متاحف عربية | متاحف بلاد النيلين … شاهد على حضارة عريقة (4)

متحف السودان القومي

متاحف بلاد النيلين : شاهد على حضارة عريقة

تعود حضارة بلاد النيلين إلى العصور السابقة للتاريخ (ق . م)، وبداية استيطان سكان الوادي عند الألفية الرابعة  ق . م  واعتمادهم على زراعة المحاصيل في السهول المحيطة بمجرى نهري النيل الأبيض والأزرق وروافدهما وامتداد نهر النيل بعد التقاءهما في الخرطوم وحتى مصر شمالاً .

أقام النوبيين في السودان القديم في العصور الحجرية حتى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد(3200 ق م) صناعة الفخار وصناعات حديدية ونحاسية متطورة.

تاسست مملكة كوش في بلاد النوبة جنوب أسوان و الشلال الأول للنيل ، وقامت حضارة وادي النيل النوبية الكوشية.

وكانت النوبة شمال السودان موطنا لثلاث ممالك كوشية نوبية؛ بدأت بالمملكة الأولى وعاصمتها كرمة وامتدت خلال القرنينن الثالث والثاني السابقة للميلاد.  وجاءت المملكة الثانية امتداد لمملكة كرمة وتمركزت حول نبتة من بداية القرن الأول السابق للميلاد وكان آخرها مملكة مروي بين القرن الثالث السابق واللاحق للميلاد.

وبنى ملوك كوش أكثر من 240 هرماً في العاصمة مروى والعديد من المعابد . وقد سجلت مروي كموقع للتراث العالمي في عام 2011.

وكان سكان الخرطوم القديمة يعيشون في مجتمع متطور مقسم إلى حرف ومهن كما يظهر من آثارهم، حيث تركوا أواني فخارية وأدوات نحاسية ونقوشاً نوبية.  وقيل أنهم عرفوا الكتابة بالهيروغليفية وأنها بدأت في السودان ثم اتجهت إلى مصر، وكانت اللغة المروية أول لغة صوتية في إفريقيا.

وتأثرت هذه الممالك ثقافياً، اقتصادياً، سياسياً وعسكرياً بالحضارة المصرية الفرعونية  الواقعة في الشمال، ويرجح البعض أن الحضارة إنتقلت من منبع النيل إلى مصبّه، وأن الحضارة المصرية إمتداد للحضارة النوبية.

وقد تنافست الممالك الكوشية السودانية خلال الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديمة،  وسيطر ملوك كوش ونبتة النوبيون على مصر الموحدة ذاتها وحكموا فيها كفراعنة خلال قرن ونصف في النصف الأول من القرن السابق للميلاد.

وقد عرفت اليونسكو الحضارة النوبية الكوشية علي أنها  كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد، امتدت إمبراطوريتها الشاسعة من سواحل البحر الأبيض المتوسط إلي أعماق أفريقيا، جاعلة من مناطق نفوذها مساحة تبادل للفنون والهندسة واللغات والأديان، وحكمت مصر لقرن ونصف وتركت أثاراً هائلة من الإهرامات والمعابد والمنشأت الكبري التي تم ربطها بشبكات المياه.


موضوعات ذات صلة  


متاحف بلاد النيلين : متاحف السودان

يضم السودان ستة متاحف وفق الموسوعة الحرة، وتمثل 5% من متاحف وادي النيل والساحل الإفريقي العربي (جدول 1). وتضم قائمة المتاحف متحف السودان القومي ومتحف الإثنوغرافيا السوداني ومتحف بيت الخليفة (أم درمان) والمتحف الحربي (السودان) ومتحف القصر الجمهوري ومتحف بورتسودان اكواريوم البحري .

وهناك متاحف صغيرة أخرى، حيث تشير الموسوعة الحرة في موقع آخر إلى متحفين إقليميين وهما موقعان أثريان؛ متحف كرمة  الذي يضم تماثيل نوبية متحف جبل بركل في شمال السودان الذي يضم أهرامات بركل ومقتنيات أثرية من المنطقتين.

وهناك  متحف التاريخ الطبيعي في كلية العلوم في جامعة الخرطوم، وهو من أقدم المتاحف السودانية حيث فُتح للجمهور في عام 1933.  يوثق المتحف للحياة البرية في السودان، ويحتوى على العديد من الحيوانات النادرة المحنطة والحية من زواحف وطيور ومواشي وحشرات وله أهداف علمية وسياحية.

