فؤاد هوندا … فـنان الخط العربي بحس ياباني
فؤاد هوندا Fuad Kōichi Honda خطاط عربي من اليابان ورئيس جمعية الخط العربي في اليابان. وهو أستاذ في كلية العلاقات الدولية بجامعة دايتو بونكا.
ولد فؤاد هوندا في طوكيو عام ١٩٤٦، وتخرج من قسم اللغة العربية بجامعة طوكيو للغات الأجنبية. عمل بشركة باسيفيك للمسح الجوي عام ١٩٧٤ كمترجم ومنسِّق إداري لمشاريع المسح الجغرافي ورسم الخرائط في كل من السعودية واليمن وليبيا ولبنان. وخلال السنوات الخمس التي قضاها في العالم العربي تعلّم الخط العربي على أيدي خطاطين محليين.
مواضيع ذات صلة
الخط العربي| دُرًةَ الفن الإسلامي.. الذي ولد في العراق
الخط العربي [2] | الخطاط نور الدين مي غوانغ الذي يكتب الخط العربي بحروف صينية
الخط العربي [3]| الأميركي الأوروبي محمد زكريا سفير الفن الإسلامي في أميركا
الخط العربي [4]| الإيبيرية نورية غارسيا التي نقلت الخط العربي للعالمية
الخط العربي[5]| الأميركية إلينور هولند…نجمة ساطعة في الخط العربي واللاتيني
الخط العربي [6] | التركي حسن الجلبي.. رائد المدرسة التي نقلت الخط العربي إلى العالمية
الخط العربي [7]| نجيب نقاش وآخرون … حروفية عربية بأيدي غير عربية
كريم جعفر من المغرب| سفير الثقافة العربية في فرنسا
اللغة العربية في ميزان اللغات العالمية
عاد فؤاد هوندا إلى اليابان، وتفرغ للتدرب على الخط العربي بالتزامن مع تدريسه للغة العربية. وفاز بجائزة تشجيعية للمسابقة الدولية للخط العربي التي أقيمت في إسطانبول بالإضافة إلى العديد من الجوائز الدولية الأخرى. ومنح عام ٢٠٠٠ إجازة في الخط العربي من قبل الأستاذ حسن شيلبي التركي الذي تتلمذ على يده. وقد حصل على تقدير العالم العربي والإسلامي، وقد أوصله حبه لهذا الفن وشغفه إلى مصاف محافل الخط العربي وأوصل لوحاته لأن تعرض في المتحف البريطاني.
ومن أعمال فؤاد هوندا لوحة هرم المصلي Prayer Pyramid. وقد عرضت اللوحة في معرض وردة الصحراء الذي أقيم بمدينة كواساكي والتي يتوهج فيها هرم أزرق ذو هالة بيضاء تتضمن كتابات بالخط العربي. وتتضمن اللوحة آية من سورة الحجرات وهي قوله تعالى “ياأيُّها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
الخط العربي فن عريق تشكل ونضج على مر ١٠٠٠ عام حتى وصل إلى اليابان. وقد وجد فؤاد هوندا أن الخط العربي على خلاف التقاليد اليابانية، يعتمد في تصميمه غالباً على الشكل الدائري والبيضاوي، وأن قواعد الكتابة العربية أكثر مرونة وتسمح بالتمدد أو التقلص بحرية لخلق تلك الأشكال الهندسية (لأن الحروف متصلة في الكلمة العربية).
قال فؤاد هوندا؛ لقد وقعت في حب تلك الانحناءات، إن كتابة سطر جميل هو ما تعنيه الحياة، والإتقان في كل جزئية من الانحناءات الدقيقة إلى التفاوت في السمك وكثافة الحبر كأمر الحياة نفسها.
وفيما يلي مقابلة أجرتها بوابة اليابان مع الخطاط فؤاد هوندا والتي تعكس قصة شغفه وولعه بهذا الفن.
رحلة البحث عن الذات: الخطاط الياباني فؤاد هوندا
السؤال: ما سبب اختيارك لقسم اللغة العربية في الجامعة ؟
فؤاد هوندا: لطالما كنت مهتما باللغات ولم أكن أحب الرياضيات (ضاحكاً)، إلا أنني لم أكن أتصور يوماً أنني سوف أتعلم اللغة العربية. وصراحة لم يكن هناك سبب معين لإختياري هذا الإختصاص. وكان قسم اللغة العربية جديداً ولم تكن هناك مناهج متخصصة بتدريس اللغة العربية حيث كانت معظم الكتب باللغة الإنكليزية وكان الأساتذة صارمين ولم أكن أدرك معنى الأمور التي كنت أتعلمها. وبالإضافة إلى ذلك في السنة الثالثة من وجودي في الجامعة قامت ثورة طلابية فعمت الفوضى بالجامعة لذلك لم أحضر الكثير من المحاضرات. مضت سنوات الجامعة بسرعة البرق وتخرجت دون معرفة المستقبل. وهكذا مرت أربع سنوات على تخرجي دون أن أوفق بالحصول على وظيفة فعلية.
السؤال: هل شعرت بالإحباط في تلك الفترة؟
فؤاد هوندا: بالتأكيد، أصبت بإحباط كبير وتسببت بالقلق لأهلي، وخاصة والدي الذي وللأسف تشاجرت معه وتركت البيت لأسكن بمفردي حيث بدأت أعمل كموزع للجرائد. على الرغم من أنها كانت سنوات صعبة إلا أنها أعطتني الوقت لأتأمل في حياتي وساعدتني على معرفة نفسي وأعتقد أنه لولا وجود هذه الفترة لما كنت استطعت الوصول إلى ما أنا عليه الآن.
ولطالما أحسست بالذنب من تصرفي تجاه والدي، لذلك حاولت إرضاءه بالبحث عن وظيفة دائمة. وفي أحد الأيام تقدمت لوظيفة في شركة للمسامك البحرية وقبلت فيها إلا أنهم وبعد يوم من توظفي تفاجأت بقولهم لي: ”بعد أسبوع عليك الذهاب إلى لاغوس في أفريقيا لمدة ٥ سنوات!، فرفضت وقدمت إستقالتي بعد ثلاثة أيام. وبينما كنت أتخبط ببحر أفكاري في طريق العودة إلى المنزل قابلت بالصدفة أحد زملائي من الجامعة وقال لي أنه يعمل في شركة للمسح الجغرافي وأنهم كانوا يبحثون عن أشخاص للعمل كمترجمين للعربية في السعودية. فكانت تلك الصدفة منعطفاً كبيراً غيّر مسار حياتي.
سحر الطبيعة الخلابة والتعرف على الخط العربي
السؤال: كيف كان انطباعك عن السعودية بعد وصولك إليها؟
فؤاد هوندا: كما تعلم في عام ١٩٧٣ تم استثمار النفط في مشاريع التنمية المحلية، فكان رسم الخرائط أمراً جوهرياً في مثل هذه المشاريع لمعرفة تضاريس المنطقة. ولذلك تم تكليف الشركة اليابانية التي كنت أعمل بها لعمل مسح في المناطق النائية من البادية السعودية بغية رسم خرائط لها. وهكذا ذهبت إلى صحراء السعودية برفقة حوالي ٢٠ شخص من خبراء المسح والمترجمين وبالإضافة إلى السائقين والطهاة المحليين.
كانت التحريات الميدانية شاقة حيث لم يكن هناك أي طرق معبدة وكانت تضاريس المنطقة الصحراوية متشابهة في كل مكان. وكنا نحاول الإستعانة بالصور الجوية والبوصلة لمعرفة مكان تواجدنا إلا أننا كنا نتوه كثيراً وحتى أن المجال المغناطيسي للبوصلة قد اختل وبدأت تدور إبرتها دون توقف. وكنت أعاني كثيراً لأنه على الرغم من كوني مترجماً فكنت بحاجة ماسة لمترجم!!، وذلك لأنني خلال وجودي في الجامعة لم أكن أستخدم اللغة على الإطلاق. وكنت قد نسيت ُمعظم ما تعلمته بعد تخرجي، وبالإضافة إلى ذلك كان الجميع يتحدث بلهجات عامية صعبة. ولكن رغم المشاق التي مررت بها من صعوبة العيش في العراء والمسافات الطويلة التي قطعتها على الطرق الوعرة، فإنني أحببت هذه التجربة وسحرت بجمال الطبيعة الصحراوية. ولأن الصحراء يلفها صمت شديد، كنت أحس بألم في آذاني لشدة الصمت، وأصبحت حواسي الخمسة في الصحراء أكثر حدة، فتحسن بصري وسمعي وحتى إحساسي بالإتجاهات.
فالصحراء غنية بالألوان الخلابة، فوفقاً لأشعة الشمس يتبدل لون الصحراء، فعند الفجر ينتشر اللون الفضي شيئاً فشيئاً في عمق الصحراء ثم يصبح لونها أزرق صافياً كلون البحر. وعند بزوغ الشمس يصبح لونها أصفر لوهلة قبل أن تمتلئ ببياض ناصع لا يمكنك بسببه رؤية تضاريس المنطقة. وعند الغروب تُصبغ بلون أحمر وكأن الأرض تحترق لبضع دقائق قبل أن يحل الظلام الذي يمتد في الأفق مترصعاً بالنجوم.
عدت فترة الإجازة إلى اليابان ولكني كنت مصمماً على العودة إلى السعودية. وفي السنوات التالية كنت عازماً على تطوير لغتي العربية، فشرعت أكتب كل شيء كنت أسمعه من الناس وأرجع لأقارنه بالقاموس القديم الذي كان بحوزتي حتى أصبحت لدي مجموعة كبيرة من الدفاتر الخاصة باللغة العربية!.
السؤال: متى بدأ اهتمامك بالخط العربي؟
فؤاد هوندا: في أحد الأيام وبعد انتهائنا من مهمة رسم الخرائط وتحديد أسماء المناطق، عدنا بها إلى مركز المسح التابع لوزارة النفط في الرياض حيث تتم كتابة أسماء المناطق على الخارطة من قبل الخطاطين. ومن النظرة الأولى على تعرجات الخط العربي أبهرت بجمال ورونق هذا الخط، وطلبت من أحد الحرفيين الذي كان هو نفسه خطاطاً أن يعلمني. وأذكر أنني قضيت الليل تحت إضاءة الفانوس وأنا أتدرب على تقليد كتابة النماذج بالقصب الذي أعطاني إياه الحِرَفيّ. وعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أنني وجدت نفسي مستمتعا وغير قادر على التوقف عن الكتابة لدرجة أنني اشتريت كتباً لتعلم المزيد عن الخط العربي.
عراقة وأصالة في الخط العربي مبنية على التوازن
السؤال: ما هو الشيء الذي فتنك بالخط العربي؟
فؤاد هوندا: إن جميع الحروف متوازنة بشكل طبيعي ويكمن الجمال بتناسق الحروف بحيث تبدو كالنوتة الموسيقية، فأشعر وكأنني اسمع موسيقى عذبة تصدر من تناغم تلك الحروف. فهناك عراقة وأصالة في الخط العربي مبنية على التوازن.
إن للخط العربي تاريخ عريق وهو فن تم توارثه من قبل رواد الخط العربي خلال حوالي الألف عام. وهو فن يتطلب من ممارسيه دقة وتقنية عالية. وهو أيضاً فن نادر، وفي نفس الوقت هو فن عالمي، فجميع الخطاطين المحترفين قادرون على إنتاج خط جميل بغض النظر عن الجنسية. إن الخط العربي أقرب إلى الموسيقى، فالنوتات الموسيقية يبرز جمالها عندما يقوم أحد بتجميعها لصنع أنغام موسيقية.
يتم صنع مسودة للتصميم قبل الشروع إلى رسم اللوحة الأصلية. قد تستغرق في بعض الأحيان عملية إنتاج لوحة واحدة عدة شهور، ويتم إستخدام ورق أملس لتسهيل انزلاق القصبة لدى الكتابة، وتستخدم قصبات مختلفة الأحجام لتحديد سماكة الخط. وتستخدم النقاط لمعرفة طول وميل الخط اللازم لكل حرف.
السؤال: كم من الوقت تحتاج لتتقن الخط العربي وكيف استطعت الحصول على إجازة الخط العربي؟
فؤاد هوندا: قيل لي إني سأحتاج على الأقل عشرين سنة!! (ضاحكاً).
بعد ٤ سنوات من عملي في السعودية عدت إلى اليابان، وتفرغت للخط العربي. وحاولت دائماً أن أجد طريقة لجعل هذا الشغف مهنة، فبدأت بتقديم خدماتي بصنع اللافتات للشركات الكبرى، وبعض المناسبات الرسمية في السفارات العربية في اليابان. في البداية كانت الأمور جيدة إلا أنه في مطلع التسعينات، وبتقدم التكنولوجيا الحديثة، ظهرت الطابعات الإلكترونية القادرة على كتابة خطوط بنفس جودة الخطاط، لذلك مررت بأوقات عصيبة ولكن كنت مصراً على المتابعة.
وفي عام ١٩٨٨ تغيّرت مجرى الأمور، عندما دُعيت إلى مهرجان للخط العربي في بغداد حيث التقيت بالخطاط التركي الشهير حسن شيلبي. عندما أطلعته على بعض أعمالي قال لي إنها لم تكتب حسب قواعد الخط العربي وأنه أمامي أشواطاً طويلة لأقطعها.
صدمت لسماعي ذلك وأصررت عليه أن يعلمني فوافق. وكانت أول النصوص التي طلب مني التدرب عليها هي سورة الفاتحة. وظللت طوال تلك الفترة وأنا أتواصل معه بالبريد. ولكن كلما كنت أكتب إليه كانت ترجع الورقة وهي مصبوغة باللون الأحمر من كثرة الأخطاء ولكني لم أستسلم وعملت جهدي. وفي عام ١٩٩٨ أي بعد عشرة سنوات استطعت الحصول على رضى استاذي وحصلت بعدها على إجازة الخط العربي عام ٢٠٠٠.
السؤال: لقد أحدثت ثورة في عالم الخط العربي، فما الذي يميز أسلوبك عن بقية الخطاطين؟
فؤاد هوندا: معظم الخطاطين يزينون لوحاتهم بالزخارف النباتية والهندسية ولكني لم أكن أحب هذا الأسلوب. فالشرق أوسطيون ميالون لملء الفراغات بالزخارف، أما نحن اليابانيون فنحب استغلال المساحات باستخدام الحد الأدنى من الزينة، لذلك لم أقم برسم الزخارف واستعضت عنها بتصميم الخلفيات فوجدت أن هذه البساطة أبرزت جمال الحروف وجعلت اللوحة أكثر حيوية.
التمعن في معاني القرآن الكريم وربطها بمعنى الحياة
السؤال: كيف توفق بين التصميم والألوان والآيات القرآنية التي تخططها؟
فؤاد هوندا: عندما تقرأ القرآن باللغة العربية، تجد فيه الكثير من الكلمات ذات المعاني العميقة. ولذلك فإن فني هو وسيلة لإبراز معانى تلك الكلمات وأحاول على أساسها أن أجد الألوان والتصاميم الملائمة.
وكذلك أستوحي التصميم من الطبيعة في الشرق الأوسط والتي تختلف عن اليابان. فمنظر البرق في الصحراء مذهل للغاية. فعندما يلمع البرق في السماء ينذر بالخير، فهو ينذر بسقوط المطر بعده، إن مثل هذه الأشياء تجعلك تشعر بوجود الله عز وجل.
إن حياتي في الشرق الأوسط غيّرت نظرتي للعالم وجعلتني أعقد العزم لأنقل هذه النظرة وأعبرعنها من خلال فني وهذا ما يدفعني للعمل أكثر والاستمرار في الإنتاج.
إن السؤال الأبدي الذي يراودني ويشغل تفكيري عن ”سبب وجودي على الأرض وغايتي في هذه الحياة“ هو ما يدفعني للعمل باستمرار للإجابة عن هذه الأسئلة. وهو أمر كنت قد فكرت فيه بالعشرينات من عمري ولكني لم أستطع الإجابة عنه والآن قد حظيت بهذه الفرصة لأعبر عنه من خلال الخط العربي. ولدي الكثير من الأفكار التي أريد إبرازها وتوصيلها للعالم وسأعمل على ذلك طالما بقيت حياً.
السؤال: هل تلاحظ تزايدا في أعداد المهتمين بالخط العربي؟
فؤاد هوندا: يمكن القول إن لدى اليابانيين حس ذواق بالخطوط وذلك نظراً لاستخدامنا ”الكانجي“ (النوع الثالث والمعقد للحروف اليابانية) ووجود فن الخط الياباني. لذلك فإن اليابانيين يقدّرون ويفهمون مدى جمال وروعة الخط العربي. ستستغرب من أعداد الناس الذين انخرطوا في عالم الخط العربي، ووقعوا في حبه على الرغم من أنه بلد لا يفهم سكانه الكلمات العربية. وهكذا فقد أصبح الخط العربي يشكل جسراً يصل المهتمين من اليابان بالإسلام والشرق الأوسط. (انتهت المقابلة)
وقد ذكرت يومي أبو زيد المشاركة في معرض وردة الصحراء الذي أقيم بمدينة كواساكي أنها إحدى طالبات هوندا، وقد شرعت بالتدرب على يديه منذ عام ٢٠٠٤. وأشارت إلى أن فهمها لجمال الخط العربي غير نظرتها تماماً للغة العربية. وأشار السيد كوئيتشي ياماأوكا المدير الإداري لجمعية الخط العربي في اليابان إلى أنه هناك ما يقرب من ٣٠٠ طالب للخط العربي وأن ٩٠ ٪ من الطلاب من الإناث. وهناك ١٦ صفا لتعليم الخط العربي في طوكيو وأوساكا. وذكرت السيدة كوباياشي مايومي الممارسة للخط العربي منذ ١٧ عاماً أن بداية معرفتها بالخط العربي في جامع بمصر فسحرت بجماله. ووجدت لدى عودتها لليابان أعمال هوندا، فبدأت بتعلم الخط العربي. وتذكر السيدة مايومي إن للخط العربي طريقة تصميم خاصة، وهذا باعتقادها هو سر سحر الخط العربي، وهو فن يمكن لجميع محبي الفنون تذوقه والتمتع به.
• المصدر الرئيسي: بوابة اليابان: بالتعاون مع جمعية الخط العربي في اليابان
http://www.nippon.com/ar/people/e00028
• قد يهمك أن تطلع على موضوع: خلق جمال التناغم.. خطاط الخط العربي الصيني تشن كون
http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2009n/0912/p10.htm