سدود بلاد العرب | سدود بلاد النيل .. أكبر سدود العرب .. تواجه أخطاراً جسيمة (3)

السد العالي

 سدود في بلاد العرب : سدود بلاد النيل

تتناول سلسلة سدود في بلاد العرب أهم السدود في العالم العربي، والمقامة على مجاري الأنهار أو الوديان،  في صورة حواجز إنشائية كبيرة، من الخرسانة المسلحة من أنواع مختلفة وسدود إملائية ترابية  أو صخرية ركامية أو خليط من الإسمنت والحصى Hardfill.

ويعرض الجزء الأول معلومات عامة حول تعريف ومفهوم السدود، وأغراض إقامتها والجوانب السلبية لإنشاءها ومكوناتها الرئيسية وأنواعها، والطاقة الكهرومائية للسدود المقامة على مجاري الأنهار.

ويعرض الجزء الثاني من سدود بلاد العرب أهم السدود في المغرب العربي وسدود بلاد النيل وجزيرة العرب والمشرق العربي، وهذه القوائم  ليست حصرية بحيث تشمل جميع السدود في أي دولة، وإنما تشمل أهم السدود التي توفرت حولها معلومات كافية على شبكة المعلومات الدولية.

سدود مصر والسودان (باللون الأزرق)

وتعرض هذه المقالة الثالثة أهم سدود بلاد النيل في إقليم الوسط العربي؛ في  مصر والسودان، وفي الصومال وجيبوتي.

 سدود بلاد النيل :  سدود مصر

تضم مصر سدين كبيرين وهما سد اسوان (القديم أو الأدنى) والسد العالي، وعدداً من القناطر.  وتختلف القناطر عن السدود في الشكل والوظيفة.

فالقناطر Barrages هي شكل من أشكال السدودDams .  وتٌقام  كلا من السدود  والقناطر (والتي تسمى سدات في العراق مثل سدة العمارة)  عبر مجاري الأنهار لتنظيم تدفق  المياه، واستخدام المياه المحجوزة للري أو لتوليد الكهرباء، والإسهام  في تحسين الملاحة النهرية نتيجة زيادة عمق المياه في النهر.

غير أن هناك فروقاً جوهرية بينهما، ففي حين يتم بناء القناطر لتحويل المياه من خلال رفع مستوى الماء فقط ببضعة أقدام ليسمح بالتدفق في اتجاه قنوات مائية فرعية (ترع كما تسمى في مصر)، يتم بناء حواجز السدود عبر مجرى النهر بارتفاعات قد تكون كبيرة لتشكيل بحيرة عميقة تسمح بتخزين كمياه كبيرة من المياه.

وبينما تحوي القناطر على سلسلة من البوابات  القابلة للتعديل على الحاجز المائي، تسمح بمراقبة تدفق المياه ومستواها من خلال تشغيل البوابات القابلة للتعديل للسماح بارتفاعات مختلفة لسطح الماء في أوقات مختلفة، وبالتالي يجري ضبط مستوى الماء خلف القناطر، فإن السد عبارة عن جدار خرساني ضخم لا يحوي بوابات يمكن أن تتدفق المياه من خلالها ، ولا يُسمح بتدفق المياه الفائضة فوق السد، لكنها تتدفق عبر فتحات أو ممرات تصريف المياه الموجودة والمدمجة في السد عند مستويات معينة.

 سدود مصر :  سد أسوان

أقيم سد اسوان (القديم أو الأدنى) في عام 1902 وتم زيادة ارتفاعه في عامي 1912 و 1933، على بعد 6 كم  من مفيض السد العالي في أسوان بسعة تقارب 5 مليار م3  من المياه.  وهو سد دعامي.

تم بناء السد عند الشلال الأول للنيل عند أسوان، على مسافة تقارب 700 كم  جنوب شرق القاهرة. وهناك خمسة شلالات على النيل تقع في السودان.

اقيم على السد في عام 1960 محطة توليد الهرباء بقدرة إنتاجية 592 ميجاوات. وبعد بناء السد العالي، أصبحت مهمة سد أسوان تتركز على التحكم في مياه مفيض السد العالي.


مقالات ذات صلة

سدود بلاد العرب | سدود المشرق العربي .. تراث ثقافي مائي ممتد (6)

سدود بلاد العرب | سدود العراق… أكبر وأهم سدود المشرق العربي (5)

سدود بلاد العرب | سدود في جزيرة العرب .. موطن أقدم السدود في العالم العربي (4)

سدود بلاد العرب | سدود في المغرب العربي .. سياسة ممتدة لتنمية العرض المائي (2)

سدود بلاد العرب | أغراض وأنواع السدود ونماذج من العالم العربي (1)


 سدود مصر :  السد العالي بأسوان

رغم نجاح سد اسوان الأدنى (القديم) في تحقيق جوهر اهدافه، إلا أنه لم يكن كافياً للسيطرة على الفيضان السنوي، مما أدى إلى فكرة بناء سد أعلى في عام 1952.

وقد بدأ بناء مشروع السد العالي على نهر النيل ، في أسوان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1960 واكتمل في عام 1968 وافتتح في عام 1971، وكان هدفاً سعت حكومة مصر لتحقيقه رغم جميع محاولات تعطيل تمويله من البنك الدولي ومن الدول الكبرى.

السد العالي هو أكبر سد سد إملائي  ركامي في العالم.   ويضم هيكل السد نواة من خليط من الإسمنت والحصىdam  Hardfill.  ويرتفع السد العالي 111 م وتبلغ السعة الكلية لخزان السد (بحيرة ناصر)  169 مليار م3. وتعادل هذه السعة ستة أضعاف طاقة التخزين لجميع دول المغرب العربي البالغة قرابة 29 مليار م3، وهو أكبر سدود بلاد النيل والعالم العربي وسادس أكبر سدود العالم في سعته التخزينية الصافية  (132 مليار م3) عند استبعاد الجزء الميت من الكمية المخزنة غير القابلة للإستخدام  (وفق الموسوعة الحرة ومنظمة تكنولوجيا المياه)، بينما تضعه منظمات أخرى في المرتبة الثانية   بعد سد غوري Guri Dam  في فنزويلا.

 السد العالي : تأثيرات بناء السد

– الآثار الإيجابية

•   جاء بناء السد للتحكم في الفيضانات الكبيرة التي كانت تواجه مصر، من خلال حجز المياه في بحيرة السد، كما حدث في الأعوام 1946 , 1964 و 1973 و 1988، كما في فيضان النيل السنوي الموسمي خلال أشهر يونيو – أكتوبر، وبصورة كبيرة خلال شهري اغسطس وسبتمبروهو موسم المطار في دولة المنبع إثيوبيا.

ويجري إطلاق  المياه بشكل منظم لري مئات الآلاف من الهكتارات الجديدة التي تقدر بمساحة 560 ألف هكتار، مما سمح بإنتاج محصولين في السنة ، باستثناء قصب السكر، وبالمتوسط العام  1.8 محصول. وتوفير فرص العمل الزراعي والصناعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين المصريين وزيادة الإنتاج الزراعي.

• أسهم السد في تحسين الملاحة في نهر النيل في بحيرة السد على امتداد 500 كم، وعلى امتداد مجرى النهر وفي تطوير قطاع السياحة ، وتنمية الثروة السمكية في بحيرة ناصر الضخمة التي تبلغ مساحتها اكثر من 5 آلاف كم2 وإقامة صناعة للأسماك.

•  كان توليد الكهرباء هدفاً رئيسياً لإقامة السد، لتوفير كهرباء رخيصة لخطة التصنيع وخاصة لصناعات الصلب والألومنيوم كثيفة الإستهلاك للكهرباء.  وقد أسهم السد في توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية من خلال 12 توربينة تنتج كل منها 175 ميجاوات، وبقدرة إنتاجية مركبة 2100 ميجاوات. ويضع تقرير الإتحاد العربي للكهرباء لعام 2018  مساهمة الطاقة الكهرومائية عند  2832 ميجاوات (شاملا سد أسوان القديم وقناطر نجع حمادي) .

وعندما وصل السد العالي لأول مرة إلى ذروته، كانت كهرباء السد تشكل حوالي نصف إنتاج مصر من الطاقة الكهربائية. ومع تسارع جهود التنمية وزيادة عدد السكان، أصبحت تغطي %15 في عام 1998، وأكثر من 5% من القدرة المركبة لإنتاج مصر من الكهرباء في عام 2018.   ووفر السد العالي الكهرباء لمعظم القرى المصرية لأول مرة. و تحسين كفاءة وتوسيع محطات أسوان الكهرومائية القديمة من خلال تنظيم تدفقات المنبع.

– الآثار الجانبية السلبية

•  أدت إقامة السد إلى تدني خصوبة وإنتاجية الأراضي الزراعية لفقدان كميات الطمي والغرين المخصبة التي كانت تأتي بها  الفيضانات والتي لا بد من تعويضها جزئيا بالأسمدة الكيماوية، وخفض إنتاج سمك السردين بشكل كبير، وحجز كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة السد خلفه ومنع هجرتها وإيقاف المواد المغذية التي كانت تصل مصبات الأنهار.

•  استلزم إنشاء السد العالي النقل المكلف لمجمع المعبد المصري القديم أبو سمبل ، في حملة عالمية قامت بها الحكومة المصرية وأدارتها منظمة اليونسكو  لإنقاذ الآثار المصرية من الغرق.

•  جرى نقل 90 ألف فلاح مصري وسوداني من البدو النوبيين، وإعادة توطين المصريين في وادب كوم أمبو شمال أسوان في منطقة زراعية نشأت بعد إقامة السد وتسمى النوبارية ، وإعادة توطين السودانيين في منطقة جديدة على شاطئ بحيرة ناصر تسمى وادي حلفا الجديدة ، وتوطين بعض منهم عند حدود إثيوبيا في جنوب شرق السودان حول خشم القربة في السودان. وضمت مناطق التوطين الجديدة قرى جديدة تتوفر فيها مصادر دائمة للري الزراعي وخدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء .

كانت آثار بناء السد العالي إيجابياً للغاية، على الرغم من أن السد العالي قد أدى إلى  بعض المشاكل البيئية ، التي تبين أنها أقل حدة بكثير مما كان متوقعًا بشكل عام، أو يعتقد كثير من الناس .

 سدود مصر :  قناطر مصر

يوجد في مصر عدد من القناطر جرى بناؤها في النصف من القرن الماضي، وتم تجديد البعض منها.

•   أقيمت القناطر الخيرية  في مدينة القناطر الخيرية في محافظة القليوبية في عام 1860 م . وتبعد منطقة القناطر قُرابة 20 كم من القاهرة، وهي المنطقة التي يتفرع فيها نهر النيل لفرعية فرع رشيد وفرع دمياط.  وقد  بناها محمد علي باشا بالمدينة للتحكم في تدفق المياه لثلاث قنوات مياه رئيسية (تسمى رياحات في مصر) في دلتا النيل المنوفي، التوفيقى، البحيري.

وقد تم إنشاء قناطر محمد على (قناطر الدلتا الجديدة ) في عام 1939 خلف القناطر القديمة التى أصبح استخدامها مقصوراً على أغراض المرور باعتبارها من أعظم الآثار الهندسية لمصر الحديثة .

•  أقيمت قناطر أسيوط  في عام 1903 وهى مجموعة سدود على نهر النيل فى مدينة أسيوط بصعيد مصر جنوب القاهرة وعلى بعد 560 كم  أسفل مجرى المياه القادم من سد أسوان.   وقد شيدت قناطر أسيوط لتحويل مياه النهر إلى أكبر قناة للري في مصر وهي ترعة الإبراهيمية.

•  اقيمت قناطر ديروط ( قناطر التقسيم) في عام 1871،  على ترعة الإبراهيمية ، وتروي عدة محافظات،.  وقد اقيمت القناطر عند ديروط، على بعد 60 كم  من بداية الترعة، وهي مجموعة قناطر متصلة، ومشيدة بشكل هندسي يسمح بتوزيع المياه على كل فرع من الفروع المتصلة بالترعة.

•  أقيمت قناطر نجع حمادى  في عام 1928  في مركز نجع حمادي في محافظة قنا جنوب مصرز وجاء بناؤها لرفع منسوب مياه ترعة نجع حمادي بما يسمح بالري  الحوضي (السطحي) للأراضي الزراعية التي تقع على جانبي مجرى النيل، من نجع حمادي وحتى أسيوط.  وقد اقيمت قناطر جديدة في عام 2008 بارتفاع 20 م وسبعة بوابات على مسافة قريبة من القناطر القديمة لتوفير الري الزراعي لمساحة 320 الف هكتار. وتضم القناطر الجديدة وحدة توليد الطاقة الكهربائية تشمل 4 توربينات تنتج 64 ميجاوات من الكهرباء وممرين للملاحة  للسفن والمركبات وجسر ( كوبري) للربط بين ضفتي نهر النيل.

•  اقيمت قناطر إسنا القديمة في عام 1906م لحفظ وتخزين مياه فيضان النيل والاستفادة منها في الزراعة وهي مبنية من الحجر وضمت بوابات للتحكم في المياه وممر للسفن يعرف بالهويس.  واقيمت القناطر الجديدة  في عام 1995 لتوليد الكهرباء ولحفظ مياه الري ويوجد بها ممران للملاحة .

•  اقيمت  قناطر إدفينا في عام 1951،  وهي الممر الرئيسي الذي يربط بين محافظات كفر الشيخ والبحيرة والإسكندرية، وتقع عند نهاية قرية إدفينا، مركز رشيد، محافظة البحيرة.  وهي القناطر الوحيدة التي تحجز مياه نهر النيل فرع رشيد عن مياه البحر الأبيض المتوسط.

•  أقيمت قناطر زفتى (قناطر دهتورة) في عام 1903 في قرية دهتورة في الدلتا في محافظة الغربية قرب مدينة زفتي، وتعتبر من الآثار المعمارية المصرية الهامة. وتتحكم القناطر فى رفع مناسيب مياه النيل بفرع دمياط أمام القناطر وتغذية الترع التي توزع المياه لتحسين خدمات الري لمساحات تصل إلى 400 ألف هكتار. وجري تأهيل قناطر زفتي في عامي 1954  و2019 لزيادة مناسيب المياه ومقاومة الأحمال والضغوط المائية ووإقامة ممرات ملاحية وجسر فوق القناطر.

سدود مصر: أثر فيضان النيل في عام 2020

جاء فيضان النيل في السودان في اغسطس\ سبتمبر 2020 ، والذي بدا في التاثير على مناطق في مصر  في الأسبوع الثاني من سبتمبر تأكيداً على دور السد العالي الذي اكتمل بناءه في عام 1968 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر كخط دفاع اول وسترة نجاة لحماية مصر  من أي فيضان مدمر . وتأتي هذه القدرة في ضوء حجم بحيرة ناصر الهائل التي يبلغ طولها 500 كم ومتوسط عرضها 12 كم وتغطي كامل النوبة المصرية وبعض النوبة السودانية. 

ويقع أعلى منسوب للسد العالي عند 200 م فوق سطح البحر، بينما تقع الخرطوم عند مستوي 380 م فوق سطح البحر، وبالتالي، فإن موقع السد العالي يساهم في اندفاع  مياه الفبضانات من السودان في الجنوب في اتجاه السد العالي وسد أسوان في مصر شمالاً ويقلل من حدتها  في السودان للفرق الكبير في المنسوب دون الإضرار بمصر.

ويشكل مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة خط دفاع ثاني في حالة ارتفاع منسوب المياه في السد العالي والذي بدأ التخطيط له خلال الفترة  1963 – 1969  من قبل هيئة تعمير الصحارى. واعيد إحياء المشروع في ثمانينات القرن الماضي من قبل مراكز البحوث الزراعية وبحوث الصحراء وبدأ إنشاؤه  توشكي في نهاية عام 1981 واكتمل في عام 1997 في عهد الرئيس حسني مبارك.

ويقع مفيض توشكى غرب بحيرة ناصر، بالقرب من مدينة أبو سمبل السياحية جنوب محافظة أسوان. ومفيض توشكى، هو مفيض طبيعي لتصريف المياه الزائدة خلف السد العالي بأسوان، في سنوات الفيضان المرتفعة. ويعتبر أالمفيض حد أهم العوامل الطبيعية التي تساعد في رفع درجة أمان السد العالي، خلال الفيضانات المرتفعة. ودخلت المياه إلى المفيض لأول مرة  في 15 أكتوبر 1996 حيث وصل منسوب المياه أمام السد العالي في بحيرة ناصر إلى 55 و178 متر.  ودخلت المياه إلى المفيض للمرة الثانية في سبتمبر عام 1998 منذ إنشاء السد العالى بعد ان بلغ فيضان النيل ذروته بأرتفاع مياه النيل عن منسوب 178 متراً خلف السد.

سدود بلاد النيل :  سدود السودان

تضم السودان ستة سدود وهي سد جبل الأولياء و سد خشم الجربة وسد مروي وسد الروصيرص و سد سنار ومجمع عطبرة وسد ستيت العلوي.

سدود السودان : سد سنار

أقيم سد سنار على النيل الأزرق في عام 1926، أقدم سدود السودان، قرب مدينة سنار في منطقة الجزيرة في السودان، لأغراض الري بداية، وتمت إضافة وحدات توليد خلال الستينيات عندما زاد الطلب على الطاقة الكهربائية.

ينبع نهر أباي (بالأمهرية) من بحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية،  ويأخذ إسم النيل الازرق في السودان.  وتاتي معظم مياه النهر من روافده نهر الرهد ونهر الدندر التي تنبع من الأراضي الإثيوبية وتلتقي بالنيل الأزرق في اراضي السودان.

سد سنار هو سد جاذبية ويبلغ ارتفاعه 40 م وطاقته التخزينية 390 مليون م3،  ويُنتج طاقة كهربائية 14 ميجاوات فقط.

سد سنار على النيل الأزرق هو الأقرب مسافة إلى سد النهضة بعد سد الروصيرص، والذي سيتضرر أداؤه في إنتاج الكهرباء أيضاً من تشغيل سد النهضة، وهو لذلك موضع اهتمام حكومة السودان في مفاوضاتها مع إثيوبيا ومصر إلى جانب سد الروصيرص.

سدود السودان : سد جبل الأولياء

افتتح سد جبل أولياء في عام1937 م  بين جبل الأولياء وجبل مندرة، بطول يزيد عن 5 كم على نهر النيل الأبيض بالسودان، على مسافة 44 كم  جنوب الخرطوم .

ويتكون النيل الأبيض من رافدين؛ بحر الغزال الذي ينبع من بحيرة فيكتوريا، وبحر الجبل الذي ينبع من بحيرة ألبرت. ويمتد النيل الأبيض 720 كم حتى الخرطوم حين يلتقي مع النيل الأزرق الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية، وياخذ بعدها إسم نهر النيل.

سد جبل أولياء في هو سد حجري  على قاعدة صخرية طبيعية يصل ارتفاعه إلى 22 م، وتقدر طاقته التخزينية بحوالي 3.5 مليار م3 وينتج طاقة كهربائية 30 ميجاوات.

سدود السودان : سد خشم القربة

اقيم سد خشم القربة على نهر عطبرة عام 1964 قُرب مدينة خشم القربة في شرق السودان في إطار مشروع إعادة توطين سكان وادي حلفا المتأثرين ببناء السد العالي في مصر بعد أن غمرت مياه بحيرة ناصر قراهم وبلداتهم.

ينبع نهر عطبرة من الهضبة الإثيوبية ويلتقي نهر النيل على مسافة 300 كم شمال الخرطوم.

سد خشم القربة سد هجين؛ سد إملائي على الجانبين وسد جاذبية في جزء المفيض، ويرتفع إلى  47 م، وتقدر طاقته التخزينية القصوى بنحو 1.3 مليار م3 ومساحة بحيرة السد 125 كم2 وتبلغ قدرته على إنتاج الطاقة الكهربائية 18 ميجاوات.

سدود السودان : سد الروصيرص

أقيم سد الروصيرص على النيل الأزرق في عام 1966 فرب مدينة الروصيرص في اقصى جنوب شرق السودان. وتمت إضافة وحدات توليد في عام 1971 مع زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية.

سد الروصيرص على النيل الأزرق هو الأقرب مسافة إلى سد النهضة، والذي سيتضرر أداؤه في إنتاج الكهرباء من تشغيل سد النهضة، وهو لذلك موضع اهتمام حكومة السودان في مفاوضاتها مع إثيوبيا ومصر.

تمت تعلية السد 10م وإطالة السد 25 كم في عام 2008، مما يجعله اطول سد (أفقي) في العالم.

سد الروصيرص هو سد دعامي خرساني، يرتفع  78 م، وتصل طاقته التخزينية إلى 7.4 مليار م3، في حين تصل طاقته الكهربائية إلى 280 ميجاوات من خلال سبعة توربينات وتم رفعها بعد التوسعة إلى 425 ميجاوات.

 سدود السودان : سد مروي

أقيم سد مروي (سد حمداب وهو موقع بناء هيكل السد)، في عام  2009 عند الشلال الرابع على نهر النيل على مسافة  350 كم شمال الخرطوم.

وهو سد إملائي صخري مغطى بالخرسانة من الجانبين يرتفع 67 م بسعة 12.5 مليار م3  ، وتمتد بحيرة السد على مسافة 174 كم.

جاء بناء السد بتمويل رئيسي من صناديق خليجية لأغراض إنمائية متعددة لتحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين. وتشمل أهداف السد حماية أراضي الولاية الشمالية من أخطار فيضان النيل، وتوفير مياه الري لمساحة 300 الف هكتار قرب مدينة مروي في شمال السودان، وإنشاء مشاريع صناعية وتعدينية وصناعة سمكية تعتمد على بحيرة تخزين المياه البالغ مساحتها 476 كم2 وتحسين الملاحة النهرية بالمنطقة.

وكان الهدف الرئيسي للسد توليد الكهرباء  بقدرة مركبة لعشرة توربينات 1250 ميجاوات.  ويضع تقرير الإتحاد العربي للكهرباء لعام 2018  مساهمة الطاقة الكهرومائية عند  1907 ميجاوات (شاملا إنتاج السدود الأخرى) والتي توفر 51% من الطاقة الكلية لإنتاج الكهرباء في السودان.

 سدود السودان : مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت

أقيم مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت، في عام 2015 في ولايتي كسلا والقضارف بالسودان لتوفير مياه الشرب لمنطقة القضارف ومياه الري لمشروع حلفا الجديدة الزراعي لمساحة 400 الف هكتار ولإنتاج الأسماك وتوليد الطاقة الكهربائية.

مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت عبارة عن سدين ترابيين بنواة طينية، وبحيرة تخزين مشتركة،  وتصل الطاقة التخزينية لهما إلى 2.7 مليار م3 ومساحة بحيرة السد 240 كم2 .

ويقوم سد عطبرة على أعالي نهر عطبرة ، ويبلغ ارتفاعه 55 م ويولد 120 ميجاوات طاقة كهرائية، بينما يقوم سد ستيت على نهر سيتيت ويبلغ ارتفاعه 50 م ويولد 15 ميجاوات طاقة كهرومائية.

سدود السودان : أثر فيضان النيل في عام 2020

جاء فيضانات النيل في اغسطس\ سبتمبر 2020  غير المسبوقة منذ عام 1912 بسبب هطول أمطار فوق المعدلات الطبيعية في الهضبة الأثيوبية وفق تقديرات وزير الري السوداني ياسر عباس، تأكيداً على دور السدود  في حماية السودان من الفيضانات المدمرة.

وقد اسهم سدي الروصيرص على النيل الأزرق جنوبي السودان قرب حدود إثيوبيا وسد مروى شمال الخرطوم، وسعتها تقارب 20 مليار م3 (إضافة لسدى أعالى عطبرة وستيت وسعتها تقارب 3 مليار م3 من المياه وبقية السدود على النيل الأزرق وعلى نهر النيل الموحد)، في استيعاب جانب من المياه، الأمر الذي قلل من حدة كارثة الفيضانات.

وأظهرت كارثة الفيضانات أن قدرة السدود  في السودان غير كافية لحجز كميات كبيرة من المياه في حالة الفيضانات الكبيرة.  ويصل متوسط تدفقات النيل الأزرق 50 مليار متر مكعب كل عام، وفي حالة الفيضان الغزير قد تصل التدفقات من 80 إلى 100 مليار.

سد صابوني في الصومال

سدود إقليم الوسط العربي : سدود الصومال

تضم سدود إقليم الوسط العربي سدود بلاد النيل، إضافة إلى سدود في الصومال وفي جيبوتي، ولا تتوفر معلومات حول وجود سدود في جزر القُمر.

توجد في الصومال عشرة سدود (قناطر) اقيمت على نهري جوبا وشبيلي  بهدف تنظيم تدفقات النهرين، ولأغراض الري  والحماية من  خطر الفيضان.  وتتعرض هذا السدود لأخطار نضوب مصادر المياه نتيجة قيام إثيوبيا باقامة سدود على هذين النهرين اللذان ينبعان من اراضيها.

سدود الصومال عبارة عن قناطر Barrages  تستخدم لرفع مستوى الماء، بما يسمح بالتدفق في اتجاه قنوات مائية فرعية وليس لتخزين المياه.  وقد اقيم ستة من هذه القناطر بعد الإستقلال في عام 1960 م،  ولا توجد معلومات حول سعات التخزين او طبيعة تصميم السدود (إن كان بينها اي سد).

وتضم هذه القناطر  وفق تاريخ إنشاءها والمساحة الزراعية التي تخدمها ؛ على نهر شبيلي :

صابوني  Sabuun (1970: 94 الف هكتار)،

–  فالكيرو Falkeerow (1955: 80 الف هكتار)،

– جنالي Janaale (1926:  44 الف هكتار)،

– ماشلاي Mashallaay (1986: 27 الف هكتار)،

– بلعد Balad (1967: 10 الف هكتار)،

– قوريولي Qoryooley (1955: 4 الاف هكتار)،

– سبلالي Sablaale  (1987: الف هكتار)،

– كورتونواري  Kurtunwaarey (1986: 500 هكتار)،

–  هاوي Hawaay (1926: 300 هكتار).

 وتضم هذه القناطر؛ على نهر جوبا:

–  قنطرة فانولي Fanoole (1977: 15 الف هكتار).

سد امبولي

سدود إقليم الوسط العربي : سدود جيبوتي

اقيم سد أمبولي الإملائي في جيبوتي بسعة 14مليون م٣ في نهاية عام 2019  لحماية العاصمة من الفيضانات، وتوفير مياه الري للزراعة ولأغراض الشرب، وأسهم السد فعلاً في منع أخطار فيضان كبير على العاصمة جيبوتي في شتاء عام 19-2020.

سدود بلاد النيل : أثر سد النهضة في إثيوبيا

تعمل دول منابع نهر النيل على إقامة عدد كبير من السدود على منابع النيل الأبيض والنيل الأزرق، وهناك سدود قائمة، واخرى قيد الإنجاز أو وُضعت خطط لإقامتها. وتشمل دول المنبع إثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، وتنزانيا، ورواندا، وبوروندي، والكونغو الديموقراطية، وإريتريا و جنوب السودان.  وسيكون من شان إقامة هذه السدود امتصاص معظم التدفقات أو الإيرادات المائية لنهري النيل الأبيض والأزرق وروافدها والتأثير بشدة على سدود بلاد النيل، والصومال، وقدرتها على توفير مياه الري وتوليد الكهرباء.

يقع سد النهضة قرب الحدود الإثيوبية السودانية على مسافة  تقارب 30 كم، وقد بدأ إنشاؤه على النيل الأزرق في عام 2011 ويتوقع الإنتهاء من تنفيذه خلال الفترة  2020-2022م. هو واحد من ثلاثة سدود تعتزم إثيوبيا تشييدها لغرض توليد الطاقة الكهرومائية .

سد النهضة هو سد جاذبية ويرتفع 170 م، وتبلغ سعته 74 مليار م3 ، وسوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء وتقدر قدرته على توليد الكهرباء 6350 ميجاوات.

وتسعى إثيوبيا في إطار اتفاقية مبادرة حوض النيل في 1999 إلى إلغاء اتفاقيات 1959 و 1929 لتوزيع حصص مياه النيل باعتباها دولة منبع. وقد بدات إثيوبيا في بناء عدد كبير من السدود يزيد عن 20 سداً في العقود الثلاثة الأخيرة في مسعى منها لاستغلال ثروتها المائية لتكون بيت الطاقة في إفريقيا. وتعتزم إثيوبيا إنتاج كميات كبيرة من الطاقة الكهرائية لأغراض التنمية الإجتماعية والصناعية ، ولأغراض بيع الطاقة.

ويبلغ التدفق السنوي للنيل الازرق وروافده إلى السودان وفق بيانات منظمة الأغذية والزراعة الدولية  53 مليار م3 ، وهو ما يشكل 70% من سعة سد النهضة. وهذا يعنى أن السد سيستوعب كامل إيرادات المياه لعام كامل ولنصف عام آخر في حالة تعبئته في مرة واحدة.

ومهما كان جدول تعبئة السد، علماً بأن إثيوبيا تخطط لتعبئة السد ابتداء من الموسم المطري في يوليو 2020،  فإن من شأنه أن يؤدي حتماً لانخفاض إيرادات المياه إلى السودان ومصر. ويقدر ان الفقد في خلال فترة ملء خزان سد النهضة بين عامي 2021 – 2024،  يتراوح بين  11 إلى 19مليار م٣ من المياه سنوياً وحرمان مصر قرابة 70 مليار م٣ خلال هذه الفترة ، وهي الكمية التي ستخزن في السد. ويتوقف الحد من حجم أضرار إقامة سد النهضة على سدود بلاد النيل على مدى الفعالية والتنسيق في الدبلوماسية السودانية والمصرية.

وستتاثر سدود بلاد النيل العربي المقامة على النيل الازرق ، وخاصة سد الروصيرص وسد سنار وسند مروي (على نهر النيل) في السودان في مجال تشغيل محطات توليد الكهرباء ، وقد لا يتاثر السودان من النقص في كميات المياه. وسيكون الضرر اكبر على السد العالي وسد أسوان في مصر حيث يشكل النيل الأزرق نسبة هامة من مياه النيل في مجال تشغيل محطات توليد الكهرباء وفي النقص في كميات المياه.  وقد ينزل منسوب بحيرة السد العالي عن مستوى فتحات توربينات توليد الكهرباء، الأمر الذي من شانه أن يؤثر على القدرة الإنتاجية لتوليد الكهرباء. ويقدر ان انخفاض إنتاج محطة السد العالى من الكهرباء قد يصل إلى30% ، وأن كل انخفاض  من حصة مصر بمقدار مليار م٣، سيخفض من إنتاج الطاقة بمقدار 2%.

وقد لعبت إسرائيل منذ عقود طويلة دوراً في التأسيس للصراع حول مياه النيل من خلال  إغراء دول المنبع بمشاريع سدود وتسهيلات وتكنولوجيا تشارك فيها شركات أمريكية والبنك الدولي، جعلت إسرائيل، تبدوا وكأنها جزء من منظومة حوض النيل. وكان الهدف من ذلك حرمان مصر من موارد مياه كافية  لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، وصولا إلى الضغط علي مصر لتزويدها بمياه النيل عبر أنابيب في اعقاب اتفاقية كامب ديفيد، والذي رفضته مصر.

وهذا يؤكد على أن التأسيس لأشد الأخطار في العالم العربي في فلسطين ومصر وفي العراق وسوريا واليمن وغيرها، في غرب وشرق وشمال العربي، قد وقع ايضاً قبل عقود طويلة لغياب استراتيجية عربية جامعة للتصدي لهذه المخاطر في وقت مبكر وفي حماية العالم العربي.

المصادر

https://en.wikipedia.org/wiki/Aswan_Dam

https://www.britannica.com/topic/Aswan-High-Dam

http://www.merowedam.gov.sd/en/structure.html

https://en.wikipedia.org/wiki/Category:Dams_in_Sudan

https://en.wikipedia.org/wiki/Category:Dams_in_Egypt

https://en.wikipedia.org/wiki/Grand_Ethiopian_Renaissance_Dam

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *