متاحف عربية | المتحف العربي الأمريكي القومي؛ جامعة ثقافية عربية في الولايات المتحدة

افتتاح المتحف العربي 2005

المتحف العربي الأمريكي القومي : السياق العام

بدأ المهاجرون العرب في الوصول إلى الولايات المتحدة في بداية القرن التاسع عشر،  واصبحت الهجرة بأعداد كبيرة في ثمانينيات القرن . وقد كان لمهاجرين وأحفادهم الذين جاؤوا من جميع أرجاء الوطن العربي، الذين كان لديهم جذور وتقاليد ثقافية ودينية مختلفة، مساهمات في مجالات  عديدة من الحياة، وتأثير ثقافي واسع بين مجموعات المهاجرين، وتركوا بصماتهم على المجتمع الأمريكي في الولايات المتحدة ، الذي تسوده تاريخياً التعددية الثقافية.

وقد جاء افتتاح المتحف العربي الأمريكي القومي (AANM) Arab American National Museum  (المتحف العربي فيما بعد)  في عام 2005  في ديربورن في ولاية ميشيغان،  لرواية قصة الأمريكيين العرب وتأثيرهم في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتسجيل التجربة العربية الأمريكية من أوائل المهاجرين وحتى يومنا هذا .  وقد أصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً إلى متحف ثقافي عربي أمريكي في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث واجه كثير من الأمريكيين العرب تحيزًا واضطهادًا شديدًا من مواطنيهم الذين لم يفهموا ثقافتهم وحملوهم وِزر الأعمال الإرهابية لعصابات إجرامية.

توزيع العرب الأميركيين وفق الأصول والولاية

وتضم ولاية ميتشغان ثاني أعلى تجمع سكاني للعرب الأمريكيين (بعد ولاية كاليفورنيا)، وتًشكل اكثر من 10% من بين 2.1 مليون مواطن من أصل عربي يعيشون في الولايات المتحدة، وتقدرهم مؤسسة العرب الأمريكيين ب 6. 3 مليون نسمة.  ومن أهم الولايات التي يقيم فيها الإميركيين العرب كاليفورنيا وميشيغان ونيويورك  وتكساس وفلوريدا.  و في عام 2017 ، شكل الأميركيون العرب من أصول لبنانية 25% من الأميركيين العرب، ومن سوريا والعراق 19% ومن مصر 12% ومن فلسطين التاريخية والأردن 10% ومن الصومال والسودان 9%. وتوزع بقية العرب الأميركيين على بقية الدول العربية ومن أهمها المغرب واليمن.  

يُعد المتحف العربي الأمريكي القومي المتحف الأول والوحيد في العالم المُخصص لعرض تاريخ العرب في أمريكا، وجاء تأسيسه من رؤية عميقة تقوم على فكرة أنه متحف مجتمعي عن الناس وتلبية احتياجات المجتمع و ليس متحفًا عن الأشياء أو مكان لحفظ القطع الأثرية ؛ متحف يُعبر عن آراء العرب الأمريكيين للجمهور العام، ويصور الحياة الواقعية والتجارب الحقيقية ويركز على البعد الثقافي للعرب في المهجر .   

والمتحف العربي الأمريكي القومي مكرس للتاريخ والثقافة، ويقوم بالتوثيق والحفظ وتعريف الجمهور بتاريخ وحياة وثقافة العرب الأمريكيين،  ويعمل كمصدر لتعزيز المعرفة والفهم حول دور وإسهامات الأمريكيين العرب في الولايات المتحدة.  ويهدف المتحف إلى تبديد المفاهيم الخاطئة عن العرب الأمريكيين والأقليات الأخرى، وخاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 في نيويورك.  وقد زار المتحف 57 الف زائر في عام  2016 وعام 2015.

 المتحف العربي الأمريكي القومي (AANM) هو مؤسسة وطنية تابعة لـلمركز  العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية  ACCESS .  ويُنظم المتحف المعارض الأصلية والفنون المتطورة وعروض الأفلام والبرامج التعليمية وورش عمل عملية ديربورن في ميشيغان وفي المدن الكبرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويوثق بشكل مستمر تاريخ وتجارب العرب الأمريكيين. ويوفر المتحف فرصًا تعليمية للأطفال والطلاب من جميع الأعمار لتوسيع معرفتهم وتقديرهم للتاريخ والثقافة العربية الأمريكية.

والمتحف العربي الأمريكي القومي هو واحد من أربعة هيئات في ميتشيغان تابعة لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن العاصمة ، وهو معتمد من قبل التحالف الأمريكي للمتاحف. والمتحف هو عضو مؤسس في CultureSource الجماعية للفنون في منطقة ديترويت بالإضافة إلى شبكة الهجرة والحقوق المدنية التابعة للتحالف الدولي لمواقع الضمير وتحالف ميشيغان من أجل الوصول الثقافي، وعضو في شبكة الأداء الوطنية، ويلتزم بمبادىء الشفافية في بياناته ومعلوماته المنشوره وتقاريره السنوية .

المتحف العربي الأمريكي القومي : الشراكة مع مؤسسة سميشونيان

يقيم المتحف شراكة مع مؤسسة سميشونيان Smithsonian Institution ، والتي تضم مجموعة كبيرة من المتاحف،  وتسلط الضوء على الخبرات المشتركة للمهاجرين والجماعات العرقية، تقديرًا منها لقيمة التنوع الثقافي في الولايات المتحدة.  ومع أن المتحف العربي يحكي قصة الأمريكيين العرب، ولكنه في الواقع يحكي قصة جميع الأمريكيين؛ كيف جاء الناس من جميع أنحاء العالم إلى أميركا للحصول على فرصة لبناء حياة أفضل لأنفسهم.

ومؤسسة سميثسونيان هي أكبر تجمع متحفي في العالم  Smithsonian Affiliations ، ومجمع تعليمي وبحثي مخصص للتثقيف ولزيادة المعرفة ونشرها.  وتُقيم المؤسسة شراكات طويلة الأمد مع المتاحف والمؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة لإتاحة مجموعاتها ومواردها على نطاق واسع.

وتضم شبكة شراكات مؤسسة سميثسونيان أكثر من 200 مؤسسة لتبادل الخبرات والتجارب وتوسيع الآفاق و الاستفادة من فرص التطوير المهني ومن المشاريع الممولة بالمنح الخاصة. وتبني المؤسسة شبكات تعاونية لحشد الموارد من هلال تسهيل تبادل وإعارة القطع الأثرية ذات القيمة الثقافية العالية وتبادل الكوادر العاملة الملهمة بين المؤسسات، والمشاركة في برامج تعليمية مبتكرة وواسعة عبر الإنترنت،  وتنظيم المتاحف المتنقلة  للوصول إلى ملايين الزوار وخلق تأثير  جَمعي أكبر عليهم.

توفر الشراكات في إطار مؤسسة سميثسونيان  منح لبرامج زيارة الشباب لمتاحف العلوم، ومحاضرات عامة لعلماء المؤسسة، وإثراء الحياة من خلال توسيع حدود المؤسسة خارج واشنطن العاصمة،  وجعل مجموعات وأبحاث وموارد المتاحف في متناول المجتمعات على نطاق واسع في جميع أنحاء أمريكا .

 إدارة المتحف العربي الأمريكي القومي

مديرة المتحف عنان العامري 05-2013 أمام الخريطة التفاعلية

عملت عنان العامري كمديرة تنفيذية للمتحف العربي عقب تأسيسه (05 – 2013)،  وبدأت عملها من الصفر وبدون مقتنيات.  ونجحت العامري بخبرتها ومثابرتها وعلاقاتها الواسعة في تحقيق المتحف للكثير من الإنجازات التي تحقق رسالة وأهداف المتحف.  وفي ضوء سجلها المهني اللامع، منحها المركز العربي جائزة شخصية العام وأفضل العرب الأمريكيين لعام 2020 بعد أن تقاعدت في عام 2013.

تعلمت العامري وكادر المتحف عن طريق التجربة والخطأ ومن الإستفادة القصوى من تجارب المتاحف المماثلة.  وقد تعاونت العامري مع مؤسسات عامة ومتحفية لرفع سوية إدارة المتحف ، ولقيت دعماً كبيراً من  المتحف الياباني الأمريكي الوطني ومؤسسة هنري فورد  في ديربورن ومتحف تاريخ الأميركيون الأفارقة في ديترويت.

وعملت العامري على أن يصبح المتحف المصدر الرائد في مجال الدراسات العربية الأمريكية المتنامي ، وعلى أن يسهم في تبديد الصور النمطية السلبية عن العرب وأن يكون مصدر فخر للأمريكيين العرب في كل مكان.

نال المتحف تحت إدارالعامري، على العديد من الجوائز، مثل جائزة لجنة الرئيس للبرنامج الوطني للفنون والإنسانيات للشباب لعام 2008 . ونالت أميري جوائز شخصية شملت سيدة “ميشيغان لعام 2005” من ديترويت نيوز، وجائزة سيدة وين من جامعتها الأم جامعة واين ستيت ؛ و “سيدة الأعمال العربية الأمريكية للعام 2011″ من مجلس سيدات الأعمال العربيات الأميركيات ، ولها عدة كتب، ومنها  “الأمريكيون العرب في ديترويت: تاريخ مصور” ، ورائحة الياسمين.

ولدت  العامري في فلسطين ، وهي إبنة السياسي والأديب والتربوي محمد أديب العامري. ونشأت في دمشق و عمان وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من الجامعة الأردنية و الماجستير من جامعة القاهرة والدكتوراه من جامعة واين ستيت. شكلت وأدارت جمعية المعونة الفلسطينية الأمريكية في واشنطن العاصمة ، وكانت باحثة زائرة في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد.

تسلم إدارة المتحف بعد تقاعد العامري  ديفون أكمون   خلال الفترة  2013-2018 وهو نصف لبناني، وتبعته في عام 2019 ، ديانا أبو علي  كمديرة للمتحف  العربي الأمريكي القومي، والتي عملت سابقاً في المرحلة التحضيرية لإقامة المتحف الفلسطيني في بير زيت وفي مؤسسة الملك حسين في عمان.

المركز العربي الأميركي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية 

رئيس مركز الجالية العربية الأميركية يصافح الرئيس كلينتون

تاسس المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية Arab Community Center for Economic and Social Services   (ACCESS : المركز العربي فيما بعد) في عام  1971 .

حصل المركز على دعم أولي في بداية تأسيسه من رابطة خريجي الجامعات العربية الأمريكية (AAUG) ، التي تبرعت بإيجار الأشهر الأولى لمقر المركز.  وفي عام 1973 ، تم شراء مبنى في ديربون من قبل الجمعية اليمنية الخيرية ، والتي تيرعت به للمركز ، ليكون مقراً لها، حيث لا تزال المكاتب الإدارية مقيمة حتى اليوم.

والمركز العربي  هو منظمة خدمات بشرية غير ربحية تعمل في مجال تنمية المجتمع العربي الأمريكي لتمكينهم من حياة أكثر إنتاجية وانفتاحاً وإرضاءً. ويستهدف المركز  تعزيز فهم أكبر للثقافة العربية في الولايات المتحدة .

يقدم المركز مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والفنية والتوظيفية والقانونية للشباب،  للسكان العرب الأمريكيين المتنوعين في ولاية ميشيغان.

يدعم المركز نشاطات التعليم والتنمية الشخصية ، مثل التحضير الأكاديمي والتدريب على التطوير المهني والمهارات الأساسية والمكتبية و تطبيقات الحاسوب ومحو الأمية، وخدمات البائعين (مع رسوم) ودورات في اللغات الإنجليزية و العربية ، الإسبانية، وخدمات التعليم التكميلية  لطلاب المدارس ونشاطات رياضية.

يدعم المركز ريادة الأعمال والتدريب في مجال العمل والتوظيف،  ويوفر مرافق خدمية وإنترنت للباحثين عن عمل وينظم ورش عمل ومعارض للتوظيف تجمع أصحاب العمل والباحثين عن عمل.  وتشمل خدمات المركز إقامة الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة وتقديم الدعم في معاملات العرب مع هذه الجهات الرسمية، مثل الإشتراك في الضمان الاجتماعي والأنظمة الصحية وترجمة الوثائق ومساعدات قانونية.

ويُساعد المركز العائلات ذات الدخل المنخفض، و المهاجرين الوافدين حديثًا، على التكيف مع الحياة في أمريكا. ومن ضمن هذه المساعدات برنامج خدمات الطوارئ للمساعدة في الإيجار او الرهن العقاري والمساعدة الغذائية الطارئة ومساعدة كبار السن وخدمات الحصول على التأشيرات  وتنظيم فصول تعليمية للمواطنة ، للتحضير لاختبار الجنسية الأمريكية ومراسم منح الجنسية.

ويعمل المركز مع الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأمريكية ( NNAAC) على تبني سياسة الهجرة والحقوق المدنية والحريات المدنية والمشاركة المدنية وزيادة التمويل والدعم للخدمات الإنسانية ودعم برنامج التطوير التنظيمي واستدامة ونمو المنظمات المجتمعية العربية الأمريكية.  ويوفر المؤتمر السنوي منتدى تلتقي فيه المنظمات الأعضاء في الشبكة الوطنية لمناقشة القضايا التي تواجه المجتمعات المحلية.

ويعمل المركز على دعم فريق هيئة الموارد العربية الأمريكية؛ في برنامج خدمة وطنية ممول اتحاديًا يلتزم فيه الأفراد بخدمة عام واحد في مجتمعاتهم وتسليط الضوء على هذا الالتزام. و تشجيع الأعمال الخيرية من خلال مركز العمل الخيري العربي الأمريكي (CAAP).  

وقد استحدث المركز العربي  في عام 1986 قسماً للفنون الثقافية لتعريف الجمهور العام بالعرب الأمريكيين ، ولتقديم برامج ثقافية للأمريكيين العرب لتعزيز الهوية العربية الجامعة والترفيه عن العرب الأمريكيين باعتبار أن الفنون جزء لا يتجزأ من رفاهية الفرد .  وقدكان قسم الفنون الثقافية نواة تأسيس المتحف العربي الأمريكي القومي في عام 2005.

افتتاح المتحف العربي 2005

افتتاح المتحف العربي الأمريكي القومي

افتتح المتحف العربي الأمريكي القومي في مايو أيار من عام 2005  في ديربورن في ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية. وشارك في الإقتتاح عمرو موسي، أمين عام الجامعة العربية وسفراء عرب لدى الولايات المتحدة وأعضاء في الكونغرس الأمريكي عن ولاية ميتشغان ونائب حاكم الولاية ورؤساء بلديتي مدينة ديترويت ومدينة ديربورن ورؤساء المنظمات والجمعيات العربية – الأمريكية وكبار المسؤولين في الشركات والبنوك الأمريكية المساهمة في انجاز مشروع المتحف.

وشمل العرض الافتتاحي للمتحف في عام 2005  فنون بصرية ، واشرف على تنفيذه أستاذة تاريخ الفنون سلوى مقدادي، وعدد من الفنانين العرب الأميريكيين ومن العالم العربي . 

شارك في افتتاح المتحف ؛ الفنانة ومخرجة الأفلام الفلسطينية  إميلي جاسر ، والفلسطيني المولود في المنصورة في مصر  جون  حلقة  ، والمغربي عبد العالي درويش والعراقيان  أثير شعيوتا  و ريم القاضي، و اللبنانيون هيلين زغيب ، و سمية سماحة ، ودوريس بيطار و مريم غاني لأم لبنانية ، واب أفغاني.

مبنى ومقتنيات المتحف العربي الأمريكي القومي

أقيم  المتحف العربي باستخدام عناصر العمارة العربية التقليدية، و تبلغ مساحة مبنى المتحف  3577 م2، ويتكون من ثلاثة  طوابق؛  طابق تحت الأرض وطابق أرضي وطابق العلوي.  ويعد المبنى تُحفة معمارية بحد ذاتها بقبته الشاهقة التي تميز المبنى وصالات العرض الفسيحة والأعمال الفنية الزخرفية.

صالة الفناء الداخلي ؛ اسهامات العرب في الماضي

يمر زائر المتحف عند دخوله المبنى على مكتبة ومحل لبيع الهدايا ومركز معلومات يضم كتبًا للعرب الأمريكيون. وينتقل الزوار مباشرة إلى فناء داخلي مزخرف ببلاط السيراميك المغربي وجداريات فسيفساء ويمثل منطقة الإستقبال، وتتوسطه  نافورة بأرضية وهيكلية مزخرفة ببلاط السيراميك الفسيفسائي وتعلو الفناء قبة شاهقة مزخرفة ومزينة بالخط العربي.  ويصطف على جدران الفناء واجهات عرض دائمة لإسهامات العرب في الماضي.

قبة المتحف التي تعلو الفناء الداخلي

وتتدفق الشمس إلى ردهة المبنى من خلال نوافذ القبة العالية، مما يسلط الضوء على بلاط السيراميك والفسيفاء والواجهات الخشبية في جميع أنحاء الفناء الداخلي والنافورة التي تتوسطه.

يضم الطابق الأرضي قاعة تضم أكثر من 150 مقعدًا إضافة للمكتبة ومركز المعلومات والمتجر وفصول دراسية ومرافق الاجتماعات، وتتوزع في الفناء الداخلي عشرات الوحدات الصوتية وشاشات العرض.  

إسهامات العرب في الماضي

ويضم الطابق الأول قاعتين للعروض المؤقتة للفنون المعاصرة تضم مقتنيات من جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم العربي، وتجري في الفناء عروض الأداء المختلفة .

ويعرض الطابق الأول في الفناء الداخلي مساهمات العالم العربي في الماضي. وتضم جدران الفناء واجهات عرض لابتكارات علماء من العالم العربي في مجالات العمارة والفلك والعلوم والطب والقانون والدين والموسيقى  والفنون مع بطاقات تعريفية بأسماء هؤلاء العلماء ودراسات علمية حول مدى إضافتهم للمعرفة البشرية.

وهناك خريطة تفاعلية لشمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا تسلط الضوء على دول العالم العربي, وتفصل الخريطة بين الفناء الداخلي في الطابق الأول والطابق الثاني وهوالمعرض الأساسي المصمم بطريقة حديثة ويتكون من ثلاثة معارض:

تطور الهجرة العربية إلى أميركا

1.  معرض الهجرة العربية إلى أمريكا ، ويوثق ويعرض لحالات تاريخ من الهجرة من العالم العربي، بداية منذ عام 1528عندما تم جلب بعض العرب من شمال إفريقيا إلى أميركا كعبيد.  ويعرض موقع المتحف قصص عن تجربة الأمريكيين العرب لعملية الهجرة الذين قدموا إلى الولايات المتحدة من جميع الدول العربية وقد تركت العديد من القصص صدى ومصدر إلهام لجميع المهاجرين إلى الولايات المتحدة.

ويعرض المتحف وثائق وأعمال لأمريكيين عرب تتصل بعملية الهجرة، وتسجيلات فيديو أو صوتية لقصص عرب أمريكيين.  ويمتلك المتحف واحدًا من أكبر أرشيفات الوثائق التاريخية العربية الأمريكية والتاريخ الشفوي ومجموعة من المقتنيات القديمة ترمز إلى بلدان المهاجرين العرب الأمريكيين وأخرى ترمز للحياة الجديدة في أمريكا.

وقد  جاء ما يقدر بنحو 20 مليون مهاجر من جميع أنحاء العالم إلى أمريكا خلال الفترة 1880-1924، وكان من بينهم  0.2  مليون مهاجر عربي نهاية الفترة. كان معظم المهاجرين من ما يُعرف اليوم بسوريا ولبنان والأردن وفلسطين. وجاءت أعداد أقل من من اليمن والعراق والمغرب ومصر.

أعمال تجارية للمهاجرين الرواد

وقد أدى التدهور الاقتصادي خلال الحرب العالمية الأولى إلى صدور قوانين تقيد أعداد المهاجرين خلال الفترة 1925-1965، ولذلك حدث انخفاض حاد في وصول المهاجرين العرب. ومع ذلك ، كان هناك قصص لمهاجرين من فلسطين بعد عام 1948 ومن اليمن.

اتحاد العرب الأميريكيين من رام الله في عام 1959

تصاعدت الهجرة في الفترة الثالثة (1966-1990)، بعد إقرار قانون للهجرة والجنسية في عام 1965. وهاجر حوالي 400 ألف عربي إلى أميركا ، وكان منهم الكثير من اللبنانيين، نتيجة الحرب الأهلية، وغادر الفلسطينيون مخيمات اللاجئين في لبنان وغيرها، وكذلك كان هناك مهاجرين من جميع أنحاء العالم العربي.  وكان كثير من المهاجرين العرب في هذه الفترة العديد من الطلبة ومن أصحاب المهن العالية، و كان لديهم إحساس أقوى بهوية عربية جامعة.

وزادت الهجرة العربية من تنوع المجتمع العربي الأمريكي ابتداءً من التسعينيات من العراق والصومال والسودان ومصر والمغرب والأردن في ضوء الصعوبات الاقتصادية والبطالة وانخفاض فرص التقدم في الحياة.

حياة العرب في أميركا

2 .  معرض  الحياة العربية الأمريكية ، ويعكس مستويات الحياة المختلفة للعرب الأمريكيين في فترات زمنية مختلفة ، ويتضمن موضوعات مثل الحياة الأسرية والدين والنشاط والمشاركة السياسية وبناء المؤسسات والعمل والترفيه.

وقد جاء العرب الأمريكيون كغيرهم من المهاجرين بحثًا عن حياة أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم، كانوا في الغالب مسيحيين، وعملوا بداية  كأصحاب بقالات وبائعين متجولين وعمال يدويين، بينما كان المهاجرون اللاحقون متنوعون دينيًا من جميع الطواءف والمذاهب وأكثر تأهيلاً مثل الأطباء والمهندسين.

يعيش العرب في أميركا في مناطق ريفية وحضرية، وهم من جميع طبقات المجتمع. ولد بعضهم لأبوين أو أجداد مولودين في أمريكا ويعرفون القليل عن العربية ؛ وهاجر البعض حديثًا ولا يتحدثون الإنجليزية إلا قليلاً.  وشارك بعضهم في اعمال تطوعية لجمع الأموال للمساعدات الإنسانية خلال الحرب العالمية الأولى واحتجاجاً على الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الدول العربية، وشارك بعضهم في دعم القضايا البيئية وحقوق المرأة والمساواة العرقية.

ولريادة الأعمال تاريخ طويل في المجتمع العربي الأمريكي. من متاجر البضائع ، ومحلات الملابس، والمقاهي في شوارع نيويورك في تسعينيات القرن التاسع عشر ، إلى المطاعم ومحلات البقالة والشركات الكبرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.  وهناك العديد من العلامات التجارية الشهيرة يديرها العرب الأمريكيون ومنها على سبيل الأمثلة؛  Haggar, Philz Coffee, Kinko’sBioSilk hair products,  Joy Ice Cream Cones .

وأنشأ العرب الأمريكيون الآف المطاعم والمخابز ومحلات البقالة ووضعوا كتب الطبخ واقاموا مهرجانات الطعام العربية على مر الزمن، وانتشرت في انحاء أميركا الاطعمة الشعبية مثل الحمص والفلافل والخبز العربي.

اعلام من العرب الأميركيين

3 . معرض إسهامات الأمريكيون العرب ، والذي يحتفي بدور واسهامات (مشاهير) العرب الأمريكيين البارزين في مجالات مثل العلوم والطب والهندسة والأكاديميا والترفيه والفنون الإبداعية والسياسة على مر الزمن. وتضم اسهامات  الأمريكيين البارزين قائمة طويلة من المشاهير  مثل رالف نادر و إدوارد سعيد و هيلين توماس  وفاروق الباز و هيلين زغيب و رشيدة طليب ، ويضم المتحف مقتنيات تعبر عن نجاحاتهم.

المتحف العربي الأمريكي القومي : المعارض الأساسية

تعرض  المجموعات الفنية الرئيسية في صالة عرض في الطابق الأرضي على يسار الفناء الداخلي الأرضي.   وتضم مقتنيات المتحف معروضات دائمة تضم اللوحات والرسومات والمنحوتات والصور والفنون التركيبية، والتي يتنامى عددها، الأمر الذي يؤدي إلى استمرار هذا التنوع.  

وتعود القطع الفنية المعروضة إلى فنانين عرب راسخين ، من جميع الأوساط الفنية للارتقاء بعملهم ومشاركته مع جماهيرنا الإقليمية والوطنية.  ومن الفنانين الممثلين في هذه المجموعة إميلي جاسر، و جولين جبرا جونسون، و سما الشيبي، و ماري توما، و هاني زعرب، و هيلين زغيب  و جون حلقة ،  وسامية حلبي ، و كمال بلاطة ،  ودوريس بيطار، و سمية سماحة ، و عفاف زريق ، وليلى كبة كواش ، و أثير شعيوتا، و وافر شعيوتا وعدنان شرارة.

وتهدف هذه العروض الفنية  إلى بناء المجتمع من خلال إظهار التنوع الثقافي العربي لجمهور الزوار للتعريف بجوانب الثقافة العربية.  

وتجري هذه العروض في المتحف العربي بشكل متناوب لمجموعة القطع الفنية الأساسية.  وتضم هذه القطع جميع أنواع الوسائط ، مثل الرسم والنحت والتركيب والصور والتي تُعد باستخدام أنواع مختلفة من المواد، وتُغطي مجموعة واسعة من الموضوعات.

وينظم المتحف العربي الأمريكي القومي معارض  متنقلة  في مؤسسات تعليمية وثقافية ، حيث يأخذ قصصاً عربية أمريكية ويقدمها للجمهور العام في القصة في سياق وطني ومكان رئيسي.  وكان من ضمن هذه المعارض ” المعارضة الإبداعية: فنون انتفاضات العالم العربي ، ” وركز على الإنتاج الإبداعي من العالم العربي خلال فترة الربيع العربي. وجري تنفيذ حوالي ثلث برامج المتحف العربي من المعارض المتنقلة في خارج ولاية ميشيغان في العديد من المدن والتي تضم عددًا كبيرًا من السكان العرب الأمريكيين مثل نيويورك، وواشنطون ، وهيوستن وفي جنوب كاليفورنيا .

من معروضات المتحف الأساسية

وهناك عروض مؤقتة لفنانين عرب راسخين وناشئين ومعارض خاصة لبرامج منوعة للفنانين ، وأخرى لنشطاء وعلماء ومؤسسات خيرية ومنظمات،  إلى جانب قاعة محاضرات وفصول دراسية. 

وقد كان هناك معرض للفن السعودي المعاصر في المتحف العربي في عام 2017 بأعمال فنية في مجموعة واسعة من الوسائط  (اللوحات والرسومات والخط والتصوير …) شارك فيه سبعة عشر فنانًا.  ومن بين المشاركات لوحات المحراب لهند المنصور ولوحة جمع فيها عجلان الغارم “رسائل الحجاج إلى الله” التي يدسونها في ثنايا صخور جبل الرحمة (عرفات) في لوحة عُرضت في المتحف العربي.  وقام الفنان عبد الرحمن النغيمشي برسم لوحة خط عربي امام الزوار  مباشرة.

وتعرض التقارير السنوية  ومنها التقرير السنوي للعام 19-2020 النشاطات الشهرية للمتحف.

 وهناك مهرجان تجمع موسيقي JAM3A ، افتراضي ومجاني، وعروض تتضمن برامج تروج للموسيقى العالمية  يضم تشكيلة من الموسيقيين  من عرب اميركيون وفي الشتات. وهناك نشاطات لتعليم مجموعات الرقصات العربية التقليدية.

وينظم المتحف جولات في منطقة التسوق العربية الأمريكية في ديربورن والسوق الشرقي في ديترويت لزيارة المخابز المملوكة للعرب ، والمقاهي ، وأسواق المنتجات ، والمطاعم ، وموردي الطعام الآخرين.   كما ينظم جولات تعريفية لمهارات إعدادالمأكولات والمشروبات.

 وقد قام المتحف العربي بتنظيم معرض “ليتل سوريا ، نيويورك: حياة وإرث مجتمع المهاجرين” في متحف الهجرة في جزيرة إليس في عام 2016. و قد ركز المعرض على أول حي رئيسي للأمريكيين العرب في البلاد ، والذي يقع في مانهاتن السفلى في نيويورك من أواخر القرن التاسع عشر حتى الخمسينيات، عندما تم تهجير سكان الحي لبناء نفق بروكلين باتري ولاحقًا مركز التجارة العالمي. يوثق هذا المعرض تاريخ الحي ومؤسساته الدينية والثقافية وصحفه ، وهو تذكير بأن قصة الهجرة العربية الأمريكية هي مجرد جزء صغير من قصة الهجرة الأمريكية. وقد زار معرض ليتل سوريا اكثر من 300 الف زائر وكان الأعلى زيارة على الإطلاق بين نشاطات المتحف.

ويوفر المتحف خدمة حجز تجربة جولة افتراضية للمجموعات والمؤسسات.  

توسعة المتحف العربي الأمريكي القومي

جرى توسعة المتحف في  عام 2015 بعد عشر سنوات من تأسيس المتحف بملحق إضافي بمساحة 437  م2. وهذه التوسعة متعددة الأغراض وهي ديناميكية جدًا من حيث استخداماتها، وبهدف أن تشكل مركزاً ثقافياً لتعزيز المشاركة المتزايدة للمتحف مع المجتمع.

تشمل التوسعة مساحة لتجمع للفنانين داخل المجتمع وغيرهم،  لإنشاء وبناء علاقات في بيئة وِدية، وتنفيذ مشاريع تعاونية وشراكات مستمرة بين المتحف العربي  والمؤسسات الثقافية المحلية والوطنية.  وكان الهدف من التوسعة  توفير مساحات للمنظمات المجتمعية للتجمع أو الاجتماعات والإحتفاء بالمناسبات،  مقابل رسوم رمزية ، وأحيانًا بالمجان ، وتوفير الخدمات والموارد للمجتمع، وتمكينهم من استخدام موارد المتحف للارتقاء بأنفسهم وتحسين سويتهم.

وتضم التوسعة نظام صوتي / مرئي يضم أحدث معدات الصوت والصورة،  وقاعات لإقامة الحفلات للتخرج  أو  أعياد ميلاد الأطفال أو المسرحيات التي ينتجها المجتمع ، وحفلات موسيقية و مناقشات المائدة المستديرة ، ورش العمل ، والتدريبات والدورات التدريبية ،والمؤتمرات  وخلوات الموظفين ودروس اللغة.

من نشاطات المتحف العربي الأاميركي القومي

نشاطات المتحف العربي الأمريكي القومي

تشمل النشاطات الرئيسية للمتحف العربي ما يلي :-

المبادرة

تمثل المبادرة MOVE أول تجمع قومي من نوعه يوفر مساحة للفنانين والنشطاء والباحثين وأصحاب الأعمال الخيرية والمنظمات وآخرين من المجتمع العربي الأمريكي للتواصل والتعلم وتبادل الأفكار.  

وقد عملت مبادرة عام 2017  (MOVE 2017 )، التي قام بها المركز العربي (ACCESS) ومؤسساته الثلاثة؛  المتحف العربي الأمريكي القومي، والشبكة الوطنية (NNAAC) ومركز العمل الخيري العربي الأمريكي (CAAP)، على حشد المشاركين  وتنظيمهم والتعبير عن آرائهم وتمكينهم من استكشاف القضايا العامة، وإجراء مناقشات جادة حول طيف واسع من القضايا الملحة التي تؤثر على الأمريكيين العرب.

وتضم المبادرة تجمع الديوان، وهو منتدى الفنون.  ويوفر المنتدى بيئة منفتحة للحوار المفتوح والتجمعات المجتمعية، التي تجمع باحثين وعلماء وفنانين ومؤدين من العرب الأمريكيين الذين يمثلون مجالات أكاديمية وفنية عديدة في حوار نهاية الأسبوع . ويعزز المنتدى التزام المتحف العربي لتوفير مكان لأفراد المجتمع والفنانين للالتقاء وتبادل الأفكار وعرض أعمالهم. وكان من بين المشاركين البارزين في ديوان 2009 الكاتبة الفلسطينية نجلاء سعيد إبنة المفكر الراحل إدوارد سعيد والشاعرة الفلسطينية  سهير حماد والفنان العراقي أستاذ الفنون في جامعة شيكاغو وفاء بلال والشاعر الفلسطيني ريمي كنزي.

مركز معلومات المتحف العربي

الجمعة العالمية

الجمعة العالمية (جلوبال فرايديز) هو برنامج موسيقي دوري في المتحف العربي لترويج الموسيقى العالمية، وهي مزيج متنوع من موسيقى بجذور مكسيكية أمريكية إلى موسيقى الروك الصينية الكلاسيكية.  ويقيم المتحف العربي الأمريكي القومي  هذا البرنامج لتعزيز دوره في التعددية الثقافية .  

جائزة الكتاب العربي الأمريكي

تأسست جائزة الكتاب العربي الأمريكي في عام 2006  لدعم البحث والعمل المكتوب للأمريكيين العرب. وتشجع الجائزة نشر وتميز الكتب التي تحافظ وتعزز فهم ومعرفة وموارد المجتمع العربي الأمريكي وتعززه، من خلال الاحتفال بأفكار وحياة العرب الأمريكيين. وجاء الغرض من الجائزة لإلهام المؤلفين،  وتثقيف القراء وتعزيز احترام وفهم الثقافة العربية الأمريكية.

مهرجان الفيلم العربي السنوي

ينظم المتحق العربي مهرجان الفيلم العربي السنوي Arab Film Festival (AFF).  ويعرض المتحف أفلاما عربية أو تتصل بالجالية العربية الأمريكية من بداية عام 2020 ، في  نهاية كل شهر عبر الإنترنت.

ويعرض المتحف العربي في المهرجان أفضل الأفلاما العربية والأمريكية العربية خلال عطلة نهاية الأسبوع وأفلاماً قصيرة، وهو واحد من أطول برامج المتحف تشغيلًا خلال الفترة 2015-2018.   وقد احتفت المهرجانات السابقة بمسيرة مخرج ، إذ كرَم مهرجان عام 2008 عمل المخرج المصري يوسف شاهين وعرض فيلم محطة القاهرة وفيلم القدر.  

انضم المهرجان إلى مهرجان Cinetopia الإقليمي، مما أدى إلى توسيع نطاق مهرجان الفلام العربية بشكل كبير. وتقيم هيئة مسرح ميتشغان Michigan Theatre Foundation  مهرجان Cinetopia والذي يشمل أكثر من 120 عرضًا سينمائيًا ، لمدة 10 أيام من شهر مايو أيار في كل عام .  وهو مهرجان سينمائي إقليمي في جنوب شرق ميشيغان يخاطب مجتمعات متعددة الثقافات في الولاية. ولديهم معارض متنقلة يقدمونها من خلال شراكات من خلال مختلف المتاحف والجامعات، ومعهد سميثسونيان .

من معروضات المتحف العربي الأميركي القومي

تمويل المتحف العربي الأمريكي القومي

تكلف بناء المتحف أكثر من  15 مليون دولار أمريكي ، وهو  جزء من شراكات مؤسسة سميثسونيان ، من خلال تبرعات   قدمت من السعودية وقطر و شركات كرايسلر وجنرال موتورز ومؤسسة روكفلر و مؤسسة كريسج الخيرية .

المراجع

https://arabamericanmuseum.org/core-galleries/

https://arabamericanmuseum.org/arab-film-series/

https://arabamericanmuseum.org/contributions-from-the-arab-world/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *