حدائق عربية
يضم الوطن العربي عدداً محدوداً من الحدائق النباتية ، ولا تحظى أيا منها، بما في ذلك حديقة الأزهر، بعضوية الشبكة الدولية للمحافظة على الحدائق النباتية Botanic Gardens Conservation International.
تعرف الحديقة النباتية بأنها حديقة تضم أرض واسعة تحتوي على أعداد كبيرة من النباتات الطبيعية والغريبة والشائعة مع وجود معلومات تعريفية للنبات تشمل الاسم العلمي والفصيلة والشعبة النباتية حسب تصنيف المملكة النباتية وتشكل مرجعا للهواة والدارسين لعلوم النبات.
والحدائق النباتية ليست مجرد حدائق وإنما هي مؤسسات علمية نباتية. وتضم الحديقة النباتية مرافق مثل البيوت الزجاجية والمختبرات ومكتبة وتضم العائلات النباتية المحتلفة التي تنمو بالمنطقة المناخية الموجود بها الحديقة ونباتات من مناطق أخرى لأغراض الأقلمة. وقد تضم متاحف ومؤسسات تعليمية أو بحثية وحدائق حيوان صغيرة.
تهدف الحدائق النباتية إلى اكتشاف نباتات المناطق الطبيعية المجهولة و والعمل كبنك للجينات للمحافظة على نقاء السلالات، وتحقيق أهداف اجتماعية وثقافية واقتصادية وخاصة في مجال أقلمة الننباتات وفي السياحة البيئية .
تضم المغرب حديقة للتجارب في الرباط وتضم الجزائر حديقة التجارب بالحامة وهي حدائق نباتية تاريخية وتسعى الدولتين للإرتقاء بها وتأهيلها لشبكات الحدائق الدولية، وهي أقرب الحدائق العربية لمفهوم الحدائق النباتية. كما تضم المغرب حدائق نباتية هامة مثل الحدائق العجيبة وحديقة ماجوريل. وتضم مصر حديقة الأزهر وعدة حدائق تشمل القناطر الخيرية وحدائق المنتزه وعدد كبير من الحدائق الأخرى . وتضم الإمارات العربية المتحدة حديقة جنة العين في أبو ظبي والحديقة المعجزة في دبي وتضمان عددا هائلاً من النباتات المزهرة والتي حصلت على عدد من الأرقام القياسية.
وهناك حدائق أو محميات نباتية في دول أخرى مثل الأردن وسوريا وفلسطين وعمان وقطر وجيبوتي وتونس وموريتانيا. وهناك كثير من المنتزهات والحدائق التجارية التي لا تقع تغطيتها في مجال موقع عالم عربي. ونرحب بأية مشاركة أو معلومات تقدم حول حدائق نباتية عامة تديرها الدولة لأغرض علمية وثقافية وسياحية.
موضوعات ذات صلة
مصر| مؤشرات في التنمية (بيانات 2017)
حدائق عربية|حدائق مصر|حدائق القاهرة والإسكندرية
حدائق عربية | حدائق المغرب النباتية
حدائق عربية| حدائق الإمارات العربية المتحدة| الحديقة المعجزة وجنة العين
حدائق عربية| حديقة التجارب بالحامة في الجزائر
حدائق مصر| حديقة الأزهر
موقع حديقة الأزهر
أقيمت حديقة الأزهر الخضراء على مساحة 32 هكتارا على تلة مرتفعة وسط مساحات من المناطق التاريخية الإسلامية في منطقة القاهرة الفاطمية، مما توفر منظرا بانوراميا بدائرة كاملة لمدينة القاهرة التاريخية. وتقع الحديقة شرق مدينة القاهرة الأيوبية ويحدها من الشرق مقابر المماليك وجبل المقطم ومن الغرب سور القاهرة التاريخي الذي شيده صلاح الدين الأيوبي والمدينة الفاطميه القديمة وامتدادها حي درب الأحمر ومن الشمال مشيخة الأزهر ومن الجنوب قلعة صلاح الدين وجامع محمد علي ومسجد السلطان حسن وهو من معالم العمارة الإسلامية في مصر والعالم.
تطل حديقة الأزهر على جامع الحسين ومواقع أثرية وسياحية تشمل مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان من الآثار المملوكية ومجموعة الأمير خاير بك أحد أمراء المماليك الچراكسة، وأول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية. كما تطل الحديقة على القاهرة التاريخية الإسلامية التي تزخر بالكثير من القباب والمآذن وعلى القاهرة الحديثة. وتضم الحديقة تلسكوبات في الهضاب العليا لإتاحة الفرصة للزوار لمشاهدة جميع معالم القاهرة التاريخية والحديثة، وتشكل بذلك مركز جمالياً وحضارياً وثقافياً في قلب مدينة القاهرة التاريخية.
تضمن مشروع حديقة الأزهر ثلاثة مكونات: الحديقة النباتية وإحياء وترميم سور صلاح الدين الشرقي واعادة تأهيل منطقة الدرب الاحمر اجتماعياً واقتصادياً.
إنشاء حديقة الأزهر
جاءت البداية لإنشاء حديقة الأزهر في عام 1984 حينما نظمت شبكة أغا خان للتنمية Aga Khan Development Network (AKDN) مؤتمرا في منطقة القلعة عن توسع المدن الكبرى، وكيفية التعامل مع النمو الحضري لمدينة القاهرة.
شاهد كريم أغا خان رئيس الشبكة والمشارك في المؤتمر من القلعة فراغاً في مكان مرتفع ومطل، وفي وسط محيط تتكدس فيه المباني في حي الدراسة في منطقة الدرب الأحمر في القاهرة التاريخية. وقد علم أن هذا الموقع هو مكب قديم جداً للنفايات منذ عدة قرون (500-600 عام).
كان الموقع الذي اعتبر ملائماً لإنشاء الحديقة الخضراء مكب للنفايات في منطقة مهملة مهجورة. تلك كانت مفارقة مذهلة للغاية تحسب لكريم أغاخان لأنه أول من جاء بالفكرة
وقدم الدعم المالي والمشورة الإدارية لتنفيذها، وكذلك لمن وضع تصميم الحديقة ومخطط تنفيذها ولكل من شارك في قيام حديقة خضراء تعج بالأشجار والنباتات المزهرة والطيور وتتخللها مجاري وشلالات ونوافيرالمياه وبعث الحياة في موقع جاف وشبه صحراوي استخدم لقرون في تجميع النفايات.
جاء الموقع على شكل هضاب تقع على الطرف الشرقي للمدينة الفاطمية، وأصبحت هذه الهضاب تشكل للزائرين الكثيرين منصة بانورامية لاكتشاف القاهرة التاريخية، حيث ترتفع قمة الحديقة 40 متراً عن المنطقة المأهولة المجاورة.
تهتم مؤسسة أغاخان بالمدن الإسلامية مثل القاهرة وحلب ودمشق وسمرقند. ولذلك، فقد وجد أغا خان أن مكان مكب النفايات مناسب جداً لإقامة حديقة في هذا الموقع التاريخي العريق المطل على القاهرة الفاطمية، وعرض تمويلاً من مؤسسته لإقامة الحديقة. وكان من الواضح أن القاهرة في حاجة لمزيد من المساحات الخضراء، نظراً لضآلة نصيب الفرد من المساحة الخضراء مقارنة مع مدن العالم (1.5 م2 مقابل 14 م2 في الرياض… و 120 م2 في فينا). ورغم انتشار الفقر في الحي المجاور لموقع الحديقة، إلا أنه موقع أثري غني بفن العمارة القديمة.
كان التحدي المتمثل في إعادة إحياء هذا التراث هو أن يجمع مشروع حديقة الأزهر بين جانب تطوير وإحياء التراث والبيئة وترميم الآثار الثقافية وجانب الإنعاش الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. ومثل نجاح المشروع نموذجاً مستديماً للتنمية يمكن تطبيقه في عدد المدن التاريخية الإسلامية ومدن تاريخية كثيرة مسجلة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وتواجه الكثير منها تحديات إنمائية مماثلة لما تواجهه مدينة القاهرة.
يساهم المشروع في تنقية اجواء العاصمة ضمن اعادة تأهيل المنطقة القديمة التي كانت تعاني مشكلات لا حدود لها من الفقر والجهل ونقص الخدمات لتشهد نقلة حضارية كبيرة وتجعل منها مزاراً سياحياً عالمياًً.
سلمت محافظة القاهرة ارض الحديقة (32 هكتار) في منطقة الدراسة إلي مؤسسة أغاخان في عام 1990، غير أن بدء إنشاء الحديقة بدأ فعلاً في نهاية 1997 بإزالة القمامة المتراكمة وانشاء ثلاثة خزانات كبيرة للمياه . أشرف على تنفيذ مشروع حديقة الأزهر لجنة كانت تنعقد دورياً خلال إنشاء الحديقة كان يحضرها مستشارو هيئة الأغاخان، لمتابعة أعمال التنفيذ وإزالة أي معوقات إدارية أو تنفيذية أو مالية أو لوجستية أو قانونية في إطار الإتفاقية التي عقدت مع مؤسسة أغاخان والقوانين والأنظمة النافذة للدولة المصرية.
في أثناء تهيئة موقع الحديقة تم اكتشاف سور القاهرة الشرقي الذي بناه صلاح الدين الايوبي لحماية القاهرة من المنطقة الشرقية يعود إلى القرن 12 ميلاديّ وقد كان مدفونا بالكامل على عمق 15 متر، وبطول 1.5 كيلومتر بأبراجه وشرفاته والتي تعود للقرن الثاني عشر في عهد صلاح الدين، وكان ذلك إنجازاً كبيراً يحسب لمشروع الحديقة. كما عثر على العديد من الأحجار الكبيرة وبعضها تحمل كتابات هيروغلوفيه، وتم استخدامها في بناء سور صلاح الدين وفتح بوابتين لربط الحديقة بمنطقة الدرب الأحمر.
تم التنسيق بين هيئة الآثار ومؤسسة أغا خان على تدريب الشباب المصري على الترميم مع خبراء من الاجانب لنقل الخبرة، وتم استكمال الاجزاء المهدمة من المشروع، مما أدي إلي توسيع المشروع وامتداده وقد بدأ العمل في الترميم 1999 واستمر حتي عام2007. وبعد انتهاء الترميم، وجد أنه ليس سوراً تقليدياً، فهو عريض لدرجة سمحت بإقامة سوق تجارية في جوانبه وداخله شكلت مزاراً للزائرين والسياح الاجانب.
ساهمت وزارة الثقافة في تنفيذ المشروع من خلال تقديم خبراتها في مجال ترميم الآثار وتعاونها في تطوير السور الأيوبي الذي تم اكتشافه أثناء الحفر. كما أسهمت بعض الجمعيات الأهلية في إنجاح مشروع الحديقة بما قدمته من تدريب لأبناء منطقة الدرب الأحمر على أعمال الترميم والحرف التراثية.
تم افتتاح الحديقة تجريبياً في احتفال دولي في مايو أيار عام 2005، وأصبحت الحديقة تابعة لمحافظة القاهرة في عام 2007. استغرق إنشاء الحديقة قرابة تسعة أعوام بتكلفة إجمالية زادت على 100 مليون جنيه (25 -30 مليون دولار في حينها) تحملتها مؤسسة أغاخان للعمارة الإسلامية كواحدة من أكبر حدائق القاهرة وواحدة من أكبر أجمل حدائق العالم. وكان الاقبال الجماهيري كبيراً جداً، لدرجة أن عدد الزوار زاد عن 9 آلاف زائر في اليوم الواحد في شهر رمضان 2005.
تصميم حديقة الأزهر
تعتبر منطقة المشروع من مناطق العالم الغنية بآثار الفن والعمارة الإسلامية، وكان هدف التصميم الذي قام به المهندسان المعماريان ماهر ستينو وشريكته زوجته ليلى المصري أن تتناسب الحديقة مع تراثية المكان وأن تسود الخضرة في المكان لأن الأماكن الخضراء في القاهرة نسبة لعدد السكان صغيرة جداً مقارنة مع مدن العالم.
كان الهدف من تصميم حديقة الأزهر أن تشكل مساحة خضراء كبيرة تتسم بالجمالية والتوازن مع المناظر الطبيعية المجاورة له ، ومصممة على طراز الحدائق الفاطمية، وتطل على معظم أحياء العاصمة المصرية في مشهد بانورامي للقاهرة الفاطمية والقاهرة الحديثة التي بناها الخديوي إسماعيل.
استوحى تصميم الحديقة نسق الحديقة الإسلامية المتناظرة، التى يكثر فيها التشكيلات الهندسية الإسلامية . اعتمد التصميم على وجود محور رئيسي وهو ممرالنخيل الذي يسمى القصبة. ويربط ممرالنخيل كامل الحديقة من الشمال إلى الجنوب بعرض 8 متر، وعلى جانبيه صفين متناظرين من أشجار النخيل الملوكي العالية. وشكل هذين الصفين سورا للممر من الأشجار الظليلة التي تسر الناظرين، إلى جانب أعمدة رخامية متناظرة تضم مصادر للإضاءة ومقاعد جانبية للزوار. ويتوسط ممر النخيل المزين بأحجار الرخام وأحواض الأزهار العطرية مجاري للمياه تنشأ فيها نوافير للمياه في تشكيلات مختلفة توفر الماء والظل.
استخدمت تشكيلات هندسية إسلامية لممر النخيل وزرع على امتداده نباتات مزهرة وعطرية نادرة تناسب البيئة المصرية جيء بها من دول تلائم بيئة المنطقة ونباتات مزهرة دائمة الخضرة محلية تسمح بتوفير الظلال والزهور. وقد استخدمت المصاطب في عمل الحدائق في المناطق الهضبية.
جاء الماء عنصرا اساسياً في تنسيق حديقة الأزهر، حيث الحدائق هي معجزة الماء. وقد استخدمت مساقط المياه والنافورات والشلالات والمياه المتحركة والمتدفقة لتحقيق الصوت والحركة مع جمال المنظر. واستخدمت الاشكال الهندسية الإسلامية في تنظيم نباتات الزينة ولتزيين نافورات المياه. وهكذا شكلت جداول ومساقط المياه وخرير النوافير الضوء وعبير الزهور والنباتات وألوانها، عناصر أساسية من تركيبة الحديقة تستنفر حواس الزائرين و تبعث السعادة في قلوبهم.
تضم الحديقة بحيرة صغيرة بمساحة 600 م2 والتي تعتبر رمزاً لنبع الحياة والسكينة وتنبت على ضفافها زهور جميلة وهي إضافة للقنوات والأحواض، من العناصر المهمة في جمالية الحدائق الإسلامية، فضلاُ عن أن لها صفة وظيفية حيث تستخدم لتوفير مياه الري للحديقة.
إستخدم الرخام المصري في تبليط الممرات واستخدمت نظم للإضاءة والمقاعد وسلات للنفايات مستوحاه من التراث المصري. ورصفت طرقات الحديقة بالرخام كما زخرفت احواض المياة والنافورات واماكن الجلوس بالرخام الملون واستخدمت الاعمدة الرخامية. وكان من اهم اوجه الحديقة ممر النخيل الذي تتوسطه مجاري المياه والنوافر بأشكل هندسية إسلامية وكثرة النافورات وبرك المياة واستخدام اشجار النخيل والنباتات العطرية ونباتات الزينه ذات الالوان.
وكان التحدي الكبير يتمثل في إعادة احياء هذا التراث بشكل يتجاوز المفاهيم التقليدية عن الابنية الاثرية والثقافية وأن تشكل نشاطات المشروع مصدرا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
تنظيم حديقة الأزهر
يقول المهندس شريف عريان مدير حديقة الأزهر لصحيفة الشرق الأوسط إن التصميم الرئيسي للحديقة يعتمد على وجود المحور الرئيسي الذي يسمى القصبة يربط أطراف الحديقة من الشمال إلى الجنوب. ويبلغ عرض المحور ثمانية أمتار وتصطف على جانبيه عشرات من النخيل الملوكي الذي يمكن تسميته بممر النخيل.
يتوزع على جانبي ممر النخيل العديد من المقاعد الجانبية التي يتوسطها مجاري ونوافير وشلالات للمياه وطرق ضيقة تبدأ من شمال التل الى اتجاه القلعة في الجنوب.
ينحني ممر النخيل الأساسي بعد ذلك في اتجاه مساجد القاهرة القديمة مؤدياً إلى بحيرة صغيرة على الهضبة المنخفضة. وتجاور البحيرة الحديقة الأساسية المقسمة إلى أجزاء مستقلة تزينها الحدائق والمقصورات التي تعتمد في تصميمها على التشكيلات الإسلامية القديمة، المحاطة ببساتين مزروعة، ليتجه بعدها ممر النخيل نحو المقهى المطل على البحيرة.
التحديات الفنية لمشروع حديقة الأزهر
واجه تنفيذ مشروع حديقة الأزهر عدة تحديات تطلبت للقيام بعمليات حفر وتسوية وردم وتغطية لتربة الحديقة بطبقات من التربة الطفلية لتعزيز قدرتها على حفظ الرطوبة، وتعلوها طبقات من التربة الجيدة والرمل لتحسين خصائص التربة وتعزيز صلاحيتها لزراعة النباتات. وقد تمت إزالة قرابة 300 ألف م3 من القمامة، واستخدم قسم منها في أعمال الردم أو تمت معالجته لتحسين خصائص تربة الحديقة. استخدمت تربة طفلية استخرجت من قاع نهر النيل بالقرب من القاهرة ومن حفر نفق الازهر وبسمك نصف متر كطبقية قاعدية أسفل التربة لتثبيت وتعزيز قدرتها على الإحتفاظ بالرطوبة. واستخدم أكثر من 60 ألف م3 من الرمال وطبقة من التربة الجيدة يتراوح سمكها بين نصف متر ومترين لتغطية تربة الحديقة للحصول على تربة متجانسة وصالحة للزراعة.
تتميز منطقة الحديقة بارتفاع الحرارة وانخفاض درجة الرطوبة وندرة الأمطار وبتعرضها للرياح الصحراوية. ولذلك، تم اختيار نباتات وأشجار للحديقة تناسب البيئة الطبيعة لمنطقة الحديقة، وبحيث تتوافق أيضاً مع الغرض الأساسى للتصميم من حيث التشكيل الفراغى والبصرى والبيئى الذي تتطلبه جماليات الحديقة.
تمت زراعة قرابة 700 ألف من غراس النباتات الصغيرة و4 أطنان من البذور تضم 380 نوعاً من النباتات. ومن أهم انواع الأشجار التي زرعت أنواع من أشجار النخيل والجميز والعناب وأصناف عديدة من الورود الجذابة المظهر والرائحة والسنط والصفيراء Sophora والأشجار اليابانية والأعشاب الطبية التي تتضمن الغار والبابونج والنعناع وحشيشة الليمون والكزبرة والزعتر ونباتات زاحفة ومتسلقة ومائية مع وضع بطاقات تعريفية للعمر الزمنى والموطن الأصلى لكل نوع من أنواع النباتات.
أنشأت المشاتل المتخصصة لإنتاج النباتات والأشجار الملاءمة للتربة ومناخ المنطقة وتضاريس الأرض. وتتولى المشاتل مهمة اكثار النباتات اللازمة لتجهيز الحديقة بـ89 صنفا من الأشجار و51 صنفا من الشجيرات وخمسة اصناف من الحشائش و14 صنفا من النباتات المتسلقة و50 صنفا من النباتات اللازمة كغطاء للأرض و26 صنفاً من النباتات العصارية. وتحتوي المشاتل على أكثر من مليونين من النباتات والأشجار التي يمكن استخدامها كغطاء نباتي للحديقة.
أقيمت في الحديقة شبكة ري بالتنقيط لري النباتات في كامل الحديقة يتم تشغيلها ذاتياً بإستخدام وحدة تحكم إلكترونية. تقوم هذه الوحدة بتقدير احتياجات الري من المياه على أساس درجات الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح التي توفرها محطة للإرصاد الجوية في الحديقة. ويتم ري هذه الحديقة من خط للمياه من نهر النيل القريب من المنطقة.
مرافق حديقة الأزهر
راعى تطوير مرافق الحديقة السياق المعماري والتاريخي لمحيط منطقة الحديقة، ولذلك جاء تصميم هذه المرافق على أساس الاستخدام التقليدي
للأماكن العامة في اطار إسلامي. ويربط بين مكونات الحديقة ممرات للزائرين لمشاهدة معالم الحديقة وممر آخر يحاذي السور الأيوبي.
تضم الحديقة ثلاثة مبان تشمل مبني المدخل واذي يمتد على مساحة 860 م2 ومطعم 5 نجوم على مساحة 4 آلاف م2 ومقهى على مساحة 1500 م2 . وتكسو حوائط جميع المباني طبقة من الحجر الجيري به نسبة عالية من الرمل وأرصفة من الرخام والأحجار وبلاط من الرخام والسيراميك. وتستند جميع المباني إلي ركائز واعمدة خشبية، واعتمدت معظم المباني المستخدمة على مواد بناء محلية مصرية المنشأ.
وقد شمل تنفيذ المشروع من قبل مؤسسة أغا خان ترميم للأبنية التاريخية في منطقة المشروع، وبناء مركز خدمي مجاور للحديقة يضم موقف طابقي للسيارات يتسع لـ 400 سيارة ومكاتب ومحلات وفندق. وتقدم مرافق الحديقة خدمة المؤتمرات والأفراح حيث توفر صالات وغرف عالية التجهيز وتقدم عروض خاصة بهذه المناسبات، وتشمل الاجتماعات الكبيرة والصغيرة.
أقيم على قمة الهضبة وفي موقع يتوسط الحديقة مبنى من طابقين جرى تصميمه بشكل يتسق مع ملامح العمارة القاهرية الفاطمية ويشمل مطعماً ومقهى في المكان نفسه، ويطل على منظر خلاب بالحديقة. يطل المقهى على شاطئ البحيرة في الحديقة، وتطل شرفة المطعم الواسعة على قلعة صلاح الدين ويوفر أماكن جلوس مظللة، وتحيط به اشجار ونباتات الزينة ويقدم الأطعمة الشرقية.
تمت إقامة مطاعم صغيرة (أكشاك أو كافيتيريا) تقع وسط الخضرة والمياه المتناثرة من الشلالات للاستمتاع بجمال الطبيعة وبالطيور مثل الهدهد والصقور التي عادت للظهور في المنطقة، و تقدم المشروبات المصرية والأطعمة السريعة ووجبات مصرية ولبنانية، ووجبات خليجية وإيطالية.
استهدف الإستثمار في توظيف واستخدام المباني التاريخية والمركز الخدمي والمباني التجارية خارج وداخل الحديقة توفير مصادر للدخل لمؤسسة أغاخان لمدة 25 عاماً لأغراض تمويل نشاطات إدارة وتطوير وصيانة الحديقة، وصيانة وإدارة المرافق وتمويل مشاريع التنمية في المنطقة المجاورة.
دور حديقة الأزهر في التربية البيئة والتخطيط البيئي
تلعب الحديقة دوراً تعليميا ًوثقافياً في المجتمع المحلي. وقد بدأت أقسام العمارة في الجامعات بالقيام بزيارات لدراسة الموقع وإطلاع الطلبة على مهارات تنسيق الحدائق العامة. كما أصبحت الحديقة تستضيف ندوات وحلقات متخصصة في مجال التنسيق والتخطيط البيئي.
أفردت حديقة الأزهر مساحة واسعة خضراء للأطفال تضم أراجيح وألعاب. وقد تمت إقامة مدرج ومسرح، سمي بمسرح الجنينة، لتقديم عروض للأطفال بالقرب من السور الأيوبي في غرب حديقة الأزهر. ويتميز المسرح بأن سطحه مكشوف بحيث يعطي أفقاً واسعاً، ويحتوي على مدرج روماني التصميم ، ومنصة مسرحية متنقلة ومجهزة بأجهزة إضاءة حديثة وكراسي متحركة. وتعد إدارة الحديقة برامج زيارة خاصة لأطفال المدارس للتعرف على معالم الحديقة ومعالم القاهرة التاريخية في منطقة الحديقة.
يقدم مسرح الجنينة، إضافة لعروض الأطفال، برامج ثقافية وموسيقية ومسرحية متنوعة على مدار العام، تقدم معظمها فرق ومجموعات فنية مستقلة من مصر والمنطقة العربية، وتجذب هذه البرامج أعداد كبيرة من الشباب.
دور حديقة الأزهر في تنمية المجتمع المحلي: حي الدرب الأحمر
ذكر المهندس محمد المكاوي مدير عام مشروع حديقة الأزهر في مؤسسة أغا خان أن من أهم القضايا التي اهتم بها المشروع كان إحياء المنطقة المتاخمة للمشروع . ويعتبر حي الدرب الأحمر المجاور من اكثر احياء القاهرة فقراً واكتظاظاً بالسكان ويفتقر إلي الخدمات الصحية الملائمة، وخدمات جمع النفايات ويعاني من تدهور المرافق العامة والحالة العامة للمباني السكنية وتساقط اجزائها واحتمال تعرضها للإزالة.
ولذلك شكلت التنمية الاجتماعية للمنطقة جزءا من المشروع، وشملت تطوير الابنية التاريخية والثقافية في الحي لحماية التراث وفق معايير الترميم الدولية، وإيجاد وظائف لهذه المواقع وإعادة الاستخدام الملائم الذي يسمح بجعلها نقاط جذب سياحي.
كما شملت دعم سكان المنطقة في ترميم المباني مما يدخل الطمأنينة إلى السكان ويمنحهم الراحة والاستقرار. وقد ساهمت المنظمات المحلية وغير الحكومية والهيئات التابعة للمحافظة بجهودها واجريت عملية مسح للمنطقة وللاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للسكان، بهدف العمل على إعادة ترميم المنازل وتوزيع القروض وتقديم الخدمات الصحية. وساهم صندوق التنمية المصري السويسري ومؤسسة أغاخان و منظمات عالمية أخرى بتمويل مشاريع التنمية.
كان من أهم عناصر المشروع تدريب فنيين على اعمال البناء و تقنيات الترميم المناسبة والنجارة والسباكة والكهرباء. وقد ساعد إنشاء الحديقة على إحياء وتجديد مهارات وحرف مندثرة مثل ترميم المشربيات والبلاط والمباني مطلوبة محلياً وخارجياً.
أسهم المشروع في تأهيل عمالة مدربة وخلق مئات من فرص العمل خلال فترة إنشاء الحديقة وترميم الجدار الأيوبي وترميم المباني السكنية وفرص دائمة للعمل في الحديقة للمجتمع المحلي. وقدمت المؤسسة نماذج لإحياء المساكن وقروضاً بفوائد متدنية لترميم وتحسين المنازل. وبما أن عملية الترميم والتأهيل و الإحياء للأبنية التاريخية مستمرة وطويلة المدى، فإن المهارة و الخبرة الفنية المكتسبة تسمح باستمرارية العمل في مشاريع الترميم و الإحياء.
قدمت مؤسسة أغا خان مبادرات لخلق فرص توليد الدخل من خلال برنامج للقروض الصغيرة، تشمل 30% للسيدات، للبدء أو التوسع في مشروعات الأعمال. واعتمدت مشاريع إنشاء الحديقة وترميم الجدار وترميم وتحسين المنازل وترميم الأبنية التاريخية على استخدام مواد محلية كثيرة، مما أسهم في فتح آفاق للأعمال الصغيرة بالاستفادة من برنامج القروض الصغيرة. وهذا ما يعزز التجارة المحلية والصناعات اليدوية وعمال الخدمات ويساعد في تأمين و استدامة القوة الدافعة للتنمية الاقتصادية في الحي، ويهدف إلى بناء نموذج تنمية يساعد في بناء ثقة الإنسان بنفسه وتعزيز مفهوم الاعتماد على الذات.
شملت التنمية الاجتماعية والاقتصادية، قيام المؤسسة بتحسين الساحات العامة وتنظيم استخدامها وعلاقتها مع مداخل الحديقة عبر السور الأيوبي التاريخي بمشاركة مع المجتمعات المحلية لتحسين الحالة للمنطقة ورصف الساحات والشوارع وتحسين واجهات المحلات ومداخلها وتزويدها باللوحات لأهمية ذلك في جذب وتعزيز التجارة في الحي وجذب السياحة المحلية.
تضمن مشروع الحديقة وإنعاش منطقة الدرب الأحمر المجاورة الاهتمام بقضايا التعليم والصحة والتخلص من النفايات وتنفيذ برامج للتوعية في تربية الأطفال والتغذية والتطعيم. ، كما تم تأهيل بناء يقع بمحاذاة الحديقة وتحويله لمركز اجتماعي لتقديم الخدمات الصحية و ندوات في الرعاية الصحية الأولية والاستشارات العائلية والتربوية، وتقدم نشاطات اجتماعية متنوعة خاصة للنساء والأطفال.
المراجع
http://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=10261&article=445499#.Ud7YO_nwlBg
http://www.ahram.org.eg/Archive/2004/6/3/INVE1.HTM
http://www.ahram.org.eg/Archive/2005/3/24/INVE1.HTM
http://www.akdn.org/project/green-lung-cairo
http://www.touregypt.net/featurestories/azharpark.htm
مشروع حديقة الأزهر في القاهرة ، مأمون ديوب 2007
http://read.all-forum.net/t841-topic
http://www.akdn.org/about-us/his-highness-aga-khan-0