وهناك متاحف أخرى تضم متحف شيكان بمدينة الأبيض،  ويحتوي على مقتنبات تعود في تاريخها إلى فترة الدولة المهدية ومتحف السلطان علي دينار في الفاشر ومتحف محمد نور هداب الخاص في جنوب غرب سواكن الذي يعرض مقتنيات خاصة تضم أدوات وأسلحة وملابس مرتبطة بتاريخ المنطقة. وهناك متحف سكة الحديد في عطبرة   ومتحف سنار للآثار والتاريخ و متحف الآثار والتراث والفلكلور في مدينة ودمدني.

متاحف بلاد النيلين : متحف السودان القومي

تأسس متحف السودان القومي بداية في كلية الآداب في العام 1904 في الخرطوم، وافتتح في عام 1971 في موقع مطل على  النيل الأزرق. و يعتبر متحف السودان القومي أكبر المتاحف السودانية ويعرض تطور الحضارة السودانية من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.

يضم المتحف باحة مفتوحة تضم معابد سمنه شرق وسمنه غرب ومعبد بوهين ومقبرة الأمير حجو تو حتب، ونصب تذكارية وتماثيل مختلفة الأحجام وأعمدة كاتدرائية فرس والتي تم إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق مناطق وادي حلفا ،  وتمت إعادة تنصيبها حول حوض مائى يشبه نهر النيل لمحاكاة موقعها الأصلي.

تضم القاعه الرئيسية في الطابق الارضي للمتحف مقتنيات حجرية وجلدية وبرونزية وحديدية وخشبية في شكل منحوتات وآنية، وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة.

المتحف القومي السوداني

متاحف بلاد النيلين : متحف حضارة كرمة

افتتح متحف كرمة  للحضارة النوبية في عام 2008 قرب مدينة دنقلا شمال العاصمة السودانية الخرطوم.

و تضم مقتنيات  المتحف قطع أثرية تعكس حضارة مدينة كرمة عاصمة مملكة كوش والهوية النوبية، ونموذج لقبور تعود إلى للألفية الثانية قبل الميلاد وقطع أثرية عثر عليها في مقبرة تضم آلاف القبور في منطقة الديفوفة وتعود للعصر الحجري الحديث في الألفية الرابعة قبل الميلاد.

ويضم المتحف آثار من جبل بركل الذي يحتوي على مواقع أثرية وآثار تعود إلى دولة كوش الثانية، تتضمن قبوراً  وأهرامات ومعابد وأبنية، وهي مسجلة كموقع للتراث العالمي في عام 2003.

وتشمل معروضات المتحف تماثيل الملوك النوبيين ومقتنيات اخرى مثل الأواني الخزفية والعطور ومرآة من البرونز لعملية الزينة وحلي وبقايا جماجم وقرون الأبقار وتحف من أسنان فرس النهر وأدوات التجميل عثر عليها في قبور الديفونة.  وتضم لمقتنيات بيضة نعامة مزخرفة و قطع عظمية لزرافة، مما يعكس أن المنطقة كانت تعيش فيها الزرافات وفرس النهر.

وتضم مقتنيات المتحف رسوم منقوشة على الصخور لقطيع من الأبقار، يبين أن أهالي المنطقة بدأوا بتربية الماشية قبل مزاولة الزراعة، وتشبه لوحات معروفة في منطقة التاسيلي بالجزائر.

 كما تضم المعروضات لوح الإسم الملكي لملوك من مملكة مروي، وقطعة عليها كتابة مروية حرفية، تختلف عن الكتابة الهيروغليفية،  وأواني خزفية من حضارة كرمة من الألفية الثالثة قبل الميلاد تؤشر على بلوغ فن صناعة الفخار تقنية عالية وتُظهر تطور ديناميكية حضارية محلية لا تعود لتأثير الحضارة المصرية.

متاحف بلاد النيلين

متاحف بلاد النيلين : متحف إثنوغرافيا السودان

تأسس متحف الإثنوغرافيا السوداني في شارع جامعة الخرطوم في مدينة الخرطوم في عام 1956، وأعيد تجديده في عام  2003 للحفاظ على التراث الشعبي الثقافي للحضارات والبيئات المختلفة في السودان.

يعرض متحف الإثنوغرافيا  في السودان مواد من مناطق مختلفةٍ، تعكس التنوع الحضاري والثقافي والبيئي على امتداد مساحة السودان، واختلاف العادات والتقاليد والأزياء فيها.

تشمل معروضات المتحف الأدوات الزراعية التقليدية وأدوات الصيد النهري والبحري وعتادهم التقليدي القديم والعملات التي كانوا يستعملونهاً ونماذج تمثل نشاطات حياتية مختلفة مثل الأدوات المنزلية، وأدوات المطبخ السوداني والأواني الفخارية والسكاكين التي تُعلّق على الذراع مثل سكين الهدندوة.

و يعرض المتحف الأزياء الشعبية والحلي والأدوات المستخدمة للزينة للجماعات المختلفة من سكان السودان، نماذج مرتبطة بالمعتقد الشعبي مثل العقود والأساور لطرد العين الشريرة و العادات والتقاليد المختلفة في الزواج وراقص الكمبلا الآلات الموسيقية الشعبية بكل أنواعها، الوترية مثل الربابة والجلدية مثل الدف والنحاس والنقارة والطار.

ويعرض المتحف  تراث العمارة الشعبية والمنازل التقليدية كخيام الأبالة (المصنوعة من وبر الإبل) التي يوجد داخلها أثاث من الحقائب الجلدية الكبيرة (مخلاية) ووعاء نُسج من السعف لحفظ الدقيق (عُمرة)، وعِمارة الكُرنُك، وهو بناء مستطيل الشكل وسطحه محدب من الجانبين يحاكي ظهر الثور (َضهرتور)، ومساكن القطية كما تظهر في بيئتها الطبيعية .

متاحف بلاد النيلين : متحف بيت الخليفة

تاسس متحف بيت الخليفة  في مدينة أم درمان في عام 1928 ، وهو من أقدم المتاحف في السودان، وكان في السابق مقرا لسكن الخليفة عبد الله التعايشي، ويتكون من طابقين.

يعرض المتحف مقتنيات تعود إلى ما قبل فترة المهدية مثل المسدسات التي تعود للعهد التركي والأسلحة البيضاء كالحراب والسيوف.

وتضم المقتنيات أسلحة والمدافع البدائية ودروع اغتنمها ثوار أنصار المهدي من جنود الاحتلال، وآليات صناعة الذخائروأزياء كان يرتديها الأنصار، إضافة إلى تقارير ومكاتبات تاريخية، ورايات وأعلام المهدية.

ويحوي المتحف العديد من القطع الفخارية والعملات التي تعود لفترة ممالك سودانية قديمة ترجع لمملكة كوش في نبتة ومروى، إلى جانب الأدوات الحجرية.

متاحف عربية : جيبوتي

لا يوجد متاحف في جيبوتي في الوقت الحاضر، غير أن هناك مبادرة لإقامة متحف فيها.

متاحف الصومال وجُزُر القُمر

متاحف الصومال : المتحف الوطني الصومالي

يحوي الصومال  على عدة متاحف ومنها المتحف الوطني الصومالي ومتحف ساريان Saryan Museum ومتحف هرجيسا الأفليمي في هرجيسا.

وقد أقام الصوماليون المغتربون في الولايات المتحدة  متحفاً صومالياً في ولاية مينيسوتاً  Somali Museum of Minnesota  في عام 2015  وهي مبادرة ربما لم يسبقهم إليها المغتربون العرب قبل ذلك.

يعود تاريخ المتحف الوطني الصومالي إلى عهد حكم سلطنة عُمان في عام 1872م، وتم تشيده ضمن قلعة بناها سلطان زنجبار “برغش  بن سعيد”  ليكون مقرا لحكومته في الصومال، ولهذا سمي المتحف في البداية متحف القصر (Garesa Museum).

جرى ترميم المتحف خلال فترة الإستعمار الإيطالي ( 1893-1933) وفُتح  للجمهور في عام 1934.  وبعد الاستقلال في عام 1960 تحول إسمه  إلى المتحف القومي الصومالي  وفي عام 1987 انتقل المتحف إلى مبنى مركز موجاديشو الثقافي  تحت إدارة وزارة الثقافة والتعليم العالي والذي يضم المكتبة الوطنية والمسرح الوطني  والمتحف الوطني، وتحول المبني القديم المكون من طابقين  إلى متحف إقليمي تحت إسم قصر غريسا القديم.

تكون المتحف الوطني الصومالي الجديد من أربعة طوابق.  يمثل الطابق الأرض صالة عرض القطع الأثرية والإثنوغرافية.  ويضم الطابق الأول صالة صالة عرض للقطع الأثرية التي تؤرخ أخرى  لمقاومة الصوماليين ضد القوى المحتلة . وخُصص  الطابق الثاني لعرض الأسلحة التاريخية واللغة والأدب، وخُصص الطابق الأخير للمعارض المؤقتة.  وقد زين الفناء الداخلي للمتحف الوطني الصومالي بنقوش تعكس حكاية الحضارة والثقافة الصومالية.

يحتوى المعرض على قطع أثرية لقبور ونقوش دينية من ما قبل التاريخ والتي وُجدت على طول ساحل بنادير، ويعود تاريخ معظمها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، والمدافع التي استخدمها البرتغاليون في غزو الصومال في القرن الخامس عشر.

كما يحتوى المتحف على أواني فخارية وزخارف رخامية والعديد من العملات البرونزية القديمة التي تحمل إسم ملوك المسلمين في جنوب الجزيرة العربية وبلاد فارس وسلاطين الصومال، التي تؤشر لحياة مدينة مستقرة ومتحضرة على طول الساحل الصومالي.

ويحتوى المعرض على قطع إثنوغرافية تتناول حياة المجموعات الثقافية من سكان الصومال والتي تشمل شعوب ما قبل الصوماليين التي عاشت على ضفاف نهري شبيلي وجوبا في الصومال، ومجتمعات الأقليات غير الصومالية الأخرى.

وقد كان المتحف الوطني الصومال ضحية نهب المقتنيات الأثرية في عهد الإحتلال الإيطالي والبريطاني، وفيما بعد، بسبب  الحرب والانفلات الأمني وتعرض المتحف لعمليات نهب وتدمير ممنهجة، حيث تم سرقة قطع أثرية ثمينة ذات قيمة تاريخية.

أعيد فتح المتحف الوطني بداية عام 2014، وعرض العديد من القطع الأثرية المهمة ثقافيًا شملت عملات قديمة وأدوات المقايضة والأعمال الفنية التقليدية والأواني الفخارية.

ويضم المتحف الوطني الصومالي في الوقت الحالي عددًا من القطع الأثرية التاريخية المهمة. وتضم مقتنيات المتحف  التي تم المحافظة عليها أنياب الفيلة ، وجلود الحيوانات والرسومات و الأسلحة القديمة الخفيفة، مثل الرماح من مختلف الأحجام  والسيوف والأقواس  والسهام وعربات الخيول .

متاحف عربية :  المتحف الوطني لجزر القمر

تأسس المتحف الوطني لجزر القمر في عام 1989 في العاصمة موروني في الجزيرة الكبرى من جزر القمر، وهو جزء من المركز الوطني للتوثيق والبحث العلمي،  ويرتبط به متحفين إقليميين أصغر في جزيرتي أنجوان وموهيلي .

يحتوي المتحف على أربع صالات للعرض تعرض التراث الثقافي للبلاد في مجالات التاريخ والفن والآثار والدين

وعلم البراكين وعلوم الأرض  وعلم المحيطات والعلوم الطبيعية والأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.

يضم  المتحف سَمَكةُ الكُهُوفِ الشَوكية وهي من شَوكيّات الجَوف Coelacanth أو الجُمبيزة Gombessa (حسب لغة أهالي جُزر القمر). ويعتبر العلماء هذه السمكة أحفورة حية، ويقدر أن عمرها نحو 400 مليون سنة ، ولا يزال هذا النوع موجوداً حتى الآن، وهي مهددة بالإنقراض . وتمتاز السمكة بأن لها زعانف تشبة اليد وعظام، والزعنفة مشابه لما تطور بعد ذلك من أطراف للبرمائيات (حسب نظرية التطور)، التي استطاعت العيش على اليابسة.

المصادر

https://bit.ly/35VEMtV

https://bit.ly/37erJEl

https://bit.ly/2q6bF7F

https://bit.ly/2L5rKBE

https://bit.ly/2P1jyUj

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *