محمد المير | الحاسب البشري من لبنان
نشاة محمد المير
ولد محمد المير لأسرة من بلدة أبي سمرة في طرابلس لبنان في ديسمبر 2004، والده نزيه ووالدته صوفيا المير. وتحمل أسرته الجنسية الكندية إضافة للجنسية اللبنانية. ولذلك، تظهر كندا ولبنان عند إعلان نتائج المسابقات التي يشارك بها محمد.
عندما بلغ الطفل محمد عاماً ونصف من عمره، لاحظ والداه أنه استطاع أن يحفظ سورة الفاتحة من أول مرة. وفي عمر عامين لاحظا أنه كان يستطيع أن يحفظ أسماء عواصم عديدة، مما أشر على قوة كبيرة للذاكرة لديه.
أدرك الولدان أن قدرات الطفل محمد ليست كبقية أطفال. وهذا ما دفعهم لشراء الكتاب الفرنسي “الطفل دو” الذي يعطي مؤشرات على المواهب غير العادية للأطفال.
في المدرسة، أظهر الطفل محمد تعلقه بالموضوعات المتصلة بالرياضيات من الصف الأول، وحصل على أعلى العلامات.
قوة الذاكرة لدى الطفل تأكدت فيما بعد، فقد كان متفوقا بجميع مواد الدراسة مع أنه لا يحب الدراسة الطويلة.
ازداد ولع الطفل محمد بالرياضيات وهو في السابعة من عمره، عندما التقى إبنة صديق لوالده، والتي ظهر أن لديها مهارة القيام بحسابات سريعة. علم محمد من الطفلة أنها مسجلة في مركز لتعليم مهارات الحساب الذهني AC MAS الذي يتبع المنهج الياباني في التدريب والذين طوروا طرقا فعالة للحساب الذهني السريع باستخدام طريقة الحاسبة الصينية القديمة. وقرر محمد أن يلتحق بالمركز.
تلك كانت الإشارة لانطلاق مسيرة مميزة لمحمد المير في عالم الحساب الذهني حقق فيها إنجازات عالمية كبيرة.
موهبة محمد المير في الحسابات الذهنية
إحتضنت أسرة الطفل محمد موهبته وعملت على تطويرها. وعمل والديه على خلق الأجواء المناسبة لتنمية موهبته.
كان الوالدان مؤمنان بموهبة طفلهما طوال مسيرته إلى قمة التفوق العالمي بين أقرانه. بداية كانوا يعدون كتابة مهام للتدريبات الذهنية في أوراق حتى يتدرب محمد عليها، ثم أخذوا فيما بعد في طباعة هذه الأوراق.
كان والده، وهو المتخصص في مجال برمجة الحاسوب، يعمل على تدريبه لساعات يومياً. وكان يسهر على إعداد مهام حسابية لمحمد، فيما تقوم الوالدة بمراجعة هذه المهام مع الطفل بعد أن يعمل على إنجازها في وقت لاحق. وجعلت الوالدة من تدريب محمد في أولوية نشاطاتها، وحملت أوراقه التدريبية والحسابية أينما ذهبت.
وقد استطاع الطفل محمد توظيف طاقاته وطرق الحساب التي تفوق بها في صفوف برنامج ACMAS الذي التحق به. ولم يكن بحاجة لمدرب خاص، وإعتمد على ما يستطيع والديه البحث عنه على شبكة الانترنت ونصائح ثمينة للألماني الدكتور Jan van Koningsveld عبر البريد الإلكتروني. كما ساعده د. هادي حمزه رئيس مركز ACMAS بشكل كبير والذي ينوه محمد بدوره دائماً.
لا يختلف محمد كثيرا عن أقرانه كما يرى والده، لكنه يتمتع بذاكرة قوية ومهارة وسرعة كبيرة في معالجة المسائل الرياضية. وله هوايات في قراءة الموضوعات التاريخية وتلك التي تتناول الحضارات القديمة. وله اهتمامات أيضاً بقراءة القصص البوليسية وممارسة الألعاب الإلكترونية على جهاز الآيباد.
يتطلع محمد لأن تتاح له الفرصة للتخصص في مجال علوم الفضاء إثر إعجابه بقصة جاءت في مقرر مادة اللغة الفرنسية. وذكر أنه سيواصل دراسته في مجال علوم الرياضيات أو الفيزياء.
يتمتع محمد بعلاقات قوية مع البيئة الإجتماعية المحيطة ومن يتعرف عليهم في الخارج أثناء مشاركته بالمسابقات، بمن فيهم أساتذة من جنسيات مختلفة. وتعمل مدرسته على أن يعامل جميع التلاميذ على قدم المساواة، ويرى أساتذته أن لكل طفل في المدرسة مواهب مميزة وهو ما يوافق عليه محمد.
وعلى الرغم من فوزه المتتالي، وشعور أقرانه بتفوقه الشديد، فإنه فطرته المتواضعة تجعله يستطيع التعامل بايجايية مع زملاءه، ويعيش بطريقة طبيعية بين أصدقاءه في المدرسة حيث لا يشعر بتغيّر أي شيء في حياته. ويعود محمد للدراسة بعد كل مسابقة ويلتقي بأصدقاءه وأساتذته بشكل طبيعي، فهناك فصل تام بين حياته المدرسية الطبيعية وبين نشاطاته للمشاركة في المسابقات وتطوير مهاراته الذاتية.
يفخر مشرف عام مدارس العزم بطرابلس عبد الإله ميقاتي أن محمدا يمتلك عبقرية مميزة في الحساب، وهو تلميذ المدرسة العبقري منذ فتحت أبوابها في عام 2010. ويحظى محمد بالرعاية الكاملة من المدرسة نظراً لتميزه، وبالإعفاء الكامل من الاقساط المدرسية، لأن مجموع علاماته يعطيه دائماً المركز الاول في صفه.
ويفخر والدا محمد به كما تفتخر به مدينته ووطنه وكثيرين في العالم العربي ممن تعرفوا على مواهبه. وتمول أسرته جميع رحلاته الخارجية للمشاركة في المسابقات، رغم أن الدولة قررت في نوفمبر 2014 تبني موهبة الطفل العبقري محمد نزيه المير وتغطية نفقاته الدراسية بصورة كاملة وبجميع مراحلها، غير أن الأسرة لا زالت تنتظر من الدولة أن تطبق قرارها.
محد المير: عبقري الحساب الذهني في العالم
– بدأت رحلة محمد المير ، الحاسب البشري كما يوصف، مع مسابقة للحساب الذهني في لبنان عام 2012، وكان عمره 9 سنوات، حين شارك في مسابقة الذكاء الذهني الحسابي نظمها مركز AC MAS الذي يمنح شهادات متقدمة في الحساب الذهني. وشارك في المسابقة نحو 700 لبناني وعربي من السعودية، ومصر، والأردن والبحرين. تضمن الإختبار حل 120 مسألة حسابية في عشر دقائق وكذلك حل مائة مسألة ذهنية في خمس دقائق باستخدام أسلوب الحساب الذهني المبني على فكرة العداد الحسابي الصيني Abacus وبدون استعمال أي أداة مساعدة . وفاز محمد في المركز الأول في هذه المسابقة ضمن فئته العمرية. تلك كانت بداية انطلاق محمد في مسيرة الفوز بالمسابقات العالمية.
– في عام 2013، خاض محمد التحدي للمرة الثانية وشارك في مسابقة للحساب الذهني لمركز AC MAS وفاز برحلة إلى اليابان للمشاركة بمخيم تدريبي للحساب الذهني، حضره الدكتور هادي حمزة رئيس المركز مع 15 من الرابحين المميزين من مختلف المستويات. وتابع المشاركين تمريناً مكثفاً وفريداً من نوعه في اليابان، مكنهم فيما بعد من تحقيق درجات متقدمة في الحساب الذهني على الصعيد العالمي.
– برزت موهبة المير خلال مشاركته في مخيم التدريب في اليابان، الأمر الذي لفت أنتباه أحد منظمي بطولة العالم الدكتور Jan van Koningsveld بطل العالم في حساب الجذور التربيعبة والتكعيبية لعامي 2004 و 2008، حين شاهد فيديو لمحمد أثناء التدريب في اليابان، فقام بتوجيه دعوة شخصية له للمشاركة ببطولة العالم للحساب الذهني والتي تجري في مدينة بليفيلد في المانيا.
مشاركة محمد المير في المسابقات العالمية لبطولة العالم للحساب الذهني
– شارك الطفل محمد نزيه المير في أكتوبر من عام 2014 في أول مسابقة عالمية في بطولة العالم للحساب الذهني التي نظمت في المانيا. وفاز بالمركز الأول في مجال الحساب الذهني لصغار المشاركين ونال لقب العبقري العالمي الاول. وشارك في المسابقة منافسين من الهند الذين تصدروا المنافسات في أعوام سابقة. وحصل محمد على 1455 نقطة من أصل 1500 نقطة، وكان الفارق بينه وبين الفائز بالمركز الثاني 322 نقطة.
ذكر محمد أن نظام المسابقة في ألمانيا كان مختلفا تماماً عن ما تعلمه في برنامج يوسي ماس AC MAS في لبنان (الذي نعرض نبذة عنه تالياً) في المدرسة التي بدأ فيها محمد تعلم الحساب الذهني. لذلك كان من الضروري إجراء تدريبات جديدة إستمرت لمدة ثلاثة أشهر على طرق أكثر فعالية في الحساب الذهني قبل المشاركة في المسابقة في ألمانيا بتوجيه من الدكتور الألماني. فبرنامج المسابقة كان مختلفاَ كثيراً عن ما تدرب عليه محمد، وقد تطلب أن يتدرب على الكسور، والجذور التربيعية والمكعبة، وتطبيق عمليات حسابية معقدة مؤلفة من ارقام سداسية وخماسية. كما تطلب التدرب على العمليات الخاصة بالأجندة الزمنية وتحويل العملات، وكذلك، كيفية توظيف مهاراته الذهنية للوصول للإجابات النهائية دون الحاجة لإجابات إنتقالية لمجموعات فرعية. وقال محمد أن عدد المشاركين في المستوى الخاص به كان 20 مشتركاً من كل أنحاء العالم، وكان أداءهم جميعاً عالياً، إلا أن التدريب المستمر والجدي والفعال لثلاثة أشهر متتالية كان وراء تفوقه وحصوله على المركز الأول .
– فاز محمد المير في أكتوبر علم 2015 بالمرتبة الاولى للسنة الثانية على التوالي في مسابقة بطولة العالم للصغار للحساب الذهني التي نظمت في المانيا. وقال لصحيفة النهار أنه شارك مجدداً في هذه المسابقة لتطوير قدراته وتحدّي نفسه والدفاع عن لقبه. وقد تمكن بالفعل من تحقيق هدفه. فقد فاز في المسابقة، وأحرز 1884 نقطة متجاوزاً رقمه الشخصي لعام 2014 وهو 1455 نقطة. وتضمنت مسابقة 2015 الحسابية إجابات صحيحة وسريعة عن أسئلة وأخرى تطلبت إيجاد تاريخ الميلاد ويوم الميلاد، وأسئلة مفاجئة غير متوقعة كان يتعين الإجابة عليها بشكل صحيح.
– شارك محمد المير في أكتوبر لعام 2016 في بيلفيلد في المانيا في بطولة العالم للحساب الذهني Speed Flash Anzan Memoriad World Record. وقد تمكن من الفوز بالمرتبة الأولى لفئة 12-14 سنة، بمشاركة 75 طفلاً من 12 دولة، محافظاً بذلك على لقبه العالمي الذي سبق أن حققه في العامين 2014 و2015. وقد نال محمد المير في المسابقة 2173 نقطة. وقد تضمن الإمتحان خمسة مجموعات تتضمن انجاز 250 عملية حسابية تعرض على الشاشة بشكل متواصل وبسرعة كبيرة، دون خطأ في أي من المجموعات الخمس وبمعدل 0.6 ثانية للعملية الواحدة. وحصل محمد على الميدالية الذهبية للمرة الثالثة.
−فاز محمد المير في بطولة العالم لصغار المتسابقين في الحساب الذهني لعام 2017، وتمكن من تسجيل رقم قياسي في عمليات الجذر التكعيبي (Racine cubique) حين تمكن من حل عشر مسائل تتراوح نتيجتها بين 1000 و10000 خلال 25 ثانية. وتفوق المير على منافسه الذي حل في المركز الثاني بفارق وصل إلى ألف نقطة، وونال زيادة 200 نقطة عن المجموع الذي أحرزه المير نفسه العام الماضي حيث حصل على 2371 نقط (مقابل 2173 في عام 2016).
وبذلك يكون محمد المير وهو في الصف السادس الإبتدائي قد فاز في بطولات العالم لصغار المتسابقين في الحساب الذهني لأربعة مرات متتالية للأعوام 2014 – 2017 ، وهو ينوي المشاركة في بطولة صيف عام 2018. ونال محمد 1455 نقطة في عام 2014 و 1884 نقطة في عام 2015، و 2173 نقطة في عام 2016 و 2371 نقطة في عام 2017 ، وهو ما يؤشر على تطور مستمر في قدراته الذهنية.
فوز محمد المير على أربع من المختصين في الرياضيات
شارك محمد المير في شباط 2017 في منافسة للحساب الذهني في برنامج تلفزيوني ألماني يقدمه كاي بفلاومه وهو “الصغار ضد الكبار” Klein gegen Groß ويبث على القناة الألمانية الأولى. وقد فاز الطفل على 4 مختصين في الرياضيات في تحدي للحساب الذهني.
تقوم فكرة البرنامج العائلي “الصغار ضد الكبار” على عقد منافسات بين أطفال وفتيان من ذوي المهارات والمواهب المميزة ومنافسين كبار، على أن يراهن نجوم الفن والرياضة والثقافة المدعون للحضور على أحد المنافسين، ليكسبوا نقاطاً في حال ثبت توقعهم.
بدأ البرنامج بعرض لفيديو حول محمد ونشأته، ثم قام كاي بفلاومه بتقديم محمد المير واصفاً إياه بالعبقري الصغير والآلة الحاسبة الحية، والذي لا يمكن التكهن بما سيفعله. ورد محمد بإنه قد تعلم بضع كلمات من اللغة الألمانية خلال وجوده في البلاد، مضيفاً بالألمانية أنه “من الجميل أن أكون هنا مهما كانت النتيجة”. وأشار إلى أن مهارته هي هبة من الله قام بتتنميتها وتطويرها عبر التمرين، وأنه بدأ بالعمل على ذلك منذ 3 أعوام. ونوه إلى دور والديه ونهجهم في تدريبه على الحساب الذهني و دور مركز AC MAS الذي بدأ تدريبه فيه.
وعندما سئل محمد عن رأيه ببرلين، قال إنها مدينة جميلة، مشيراً إلى المتاحف التي تمتلكها. وسأل أحد الضيوف محمد فيما إذا كان يتبع طريقة العداد الصيني في الجمع، فأجاب محمد بالإيجاب، مبيناً أنه يتخيل استخدامها ذهنياً. وهذا ما يمكن ملاحظته على محمد في أثناء قيامه بالجمع خلال المسابقات حيث يستخدم مهارته الحركية اليدوية في عملية الحساب الذهني.
ذكر مقدم البرنامج إنهم لم يتمكنوا من إيجاد شخص واحد مناسب لينافس محمد، فقرروا تشكيل فريق منافس مكون من 4 أشخاص مختصين بالرياضيات، يقوم كل منهم بجمع 50 رقماً. وأشار المقدم إلى أن من يستطيع جمع الأرقام من الجانبين بشكل صحيح يفوز، وإن تمكن الطرفان من الحساب بشكل صحيح، فسيفوز الأسرع.
شارك في البرنامج المختصين بالرياضيات السويسري باسكال كاول الذي يعتبر من بين أفضل 40 ممارس للحساب الذهني في العالم، وأنطون شيلا البروفيسور في مجال الرياضيات التطبيقية بجامعة بايرويت الألمانية، ومعلمة الرياضيات يوليانه روكس التي فازت بجائزة أفضل معلمة في ألمانيا في العام 2013، ومختص رابع في الرياضيات.
وقد راهن بعض الحضور في البرنامج على الجانب الذين اعتقدوا بأنه سيفوز. وقد ذكر نجم ريال مدريد والمنتخب الألماني توني كروس، إنه لن يحتاج الكثير من التفكير ليقرر بأنه مع الفتى اللبناني، وكذلك اختاره شقيقه فيلكس كروس، الذي قال إنه لا يحب معلمي الرياضيات. كما وقع اختيار الحكم في برنامج للمسابقات الفنية يواخيم لامبي أيضاً على محمد، فيما اصطف الممثل والمغني توم بيك مع المختصين الأربعة في الرياضيات. وقد شاركت عائلة محمد في حضور المنافسة، وكانت قلوبهم معلقة بالأمل بفوز محمد، وظلت الأم طوال المنافسة في حالة شديدة من القلق والترقب.
بدأ محمد بحساب مجموعات الأرقام الأربعة المكون كل منها من 50 رقم من خانتين، بعد شارة البداية (وعددها جميعاً 200 رقم)، وما إن مرت فترة قصيرة حتى كتب على اللوح الرقم 9969 (دون الحاجة لإجابات إنتقالية للمجموعات الأربعة الفرعية). فقال المذيع مداعباً: لقد طال الأمر أكثر مما توقعته، والآن ينبغي أن يكون الرقم صحيحاً، وقد كان الجواب كذلك. وقد أنجز الطفل العملية الحسابية في دقيقة و26 ثانية و5 أجزاء من الثانية.
في المقابل، أعطيت الإشارة للمختصين لبدأ الحساب، وتوصلوا إلى أن مجموع الأرقام الكلي هو 9780. وبذلك، لم يتمكن فريق الخبراء من الحصول على النتيجة الصحيحة، واحتاجوا إلى دقيقتين و21 ثانية و7 أجزاء من الثانية لإكمال المهمة. وبذلك، فاز محمد المير على الخبر الأربعة بحساب 200 رقم من خانتين عشريتين بصورة صحيحة في دقيقة و 26 ثانية، بينما فشل الخبراء الأربعة في الوصول للجواب الصحيح وفي ضعف الوقت.
في نهاية المسابقة، منح البرنامج محمد وأسرته رحلة إلى ميونيخ، تشمل زيارة للمتحف الألماني للعلوم والتقنية. وقال محمد لـ”هافينغتون بوست عربي”، إنه استمتع برفقة عائلته بالإقامة لمدة 4 أيام في ميونيخ، وبزيارة المتحف. وبيَّن أن والديه رحبا بظهوره في البرنامج الترفيهي وغير التجاري، وأنها كانت تجربة جميلة، رافقته فيها أسرته بأكملها، لأول مرة.
تلك كانت المرة الأولى التي يشارك في محمد ببرنامج تلفزيوني بهذه الضخامة. ولم يتوقع محمد أنه سينافس الخبير العالمي في الحساب الذهني السويسري باسكال ويهزمه، الأمر الذي يحفزه على تطوير مهاراته.
نظام الحساب الذهني (يوسي ماس)
يقوم مفهوم نظام الحساب الذهني على استخدام العداد الصيني اليدوي The Abacus System of Mental Calculation لإجراء العمليات الحسابية ذهنياً دون الإستعانة بأية أدوات مثل العداد أو القلم أو الورقة، ويقتصر الأمر على كتابة الإجابات فقط (ويكيبيديا).
يوسي ماس هو مفهوم عالمي لنظام الحساب الذهني (UCMAS) Universal Concept of Mental Arithmetic System وهو مفهوم جديد لتنمية مهارات التعلم لدى الأطفال من سن 4 في صفوف الحضانة الأولى إلى 13 سنة للصف الدراسي الثامن. وبرنامج يوسي ماس هو تطوير لطريقة قديمة عرفت في الصين على يد زهوزوان Zhusuan Methodology باستخدام العداد أو الحاسب الصيني Abacus المعروف منذ زمن طويل.
العداد الصيني Abacus هو حاسب يمكن إستخدامه في عمليات الجمع والطرح والضرب وحساب الجذور التربيعية والتكعيبية. يستخدم الحاسب لتدريب الأطفال بهدف تنشيط وتنمية قدراتهم الذهنية من خلال تنمية وتحفيز العقل. ويتدرب الطفل في برنامج يوسي ماس على مراحل: تبدأ بطريقة استخدام العداد الصيني ثم ينتقل الطفل لتعلم طريقة الجمع والطرح باستخدام العداد، وفي مرحلة لاحقة يتعلم الطفل الضرب والقسمة بهدف إكتساب القدرة على التركيز والمهارات الحركية الدقيقة لإستخدام العداد.
يعمل هذا التدريب المتواصل على تحويل العمليات الحسابية إلى صور ذهنيه، تمكن الطفل من أداء العمليات الحسابية ذهنياً دون الحاجة لأي ادوات مساعدة مثل مثل العداد أو القلم أو الورقة أو الآلة الحاسبة. ولذلك، يبدأ استخدام الطفل للعداد في التراجع تدريجياً، ويأخذ الأطفال في التدريب المستمر على استخدام الإيدي بصورة متزايدة في حسابات الجمع والطرح والضرب والقسمة في عمليات حسابية بسيطة تحاكي ذهنياً (وليس مادياً وفعلياً) استخدام العداد. ثم ينتقل الأطفال للتدرب على حل عمليات حسابية أطول وأكثر تعقيداً، الأمر الذي يؤدي إلى تحسن دقة وسرعة أداءهم تدريجياً في الحساب الذهني بدون الحاجة لاستخدام أية ادوات مساعدة. وهذا يفسر الحركات اليدوية التي يقوم بها محمد المير وغيره من المتسابقين في أثناء المسابقات كما تلاحظ في الفيديوهات.
يمكن عند التدريب المناسب إجراء العمليات الحسابية بدقة وبسرعة كبيرة. ويمكن للأطفال المتدربين أن يكتسبوا المهارات الذهنية والحركية اللازمة أن يجمعوا ذهنياً صفوف عديدة يتكون كل منها من أكثر من 10 أرقام في 30-60 ثانية.
يهدف برنامج يوسي ماس لتحسين القدرات الذهنية والعقلية للطلاب وسرعة الإستجابة وقوة الذاكرة وجعلهم أكثر قدرة على التركيز. وقد تم تطوير البرنامج في ماليزيا في عام 1993 إستناداً للطريقة الصينية القديمة للإستخدام الذهني للعداد الصيني.
يوجد مركز مجموعة يوسي ماس التربوية في ماليزيا، ولها وكالات فرعية في أكثر من 50 دولة تقوم بتطبيق منهجية البرنامج. ويقدر أن أكثر من 5000 مركز تضم أكثر من مليون طالب يشاركون في البرنامج. وقد تم تطبيق البرنامج بشكل واسع في أسيا في الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلند وماليزيا واليابان والهند وفي لبنان والأردن والخليج العربي و الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا وفي إفريقيا في مصر وغيرها. وقد بدأت المسابقات العالمية للحساب الذهني منذ أكثر من 20 عاماً على المستوى الوطني والعالمي.
المصادر:
-
نتائج المسابقات 2014 – 2017 /http://www.juniormentalcalculators.com/competition
– * برنامج الصغار مقابل الكبار https://www.youtube.com/watch?v=T1jTDnp0HsM
– من هو الطفل اللبناني الأذكى في العالم؟ النهار، 18 \ 9 \ 2015
– * بطولة 2016 : Speed Flash Anzan Memoriad World Record – 2016. Bielefeld, Germany 2016
https://www.youtube.com/watch?v=Wlukzx-pG9k
– * فيديو على موقع BBC لمحمد المير
http://www.bbc.com/news/av/world-middle-east-42173036/the-teenage-maths-genius-from-lebanon
* فيديو لمقابلات مع محمد المير في لبنان https://www.youtube.com/watch?v=kjJ-W9mr_OI
-
Dr. Jan van Koningsveld: https://en.wikipedia.org/wiki/Jan_van_Koningsveld