أديب البلوشي من دولة الإمارات
تقيم أسرة سليمان البلوشي، والد أديب البلوشي في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أظهرت التقارير الطبية، فى أثناء الفحوصات العادية في الشهر الخامس من حمل زوجته الأول، أن الجنين لأنثى وأن هناك إصابة فيروسية قد تصيب الجنين بتشوهات خلقية.
كانت نصيحة جهات طبية عديدة أن يتم إجهاض الجنين لإن احتمال ولادة الطفلة بشكل سليم تصل إلى 30 % فقط.
غير أن والده المصاب بشلل الأطفال منذ ولادته ووالدته رفضوا إجهاض الحمل، رغم صدمتهم الكبيرة ورغم نصائح كثيرين بأفضلية الإجهاض، وتحذيراتهم من صعوبة تربية طفلة مشوهة بهذه النسبة العالية.
تذكر الأب سليمان أن والداه توليا رعايته عند إصابته بشلل الأطفال في صغره، وأن رعايتهما الناجحة له كانت سببًا فى تميزه ونجاحه.
سافر الوالدان إلى ألمانيا وكانت الأم عندها حامل بالشهر الخامس، وأخبرها طبيب متقدم في العمر أن الطفل سليم وهو ذكر ولا يعاني من أي إعاقة.
ترقب الوالدان موعد الولادة متوكلين على الله، وأعدوا غرفة مجهزة بأدوات وأجهزة طبية خاصة للعناية بالطفلة.
وفي موعد الولاده، جاء الطفل ذكراً في موعده وبإرادة الله سليماً معافى، وأظهر الطفل أديب البلوشى نبوغاً مبكراً.
هيأَ الوالدين أسباب التعلم والمعرفة من خلال الألعاب للطفل أديب البلوشي. وعندما بلغ الرابعة، كان يستطيع أن يستخدم الحاسوب ويتصفح الإنترنت. وعند الخامسة من عمره ، كان يستطيع البحث على الإنترنت للحصول على إجابات على أسئلته الكثيرة.
عاش والدا أديب البلوشي في منزل صغير ومتواضع، وكان الأب يقترض من البنوك دائماً ويكتب في استمارة القرض من البنك أن الغرض هو “الإستثمار في عياله”.
أدخل سليمان والد أديب البلوشي ولده لمدرسة روضة حكومية، وجاءه بخادمة تتحدث الإنكليزية، بهدف مساعدته على تعلم الإنكليزية.
كان أديب البلوشي يتحدث الإنكليزية بطلاقة وهو في الصف الأول الإبتدائي، وعندما وصل للصف الثاني وأظهر نبوغاً واضحاً، نقله والده لمدرسة خاصة لتهتم به.
رحلةأديب البلوشي في عالم الاستكشاف
ذهب أديب البلوشي ووالده سليمان ذات يوم في رحلة إلى شاطىء البحر وهو ابن الخامسة.
نزل الطفل إلى البحر وبقي والده على الشاطىء! لاحظ الطفل أن والده لا يتمكن من النزول معه إلى البحر لأنه يرتدى جهازًا بساقه لا يسمح له بالنزول إلى الماء. عندها، وعد الطفل أديب والده أنه سيفعل لساقه ما يمكنه من النزول إلى الماء.
كانت تلك الشرارة التي حفزت الطفل أديب على دخول عالم الإختراع. وقد فعل ذلك عندما كان في السادسة من عمره كما تذكر قناة CNN التي اختارته كواحد من ثمانية من نوابغ أطفال المستقبل في عالم الطب في العالم.
أوفى الطفل أديب البلوشي بوعده، وطور ساقاً إصطناعية لا تتأثر بالماء.
أديب يحمل الساق الصناعية أديب وشقيقته في جامعة مانشستر
يقول الطفل أديب البلوشي الذي بلغ الثالثة عشر في عام 2018، لقد بدأت التفكير والبحث بعمل شيء للساق الإصطناعية لوالدي لمساعدته على الخوض والسباحة في الماء، وظننت بعد بحث أنني توصلت لتصور لما يجب أن تكون عليه الساق.
أردت أن يشبه ذلك الشيء الساق التي يستخدمها، ولكنه مقاوم للماء واخف وزناً من الحديد المستخدم في ساقه الصناعية.
ذهبت مع والدي لزيارة أخصائى فى صناعة الأطراف الصناعية، وعرضت عليه فكرتي عن الشيء الذي أريده لساق والدي. وقد تفاعل الإخصائي مع فكرتي ومع تساؤلاتي، مما سمح في تطبيق الفكرة التي توصلت إليها بالبحث بمساعدة الإخصائي.
وقد تم تطوير ساق صناعية مغلفة بطبقة من الشمع الطبي مقاومة للماء وخفيفة الوزن بمساعدة تقنية مميزة من الإخصائي.
تلك كانت بداية الطريق. وواصلت بعد ذلك تطوير أفكار أخرى ومنها؛
- تصميم كرسي خاص مقاوم للماء للمصابين بشلل الأطفال يتصل عبر الأقمار الصناعية بالشرطة والمنزل،
- تصميم عصا لفاقدي البصر تصدر نغمات خاصة تساعدهم خلال المشي،
- حزام أمان يقيس نبض المسافرين وينذر الشرطة أو أسرة السائق في حالة توقف قلبه أو تزايد ضرباته.
- روبوت لمساعدة ربات البيوت في تنظيف الأماكن الصغيرة.
رعت دولة الإمارات موهبة الطفل أديب. وعملت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة على إيفاده لحضور مؤتمرات علمية أكاديمية ومراكز بحث والمشاركة في مركز الفضاء والصواريخ الأميركي في ألاباما.
وقد نظمت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدّمة في دبي في عام 2014 للطفل أديب البلوشي للقيم بجولة تعليمية شملت حضور مؤتمر الكربون الأخضر في بروكسل ومؤتمر علمي في مدينة لافال الفرنسية حول المُحاكاة الروبوتية للإنسان، ومؤتمر حول التجهيزات الطبية في مدينة ميونخ الألمانية، ومؤتمر حول الإبداع والابتكار في مدينة نيويورك، والمؤتمر الدولي الخامس حول الإبداع المنهجي في ولاية كاليفورنيا، وورشة علمية في وكالة الفضاء الأميركية ناسا وورشة عمل تدريبية حول فنون الإبداع ومقوماته في مدينة فلورنسا الإيطالية والمؤتمر الدولي حول تأثيرات الإشعاع الكربوني على البيئة في جامعة كوين في بلفاست والمؤتمر الدولي للعلوم والمعلومات والمؤتمر العلمي العالمي الثالث حول “التحولات في جسم الإنسان” في مدينة إكسفورد في لندن.
عينت منظمة إيما للسلام أديب البلوشي سفيراً دولياً للتعليم والسلام على مستوى العالم. وتعمل منظمة إيما في مجال التعليم والموسيقى بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومع منظمة نوبل للسلام.
حصل أديب البلوشي على عدة ميداليات وجوائز في الابتكار والمنافسات العلمية كان أهمها تكريمه ضمن أوائل الإمارات.
تم إطلاق “مركز أديب البلوشي لمحاكاة الأجيال” بدعم واستضافة من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
الشقيقة دانا البلوشي
لم تفارق دانة شقيقة أديب أخيها منذ الصغر ولازمته بكل خطواته واستلهمت من نبوغه الكثير، إلى أن اختارت دانة الخوض في علوم الفضاء.
دانة اليوم هي أول وأصغر طفلة إماراتية تدرس هندسة علوم الفضاء في جامعة الفضاء بهيوستن.
تخضع دانة لتدريبات خاصة صارمة كرائدة فضاء يصعب على الكثير من نظراءها إجتيازها. أوفدت الدولة الشقيقين أديب ودانة في رحلة علمية إلى جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
التحق أديب (13 عاماً) ودانة البلوشي (11 عاماً) كأول طفلين إماراتيين بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بعد أن خضعا لبرنامج مخصص للأطفال النوابغ للالتحاق المبكر بالجامعة.
أديب ودانة هما أول طفلين من المنطقة يلتحقان بالبرنامج الذي يعتنى بالأطفال المتفوقين وتقوم الجامعة باختبارهم سنوياً، ويخضعون الذين يجتازون الإختبارات لبرنامج علمي ونفسي وتدريبي مميز وصارم في الوقت نفسه، ومتابعة أكاديمية دقيقة.
يقبل البرنامج الأطفال المتميزين للانتساب في هذا البرنامج من عمر 11 سنة حتى 15 سنة، ويتخرّجون في عمر 17 سنة بشهادة جامعية، متجاوزين المراحل التعليمية المتوسطة والثانوية، ويتابع معظمهم برامج دراسات عليا.
المصادر
• اختيار شبكة CNN لثماني أطفال من المواهب الشابة في مجال الطب
• أول طفلين من الإمارات يلتحقان بجامعة أميركية
https://www.youtube.com/watch?v=nVG9LcMIfgM
- تقرير قناة ABC اﻷمريكية عن الطفل أديب البلوشي