سكان العالم العربي 2021 | ملامح من ديمغرافيا بلاد العرب

سكان العالم العربي 2021 : مفاهيم في الديمغرافيا

يشير معدل الزيادة الطبيعية إلى الفرق بين معدل المواليد الخام ومعدل الوفيات الخام للسكان في بلد معين وفي سنة أو فترة معينة. ويمثل معدل المواليد الخام إجمالي عدد المواليد الأحياء لكل 1000 من السكان، ويمثل معدل الوفيات الخام إجمالي الوفيات لكل 1000 من السكان في سنة أو فترة معينة.

ويختلف النمو السكاني عن معدل الزيادة الطبيعية بأنه يأخذ في الإعتبار صافي الهجرة من وإلى الدولة. ويُحسب صافي الهجرة بالفرق بين عدد المهاجرين إلى \ومن الدولة في سنة أو فترة معينة لكل 1000 نسمة.

و يساوي معدل النمو (التغير) السكاني معدل الزيادة الطبيعية، إضافة لصافي الهجرة (±) . فإذا كان معدل المواليد الخام لبلد ما 26.7 ومعدل الوفيات الخام 6.8، وصافي الهجرة 3.3  لكل 1000 نسمة فإن:

معدل الزيادة الطبيعية = (معدل المواليد الخام – معدل الوفيات الخام) / 10

معدل الزيادة الطبيعية = 26.7 – 6.8 \ 10  = 1.9%  (1.9 لكل 100)

معدل النمو السكاني =  (معدل المواليد الخام – معدل الوفيات الخام) + صافي الهجرة / 10

معدل النمو السكاني = 26.7 – 6.8 + 3.3  \ 10  = 2.32%  (2.32 لكل 100)

فإذا بلغ متوسط ​​معدل المواليد الخام العالمي وفقًا للإحصاءات العالمية في عام 2016، 18.5\1000، ومتوسط ​​معدل الوفيات الخام 7.8 لكل 1000 شخص سنوياً . فإن متوسط ​​المعدل العالمي للزيادة الطبيعية في عام 2016 هو 1.07 ٪.

ومن المؤشرات المستخدمة في علم السكان معدل الخصوبة (الكلي)، والذي يقيس متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في فترة حياتها الإنجابية كاملة.  ويتم حسابه بقسمة عدد المواليد خلال سنة معينة على عدد النساء بين 15 و 44 عاما  (وأحياناً 15 – 49 عاماً) في نفس السنة وضربه في 1000.

ومعدل الاستبدال هو عدد الأطفال الذين سيتعين على الزوجين إنجابهم على مدار سنوات الإنجاب من أجل استبدال أنفسهم ويساوي 2.1 طفل لكل زوجين وفق الأمم المتحدة، على افتراض أن يعيش الأطفال حتى نهاية سنوات الإنجاب لديهم.

ويكون نمو السكان موجباً عندما يكون معدل الخصوبة الإجمالي أعلى من معدل الاستبدال (2.1 طفل)، ويكون سالباً إذا كان معدل الخصوبة الإجمالي أقل من معدل الاستبدال. وتلعب معدلات الهجرة (من أو إلى الدولة) دوراً في النمو السكاني في دول مثل كندا والولايات المتحدة والدول التي تستقبل المهاجرين في أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.


مواضيع ذات صلة

التقرير الدوري للاقتصاد العالمي 2022 | توقعات الإقتصاديات العالمية والعربية حتى عام 2036

السكان في بلاد العرب | اتجاهات النمو السكاني عالمياً وعربياً حتى عام 2100  (2) 

سكان الوطن العربي في عام 2019 … أداة وهدف التنمية  (1)


التحول السكاني: اتجاه سكان العالم إلى الإنخفاض

يشهد العالم المتقدم انخفاضاً في معدلات الخصوبة (المواليد). وقد وضعت دراسة نُشرت في مجلة لانسيت العالمية سيناريوهين لعدد السكان في  195 دولة  للفترة 2017 إلى 2100  في ضوء معدلات الخصوبة والوفيات (وحرية الهجرة)  وفق وتيرة التغيير في التحصيل العلمي ومدى توفر موانع الحمل، أن عدد سكان العالم سيبلغ ذروته عند 9.7 مليار حوالي في عام 2064، ثم يتحول معظم العالم إلى انخفاض طبيعي في عدد السكان بحيث سينخفض سكان العالم ​​إلى 8.8 مليار في نهاية القرن 2100.   

وسوف يتراجع عدد سكان عشرات الدول حتى نهاية هذا القرن، وينخفض ​​عدد سكان 23 دولة، مثل اليابان وايطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والبرتغال وتايلاند، إلى نصف ما هو عليه الآن بحلول عام 2100. وسيصبح نجاح الاقتصاديات في جميع أنحاء العالم معتمداً بشكل متزايد على المهاجرين والحدود المفتوحة.

وقد شهدت الصين تراجعاً كبيرا في الخصوبة، حيث يشير  آخر إحصاء سكاني صدر في مايو  2021،  إلى أن عدد المواليد انخفض بنسبة الثلث بين عامي 2016 و 2020، وانخفضت القوة العاملة 40 مليوناً بين عامي 2010 و 2020. كما شهدت اليابان وكوريا الجنوبية انخفاضاً في عدد المواليد، وكان عدد الولادات في كوريا في عام 2020، أقل من عدد الوفيات. ويترتب على هذه التطورات انقلاب الهيكل العمري بحيث تزيد نسبة كبار السن عن صغار السن، الأمر الذي يرفع من نسبة الإعالة، ويؤثر بشكل كبير على حجم القوة العاملة، وبالتالي، خفض عائدات الضرائب واشتراكات الضمانات الإجتماعية والصحية. 

ويقدر أن الصين ستفقد قرابة 400 ألف نسمة كل عام،  وأن الانخفاض في عدد سكان الصين الذي كان متوقعًا في عام 2050، قد يبدأ الآن، في وقت أبكر بحلول عام 2030. ويقدر أن الصين قد تفقد ما بين 600 و 700 مليون شخص من سكانها (قُرابة نصف إجمالي سكان الصين 2021) بحلول عام 2100 .   

وقد دفعت هذه التطورات  الحكومة الصينية في عامي 2016 و 2021 للسماح للآباء في الصين بإنجاب ما يصل إلى ثلاثة أطفال، والتخلي عن سياسة الطفل الواحد لعام 1980.  

ولا يقتصر التراجع في معدل الخصوبة على الصين، فقد تراجع المعدل في الولايات المتحدة بين عامي 2007 و 2020 من 2.12 إلى 1.6، أي بنسبة 23%كما تراجع معدل الخصوبة في الهند الى  2.1 طفل وهو معدل الإحلال، وفي إندونيسيا الى 2.0 والبرازيل 1.8 وبنغلاديش 1.7 وروسيا 1.6 واليابان 1.3، وهذه النسب أقل من معدل الإستبدال 2.1%.

وقد بلغ معدل الخصوبة العالمي 2.4 طفل في عام 2019 ، وكان هذا المعدل  4.7 طفل في عام 1950. ويُتوقع أن تنخفض الخصوبة العالمية إلى 2.2  في عام 2050، وهو ما يقارب معدل الاستبدال (2.1 طفل). ويؤشر هذا الإنخفاض على قرب استقرار حجم السكان في العالم بعد هذا التاريخ، وربما بدء الإنخفاض فيه في عقود لاحقة حيث ستتساوى معه في عام  2070 ويتوقع أن تنخفض الخصوبة العالمية إلى 1.9 طفل في عام 2100.

ولا تزال هناك دول تسجل معدلات خصوبة (مواليد) عالية، مثل نيجيريا 5.3 وباكستان 3.5، ولكن هذه المعدلات أقل مما كانت عليه عام 1960 (6.4 في نيجيريا و 6.6 في باكستان).  ويتوقع أن يتضاعف عدد سكان إفريقيا جنوب الصحراء ثلاث مرات في الثمانين عامًا القادمة. كما يتوقع أن تحتل  المراكز الخمسة الأولى في عدد السكان في العالم في عام 2100 الهند  1.09 مليار ونيجيريا 791 مليون والصين 732 مليون والولايات المتحدة 336 مليون وباكستان 248 مليون.

وكان أعلى معدل للخصوبة في عام 2021 في دول إفريقيا مثل النيجر 6.9 ومالي والكونغو 5.7 طفل وجاءت أقل المعدلات في سنغافورة وهونج كونج 1.1 طفل و كوريا الجنوبية طفل واحد. وكان أعلى معدل للخصوبة في أوروبا في فرنسا 1.9 طفل  وإيرلندا والسويد 1.8 طفل وأقل المعدلات في إسبانيا وإيطاليا 1.3 طفل، وبلغ معدل للخصوبة في الولايات المتحدة واستراليا 1.7 طفل، وهذه المعدلات أقل من معدل الأستبدال 2.1، ولذلك ينخفض معدل الزيادة الطبيعية في هذه الدول.  

ورغم أن  اتجاه سكان العالم إلى الإنخفاض له انعكاسات إيجابية على البيئة والمناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون و الضغط على النظم الغذائية، لكن الإرتدادات الاقتصادية ستكون كبيرة على الدول المتقدم،  فبينما كان هناك في الستينيات، ستة أشخاص في سن العمل لكل متقاعد، فإن النسبة في عام 2021 هي ثلاثة إلى واحد،  وستكون اثنان إلى واحد بحلول عام 2035. وسيتفوق عدد كبار السن على الشباب ، مع توقع 2.4 مليار شخص فوق سن 65 عامًا بحلول عام 2100 ، مقارنة بـ 1.7 مليار شخص دون سن العشرين. وسينخفض عدد السكان في سن العمل في الصين من 950 مليونًا في عام 2017 إلى حوالي 360 مليونًا بحلول عام 2100 (37%)، بينما سينخفض عدد سكان الهند في سن العمل من 762 مليونًا إلى حوالي 580 مليونًا.

ومع أن إدارة الإقتصاديات ستكون أسهل واكثر جاذبية مع عدد أقل من السكان،  لكن عدد أصغر للسكان، وفئات عمرية أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، يعني عدداً أقل من المشترين, وتحميل عبىء الإعالة والرعاية الصحية لعدد اقل من الناس وانخفاض الضرائب وعائدات التقاعد لانخفاض حجم القوة العاملة، وبالتالي، صعوبة أكبر في توفير الرواتب التقاعدية.   

سكان العالم العربي في عام 2021 : تطور عدد السكان ومعدلات النمو السكان

يتزايد عدد السكان والنمو السكاني في العالم العربي من 77 مليون نسمة في عام 1950 إلى  445  مليون نسمة في عام 2021 (جدول 1)، وهو ما يمثل 5.7% من إجمالي سكان العالم في الأول من تموز يوليو 2021 وهو 7.875 بليون نسمة  مقارنة مع 3% من سكان العالم في عام 1950 وهو 2.552 بليون نسمة  .   

تمثل مصر والسودان والجزائر والعراق أكثر من نصف سكان العالم العربي (53%)، حيث شهدت استيطاناً مكثفاً حول أحواض انهار كبيرة منذ فجر التاريخ (باستثناء الجزائر).  وإذا أضفنا إليها المغرب والسعودية واليمن، فإنها تشكل قرابة ثلاثة أرباع سكان العالم العربي (76%).   

وتشكل قطر والبحرين وجيبوتي وجزر الُقمر  أقل الدول العربية في عدد السكان (6.44 مليون نسمة)، وتمثل 1.47%  من السكان العرب. وتمثل بقية الدول العربية اقل من 23% من  السكان العرب. 

بلغت نسبة النمو السكاني العامة للعالم العربي 2.51% خلال الفترة 1950–  2021 باستخدام معدل النمو السنوي المركب. و كان معدل نسبة النمو السكاني السنوية  2.55% خلال الفترة 1950-1975 و 2.75% خلال الفترة 1975-2000، غير أن تحولاً كبيراً قد طرأ على نسبة الزيادة السكانية بعد العام 2000، حيث انخفض المعدل إلى 2.18% خلال الفترة 2000- 2019، وهو ما يتمشى مع الإنخفاض العالمي في معدلات النمو السكاني،  وبلغت نسبة النمو السكاني 1.93% بين عامي 2020 و 2021.  

ولا زال معدل الخصوبة في عام 2019 مرتفعاً في الدول العربية الكثيفة السكان (جدول 1)، مما رفع  من معدل الخصوبة في العالم العربي إلى  3.2 طفل . وتراوح معدل الخصوبة في الدول العربية بين  6 اطفال في الصومال و1.4 طفل في دولة الإمارات. وزاد معدل الخصوبة عن 4 أطفال في السودان وموريتانيا والسودان وجزر القُمر ، و تراوح بين  3-3.9 طفل في اليمن ومصر و العراق والجزائر  وهي  بعيدة عن المعدل العالمي للإستبدال 2.1 %.. و تراوح معدل الخصوبة بين 2.3 و 1.4 طفل في دول مجلس التعاون (باستثناء عُمان : 2.8 طفل) وفي تونس ولبنان وليبيا ، وهي تُقارب المعدل العالمي للإستبدال أو تقل عنه (دول مجلس التعاون باستثناء السعودية : 2.3 طفل)، بينما كان المعدل 2.1-2.9 طفل في بقية الدول.

وتؤشر مقارنة دراسة أجرتها الإسكوا بين معدلات النمو السكاني العربي بين الفترة 1980-2015 (الأولى) والفترة 2015-2050 (الثانية) الى تغيرات سكانية في الدول العربية. وعلى سبيل المثال، بينما كان متوسط نسبة نمو سكان قطر والإمارات أكبر من %6 في الفترة الأولى، فإن متوسط نسبة النمو  في الفترة الثانية سيكون ​​أقل من %1. ويعود هذا التحول السكاني إلى انخفاض في معدلات الخصوبة، وارتفاع متوسطات سن الزواج وزيادة التحصيل العلمي بين النساء والحد من تدفق العمالة الخارجية.  ومن الدول التي رجحت دراسة الإسكوا أن تحقق نسبة نمو بمعدل يتجاوز 2%، الصومال، العراق وفلسطين. وفي المقابل هناك دول ستشهد متوسط ​​معدلات نمو سنوية تقارب أو تقل عن 1% تشمل جيبوتي ودول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، ودول المشرق. وسيعاني لبنان من نمو سكاني سلبي في الـعقود القادمة.

ويرجع اتجاه معدل النمو السكاني إلى الإنخفاض، كما هو في بقية العالم، إلى ارتفاع مستويات التعليم العامة للذكور والإناث، و التوعية الصحية العامة،  ودخول المرأة إلى سوق العمل، وتوفر وسائل تنظيم الحمل والأعباء الإقتصادية المتزايدة على الأسر التي تدفع لتأخير سن الزواج وخفض معدلات الإنجاب .

ومن شأن  دينامية التنمية وتطور خدمات التعليم والتوسع الحضري أن يؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة، وبالتالي انخفاض معدلات النمو السكاني  بشكل معتدل، وارتفاع نسبة السكان في سن العمل. وتنعكس هذه التطورات في تحقيق العائد الديموغرافي Demographic Dividend نتيجة انخفاض معدل الإعالة وزيادة الإدخار وتوفير الموارد للاستثمار في التنمية الاقتصادية وازدياد متوسط دخول الأفراد ورفاهية الأُسر .

غير أنه يتعين ملاحظة أن أدبيات علم السكان، ومن بينها نتائج دراسة جرت في عام  2017  وشملت معظم دول العالم واعتمدت على بيانات تاريخية تمتد إلى 200 عام (1820-2010) تشير إلى أن “النمو السكاني المنخفض في البلدان ذات الدخل المرتفع”  أو “النمو السكاني المرتفع في البلدان المنخفضة الدخل” يؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي الكلي والنمو في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي  وخلق مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة.

سكان العالم العربي 2021 : اتجاهات سكان العالم العربي حتى نهاية القرن

تشير نتائج دراسة جامعة ولاية واشنطون المنشورة في مجلة لانسيت  أن عدد السكان العرب سيرتفع من 427 مليون نسمة في عام 2017 إلى 749 مليون نسمة في عام 2100 وبنسبة نمو 0.68 وفق السيناريو المرجعي (وهو اكبر من عدد السكان المتوقع للصين)،  وسيرتفع إلى 520 مليون نسمة في عام 2100 وبنسبة نمو 0.24 وفق السيناريو البديل،  مقابل نسبة النمو السكاني العامة للعالم العربي 2.51% خلال الفترة 1950–   2021 (جدول 1).

ويستند السيناريو المرجعي والسيناريو البديل (الأسرع) لأعداد السكان على وتيرة التغيير في التحصيل العلمي ومدى توفر موانع الحمل بين عامي 2017 و 2100، وبالتالي، تطور معدلات الخصوبة والوفيات، فضلاً عن مدى حرية الهجرة.

ووفق نتائج دراسة جامعة ولاية واشنطون، سينخفض عدد سكان أربعة دول عربية وفق السيناريو المرجعي في عام 2100 (مقارنة مع عام 2017) وهي الإمارات بنسبة 65% وقطر بنسبة 15%  والمغرب بنسبة 8% والسعودية بنسبة 4%. و سينخفض عدد سكان سوريا لعوامل تشمل تبعات الحرب الأهلية بأكثر من 25%. وسيكون الإنخفاض أكبر وفق السيناريو البديل في حالة النجاح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لتعليم للإناث وتوفر وسائل منع الحمل والأهداف الأخرى. 

وسيرتفع عدد السكان  لأكثر من الضعف في دول عربية تشمل الصومال والعراق وموريتانيا ومصر. وسيرتفع عدد السكان بنسب تقارب الضعف في الأردن وليبيا وسلطنة عمان والسودان والجزائر وفلسطين، في حين سيرتفع عدد السكان بنسب تقارب 50% في البحرين وليبيا واليمن (جدول 2).  ولكن عدد سكان الصومال سينخفض بشدة وفق السيناريو البديل في حالة النجاح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا الدولة،  وبالتالي، سرعة وتيرة التغيير في التحصيل العلمي ومدى توفر موانع الحمل، كما ينخفض عدد سكان لبنان والكويت وجيبوتي وجزر القًمر.

وسيكون من شان انخفاض أعداد السكان (عند  معدلات أكبر  قليلاً من معدل الإستبدال 1. 2 طفل) إحداث آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية إيجابية في العديد من دول العالم العربي.  ومن بين هذه التاثيرات، ارتفاع نسبة السكان في سن العمل وانخفاض معدل الاعالة. وهذه يتطلب رفع سوية التعليم العالي لملائمة مخرجات التعليم ومدخلات سوق العمل ورفع الكفاءة الإنتاجية للعاملين واتباع سياسات هجرة مرنة بين الدول العربية لتوفير العمالة لدول العجز السكاني.

ويسهم انخفاض معدل المواليد ومعدل الخصوبة بتحقيق مستويات معيشية أفضل، ويمكن لعدد أقل من الأطفال من الحصول على حصة أكبر من الرعاية الصحية وخدمات التعليم.  وسيساهم انخفاض أعداد السكان في الحفاظ على الأراضي الغابية وحمايتها من التوسع الحضري والزراعي، وتقليل الضغط على نظام التزويد الغذائي، وبالتالي على الموارد المائية التي تعد من اكبر تحديات العالم العربي.

توزيع السكان العرب بين أقاليم العالم العربي

تتفاوت كثافة السكان ( عدد السكان لكل كم2) بشدة في الدول العربية بين 4 أفراد في ليبيا وموريتانيا إلى 2145 نسمة في البحرين.  وتقل كثافة السكان عن 25 فرد في السعودية وعُمان والجزائر والسودان والصومال.

وتتراوح كثافة السكان بين 42-100 فرد في جيبوتي واليمن وتونس والمغرب والعراق ومصر، وبين 113-457 فرد في الأردن والإمارات والكويت وقطر وجزر القُمر. و تبلغ كثافة السكان في لبنان 656 فرد، وفي فلسطين 801  نسمة لكل كم2  .

ويتوزع سكان الوطن العربي في عام 2021 البالغ 445 مليون نسمة على اثنين وعشرين دولة في أربعة أقاليم كما يبين جدول 2؛  وهي إقليمي المغرب العربي والوسط في قارة إفريقيا وإقليمي المشرق العربي والجزيرة العربية في قارة آسيا: 

  • إقليم المغرب العربي في القارة الإفريقية ويضم ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا وبلغ عدد سكان الإقليم 105.6 مليون في عام 2021  مُقارنة مع 24 مليون في عام 1950 . وقد ارتفع عدد السكان بمعدل 2.11% باستخدام معدل النمو السنوي المركب خلال الفترة 1950 – 2021. ويشكل هذا الإقليم ربع سكان الوطن العربي (24%)، وهي أقل من النسبة التي كان يمثلها هذا الإقليم في عام 1950 وهي 31%. .
  • إقليم الوسط في القارة الإفريقية ويضم مصر، والسودان، والصومال، وجزر القمر وجيبوتي. وبلغ عدد سكان الإقليم 167.4 مليون نسمة في عام 2021 ، مُقارنة مع 32  مليون نسمة في عام 1950. وقد ارتفع عدد السكان بمعدل 2.36% خلال الفترة 1950 – 2021. ويشكل هذا الإقليم أكثر من ثلث سكان الوطن العربي (38%)، وهي أقل من النسبة التي كان يمثلها هذا الإقليم عام 1950 وهي 42%. 

وتمثل مصر وحدها في عام 2021 حوالي ربع سكان الوطن العربي (23.7%).  وبذلك يمثل سكان الجناح الإفريقي من العالم العربي حوالي ثلثي السكان العرب (62%).

  • إقليم المشرق العربي في القارة الأسيوية ويضم العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين. وبلغ عدد سكان الإقليم 81.7 مليون في عام 2021 ، بينما كان 11 مليون نسمة في عام 1950. وقد ارتفع عدد السكان بمعدل 2.86% خلال الفترة 1950 – 2021. ويشكل هذا الإقليم حوالي خمس سكان الوطن العربي (18%)، وهي أعلى من النسبة التي كان يمثلها هذا الإقليم عام 1950 وهي 14% .
  • إقليم الجزيرة العربية في القارة الأسيوية ويضم دول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وعمان وقطر والبحرين والكويت واليمن. وبلغ عدد سكان الإقليم 90.1 مليون في عام 2021 بينما بلغ 10 مليون في عام 1950. وقد ارتفع عدد السكان بمعدل 3.14% خلال هذه الفترة 1950 – 2021 وهي النسبة الأعلى بين الدول العربية، نتيجة زيادة معدلات الهجرة لدول الخليج (باستثناء اليمن وعُمان).

ويشكل هذا الإقليم خمس سكان الوطن العربي (20%). وهي أعلى من النسبة التي كان يمثلها هذا الإقليم عام 1950 وهي 13% .

وبذلك يضم الجناح الإفريقي من العالم العربي 273 مليون نسمة ويشكل حوالي ثلثي السكان العرب (62%).

بينما تضم القارة الآسيوية  171.8 مليون نسمة وهو ما يمثل 38% من سكان الوطن العربي في منتصف عام 2021.

المصادر

https://worldpopulationreview.com/countries

https://www.prb.org/glossary/

https://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.TFRT.IN

https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(20)30677-2/fulltext

https://www.weforum.org/agenda/2020/07/researchers-say-earth-is-headed-for-jaw-dropping-population-decline

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *