذاك 49 سنة، وكان مهتماً بإكثار النباتات المائية ونباتات استوائية. وقد حاول القيام بذلك في فرنسا، ولما لم ينجح بسبب عدم ملاءمة المناخ، قدم للاستقرار فى المغرب لينفذ مشروعه حيث المناخ أكثر ملاءمة لإنتاج نباتات استوائية دون الحاجة لاستخدام بيوت زجاجية. وكان الهدف أن يتم شحن أشتال النباتات المنتجة وتسويقها في فرنسا.
بدأ فرنسوا في إنشاء الحديقة في عام 1950، واشترى أرضا مساحتها 4.5 هكتار في بوقنادل وشرع في حفر البرك المائية، وغرس الكثير من النباتات الإستوائية والمائية الطافية وغير الطافية. وأقام مساكن للطيور والزواحف التي جلبها. كما جلب أشجارا نادرة تقدر أنواعها بنحو ألف نوع، شملت 40 نوعا من النباتات النادرة من جنوب أستراليا. وأقام المشاتل، وكان يزرع 500 شتلة يومياً بمساعدة فريق عمل مغربي ويبيع أشتال نباتات إستوائية ومائية في المغرب وفي فرنسا.
جلب فرانسوا النباتات والزواحف والطيور من مناطق مختلفة فى العالم تشمل جنوب آسيا والصين والكونجو والبرازيل واليابان وأمريكا اللاتينية وجزر بولينيزيا واستراليا بغرض إكثار النباتات في بيئة المغرب. وضمت الحديقة طيور النحام الوردي الأوروبي، والتدرج المذهب من آسيا Faison dore ، والبط الصيني وسلاحف وببغاوات نادرة وأسماك وضفادع.
بعد عشرة سنوات من إنشاء الحديقة، وفي عام 1961 فتحت الحديقة للجمهور، ويزورها حالياً أكثر من 10 ألاف زائر شهرياً. ويحتاج زائر الحدائق الغريبة أو الحدائق العجيبة كما هو شائع تسميتها، إلى أكثر من يوم للتجول بين نباتاتها وأحواضها المائية، واكتشاف أسرارها الطبيعية. وقد وفر فرانسوا معلومات حول أنواع النباتات وأوراقها ومواعيد إزهارها وتشكل البذور فيها وطرق تكاثرها. كما وفر معلومات حول طرق حماية البيئة والحفاظ عليها، وأنواع الأسمدة العضوية التى تستعمل فى الحديقة، ورسوم تخطيطية تفصيلية عن النباتات والطيور والزواحف فى الحديقة.
تتخلل الحديقة أحواض مائية تحتوي على أسماك، وتحيط بالبرك المائية بيوت من القصب، وتربط بينها قناطر من مواد طبيعية تمكن الزائر من الإطلال على أجزاء من الحديقة. واستخدمت الأحواض المائية كمشاتل لأزهار اللوتس من شرق آسيا التي تنبت فى الماء، ولكنها مع ذلك لا تبلل عند رشقها بالماء. و تكتسى أزهار اللوتس طابعًا خاصًا فى الذاكرة الثقافية للحضارات القديمة وتعتبرها زهرة مقدسة، وتشكل عنصرًا أساسيًا فى رسوماتها ومخطوطاتها القديمة.
تتكون الحديقة من ثلاث مناطق: منطقة خدمات تشمل ملعباً ومنطقة للنزهة ومرافق عامة أخرى، ومنطقة إنتاج غراس نباتات الحديقة ومنطقة الحدائق، الطبيعية والثقافية ومنطقة تعليمية تشمل حديقة صغيرة للحيوانات تضم حظيرة الطيور والزواحف وحوض للمياه.
استمر فرنسوا في إدارة الحديقة وبيع النباتات المائية حتى عام 1973، حين اقترح على السلطات المغربية أن يشرف على الحدائق العجيبة مقابل راتب شهري تدفعه السلطات المغربية وعلى أن تؤول ملكية الحدائق إلى الحكومة المغربية، واستمر الأمر على ذلك حتى عام 1981. وعاد مارسيل فرنسوا إلى فرنسا لأسباب صحية في عام 1984 حين بلغ الرابعة والثمانين من عمره وتوفي في عام 1999.
تولت وزارة الزراعة الإشراف على الحدائق في منتصف الثمانينات، غير أنها لم تنجح في ذلك، وأدى عدم الاهتمام بالحديقة إلى تدهور نباتاتها ومرافقها.
تأهيل الحديقة
في أواخر التسعينات قررت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أن تتولى المؤسسة إعادة هيكلة الحديقة مع الحفاظ على التصميم الأساسي الذي وضعه مارسيل فرانسوا وبتمويل من مؤسسات تجارية مغربية.
أغلقت الحدائق لمدة أربع سنوات في الفترة من عام 2002 وحتى 2005. وشملت عملية إعادة التأهيل نباتات الحديقة وإقامة مشتل ومزرعة تعليمية وشبكة للري وتأهيل المباني والمرافق العامة وتوفير الطاقة وإقامة موقف للسيارات وخدمات الزوار ومنطقة ترفيهية للأطفال.
وشملت عملية الترميم والإصلاح منزل مارسيل فرنسوا الذي كان على وشك الانهيار. وأصبح المنزل متحفاً يضم مقتنيات فرانسوا والصور التي التقطها والتي تشهد على مراحل تطور هذه الحدائق ومقالات كتبت عنه أو كتبها هو، وتاريخ الموقع منذ إنشائه وحتى إعادة تأهيله ، وأعمال مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تضم مجسمات لمصادر الطاقة المتجددة الأربعة، الشمسية والهوائية والمائية والحيوية.
الحدائق العجيبة تحاكي بيئاتها الطبيعية
تلعب الحدائق دوراً ثقافياً يعرف ببيئات طبيعية وثقافية في عدة أنحاء من العالم. وتشمل الحدائق العجيبة تنوعاً في الغطاء النباتي في مساحات تبدوا وكأنها حدائق مميزة تمثل البيئة الطبيعية التي تحاكيها في البلد الذي استقدمت منه وبلغت 14 حديقة.
هناك حدائق الطبيعة تحاكي البيئات الطبيعة البرية لمناطق مختلفة من الكرة الأرضية التي تعيش فيها النباتات التي استقدمت منها مثل سافانا الأدغال الإفريقية في الكونغو والغابون، وجزر الهند الغربية والبرازيل وآسيا الوسطى وبولينيزيا والبيرو والمكسيك، بينما تشير حدائق الثقافة إلى المساحات التي صنعتها يد الإنسان مثل الحديقة الأندلسية والحديقة الصينية والحديقة اليابانية.
أجريت في الحدائق تجارب لزراعة أشجاراً استوائية من أمريكا الوسطى ونباتات نادرة الأمر الذي جعلها أقرب إلى محمية للنباتات تحاكي البيئات الطبيعية من العالم التي استقدمت منها وتضم حدائق البيرو والبرازيل وجزر الأنتيل والمكسيك.
تشمل الحدائق العجيبة الحدائق الآسيوية والحدائق اليابانية التي توجد بها نباتات سطحية تنمو فوق سطح المياه، وتتميز الحديقة الصينية بالجسر الخشبي فوقها. وضمت نباتات الحديقة الإستوائية النبتة الحساسة أو الخجولة Mimosa Pudica وهي من من النباتات العشبية الزاحفة. وتنطوي أوراقها المركبة على نفسها وتتدلى بمجرد تعرضها للمس أو الاهتزاز.
وأقيمت حديقة الغابون وحديقة الكونغو وحدائق السافانا التي تضم شجيرات قصيرة، وتحاكي الغابات الإفريقية الإستوائية، وتضم أكواخ من القش شبيهة بالأكواخ الإفريقية، تحيط بها أشجار أستوائية نادرة.
وأقيمت حديقة أندلسية قرب الحديقة الآسيوية تحاكي الطراز المعمارى السائد فى الحدائق الإسبانية الأندلسية. وتضم الحديقة الأندلسية أحواض مائية وفق نظام خاص للرى، وتزرع على جوانبها نباتات مزهرة، وتزين أرضيتها بفسيفساء أندلسية خاصة، وأقواس تعلوها نقوش زهرية متوسطية تحاكى الحدائق التى اشتهرت بها المدن الأندلسية والمغربية.
دور الحدائق العجيبة في التربية البيئية
يمكن لزائر الحديقة أن يمر عبر مسلك طويل أحمر يستغرق ساعتين أو أكثر لمشاهدة جميع الحدائق. ويمكن لزائر الحديقة أن يمر عبر مسلك قصير أزرق يستغرق قرابة ساعة لمشاهدة أهم معالم الحديقة.
تعمل إدارة الحديقة على توسعة الحديقة الطبيعية بثلاثة هكتارات لجلب أنواع نباتية طبيعية من بيئات مغاربية متعددة للتعريف بنباتات المغرب الطبيعية. وتقوم لجنة علمية يشرف عليها معهد الحسن الثاني الزراعي والبيطري بتعزيز البحث وتطوير التعاون وإقامة شراكات مع الحدائق الوطنية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
ذكر إبراهيم حدان، مدير الحدائق أن الإدارة عملت بدعم من حكومة هولندا، على تعزيز الجانب التعليمي من خلال وضع لوحات توجيهية في أماكن مختلفة تعرف بمكونات الحديقة بهدف تعريف الزوار، وخاصة الأطفال والتلاميذ بأهمية المحافظة على البيئة. وتغطي اللوحات التعليمية مظاهر التنوع البيولوجي العالمي والوطني، والتعامل مع النفايات وإعادة التدوير Composting ودور الغابة في الحفاظ على حياة الإنسان والتهديدات التي تتعرض لها، ودور الماء في الحياة، ودور البستنة والنباتات في الحفاظ على التوازن الطبيعي وفي أعمال زينة الحدائق خدمة للبعد الجمالي الطبيعي.
تطرح الحدائق العجيبة برنامجا تعليميا للأطفال والكبار، يتضمن تنظيم زيارات للحدائق العجيبة تشمل تعريف الأطفال بالتنوع البيئي والبيولوجي وتنظم بين الأطفال مسابقات في التصوير الفوتوغرافي والرسم، وتقدم جوائز للفائزين وتقدم دروسا في البستنة. ويتم في فصل الربيع تقطير النباتات العطرية والطبية، وتنظم الحديقة في 21 مارس زيارات عائلية.
وفي إطار برنامج التربية البيئية وضعت إدارة الحديقة لائحة بالقواعد المتوقع من زوار الحديقة التقيد بها. وتشمل هذه القواعد ضمان نظافة المباني والمحافظة على جميع مرافق الحديقة التي يستخدمها الزائر، والإمتناع عن أية سلوكيات تضر بالحديقة وتشمل التدخين وإدخال الطعام والكلاب وأية حيوانات أخرى، واستخدام الدراجات والمس بالنباتات أو البذور أو الفواكه، والتسبب بالإزعاج للآخرين ولحيوانات الحديقة أو تقديم الطعام لها، والكتابة أو وضع علامات على الجدران والمقاعد والأشجار.
المصادر
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=67&article=710035&issueno=12445
http://elaph.com/Web/Environment/2011/11/693940.html
https://translate.google.jo/translate?hl=ar&sl=fr&u=http://www.jardinsexotiques.com/&prev=search
https://www.gardenvisit.com/gardens/in/morocco