زيت الياسمين| مكانة عالمية لمصر في الجودة
تعتبر مصر الأولى عالمياً في إنتاج زيت الياسمين، ويتبعها الهند والمغرب وفرنسا والصين. وتنتج مصر ما يقرب من 70-80٪ من زيت الياسمين الحر Jasmine absolute في العالم.
وتعتبر الهند ومصر المنتجين الرئيسيين لعجينة الياسمين Jasmine concrete في العالم وبنسبة 95% من الحصة السوقية العالمية.
ويقدر أن إنتاج الهند من عجينة الياسمين في عام 2014 كان حوالي 5.5 إلى 6 طن، بينما أنتجت مصر ما يصل إلى 4.5 طن في عام 2014 وهو أعلى جودة وسعراً، والمنافسين الآخر هو الصين.
ويقدر أحد أصحاب الأعمال في مصر أن إنتاج عام 2017 من عجينة الياسمين هو 7 أطنان وإنتاج العالم 14 طناً.
ومن أهم أسواق عجينة الياسمين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واليابان وروسيا وهولندا، ومن الأسواق الأخرى السعودية والإمارات والمانيا وإيطاليا واليابان.
هناك أكثر من 100 صنف من الياسمين، غير أنه هناك ثلاثة أنواع يتم الحصول منهما على زيت الياسمين الحر وعجينة الياسمين وهي الياسمين العادي البلدي في مصر Jasminum officinale والياسمين الإسباني Jasminum grandiflorum، وينظر لزيت الياسمين المنتج من هذين الصنفين كنوع واحد من الزيوت العطرية، بالرغم من أنهما يعتبران أنواع منفصلة في التصنيف النباتي وفي تجارة البستنة.
موضوعات ثقافية وعامة ذات صلة
مصر| مؤشرات التنمية الإجتماعية والإقتصادية (بيانات 2017)
ثقافة عربية| الخيول العربية التي راهن عليها العالم دائماً
تونس وليبيا | المساكن الحفرية في مطماطة وفي غريان
النباتات العطرية | إنتاج الزيوت العطرية في قلعة مكونة في المغرب وفي تونس
اللغة العربية في ميزان اللغات العالمية
المغتربون العرب في العالم غير العربي
مدن عالمية | مدن عربية في مصاف المدن العالمية
الصنف الثالث من الياسمين هو الفل Jasminum sambac المعروف عالميا بالياسمين العربي. ويحتاج هذا الصنف لبيئة رطبة ودافئة، وهو دائم الخضرة وأقصر طولا من الياسمين العادي ورائحته قوية ويستخدم في إنتاج الزيوت العطرية، وتتركز زراعته في الهند، وكانت مصر منتجاً هاما له في سبعينات القرن الماضي.
وقد كانت منطقة جراسي Grasse هي منطقة الإنتاج الرئيسية للياسمين الإسباني Jasminum grandiflorum حتى عام 1930 لإنتاج زيت الياسمين، ولا تزال الزهرة رمزا اقتصاديا لمدينة جراس، والتي تقيم مهرجان للياسمين في كل صيف.
وانتقلت الزراعة الرئيسية إلى مصر في عام 1955 باستخدام صنف الياسمين البلدي وفي الهند في نهاية السبعينات باستخدام الياسمين الإسباني والفل حيث تتوفر عمالة عائلية كثيفة.
ولجميع أنواع الياسمين رائحة مميزة، مع اختلافات طفيفة بين الأصناف. غير أن عطر صنفي الياسمين البلدي والإسباني يعتبرعطرًا غنيًا يدوم طويلاً في خلطات العطور ولذلك فهو مرغوب تجارياً في صناعة العطور.
يسمى نبات الياسمين البلدي في مصر بنفس الإسم في الأردن، ويسمى بالياسمين الشامي أو الدمشقي في سوريا، بينما يسمى الياسمين الإسباني بالياسمين الملكي أو العراقي.
البيئة المناسبة لزراعة الياسمين
نبات الياسمين شجيرة معمرة متساقطة الأوراق تعيش بين 30-50 عاماً، وقد تعيش أكثر من ذلك، حيث يتم تقليمها بشكل جائر سنوياً. وينشأ الياسمين على شكل كرمةتمتد لمسافة خمسة أمتار أو أكثر، غير أنها تربى على شكل شجيرة لإغراض إنتاج عجينة الياسمين. وينمو النبات بسهولة وبسرعة في أجزاء واسعة من العالم ذات المناخ المعتدل، ويوجد في دول البحر الأبيض المتوسط وفي غرب الصين والهند ونيبال وجنوب أوروبا الدافئ وأجزاء من الولايات المتحدة وجزر الهند الغربية.
تنمو نباتات الياسمين عموماً في جميع أنواع التربة المروية جيداً وباعتدال، ولكنها تنجح بصورة أفضل في التربة الطميية الملائمة لزراعة جميع النباتات، وهي مزيج متساوي من الطين والطمي والرمل، كما تنجح في التربة الرملية الجافة الغنية.
ويكون النمو الخضري في التربة الطينية عالياً ولكن كمية الإزهار تكون قليلاً، بينما يكون النمو ضعيفاً في الترب الحصوية والرملية الضعيفة.
وهناك أبحاث تجري لتحسين إنتاجية الزهور وإطالة عمر الزهور في حالة نضرة من خلال التهجين، وتجارب لاختيار
السلالات الأكثر إنتاجية في الأزهار أو نسبة المواد العطرية لأغراض تجارية.
الياسمين المصري| زراعة عريقة
تقع بلدة شبرا بلولة في محافظة الغربية وتبعد عن القاهرة 95 كم، ويسكنها أكثر من 60 ألف نسمة. وقد بدأت زراعة الياسمين في شبرا بلولا منذ أكثر من 60 عاماً، وتضم محافظة الغربية أكثر من 99% من الياسمين المزروع في مصر، وهو من نوع الياسمين البلدي، ولذلك تعتبر البلدة سيدة إنتاج العطور فى مصر.
تعتبر شبرا بلولة البيئة الأكثر ملائمة لزراعة نباتات الياسمين في مصر حيث تتميز بمناخ معتدل، ودرجة حرارة معتدلة ورطوبة منخفضة وتربتها مناسبة. ويزرع في فدان الأرض حوالي 1000 شجيرة (2500 شجرة في الهكتار)، وهناك قرابة 440-630 فدان مزروعة بالياسمين (105-150 هكتار). وهناك أدبيات تقدر المساحة بأقل من 400 فدان وأخرى تضع الرقم عند أكثر من ألفي فدان. وتنتج كل شجرة ما يتراوح بين 100-120 غم يومياً.
تسود زراعة الياسمين البلدي في القرية لأغراض إنتاج زيت الياسمين وعجينة الياسمين من الياسمين البلدي وهو أهم ثلاثة أصناف مرغوبة تجارياً في عالم العطور. ويزرع في البلدة أيضا بشكل محدود ياسمين الفل وزهرته مزدوجة. ويبلغ إنتاج بلدة شبرا بلولة 6 -10 طن يومياً من زهور الياسمين.
وتعود مهنة صناعة العطور بالقرية إلى خمسينات القرن العشرين، عندما أنشأت سيدة فرنسية تدعى سيسيل كحيل، أول معمل في شبرا بلولة لإنتاج عجينة زهرة الياسمين في عام 1955 وهو مصنع كامو وسيسيه. وقد أقيم المعمل بمشاركة مع أحمد محمود فخري (1921-1998) الذي عاد من فرنسا بعد أن عاش ودرس فيها 30 عاماً، حيث اعتمدت صناعة العطور فى فرنسا فيما بعد على المادة الخام الواردة من زهرة الياسمين في مصر، ولا يزال كامل الإنتاج من عجينة وزيت الياسمين موجه كاملا للتصدير، بينما تعتمد الصناعات المحلية للعطور على المركبات الكيماوية.
اقام أحمد فخري فيما بعد معملا خاصاً به، ولا زال ورثته يديرون هذا المعمل في القرية ، بينما آل المعمل المشترك في النهاية إلى عائلة الشبراوي. وصناعة الياسمين في مصر هي استثمار عائلي في مصر كما صناعة العطور في فرنسا.
