نورية غارسيا ماسيب: رحلة الخط العربي
ولدت نورية غارسيا ماسيب Nuria Garcia Masip في عام 1978 في إيبيزا في جنوب إسبانيا، وعاشت شبابها بين إسبانيا والولايات المتحدة.
وتقع إيبيزا على مقربة من الآثار العربية، والتي يتضمن كثير منها كتابات بالخط العربي على واجهاتها، في أهم حواضر الدولة الأندلسية؛ قرطبة وغرناطة وإشبيلية وبلنسية التي امتد حكمها لشبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) من القرن الثامن وحتى الخامس عشر الميلادي.
حصلت نورية غارسيا (جارسيا) على درجة البكالوريوس في الأدب الفرنسي والإسباني من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1999.
سافرت إلى المغرب لاستكشاف الفنون التقليدية المغربية وتعلم اللغة العربية. وأمضت عاماً في مدينة فاس وعملت مع أساتذة تقليديين مختلفين على أعمال البلاط التقليدية، المعروفة بزليج، ونحت الجبص وفنون مغربية أخرى.
تعرفت على الخط العربي في مساجد مدينة فاس وهناك وقعت في حب الخط العربي. وتعرفت على الورق والحبر والأقلام .
تلقت تدريبات على الخط العربي من الخطاط المغربي حميدي بلعيد، رئيس جمعية الخطاطين في المغرب حالياً الذي لديه إجازات في خطوط الثلث والنسخ من معلم الخط التركي حسن جلبي (1997)، والديواني والفارسي من على بارسلان (2000 و 2005).
مقالات ذات صلة
الخط العربي| دُرًةَ الفن الإسلامي.. الذي ولد في العراق
سلسلة الخط العربي بايادي غير عربية
الخط العربي [1]|الخطاط فوآد هوندا الذي نقل الخط العربي للجزيرة اليابانية
الخط العربي [2] | الخطاط نور الدين مي غوانغ الذي يكتب الخط العربي بحروف صينية
الخط العربي [3]| الأميركي الأوروبي محمد زكريا سفير الفن الإسلامي في أميركا
الخط العربي[5]| الأميركية إلينور هولند…نجمة ساطعة في الخط العربي واللاتيني
الخط العربي [6] | التركي حسن الجلبي.. رائد المدرسة التي نقلت الخط العربي إلى العالمية
الخط العربي [7]| نجيب نقاش وآخرون … حروفية عربية بأيدي غير عربية
كريم جعفر من المغرب| سفير الثقافة العربية في فرنسا
اللغة العربية في ميزان اللغات العالمية
لكن عملية الاستكشاف والبحث لنورية غارسيا قادتها للسعي إلى المدرسة العثمانية العريقة في الخط العربي، ذات الانضباط الصارم في التعليم والممارسة، والتي تمنح إجازات ذات مكانة عالية في الخط العربي.
وانتقلت نورية غارسيا إلى الولايات المتحدة في عام 2000، حيث بدأت تعلم الخط على يد الخطاط الأميركي الأوروبي محمد زكريا في ضاحية أرلنجتون في واشنطن، تلميذ المدرسة العثمانية وكبير الخطاطين في تركيا حسن جلبي. واستمرت مع الخطاط محمد زكريا في دراسة خطوط الرقعة والثلث والنسخ لفترة عامين.
انتقلت إلى اسطنبول في عام 2004 ، حيث واصلت دراسة خطي الثلث والنسخ مع الخطاط حسن جلبي ومع الخطاط داود بكتاش .
حصلت على إجازة (icazet) في الخط العربي في خطي الثلث والنسخ في عام 2007 من مركز بحوث التاريخ الإسلامي والفن والثقافة IRCICA في استنبول موقعة من قبل معلميها حسن جلبي وداوود بكتاش ومحمد زكريا. وهي من بين القلة من النساء اللواتي لديهم اجازة في الخط العربي.
عاشت في ميونخ بألمانيا لعدة سنوات بعد حصولها على إجازة الخط، ونظمت معارض في عام 2009 في إسبانيا ودبي ومالي في إفريقيا.
وتعيش نورية غارسيا حاليًا في باريس، حيث تٌنتج أعمالاً في الخط العربي وتدرس دورات في هذا الفن. وهي متزوجة من باهمان باناهي من إيران طالب الدكتوراه في جامعة السوربون والذي شاركها في تنفيذ دورات وورش عمل الخط في المغرب.
نورية غارسيا: نقلت الخط العربي الإسلامي إلى العالمية
رغم التوجهات الحديثة لرقمنة في جميع المجالات بما في ذلك الخط العربي، وغياب الكثير من أشكال الفن التقليدي، إلا أن نورية غارسيا، ترى أن هناك تاريخ طويل للخط العربي يمتد إلى مئات السنين من التراث، وجهود للحفاظ على التراث.
وذكرت نورية غارسيا أن عالم الفن لديه مساحة لهذا النوع من الفن (الخط العربي). ويرغب الناس في شيء ينتمي إلى الماضي، ولديهم تعطش للقديم، إلى شيء مقدس ذو معنى، وله تقليد طويل ممتد.
ويقدر الناس شيئًا ما مشغولاً يدوياً، له بركة الماضي، ولا يتم إنتاج لوحات الخط العربي بكميات كبيرة، وكل قطعة يمكن أن تستغرق عدة أشهر حتى تنتهي، وهناك إقبال على اقتناء اللوحات. وحتى من لا يستطيعون قراءة اللغة العربية، فإن جمال لوحات الخط يأسر النفوس ويتحدث من تلقاء نفسه.
وهناك تزايد في الاهتمام بفن الخط العربي بين كبار السن والشباب في الغرب، و في العالم الإسلامي ودعم متزايد لهذا الفن. ويجري تنظيم العديد من المعارض.
وقد شاركت نورية غارسيا في تنظيم دورات وورش العمل والمؤتمرات والعديد من المعارض والمسابقات الدولية للتعريف والتدريب والترويج لفن الخط العربي على المستوى العالمي.
وقد عزز انتماء نورية غارسيا للثقافة الغربية، من قدرتها على تقديم الخط العربي إلى العالم الغربي، وعرض أعمالها على نطاق واسع كسفيرة للفن الإسلامي في أوروبا والعالم.
وتنتمي نورية غارسيا للمدرسة التقليدية للخط العربي، وتعكس أعمالها الخطية بشكل بارز أنماط الخط العربي المرتبطة بالمدرسة العثمانية التي يتصدرها حالياً الخطاط حسن جلبي.
نورية غارسيا: الدورات وورشات العمل والمحاضرات
تقوم نورية غارسيا بتنظيم دورة أسبوعية للخط العربي في باريس منذ عام 2014 . وبالمثل، تقوم بتنظيم دورات لمدة أسبوع في كل عام في مدرسة الأمير للفنون التقليدية في لندن في المملكة المتحدة منذ عام 2016 ، للتعريف بالخط العربي وتدريب المشاركين على كتابة خط الثلث وكانت الدورة الرابعة في مارس آذار 2019.
وقامت بتنظيم ورشات عمل تعريفية لإعداد ورق الخط والزخرفة في باريس في فرنسا في عام 2018، وورشات للتدريب على الخط العربي في ماليزيا في عام 2012، وفي الصين في عام 2011 وفي واشنطن في الولايات المتحدة في عام 2002.
وقد القت نوريا غارسيا محاضرات في معاهد ومراكز تعليمية وثقافية حول الخط العربي الإسلامي في مدرسة الأمير للفنون التقليدية في لندن في المملكة المتحدة في عامي 2016 و 2019، وفي المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية في عام 2011 وفي اسطنبول في تركيا في عام 2010 .
وشاركت في عروض تعريفية وتدريبية للخط العربي في مدريد (2016) وسرقسطة (2008) في إسبانيا وفي كيب تاون في جنوب أفريقيا (2006، 2009) وفي شيكاغو في الولايات المتحدة (2018).
كما شاركت في أربعة دورات تعريفية وتدريبية للخط العربي خلال الفترة 2014-2017 في باب زوينا، مراكش في المغرب بحضور مغاربي وغير مغاربي، وسيكون هناك دورة خامسة في أغسطس آب 2019.
وتقوم نورية غارسيا بتعليم الخط للطلاب، وكان من بينهم الإسباني بابلو كاسادو Pablo Casado (المعروف بخالد كاسادو)، والذي حصل على إجازة في خطي الثلث والنسخ من اساتذته نورية غارسيا وحسن جلبي وفرحات كورولو في عام 2014.
نورية غارسيا: معارض الخط العربي
ترى نورية غارسيا أن من واجب الخطاطين، العمل بشمل فردي وجاد، على جعل هذا الفن معروفًا للغرب على نطاق واسع رغم وجود الكثير من المعلومات الخاطئة وغياب نظام دعم من الدولة أو القطاع الخاص للخطاطين ذوي الجذور الثقافية الغربية الذين يعيشون في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وقد أقامت نورية غارسيا عدداً كبير من المعارض الخاصة والجماعية في أرجاء عديدة من العالم، رغم حداثتها النسبية في الخط العربي (منذ عام 2007). وقد تجاوز عدد هذه النشاطات 30 معرضاً خلال الفترة 2007 – 2019 وبمعدل ثلاثة معارض سنوياً.
ضمت هذه النشاطات أكثر من عشرة معارض في الدول العربية وقرابة 20 معرضاً في قارات العالم في أوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا، وشملت ما يلي:
- ثمانية معارض في الإمارات العربية المتحدة، ضمت ستة معارض في دبي؛ معرضين في عام 2010 ومعرض في كل من الأعوام 2011 2014 و2015 و 2017 ، إضافة إلى معرضين في الشارقة في عامي 2008 و 2016،
- سبعة معارض في إسطنبول في تركيا ضمت معرضين لنساء خطاطات 2010 ونساء في فن الخط 2019، ومعارض في السنوات 2007 و 2008 و2010 و 2018 و2019،
- أربعة معارض في إسبانيا في سرقسطة 2008، وفي مدريد 2015 و 2016 وفي قرطبة 2017،
- معرضين في جنوب إفريقيا في عامي 2008 و 2009،
- معرضين في الكويت 2008 و 2011،
- معرض في كل من الدول العربية في السعودية 2011 والجزائر 2012 وقطر 2010،
- معارض في دول أخرى في كل من الولايات المتحدة 2016 و الصين 2011 وماليزيا 2012 ومعرضين في إيران 2015 و 2016.
نورية غارسيا: جوائز في الخط العربي
نالت نورية غارسيا 10 جوائز في مسابقات عالمية للخط وقد ضمت هذه الجوائز:
- ستة جوائز من تركيا؛ أربعة جوائز قُدِمت من مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية IRCICA وضمت جائزة لخط الرقعة في عام 2003 وجوائز لخط الثلث للأعوام 2007 و 2010 و 2013 وجائزتين في خط الثلث في مسابقة البركة في تركيا لعام 2008 و 2012 ،
- ثلاثة جوائز من دولة الإمارات شملت الجائزة الأولى في فن الخط العربي في مهرجان الشارقة للخط لعام 2016، وجائزتين تقديريتين في خط الثلث والنسخ في مسابقة البردة في دبي لعامي 2008 و2010،
- الجائزة الأولى في فن الخط العربي الكلاسيكي من الجزائر لعام 2012.
نورية غارسيا: المدرسة الكلاسيكية في الخط العربي
تنتمي نورية غارسيا للمدرسة الكلاسيكية في فن الخط العربي، الذي ترى أنه له عمقاً تاريخياً ينطوي على عدد لا يحصى من الإمكانات الجمالية، وأن من الواجب مواصلة هذا التراث الثمين بكل جوانبه وأنماطه وتقديمه بأجمل طريقة ممكنة. لكنها أيضاً منفتحة على التقنيات المعاصرة طالما تحافظ على روح الخط العربي.
وترى نورية غارسيا أن المدرسة الكلاسيكية تقوم على استخدام مواد الخط التقليدية؛ القلم والحبر والورق، وعلى تناسب الحروف واتساقها، وعلى قوة حركة اليد للخطاط لمد الخطوط. وطالما تتوافر هذه العناصر، فإن روح الخط العربي ستبقى مشتعلة ومحمية.
وقد تعرفت نورية غارسيا على الخط العربي في فاس في المغرب، وتعرفت على الورق والحبر والأقلام . وأحبت نورية غارسيا بساطة المواد التقليدية المستخدمة في فن الخط العربي؛ الورق المقهر وحبر السناج وأقلام القصب Reed.
وهي تتمسك بالحفاظ على التقنيات والمواد والطرق التقليدية لإنتاج لوحات الخط المستخدمة منذ مئات السنين وتقوم بإعدادها بنفسها؛ أقلام القصب والحبر والورق.
ويستخدم فناني الخط العربي هذه المواد التي تدوم مئات السنين، وهي نفس المواد التي استخدمها الخطاطون القدماء منذ قرون ولا تزال كتاباتهم في المصاحف وغيرها، ماثلة حتى يومنا هذا.
وقد فازت نورية غارسيا بالجائزة الأولى للخط الكلاسيكي في المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي في الجزائر في عام 2012 .
ويتم صبغ الورق أولاً بالشاي أو قشر البصل أو أي مواد طبيعية أخرى لإنشاء الظل المطلوب، ثم يجري طلاؤها بطبقة واحدة من النشا. وتُشِدْ الأوراق الكبيرة والرقيقة على الواح خشبية لتبقى مستوية، قبل ان تتم عملية التقهير Ahar.
وتجري عملية التقهير بوضع ثلاث طبقات من مزيج من بياض البيض والشبة. وعندما تصبح الأوراق جافة، ويجري صقلها بحجر العقيق، ثم يتم تغليفها بعد ذلك، وتترك لمدة عام على الأقل قبل استخدامها.
ويجري إنتاج الحبر من السناج الناتج عن حرق الزيوت، والذي يخلط مع الماء والصمغ العربي ويجري غليه بعد ذلك. وتصنع الأقلام من خشب القصب Reed القديم.
نوريه غارسيا | مسيرة واعدة وتجربة رائدة في الخط العربي
يتسم الخط العربي لنورية غارسيا ماسيب بالجمال والتوازن والحرفية العالية. وقد أشار حسن جلبي ويوسف ذنون وصباح الأربيلي وعبيدة البنكي إلى أنها أفضل يد نسائية معاصرة، ولا تزاحمها في ذلك خطاطة أخرى. وأشاد الخطاط الأميركي محمد زكريا بمكانتها العالية في عالم الخط العربي ووضعها في مستوى اساتذة الخط الأتراك.
وقد اختارت الإسبانية نورية غارسيا ممارسة فن الخط العربي الإسلامي لجماله ولأنه الأسمى بين الفنون الإسلامية، إنه رحلة روحية ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بكتابة الكلمة المقدسة، فهو كلام الله.
وقد شاركت نورية غارسيا في عام 2015 في كتابة جزء كامل من القرآن في إطار مبادرة لوزارة الثقافة في دبي. وكانت وزارة الثقافة قد كلفت 30 خطاطاً من 11 دولة لكتابة القرآن الكريم خلال شهرين وقبل نهاية شهر رمضان لذلك العام، بحيث يقوم كل واحد منهم بكتابة جزء واحد من القرآن، في إطار تصميم وحجم وورق معين.
وقد شعرت نوريا غارسيا بالمسؤولية في إنجاز المهمة التي كلفت بها لكتابة الجزء الخاص بها من القرآن على الوجه الصحيح بالتناوب بين أحجام مختلفة من خط الثلث. وكان من الصعب للغاية الحفاظ على نفس المستوى من الجودة في كتابة الجزء الذي بلغ 27 صفحة في فترة زمنية محدودة لا تتعدى شهرين، غير أنها نجحت في إنجاز المهمة في نهاية الأمر.
وتعتقد نورية غارسيا أن نجاح الخطاط العربي يتوقف على مدى تعلقه بهذا الفن، حتى يستطيع تكريس نفسه للخط والمثابرة على التدرب على الخط، حتى النهاية بغض النظر عن المشقة، وإلا فإنه سيتخلى عن الخط في مرحلة ما .
ولا بد لعملية تعلم الخط أن تتم تحت إشراف معلم مؤهل على معرفة تامة بقواعد كتابة الخط العربي، لتوفير التوجيه اللازم للمتعلم، وحفظ أشكال الحروف مع الملاحظة والتقليد للأستاذ والحصول على تغذية راجعة لتصحيح الأخطاء، وهي بذلك تؤكد على التعليم المباشر والحضوري بين المعلم والمتدرب.
كما لا بد من جعل الخط جزءًا من الممارسة اليومية للمتدرب، باستخدام صفحات التدريب Meşks بشكل رئيسي والتي لا تزال أفضل طريقة للدراسة. ويتعين تكرار التدريب بطريقة صحيحة ومكثفة ومتواصلة، وهذه مبادىء تعليمية هامة يجري التقيد بها في تعليم الخط.
وهذا ما حرصت نورية غارسيا على أن تفعله في مسيرة الخط العربي التي تتلمذت فيها على يد أساتذتها حسن جلبي كبير الخطاطين في تركيا وفي عالم الخط العربي، والخطاط داوود بكتاش (وهو تلميذ جلبي أيضاً) ولقيت منهم كل التشجيع والمساندة. ولم تتعلم مهارات كتابة الخط، وإنما أيضاً أدب وأعراف كتابة وتعليم الخط.
وقد لاحظت نورية غارسيا أن اساتذتها في الخط حرصوا على معاملة الجميع على قدم المساواة ذكوراَ وإناثاَ ولصرف النظر عن جنسياتهم. إلا أنها وجدت أن معظم القطع المعروضة في معارض الخط في اسطنبول، تعود لخطاطين من الذكور. وكان ذلك دافعاً لمساهمتها في تنظيم معرضين للخط في اسطنبول لنساء في الفن ونساء خطاطات في عامي 2010 و 2019.
وهذا يضع النساء الخطاطات وهناك قلة منهم في فن الخط العربي أمام تحدي كبير للعمل الجاد لإثبات القدرة على المنافسة، والإرتقاء إلى مستوى معايير الخط العالية وكسر تلك الصور النمطية.
بابلو (خالد) كاسادا من إسبانيا لديه إجازة في الخط العربي من نورية جارسيا وحسن الجلبي وفرحات كورولو وهو خطاط متميز له
مجموعة كبيرة من اللوحات الخطية
المصادر
https://princes-foundation.org/calligraphy
https://mg.co.za/article/2009-08-22-ancient-writes
https://www.iosminaret.org/vol-10/issue8/Calligraphic_World.php