مؤشر التنمية البشرية 2023 | الدول العربية في ميزان العالمية في تقرير التنمية البشرية 2025

مؤشر التنمية البشرية 2023 :  افاق التنمية في عصر الذكاء الاصطناعي

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 6 مايو، 2025، تقرير التنمية البشرية لعام 2025 بعنوان “مسألة اختيار: الإنسان والإمكانيات في عصر الذكاء الاصطناعي”، ويتضمن التقرير مؤشر التنمية البشرية لعام 2023.

أظهرت مؤشرات التنمية البشرية طوال العقود الثلاثة الماضية منحنى تصاعديا ثابتا، وتوقع باحثو الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2030، سوف يتمتع سكان العالم بمستوى عال من التنمية. ولكن هذه الآمال تبددت في السنوات الأخيرة بعد فترة من الأزمات الاستثنائية مثل جائحة كوفيد-19 وتزايد التوترات التجارية وتفاقم أزمة الديون، وتوقف التقدم في جميع مناطق العالم.

و أظهر تقرير التنمية البشرية لعام 2025، أن تقدم التنمية البشرية يشهد تباطؤًا، وأن فجوة التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة أخذة في الاتساع، وسجل التحسن في مؤشر التنمية البشرية العالمية، أقل زيادة منذ عام 1990.

ومع اشتداد الضغوط العالمية على مسارات التنمية التقليدية،  تظهر الحاجة للبحث عن مسارات جديدة لإخراج العالم من حالة الركود المُطولة في التنمية.

ويتضمن التقرير نتائج استطلاع أجراه باحثو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لقياس الآراء حول دور الذكاء الاصطناعي في التنمية، وتوقع 60% من المشاركين أن تؤثر هذه التقنية بشكل إيجابي على عملهم وتوفر إمكانيات لإحياء التنمية وتسمح بخلق فرص جديدة، بما في ذلك تحديث أنظمة التعليم والصحة لتلبية الاحتياجات الحاضرة بشكل مناسب.

ويقوم تقرير التنمية البشرية لعام ٢٠٢٥ على قياس التقدم في التنمية باستخدام مجموعة من المؤشرات المكونة لمؤشر التنمية البشرية، وتشمل التحسن في مجالات الصحة والتعليم، إلى جانب مستويات الدخل.  وتقرير التنمية ، ليس تقريرًا عن التكنولوجيا، بل هو تقرير عن الناس وقدرتهم على إعادة ابتكار أنفسهم في مواجهة التغيرات الجذرية التي تواجه العالم.

مؤشر التنمية البشرية 2023 : مؤشر للتنمية العالمية

جاء تقرير التنمية البشرية الأول في عام 1990 Human Development Index (HDI)  ، في ضوء الإدراك المتزايد بأن المؤشرات النقدية، مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، لا تشكل مقاربات كافية كمؤشرات للتنمية.   

واستهدف مؤشر التنمية البشرية أن يوفر مقياساً ومعيارا أكثر شمولية لمتابعة التغيرات في مستويات التنمية في سلسلة زمنية في ضوء الأبعاد الأساسية للتنمية البشرية ،  تتجاوز القيم الرقمية حول الأداء الاقتصادي , وتتصل  بالجوانب الإنسانية للمواطنين (الصحة والتعليم والدخل) وفرصهم وخياراتهم. ومؤشر التنمية مقياس مركب يمثل المتوسط البسيط غير المرجح لمؤشرات طول العمر وعدد سنوات التعليم ومتوسط الدخل الفردي.  

ويُستخدم مؤشر التنمية البشرية لتنبيه وسائل الإعلام و صانعي السياسات لتحليل خيارات السياسات الوطنية، ولتحديد كيف يُمكن لبلدين يتمتعان بنفس مستوى دخل الفرد أن يحققا نتائج تنمية بشرية مختلفة اختلافًا كبيرًا في مجالات الصحة والتعليم وطنيا وإقليميا وبين المكونات الوطنية. وهذا من شأنه إعادة التأكيد على أن الإنسان وجودة الحياة ينبغي أن تكون المعيار النهائي لتقييم تنمية أي بلد، وليس النمو الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

مؤشر التنمية البشرية 2022 : الأداء العربي في تقريرالأمم المتحدة للتنمية 23-2024

مؤشر التنمية البشرية 2021 : الدول الأعلى أداء عالمياً وعربياً

تقرير التنمية البشرية 2020 | التنمية البشرية العربية في ميزان العالمية

مؤشر التنمية البشرية  | جوهر التنمية المستدامة … العالم العربي في ميزان العالمية لعام ٢٠١٩

شكل 1

مؤشر التنمية البشرية 2023 : منهجية قياس المؤشر

بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نشر مقياس سنوي للتنمية البشرية  (HDI) Human Development Index في عام 1990 ، يعكس مستوى التنمية وجودة الحياة،  وشمل التقرير الأول 66 دولة قي العالم.  وصدر التقرير الأخير  للتنمية البشرية في 6 مايو أيار 2025 والذي يتضمن مؤشر التنمية البشرية 2023، ويضم  193 دولة.

ويتم توفير البيانات المستخدمة في  قياس مؤشر التنمية البشرية Human Development Index (HDI)  ومؤشرات التنمية البشرية الأخرى (المبينة لاحقاً) باستخدام بيانات عالمية وإقليمية ووطنية حول الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية من هيئات دولية مثل شعبة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة، والمعهد العالمي لبحوث اقتصاديات التنمية التابع لجامعة الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية.  وهذه البيانات قابلة للمقارنة عالميًا، وترتبط بأهداف التنمية المستدامة.

 ويقوم مؤشر التنمية البشرية (HDI) على فكرة أن التنمية البشرية تعني أن يتمتع الناس بحياة طويلة وصحية، وأن يتمتعوا بالمعرفة، وبمستوى معيشي لائق.  ولذلك،  يتضمن مؤشر التنمية البشرية ثلاثة أبعاد وأربعة مؤشرات فرعية (كما يبين شكل 1)  وكما هو موضح تفصيلا في الدليل الفني لمؤشرات التنمية البشرية ومصادر معلوماتها،  بناء على نفس المنهجية المستخدمة في تقرير التنمية البشرية 23-2024:

  •  التعليم أو المعرفة والذي يحقق مكونات من هدف التنمية المستدامة الرابع، ويقاس يمؤشرين وهما:

– مؤشر عدد سنوات الدراسة التي يمكن أن يتوقعها الطفل في سن الالتحاق بالمدرسة، لكل بلد والذي حده الأدنى صفر وحده الاقصى وفق المنهجية 18 سنة ويساوي 1 ويعادل الحصول على الماجستير  وهو   يحقق هدف التنمية 4.3 SDG ،

– مؤشر متوسط عدد سنوات الدراسة  للسكان البالغين الذين تبلغ أعمارهم 25 عامًا فأكثر والذي حده الأدنى صفر وحده الاقصى وفق المنهجية 15 سنة ويساوي 1، وهو يحقق هدف التنمية المستدامة الرابع  4.4 SDG ،

ويتم تحويل قيم كل منهما إلى قيم معيارية  بحيث يقسم متوسط عدد سنوات الدراسة المتوقع للأطفال في الدولة على  18  سنة، ويقسم متوسط عدد سنوات الدراسة  للسكان البالغين في الدولة على  15 سنة ، ويتم حساب المتوسط ​​البسيط للقيمتين المعياريتين.

ويتم حساب القيمة الكلية لمؤشر التنمية البشرية لكل دولة  كمتوسط ​​هندسي للمكونات الثلاثة عن طريق أخذ الجذر التكعيبي لحاصل ضرب القيم المعيارية للمكونات. 

وتستخدم المؤشرات كمقياس للتنمية البشرية في كل دولة وفي تصنيف الدول إلى مجموعات حسب تطورها.  ويعتبر مستوى التنمية البشرية عالياً جداً  إذا تجاوزت قيمة المؤشر 0.8، وعالياً اذا تراوحت قيمة المؤشر بين 0.7  و 0.799، ومتوسطا إذا تراوحت القيمة بين 0.550 و 0.699  ومتدنياً اذا كانت قيمة التنمية البشرية أقل من 0.550 .

مؤشر التنمية البشرية 2023: الدول العشرة الأعلى أداء عالمياُ

احتلت ايسلندا والنرويج وسويسرا والدنمارك المراكز الاربعة الأولى في مؤشر التنمية البشرية 2023 وفق تقرير التنمية البشرية  2025 بدرجات تراوحت بين 0.972 و 0.962 كما يبين جدول 1.  وكانت درجات بقية الدول متقاربة جداً، بحيث كانت درجة الدولة العاشرة 0.951.

حافظت الدول العشرة الأولى على تصدرها لمؤشر التنمية البشرية 2023، مقارنة مع تقرير عام 2020 ، ولكن  بدرجات أعلى ومع تغير في الترتيب.

و مقارنة مع مؤشر التنمية البشرية 2022 ،  تقدمت ايسلندا  والمانيا وهولندا مركزين ، وتقدمت الدنمارك مركزا واحدا، وتقدمت استراليا 3 مراكز . وتراجعت هونج كونج 4 مراكز و استراليا مركزين، وحافظت السويد على مركزها .

وخرج من قائمة افضل 10 دول ، ايرلندا وسنغافورة من المركزين 7 و 9  إلى المركزين 11 و 13 ، وانضم الى القائمة بلجيكا في المركز العاشر ، قادمة من المركز  الثاني عشر.

ويُظهر الجدول 1 تطور مؤشر التنمية البشرية  للدول العشرة الأعلى على سلم المؤشر  في العالم خلال الفترة 1990- 2023 . وكانت هونج كونج  والدنمارك والمانيا الأكثر تقدماً على مؤشر التنمية البشرية، إذ ارتفع المؤشر بين 15 و 17 نقطة  (تقريباً) خلال الفترة 1990 و 2023 .

وقد احتلت ايرلندا و فنلندا وسنغافورة والمملكة المتحدة  ودولة الإمارات المراكز 11 – 15، بينما احتلت كندا المركز 16 والولايات المتحدة المركز 17،  وجاءت كوريا الجنوبية في المركز 20. و احتلت اليابان وفرنسا المركزين 23 و 26 واسبانيا وإيطاليا المركزين 28 و 29 . وبالمقارنة مع مؤشر عام 2022، جاءت تركيا في المركز 51 (متراجعة 6 مراكز )، وروسيا في المرتبة 64 (متراجعة 8 مراكز) وإيران في المركز  75 (متقدمة 3 مراكز).

وسادت دول من قارة إفريقيا فئة الدول المتدنية في التنمية البشرية (المراكز 152-193) باستثناء هاييتي (اميركا الجنوبية) وسوريا وباكستان وافغانستان واليمن (في أسيا)، وشملت دول عربية أفريقية وهي جزر القُمر وموريتانيا والسودان وجيبوتي والصومال إضافة لليمن.  وتراوحت درجات هذه الدول بين 0.603 لجزر القمر في المرتبة 151 و 0.388 لجنوب السودان في المرتبة الاخيرة  193.

وجاء في المراكز العشرة الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية اليمن وسيراليون وبوركينا فاسو وبورندي ومالي والنيجر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والصومال وجنوب السودان(بالترتيب). وقد شهدت بوركينا فاسو ومالي والنيجر انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة، وتعاني دول اخرى منها من صراعات محلية.

وهناك اختلافات واسعة بين الدول في اعلى سلم مؤشر التنمية البشرية 2023 (مكونات المؤشر في جدول 1 في التقرير)، وتلك التي تقع في ادنى السلم. وبينما بلغ متوسط ​​العمر المتوقع في الدول العشرة الأولى قرابة 81.4-85.5 عاماً، فإن متوسط ​​العمر المتوقع في الدول العشرة  الأخيرة ، قرابة 62 عاماً، وبذلك  من المحتمل، في المتوسط،  أن يموت الأفراد من الدول ذات الأداء المتدني قبل قرابة  20 عامًا من نظراءهم في الدول المتقدمة.

وبينما يبلغ متوسط ​​عدد سنوات الدراسة في الدول العشرة الأولى 13.2 عاماً، فإن متوسط عدد سنوات الدراسة في الدول العشرة الأخيرة 3.2 سنة. وبينما يبلغ متوسط الدخل الفردي ​​ في الدول العشرة الأولى قرابة 73  ألف دولار، فإن متوسط ​​ الدخل الفردي في الدول العشرة الأخيرة قرابة  1500  دولاراً .

مؤشر التنمية البشرية 2023:  ترتيب الدول العربية عربياً وعالمياً

يُظهر الجدول  2  تطور مؤشر التنمية البشرية إبتداء من عام 1990 للدول العربية، باستثناء الصومال، التي تتوفر حولها بيانات لعامي 2017  (مؤشر 0.35) وعامي 2022 و 2023.  وكان متوسط قيمة المؤشر العربي 0.720  لعام 2023  (0.706 مع الصومال) مقابل  ​​قيمة 0.708  لعامي 2022 و 2021  و 0.703 في عام 2020 ، وهو ما يوازي المركز  117 عالمياً  (123 مع الصومال) مقابل المركز  110  لعام 2021 و  114 لمؤشر عام 2020، وهو أقل من متوسط المؤشر العالمي (0.756).

احتلت جميع دول مجلس التعاون الخليجي المراكز الأولى الستة بين الدول العربية لمؤشر عام 2023،  وتقدمت في الترتيب وفي قيمة مؤشر التنمية. وتراوحت مراكزها عالمياً بين 15 و 52 (مقابل 17 و 59 لعام 2022 و   26 – 54  لمؤشر عام 2021). وتراوح مؤشر التنمية البشرية بين 0.940 إلى 0.852، بمتوسط 0.891. وهذا المتوسط، كما جميع دول المجلس، يضعها من بين الدول المصنفة في فئة التنمية البشرية العالية جداً (أكبر من 0.80).

وجاءت الجزائر ومصر والأردن في المراكز  96 – 100 عالميا ، وبمسافة كبيرة عن أخر دولة خليجية، (7-8 عربياً) ولبنان وتونس وليبيا والمغرب في المراكز  102 – 120 عالميا (10-13عربياً)  بين الدول المصنفة في فئة التنمية البشرية العالية (بين 0.70  و 0.799).  

وجاءت العراق وفلسطين وجزر القُمُر وسوريا وموريتانيا في المراكز  126 – 163 عالميا (14-18 عربياً) في فئة التنمية البشرية المتوسطة (بين 0.55  و 0.69) . وجاءت بقية الدول في فئة التنمية المتدنية (أقل من 0.55).

وكان أكبر تقدم في الترتيب العالمي في مؤشر التنمية البشرية 2023  مقارنة مع مؤشر عام 2022  في سلطنة عمان (9 مراكز)  ويليها لبنان (7 مراكز) ومصر( 5 مراكز) والسعودية ( 3 مراكز)، والامارات والعراق  واليمن (مركزين)، وتقدمت موريتانيا والصومال مركزا واحداً

 وكان أكبر تراجع في الترتيب العالمي في مؤشر التنمية البشرية 2023  مقارنة مع مؤشر عام 2022  في ليبيا (23 مركزا )، ويليها فلسطين  (22 مركزا).  وتراجعت السودان ( 6 مراكز) وسورية ( 5 مراكز) والبحرين وتونس وجيبوتي (4 مراكز) وقطر والكويت والجزائر (3 مراكز) وتراجع الأردن مركزا واحداً . ورغم هذا التراجع،  فإن قيمة مؤشر التنمية البشرية تقدمت في هذه الدول باستثناء فلسطين وليبيا والسودان وجيبوتي التي تراجعت فيها قيمة المؤشر.

وتتفوق  دولة الإمارات على دول متقدمة مثل كندا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية (في المراكز 20 16 و 17 و 20) و وكذلك على اليابان وفرنسا واسبانيا وإيطاليا (في المراكز 23 و 26 و 28 و 29). وبالمقارنة مع مؤشر عام 2022 تتفوق الإمارات والسعودية والبحرين وقطر وعُمان على تركيا في (المركز 51 )، ومعهم الكويت، يتفوقون على روسيا  في المركز 64، وإيران في المركز  75 .

وجاءت دول مجلس التعاون،  الأعلى بين الدول العربية في مؤشر توقع الحياة، والأعلى في مؤشر متوسط سنوات الدراسة ، باستثناء الكويت. كما أن دول مجلس التعاون الخليجي الأعلى بين الدول العربية في مؤشر متوسط الدخل الفردي، وبمسافة كبيرة عن بقية الدول، وكانت الدول الأقل دخلاً هي الدول العربي في أدنى سلم مؤشر التنمية البشرية 2023.

جاءت قيمة المؤشر  في دول مجلس التعاون والجزائر، أعلى من المتوسط العالمي لمؤشر التنمية البشرية 2023 (0.756)، بينما كانت قيمة المؤشر أدنى من المتوسط العالمي في بقية الدول.

مؤشر التنمية البشرية 2023:  مزايا ومحددات المؤشر

يشكل مؤشر التنمية البشرية أداةً مفيدةً من بين أدواتٍ عديدة لتقييم وتطوير السياسات الاجتماعية والاقتصادية لأي دولة. وقد وضع هذا المؤشر ليأخذ في الاعتبار عوامل أخرى إلى جانب الثروة كمقياس للتنمية البشرية، مما يجعله أكثر شمولية كمقياس لجودة الحياة.

ويتسم مؤشر التنمية البشرية بأنهمقياس شامل، لا يقتصر على العوامل الاقتصادية فحسب مثل الناتج المحلي الإجمالي،  وأنما يشمل جوانب مهمة من التنمية البشرية تدمج أبعاداً متعددة تعكس جودة الحياة كالصحة والتعليم وتعطي منظورًا أوسع للتنمية البشرية. 

ويتيح المؤشر إمكانية مقارنة أداء الدول في أبعاد متعددة في سلسلة زمنية، مما يؤشر إلى تقدم التنمية أو تراجعها.  وبذلك، يساعد الحكومات والمنظمات على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، واتباع نهج أكثر شمولية لتقييم وضع الدولة وتطوير سياسات تعزز التنمية الشاملة.

غير أن هناك عددا من الانتقادات للمؤشر، فقد رأى الناشطون في حقوق الإنسان، أنه لا يمثل مقياساً واسعاً بما يكفي لجودة الحياة مثل إجراءات تمكين الفئات أو المناطق المختلفة وللرأي العام في الأمن والحرية السياسية وعدم المساواة في الدخل والاستدامة البيئية. 

و انتقد خبراء الاقتصاد المؤشر ،  لأنه لا يقدم سوى القليل من المعلومات الإضافية المفيدة التي تتجاوز المقاييس الأكثر بساطة لمستوى المعيشة الاقتصادي، فهو تبسيطٌ وتقييمٌ محدودٌ للتنمية البشرية. وهناك ارتباطات قوية بين المؤشر ومكوناته، ومقاييس دخل الفرد،  إذ يرتبط نصيب الفرد من الدخل ارتباطًا وثيقًا بكل من مؤشر التنمية البشرية الإجمالي والمكونين الآخرين،  فمن المُرجح أن يؤدي ارتفاع متوسط ​​الدخل إلى زيادة الاستثمار في التعليم الرسمي وتحسين الصحة وطول العمر.