جمع أزهار الياسمين
تملأُ روائح الياسمين قرية شبرا بلولة وقرى في محيطها خلال أشهر مايو أيار وحتى ديسمبر كانون أول، حيث تدور حياة سكان القرية حول شجرة الياسمين وينشغل سكان القرية أطفالاً وشباباً ونساء ورجالاً في موسم جمع زهرة الياسمين.
يبدأ جمع زهرة الياسمين من الشجيرات في ساعات الفجر بين أوقات الساعة الواحدة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة، والوقت الأمثل لجمع الأزهار هو ابتداء من ساعات الفجر وحتى ما قبل طلوع الشمس.
يهدف هذا التوقيت إلى الحصول على الزهور اليافعة التي بدأت في التفتح في ساعات المساء وفي الصباح الباكر وحتى طلوع الشمس، وعليها بعض الندى الطبيعي الأمر الذي يعطيها جودة أعلى ووزنا أكثر قبل أن تشتد حرارة الشمس على الزهرة وتأخذ المادة العطرية في التطاير ويجف ما عليها من الندى وتبدأ في الذبول.
يحد التاخير في القطف في ساعات الصباح بشكل كبير من محتوى الزيت العطري في عجينة الياسمين بسبب الزيادة في درجة الحرارة ويزيد المحتوى الشمعي في الزيوت المستخلصة من بتلات الزهرة، وتكون حرارة الشمس قاسية على جامعي الزهور.
ويجري تهوية الأزهار بعد قطفها للحفاظ على حيويتها من خلال وضعها في أقفاص يتخللها الهواء حتى لا تتعرض للتلف ويتغير لونها إلى اللون البني. كما يجري نقلها بسرعة وبعناية لمنع التلف حيث تجري معالجتها في المعامل فور وصولها. ولا تقبل المصانع الأزهار الذابلة أو التي بدأت في الذبول.
تعتبر عملية جمع الأزهار شاقة، وتلجأ بعض النسوة لوضع مشدات لحماية ظهورهن من آلام الظهر نتيجة حركة الصعود والهبوط، وقد يتسبب التعرض اليومي لرائحة الياسمين النافذة لشهور طويلة لمشاكل في التنفس. وتنعكس عملية جمع الزهور سلبياً على أداء طلاب المدارس، حيث يذهب الأطفال للمدرسة من حقول الياسمين في حالة إرهاق ولا يستطيعون استيعاب دروسهم.
مراحل التصنيع
تتلخص عملية إنتاج عجينة الياسمين Jasmine concrete في معالجة الزهور باستخدام مذيب عضوي لاستخلاص الزيت والشمع من الزهور ثم التقطير. وتتم عملية التقطير على مرحلتين في جهازين للتبخير حيث يتم التخلص من المذيب من العجينة عن طريق التبخير للحصول على عجينة ياسمين نقية. ولإنتاج الزيت الحر Jasmine absolute يتم فصل الشمع عن الزيت باستخدام حرارة منخفضة ثم الخلط مع كحول الإيثانول لإذابة الزيت عن الشمع وفصله، ويلي ذلك تبخير الكحول. ويعطي طن واحد من الزهور الطازجة ما يصل إلى 3 كغم من العجينة و أكثر من 1.5 كغم من زيت الياسمين الحر (المطلق).
وتستخدم المذيبات العضوية مثل الهكسان لاستخلاص الزيوت من النباتات العطرية والطبية التي لا تتحمل درجة غليان الماء، ثم يتم فصل المذيب العضوي عن الزيوت العطرية بواسطة التقطير. ويطلق على الزيوت المستخلصة من النباتات العطرية والطبية التي لا تتحمل درجة غليان الماء اسم العجينة أو الزيت الخام، وتنتج زيوت مطابقة تماماَ لحالة الزيت الطبيعي العطري في النبات كما في حالة زهور الياسمين والقرنفل والنارنج.
تحتوي معامل الياسمين على أربعة وحدات وهي وحدة المستَخلِصْ والمُبَخِر والمكَثِف ووحدة التقطير الفراغية Vacuum distillation unit، وتتضمن مراحل الإنتاج أربعة مراحل وهي:
1. مرحلة استخلاص العجينة من الزهور وتبدأ هذه المرحلة لاستخلاص العجينة من الزهور باستخدام أوعية كبيرة (وهي المستَخلِصْ وتسمى في مصر حلة الإستخلاص)، حيث تضاف الزهور على عدة طبقات يفصل بينها ألواح استينلس مثقبة. ويضاف إلى الزهور مادة الهكسان Hexane والتي لا لون لها وتعمل كمذيب عضوي للمادة العطرية في الياسمين، بمساعدة البخار الذي يضخ عليه. وتضم المادة العطرية الشموع والزيت العطري والبروتينات المرتبطة بها (الألبيومن) ومواد التلوين، ومواد أخرى تزيد في مجموعها عن 20 مادة يتوقع المشترون الحصول عليها.
يأخذ لون المحلول بالإصفرار بعد إضافة الهكسان المائي اللون بسبب ذوبان زيت وشمع الياسمين، ويترك المحلول لمدة 20-25 دقيقة للحصول على أقصى قدر من العجينة، وإذا زادت المدة تبدأ البتلات بالذوبان وتزيد كمية الشمع وتوثر على الرائحة. وتكرر العملية بعد سحب المادة الذائبة لمدة 15 دقيقة ثم لمرة ثالثة لمدة 10 دقائق وينتج عن هذه المرحلة المستخلص الأولي.
المذيب العضوي المستخدم هو النوع المستخدم في استخراج الزيوت الصالحة للاستهلاك البشري من البذور والخضروات وتنظيفها. وقد صنفت وكالة حماية البيئة الأميركية الهكسان على أنها مادة غير مسرطنة الإنسان. ويضاف مذيب الهكسان بنسبة 2: 1 أي 2 كغم هكسان لكل كيلو من الزهور.
2. مرحلة التبخير الأولية للمذيب بعد استكمال إذابة المادة العطرية ويتم الضغط على الزهور برفق (وليس العصر) لإزالة العطور المتبقية مع الزهور. ويتم سحب المحلول الذائب بواسطة مضخة من خلال فتحة تصريف في قاع وعاء الإستخلاص إلى وحدة التركيز الإبتدائي وهي المبخر من خلال الأنابيب. وتهدف هذه المرحلة لاستخلاص الزيت حيث يجري تبخير المذيب في عملية تركيز أولية لسائل المادة العطرية المذابة في المبخر.
والمبخر هو وعاء دائري واسع الفتحة مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ ، ومنها ما يتسع لكمية 25 لترا من المحلول الذائب، وله غطاء محكم مع وجود ثقب في مركزه لخروج البخار. ويعرض المبخر للتسخين بالبخار أو بحمام مائي بسخان كهربائي، ولكن ليس بتعريضه لحرارة مباشرة، عند درجة حرارة ثابتة عند 75 ْ منتظمة ومراقبة عن طريق التحكم بثرموستات لأن درجة الحرارة العالية لفترة طويلة تتلف شكل العجينة ونوعية المادة العطرية.
عند ارتفاع درجة الحرارة في المبخر، يأخذ الهكسان في التبخر حيث أن نقطة غليان مذيب الهكسان 60-80 درجة مئوية، ويتسرب البخار (الغاز) من خلال الثقب في الغطاء الذي يؤدي إلى المكثف من خلال أنابيب فولاذية مقاوم للصدأ (Stainless steel)، ويحتوي المكثف على عدة أنابيب صغيرة (12مثلاً) يتم تركيبها بالتوازي ويمر من خلالها بخار الهكسان، بينما يدور الماء البارد باستمرار في المكثف حول الأنابيب، حيث يتكثف غاز مذيب الهكسان في المكثف عند حرارة منخفضة ويتم جمعه وتنقيته بعد إسالته لإعادة استخدامه، وقد يمرر الهكسان بأنابيب خاصة بلون معين (أصفر مثلاً) .
يستمر تسخين المبخر حتى استعادة حوالي 90٪ من مذيب الهكسان بالتكثيف، الأمر الذي قد يستغرق حوالي 30 ساعة. وفي نهاية الأمر، تحتوي العجينة المركزة السائلة (شمع المنصهر) على أصباغ الشمع والزيت العطري بعد الإزالة الكاملة للمذيب.
تترك المادة الزيتية السائلة لفترة 1- 2 يوم، ثم يتم تنقيته السائل في فلاتر ورقية تشكل على هيئة أقماع لتصفية السائل الزيتي من أية شوائب عالقة، بهدف وللحصول على مستخلص نقي بشكل تام من الشوائب قبل انتقاله للتركيز النهائي .
3. مرحلة التركيز النهائية : إنتاج عجينة الياسمين Jasmine concrete:- وتجري هذه العملية في وحدة تقطير مفرغة من الهواء للتخلص من النسبة المتبقية (10٪) من مذيب الهكسان بسرعة ولإنتاج عجينة ياسمين نقية من الهكسان باستخدام حمام مائي أو بخاري ساخن وليس حرارة مباشرة . ويتبخر المذيب بسرعة في البيئة المفرغة في المبخر، ويتم تكثيف الهكسان عند درجة حرارة منخفضة في المكثف وجمعه لإعادة استخدامه بعد تنقيته. وتستمر عملية التبخير حتى إزالة جميع آثار المذيب ويتم التخلص بشكل تام من بقايا الهكسان. ويتم بعد ذلك تحليل المنتج في المختبرات للتحقق من جودته ومن خلوه التام من الهكسان وأية كيماويات أخرى.
ينتج عن هذه العملية عجينة الياسمين وهي المادة المتبقية بعد التبخير، وهي مادة شبه شمعية صلبة ولونها بني مصفر لها رائحة زهور نباتية. وتنقل العجينة وهي ساخنة إلى عبوات من الزجاج أو الألومنيوم لإن نقلها يصبح صعباً عندما تبرد.
نسبة العجينة المستخرجة من الياسمين في الزهور 0.25-0.30%، وهذا يعني أن كل طن من الزهور ينتج 2.5– 3.0 كغم، من سائل العجينة التي تستخدم لإنتاج العطور، وهذا يفسر إرتفاع أسعار عجينة الياسمين.
تحتوي عجينة الياسمين على العطور الطبيعية زهو الزيت الحر وشمع نباتي ومواد ملونة. ويتم استخدام عجينة الياسمين في الصناعات التجميلية وأسعارها مرتفعة محلياُ وخارجياً.
4. إنتاج الزيت الحر Jasmine absolute: ويستخلص زيت الياسمين الحر (المطلق) من عجينة الياسمين حيث يتم تسخين العجينة إلى درجة حرارة منخفضة عند 50 مئوية لإذابة العجينة، وتوضع في حاوية وحدة الفصل ويضاف لها الكحول حيث يذوب زيت الياسمين في الكحول.
يوضع المزيج تحت درجة حرارة صفر في وحدة الفصل حيث يمكن فصل الشمع غير القابل للذوبان من العجينة عن الزيت الحر الذائب في الكحول. ثم يجري تبخير الكحول من السائل وتصفية الزيت للتخلص من الشوائب الشمعية بعد تبريده.
الزيت الحر سائل زيتي لزج لونها بني غامق وله رائحة الزهور الطازجة. والزيت الحر هو الشكل الأكثر تركيزاً والأقوى تمثيلاً لرائحة الياسمين الأصلية. ويتم تخفيف هذا الزيت في نسب مختلفة لإنتاج الزيوت الأساسية لأغراض إنتاج درجات وانواع مختلفة من العطور.
ينتج كل طن أزهار من الياسمين 2.5 -3.0 كغم من العجينة، ونسبة الزيت الحر 40-60% من العجينة، أي أن كل طن ينتج 1.0 -2.1 كغم زيت حر
وينتج كيلو العجينة في المعامل المصرية 550 جم زيت حر. ويتميز الزيت الحر بأن وزنه أقل وسعره أعلى، بينما يمكن أن يستخدم الشمع في صناعة أخرى، مثل إنتاج الشامبو ومواد التجميل ومنها كريم الأساس.
إنتاج وتصدير عجينة الياسمين
يوجد في مصر كما يشير أحد أصحاب الأعمال ستة مصانع لصناعة الياسمين منهم اثنين في شبرا بلوله و ومصنعين في مركز بسيون في نفس المحافظة ومصنعين في بنها ومدينة السادات ولكن المصنعين في شبرا بلوله يساهمان بثلثي انتاج مصر من عجينة الياسمين.
يقدر انتاج العالم من عجينة الياسمين نحو 15 طنا، و تنتج مصر 7 طن منها وبجودة أعلى، فهي الأولى في الجودة والثانية في الكمية المصدرة بعد الهند .
وأشار أحد مالكي معامل عجينة الياسمين أن الدول المنافسة لمصر في هذا المجال هي الهند وتونس والمغرب، ومصر في المقدمة من حيث جودة المنتج، ولذلك فسعر المنتج المصري أعلى من نظيره الهندي بنحو 500 دولار.
يعطي طن الياسمين بالمتوسط 2.8 كغم عجينة، و يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من عجينة الياسمين في عام 2018
أقل من 2000 دولار (1650 دولار)، وسعر الكيلوغرام الواحد من زيت الياسمين الحر قرابة 3000 دولار (3100 دولار).
وبذلك، فإن طن الياسمين يولد حوالي 5000 -6500 دولار.
تصدر معامل شبرا بلولة زيت وعجينة الياسمين، والزيت الحر هو المادة الخام للعطور إلى فرنسا وأمريكا وبريطانيا وكندا لإنتاج أشهر العطور في العالم. ويعد عطر الياسمين جزءا من تركيبة العطور التي تنتجها المعامل العالمية مع زيوت أخرى تأتى من دول أخرى.
عوائد إنتاج الياسمين للمزارعين
يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الزهور 40 جنيه للمزارع في عامي 2018 وهو نفس السعر لعام 2017 ، وكان سعر كيلو الزهور 15 جنيها في عام 2015 و 22 – 28 جنيها في عام 2016. وقد جاءت هذه الزيادة في ضوء تعويم الجنيه المصري حيث كان الدولار لشهر أكتوبر يساوي قرابة 8 جنيه في عام 2015 ، وأصبح قرابة 18 جنيه في عام 2018.
ينتج العامل -2 4 كغم (وقد يصل إلى 5 كغم) ، وينتج الفدان بالمتوسط 24 كغم يومياَ و 5 طن من الزهور للموسم كاملاً (قرابة 12 طن للهكتار)، وينتج طن من الزهور 2.5 -3.0 كغم من العجينة . وبذلك، فإن فدان الزهور يولد قرابة 30 الف دولار ويولد الهكتار إيراداً يزيد عن 70 ألف دولار (في عام 2018) لسلسة الإنتاج ابتداء من ملاك الأراضي وحتى أصحاب المصانع.
يبيع جامعي الزهور الكمية التي يجمعونها لوسيط (مُجَمِعْ) يجمع الأزهار، الذي ينقلها بدوره على الفور للمعامل التي تبعد 10 كم عن القرية مقابل عمولة 2 جنيه للكيلو.
وكثير ممن يجمعون الزهور مستأجرين بالمشاركة، أو مقابل قيمة نقدية، وقد يستأجرون قطعة أرض كاملة أو خط ياسمين واحد (يعادل قيراطاً).
يذهب ثلثي قيمة بيع كيلو الزهور (27 جنيهاً) للمستأجر بالمشاركة الذي يجمع الأزهار، بينما يذهب الثلث المتبقي لصاحب الأرض (المؤجر).
وفي حالة الأستئجار بقيمة نقدية، يدفع المستأجر 2500 جنيه (140 دولار) أجرة لكل قيراط ياسمين (175م2 والفدان 24 قيراط) أو خط ياسمين، وبذلك فإن أجرة الفدان النقدية هي 60 ألف جنيه (3350 دولار). وإذا كان الفدان ينتج 4-6 طن للموسم ، فهو يولد إيراداً بمقدرار160 – 240 ألف جنيه أو ما يعادل 9- 13 ألف دولار (اكتوبر 2018) يذهب قرابة ثلثها لمالك الأرض إن كان مستأجراً. وهناك قرابة 440-630 فدان مزروعة بالياسمين (105-150 هكتار) ، وهذا يعني أن إنتاج الياسمين يولد حوالي 6 مليون دولار.
وقد كانت كان القوة الشرائية لسعر كغم الياسمين في عام 1985 هي 4.5 جنيه وكان ذلك يسمح بشراء كيلو من اللحم (حسب وصف أحد منتجي الزهور). وفي عام 2018، فإن سعر كيلو زهور الياسمين 40 جنيها وسعر كيلو اللحمة 150 جنيه، وهذا يؤشر إلى تدهور القوة الشرائية لمنتجي الزهور، حيث يحصلون على قرابة ربع القوة الشرائية مقارنة مع تلك الفترة.
يزرع اصحاب الأراضي الخضار في خارج موسم الياسمين، بينما يعتمد المستاجرين على العمل بالأجرة اليومية في أعمال أخرى أو يلجأون للإقتراض من الوسطاء ويسددونها في موسم الياسمين. ويجري اقتطاع نصف قيمة ما يورد لهم من الياسمين ولحين سداد القرض.
إنتاج زيوت عطرية غير الياسمين
تشتهر شبرا بلولة بزراعة الياسمين والقرنفل والبنفسج والعطرة والنارنج واليوسفى والريحان والبردقوش والنعناع والكمون والتى يستخرج منهم الزيوت العطرية. وتستخلص العجينة والزيوت العطرية من الأزهار مثل الياسمين والقرنفل والبنفسج والنارنج (البرتقال المر) Citrus aurantium ومن الأوراق والسيقان مثل الريحان والعطرة والزعتر والنعناع واليوسفي والليمون Petitgrain citronnier ومن الثمار مثل اليانسون والكمون.
يمتد موسم قطف الياسمين من يونيو حزيران وحتى ديسمبر كانون أول، ويليه زهرة القرنفل والتي يستخرج منها عجينة أخرى ويبدأ موسمها من 15 مايو وحتى 30 يونيو ويتم جمعها خلال ساعات النهار، وتظل في الأرض لمدة سنة واحدة. ويستخرج من زهرة البنفسج عجينة ويتزامن موسمهه مع الياسمين، وتعيش لمدة 4 سنوات.
يبدأ العمل في إنتاج الزيت من نبات اليوسفي من بداية شهر يناير وحتى شهر مارس (موقع العرب)، ويتم تصنيعه بتدوير أوراق الشجر واغصانه الغضة لاستخراج زيوت البيتيجرين Petitgrain mandarin. ويزرع الريحان في نهاية شهر آذار ولمدة عامين في أماكن ظليلة لحمايته من شدة حرارة أشعة الشمس ويبدأ حشه مرة كل شهر ونصف في مايو أيار ويستمر حتى تشرين ثاني نوفمبر وينتج الفدان 20 – 30 كيلو زيت ريحان (ليانول) في كل من العامين الأول والثاني. ويتم استخراج الزيوت من الأجزاء النباتية للريحان، كما العطرة.
كما يتم استخلاص الزيوت العطرية من زهرة النارنج (اللارنج) التي يستخلص منها الزيوت العطرية الأعلى سعراً، ويصدر إلى فرنسا وأمريكا. وتزهر شجرة النّارنج في آذار ونيسان بأزهار بيضاء تستخدم لإنتاج ماء الزّهر وزيت النيرولي النّادر المستخدم في صناعة أرقى أنواع العطور في العالم، وبلغ سعر كيلو الزهور 55 جنيه في عام 2018.
ويقدر إجمالي قيمة الصادرات من الزيوت العطرية الأساسية ، من أكثر من 30 مصدراَ مختلفاً بما يتراوح 35 – 40 مليون دولار سنويا.
المصادر
مساء النور
ارغب في الحصول على جهاز انتاج عجينة الفل (( الياسمين)) وكذالك جهاز استخلاص زيت الياسمين
الاخ عبدالله
نحن موقع ثقافي علمي لا علاقة له بالمنتجين. أبحث في النت عن الات استخلاص الزيوت العطرية Oil extraction equipments
كل الاحترام
عالم عربي