ويعتمد مؤشر التنمية البشرية على توافر ودقة البيانات المتعلقة بالدخل والتعليم ومتوسط ​​العمر المتوقع، والتي قد تكون غير موثوقة أو قديمة، لا سيما في البلدان الأقل نموًا.

وفي ضوء هذه المحددات، يعرض تقرير التنمية البشرية مؤشراتٍ مُركَّبةً إضافيةً لتقييم جوانب الحياة الأخرى المشار إليها في الفقرة التالية، والتي تتناول قضايا عدم المساواة كالتفاوت بين الجنسين أو عدم المساواة العرقية أو في الدخل واستدامة البيئة.

مؤشر التنمية البشرية 2023: مؤشرات مساندة

تشمل المؤشرات المساندة أو  المكملة لمؤشر التنمية البشرية (HDI) , والتي تُنشر إلى جانب مؤشر التنمية البشرية 2023:

مؤشر التنمية بين الجنسين (GDI) Gender Development Index  

يضم المؤشر المقاييس الثلاثة الواردة في مؤشر التنمية البشرية، لكنه يأخذ في الحسبان الفوارق بين الرجال والنساء، فمتوسط العمر المتوقع ، ومتوسط ​​فرص الحصول على التعليم، والدخل يختلف بين الرجال والنساء.

مؤشر عدم المساواة بين الجنسين (GII)   Gender Inequality Index 

يراعي المؤشر عوامل عدم المساوة مثل  نسبة وفيات الأمهات ومعدلات مواليد المراهقات، ونسبة المقاعد البرلمانية التي تشغلها الإناث ونسبة التعليم و مشاركة الإناث والذكور في القوى العاملة بعمر 15 سنة فما فوق.

–  مؤشر الفقر متعدد الأبعاد (MPI)Multidimensional Poverty Index: developing countries    

يقيس المؤشر مدى معاناة سكان الدول من عوامل متعددة متداخلة للفقر في مجالات الصحة والتعليم ومستوى المعيشة، ونسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر،  ومتوسط ​​عدد حالات الحرمان،  التي يعاني منها الأفراد الفقراء في وقت واحد.

مؤشر التنمية البشرية المعدل حسب عدم المساواة (IDHI) Inequality-adjusted Human Development Index   يأخذ المؤشر في الاعتبار عدم المساواة كبعد رابع ، إلى جانب الأبعاد الثلاثة المستخدمة في مؤشر التنمية البشرية.  ويشير المؤشر  إلى الخسارة في مؤشر التنمية البشرية بسبب عدم المساواة،  وكلما زادات درجة عدم المساواة، انخفض المؤشر  المعدل مقارنة مع مؤشر التنمية البشرية.

الضغوط الكوكبية – مؤشر التنمية البشرية المعدل Planetary Pressures–Adjusted Human Development Index (PHDI)  يقيس هذا المؤشر مستوى التنمية البشرية عند أخذ الضغوط الكوكبية في الاعتبار. و هو مؤشر تجريبي يخفض  مؤشر التنمية البشرية (HDI) حسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للشخص الواحد (على أساس الإنتاج) والبصمة المادية   Material footprintللفرد لمراعاة الضغط البشري المفرط على الكوكب.

المصادر

https://sdgs.un.org/goals

https://hdr.undp.org/sites/default/files/2025_HDR/HDR25_PR_AR.pdf

https://hdr.undp.org/sites/default/files/2023-24_HDR/hdr2023-24_technical_notes.pdf

https://hdr.undp.org/system/files/documents/global-report-document/hdr2025reporten.pdf

https://hdr.undp.org/system/files/documents/global-report-document/hdr2025overviewpreliminaryar.pdf

https://www.investopedia.com/ask/answers/042815/are-there-critics-human-development-index-hdi.asp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *