كورونا في العالم العربي | تطور الإصابات شهرياً بفيروس كورونا عالمياً وعربياً (تحديث 1\6\2020)

العاملون الصحيون في خط الدفاع الأول لمواجهة انتشار فيروس كورونا

كورونا في العالم العربي

 كيف بدأ الفيروس؟

بدأ تفشي جائحة فيروس كورونا في مدينة ووهان في جنوب الصين، قبل أن ينتشر في  أكثر من مائتي دولة في العالم. وتسبب الفيروس حتى الآن بإصابة أكثر من 1.227 مليون شخص ووفاة 67 ألف شخص، بينما شفي أكثر من ربع مليون مصاب (مساء 5 نيسان 2020 ، GM 5:00 حيث ترتفع الأرقام وتُحدَث على مدار الساعة).

ووهان .. في جنوب الصين، حيث انطلق فيروس كورونا

تم اكتشاف الفيروس في مدينة ووهان  في سوق للمأكولات البحرية والحيوانات الغريبة  في مقاطعة هوبي، جنوبي الصين في شهر ديسمبر 2019، حيث ظهرت حالات التهاب رئوي لعشرات الأفراد،  دون أن يتم التمكن من تحديد العامل المسبب.  وحددت السلطات الصينية فيما بعد نوعًا جديدًا من الفيروسات التاجية Novel viruses، تم عزله في 7 يناير  2020، وأصبح يًعرف بإسم كورونا فايروس التاجي 2019   {2019-nCoV) : 2019 novel coronavirus)}.

وقد انتقلت الإصابة بداية إلى تايلند واليابان وكوريا الجنوبية، التي شهدت أولى الإصابات  التي جاءت من الصين، وسجلت في مدينة ووهان ستة وفيات في يناير 2020.

ما هو فيروس كورونا ؟

فيروس كورونا هو واحد من سبعة أنواع معروفة للفيروس، وهي مجموعة كبيرة من الفيروسات يمكن أن تصيب الحيوانات والبشرعلى حد سواء، (ولكنها نادرا ما تصيب وتنتشر بين البشر).  وتسبب هذه الفيروسات أمراضاً للجهاز التنفسي، قد تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي. وكان مرض سارس (المتلازمة التنفسية الحادة) الذي انتشر في الفترة 2002-2003، مثالاً على فيروس كورونا الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر، وهو سلالة جديدة من الفيروسات التاجية لم يسبق تشخيصها بين البشر.

وفيروس كورونا هو مصلح يشير إلى “عائلة الفيروسات التي تسبب مشاكل حادة في الجهاز التنفسي والتي قد تنتقل من الحيوان غلى الإنسان، وتأخذ الشكل التاجي”. وسميت بالفيروسات التاجية Corona Virus (فيروس كورونا) لأنها تأخذ شكل التاج Crown كما يبين الشكل.

وأطلق اسم كوفيد 19 “COVID-19” على مرض فيروس كورونا الجديد. وهذا الإسم  كوفيد 19 مشتق  من الإسم الإنجليزي للمرض COVID.  والحرفين “CO” هما أول حرفين من كلمة كورونا “CORONA” , الحرفين “VI هما أول حرفين من كلمة فيروس “Virus” وحرف “D” هو أول حرف من كلمة مرض بالإنجليزية ” Diseas” ورقم 19 إلى عام اكتشافه  2019.  وسمي بالجديد Novel لأنه سلالة جديدة من مجموعة الفروسات التاجية اكتشف حديثاً (في عام 2019.

ومجموعة فيروسات كورونا التي تسبب أمراضاً حادة للجهاز التنفسي والالتهابات الرئوية، ومنها مرض سارس، معروفة من بداية الألفية الثالثة، ولذلك تدور الاقاويل ونظريات المؤامرة الشائعة بين بعض الناس، أن الفيروس معروف سابقاً، وأن جهات قامت على إنتاجه ونشره. ولكن الواقع أن السلالة الجديدة من هذه المجموعة كوفيد19 (COVID-19) هي سلالة جديدة اكتسحت العالم، وتم التعرف عليها في شهر ديسمبر كانون اول 2019 في ووهان في الصين.


مقالات ذات صلة

كورونا في بلاد العرب (2)| تطور أعداد الإصابات بجائحة كورونا عربياً وعالمياً (يناير – أغسطس 2020)


كيف ينتشر فيروس كورونا؟

ينتشر الفيروس بين الناس عادةً من خلال السعال والعطس أو ملامسة شخص لآخر مصاب أو لمس سطح ملوث ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.

وقد أظهرت أبحاث حديثة جداً  أن فيروس كورونا لا ينتقل من خلال العطس والسعال فحسب، بل أيضاً عن طريق الكلام، أو حتى مجرد التنفس. وهذا يؤكد على أهمية المباعدة الإجتماعية لمسافة تصل إلى مترين.

ويقول طبيب أميركي يعمل في نيويورك لمعالجة المصابين بالفيروس أن لمس سطح ملوث ثم الفم أو الأنف أو العينين هو أهم طرق الإصابة ولذلك، فإن غسل الأيدي المتكرر يعتبر أمرا حاسماً في انتشار العدوى.

 ويعتقد المسؤولون أن فترة حضانة المرض بشكل عام تتراوح بين يوم واحد و 14 يوماً، ويحمل خلالها الشخص الفيروس، ولكن قد لا تظهر أعراضه.  وبهذا قد لا يعرف الشخص أنه مصاب بالعدوى لعدم ظهور الأعراض، ومع ذلك، يكون قادرا على نشر المرض. وهذا يفسر قدرة الفيروس على الإنتشار، ويقلل من أعداد المصابين المسجلة.

لماذا يسمى وباء فيروس كورونا جائحة ؟

تعرّف منظمة الصحة العالمية الوباء Epidemic بأنه انتشار مرض بشكل سريع في مكان محدد، أما الوباء العالمي فهو انتشار مرض بشكل سريع في مساحة كبيرة مثل قارة، أو قد تتسع لتضم كافة أرجاء العالم، ولذلك يسمى الجائحة Pandemic.

 

ما هي أعراض الإصابة بمرض فيروس كورونا ؟

يحتاج  فيروس كورونا إلى خمسة أيام في المتوسط لتظهر أعراضه.  وتمر الإصابة بعدة مراحل، تبدأ بوجود الفيروس من دون ظهور أية أعراض، ويستمر الوضع كذلك في حالات الإصابة الخفيفة.  ونادراً ما تأتي الأعراض في صورة عطس أو سيلان مخاط من الأنف. كما أنّ ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب بالمرض، لأنها تشبه أعراض أنواع أخرى من الفيروسات مثل نزلات البرد والإنفلونزا.

وقد تبدأ أعراض الإصابة في الظهور  في الحالات المتوسطة، ويأخذ الفيروس طريقه إلى الرئتين، ويعاني المريض من ضيق تنفس، وحمى يتبعها  سعال جاف. وقد يتعافى المريض بمساعدة علاجات بسيطة لخفض الحرارة وتخفيف أثر السعال، الأمر الذي يساعد في الحد من الأعراض.

وقد تزداد حدة الأعراض بعد نحو أسبوع من الإصابة أو نحو ذلك، وتتركز أعراض الفيروس  على الجزء السفلي الداخلي من الجهاز التنفسي مثل السعال وصعوبة التنفس، ويصبح المرضى أكثر قابلية لنقل العدوى، الأمر الذي يستدعي العناية الحثيثة في المستشفى.

ويدخل ذوي الإصابات الحادة مرحلة ضيق التنفس والالتهاب الرئوي الشديد، ويحتاج معظم المرضى بفيروس كورونا لوحدات التنفس الصناعي في غضون 24 ساعة من دخول وحدة العناية المركزة، حيث يهاجم الفيروس الرئتين ويمكن أن يتسبب بالتهاب رئوي وصعوبة في التنفس. ويكافح الجسم من أجل الحصول على ما يكفيه من الأكسجين في الدم والأعضاء الحيوية.  وفي 50% من الإصابات، تؤدي الحالة للوفاة عندما تبدأ أعضاء الجسم في العجز عن القيام بوظائفها.

يحمل الشخص الفيروس قبل ظهور أعراض المرض لفترة حضانة تمتد بين يومين  و14 يوما، وفي المتوسط، يحتاج المصاب إلى حضانة خمسة أيام لظهور أعراض المرض.  وقد لا تظهرالأعراض لنسبة 1% خلال أسبوعين وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، وإنما بعد ذلك، وهذا يدفع بعض الباحثين لاقتراح أن تمتد فترة العزل الصحي إلى 24 يوماً أو أبعد من ذلك.

ما درجات حدة أعراض الإصابة بفيروس كورونا ؟

تقول منظمة الصحة العالمية أن أعراضاً طفيفة تظهر على 80% من المصابين بفيروس كورونا . وقد لا يتم ملاحظة ورصد كثير من حالات الإصابة، لأنّ المصابين بأعراض طفيفة، والتي لا تمتد لأكثر من أسبوع ، لا يميلون إلى استشارة الطبيب.  وتكوت هذه الفئة قادرة على نقل العدوى، الأمر الذي يفسر صعوبة السيطرة على انتشار المرض. وقد لا يعرف الشخص أنه مصاب بالعدوى لعدم ظهور الأعراض، الأمر  الذي يقلل من أعداد المصابين المسجلة.

ويصاب 14 % يصابون بأعراض قوية تشمل الحرارة والسعال الحاد الجاف وضيق التنفس، ويحتاجون لمتابعة طبية للتخفيف من حدة الأعراض.

وإضافة لهذه الأعراض التي أصبح معظم الناس على دراية بها، فهناك أعراض أكثر اعتدالًا وأقل وضوحًا، قد تظهر ويتعين الانتباه إليها.  وتضم هذه الأعراض؛ فقدان حاسة الشم والتذوق التي تستدعي من أي شخص يعاني منها عزل نفسه ذاتياً.  كما تضم الإرهاق (النفسي) والشعور بالوهن والإنهاك والخِدْر وقلة الشهية والم البطن وأعراض هضمية مثل الإسهال وإلتهاب أو حًرقة العينين (الحكة والتهيج).

وقد يتسبب فيروس كورونا، في حالات الإصابة الشديدة (5-6%)، بالالتهاب الرئوي، وقصور وظائف عدد من أعضاء الجسم مثل الفشل الكلوي وصعوبة في التنفس وآلام في الصدر وصعوبة الحركة، وزًرقة في الشفاه والوجه. وتتطلب هذه الأعراض متابعة طبية حثيثة والإقامة في مستشفى.

ما هي الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة ومضاعفاتها ؟

يعد كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والسكري، الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وتتطور حالة المصابين بأمراض القلب لتصبح حرجة في وقت أسرع، وقد تبلغ حالة المريض حد الوفاة لقرابة نصف الحالات.

وتبدو نسبة الوفاة بسبب المرض منخفضة (1-2%) بصورة عامة، ولكن النسب تكون أكبر من ذلك،  عندما تتركز الإصابة على كبار السن، وكثيراً منهم يكون مصاباً بأمراض مزمنة.  ويكون معدل الوفاة أعلى بعشرة أمثال بين المتقدمين في السن مقارنةً بمن هم في منتصف العمر.

وكانت حالات الوفاة أكثر شيوعاً بخمسة أمثال على الأقل بين المصابين بداء السكري أو الارتفاع في ضغط الدم أو من يعانون من مشاكل في القلب أو التنفس.

وتتدنى نسبة إصابة الأطفال حيث تشكل حماية الأهل أحد أسباب تراجع نسبة العدوى بين الأطفال،  كما يتدنى عدد حالات الوفاة بين النساء مقارنة مع الرجال.

كورونا في العالم العربي : لماذا العزل الصحي ؟

قال عاملون في خدمات الصحة في الصين، والذين عايشوا حالات الإصابة بالفيروس، إن فيروس كورونا الجديد ينتقل من شخص لآخر أثناء فترة حضانته، أي قبل ظهور أعراض المرض على من يحمل الفيروس، مما يجعل احتواءه أكثر صعوبة. وقد لا تظهر الأعراض على حامل فيروس كورونا خلال 12 يوما، وقد لا تظهر عليه بالمرة، رغم أنه يظل ناقلاً للعدوى.

وقد تظهرالأعراض لنسبة 1% بين الأشخاص الذين سبق لهم أن خضعوا فعلاً للحجر الصحي لمدة أسبوعين وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية.  وهذا يدفع بعض الباحثين لاقتراح أن تمتد فترة العزل إلى 24 يوماً ، وربما أبعد من ذلك، لتجنب انتقال الفيروس إلى الآخرين.

ويمكن الحكم على شفاء المصابين  ظاهرياً إذا تلقوا اختبارين سلبيين متتاليين بفارق 24 ساعة أو إذا  لم يعانوا من الحمى لمدة 72 ساعة على الأقل بدون استخدام الأدوية وعند تحسن الأعراض الأخرى (السعال أو ضيق التنفس)، وبعد مضي 7 أيام على الأقل منذ ظهور الأعراض لأول مرة.

غير أن دراسة حديثة جداً كشفت أن مرضى فيروس كورونا يظلون ناقلين للعدوى لمدة تصل إلى ثمانية أيام بعد تعافيهم ، وحتى بعد زوال الأعراض، الأمر الذي يستدعي تمديد الحجر الصحي الذاتي لمدة أسبوعين بعد الشفاء للتأكد من أن المتعافين لن يتسببوا في إصابة آخرين.

كورونا في العالم العربي : ما هي وسائل الحماية من الإصابة والحد من انتشار الفيروس ؟

توصي مراكز الوقاية من الأمراض (CDC) باتباع الممارسات الشخصية الجيدة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، في مجالات النظافة العامة والمباعدة الإجتماعية والتغذية الصحية والصحة النفسية:

♦ النظافة الجيدة، والتي تتضمن:

–  تغطية الأنف والفم بمنديل أو بالكوع (عند عدم توفر المناديل) عند السعال والعطس، والتخلص من المناديل المستخدمة،

– غسل اليدين بالصابون بشكل جيد وشامل ومتكرر، وتجنب لمس الوجه قبل غسل الأيدي. ويعتبر لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه او الفم أو العين أهم طرق انتشار المرض.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن غسل اليدين بشكل منتظم بالصابون وشامل أمر بالغ الأهمية في تجنب الاصابة بعدوى بالمرض، حيث يحيط بالفيروس طبقة من البروتين التي تتيح الاندماج مع خلايا الجسم المضيف، والتي تزول بالغسل الجيد للأيدي.

– تنظيف اليدين باستمرار بفركهما بمطهر كحولي عندما يتعذر غسلهما جيداً بالماء والصابون.

– تجنب اللمس المباشر للحيوانات الحية والأسطح التي تلامس تلك الحيوانات.

♦  المباعدة الإجتماعية :

– البقاء في المنزل حتى عندما لا تكون مريضًا، ما لم تكن بحاجة إلى الخروج للضرورة،

– تجنب الاتصال عن قرب بالأشخاص الذين يبدون على غير ما يرام، أو المصابين بالحمى والسعال حيث ينتشر الفيروس من شخص لآخر عبر الرذاذ عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب.

– ممارسة التباعد الاجتماعي (البقاء على بعد ستة أقدام على الأقل من الآخرين).

– ارتداء الكمامات عند ارتياد الأماكن العامة (وسائل النقل، المطاعم.، السوبرماركت..)،

– تجنب  أشكال العلاقات الحميمية مع الناس (العناق والقبلات).

♦  ممارسات السلامة الغذائية الجيدة وهذا يشمل :

–  تناول الأغذية الصحية وخاصة الخضار والفواكه المحتوية على فيتامين ج التي تقوي المناعة. واستنادًا إلى تقارير واعدة من الصين ، تقدم العديد من المستشفيات في نيويورك الآن لمرضاها جرعات عالية جدًا من فيتامين سي لمساعدة أجهزتهم المناعية على مكافحة الفيروس.

– تجنب تناول المنتجات الحيوانية غير المطهوة جيداً مثل الحليب واللحوم لتفادي انتقال الملوثات من  هذه الأطعمة،

– شرب السوائل بكثرة، التي يمكنها أيضاً ازالة أية ملوثات من الفيروسات من منطقة الفم والحنجرة إلى المعدة، حيث لا تستطيع تحمل أحماض المعدة.

♦  العناية بالصحة البدنية والنفسية

– مراجعة الطبيب أو السلطات الصحية عند الشعور بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، وتعريف السلطات برحلاتك الخارجية الحديثة،

– الحصول على قسط كاف من النوم، والاسترخاء مثل التنفس العميق والتمدد والتأمل،

– القيام بنشاط بدني قدر الإستطاعة ، والقيام بالتمارين الرياضية أو اليوغا أو المشي،

– تجنب مشاهدة أو قراءة الكثير من الأخبار السلبية أو قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي،

– التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة من خلال الهاتف أو مكالمات الفيديو،

– الإستفادة من الوقت لقراءة كتاب أو مشاهدة أفلام مسلية ومًبهجة.

كورونا في العالم العربي : هل يمكن علاج مرض فيروس كورونا ؟

لا يوجد لقاح للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس، وقد يستغرق تطوير لقاح جديد عدة سنوات، كما لا يتوفر حاليا أي علاج محدد ومثبت، ولا تستخدم المضادات الحيوية في معالجة الإصابات، لأنها لا تعالج الفيروسات.

لكنّ حجر الزاوية في الرعاية الصحية المقدمة يعتمد على إدخال كمية كافية من الأكسجين إلى جسد المصابين ودعم  أعضاء الجسم الأخرى للقيام بوظائفها، بينما يحارب النظام المناعي الفيروس. وبذلك، يعتمد العلاج حتى الآن على إجراءات أساسية، وهي إبقاء جسم المريض في الحالات الحادة قادراً على أداء عملياته الحيوية، من خلال وضعه على جهاز المساعدة في التنفس لحين اكتمال قدرة الجهاز المناعي لديه على مقاومة الفيروس.

ويعمل العاملون في خدمات الرعاية الصحية على معالجة العديد من الأعراض بناءً على الحالة السريرية للمرضى، لتامين راحتهم بشكل أكبر، ويمكن أن تكون الرعاية الداعمة للأشخاص المصابين فعالة للغاية.

وتختبر المستشفيات فعالية العقاقير المضادة للفيروسات للتعرف على مدى تأثيرها في علاج هذا الفيروس، مستفيدةً من خبرات الدول التي شهدت إصابات واسعة مثل الصين للحد من انتشار المرض.

وتستخدم الأدوية المضادة للملاريا مثل كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين، وكذلك الأدوية المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية . غير أن هذه العلاجات  تحمل مخاطر جانبية كبيرة، ولا تستخدم إلا تحت إشراف طبي مباشر.

وتعتقد أوساط طبية بفائدة التبرع بالدم من الأفراد المتعافين من مرض كوفيد 19 (الإصابة بفيروس وكورونا)، بهدف استخلاص الأجسام المناعية التي ينتجها الجهاز المناعي للأشخاص المتعافين من الفيروس بشكل طبيعي، وتسريع أعمال البحث لنقلها إلى الأشخاص الذين يحتاجون لهذه الأجسام لتعزيز مناعتهم.  وقد سبق أن حقق استخدام البلازما الغنية بالأجسام المضادة فائدة طبية خلال انتشار وبائي الإيبولا وسارس التي تنتمي لنفس مجموعة فيروس كورونا،  ونجح استخدامه في الصين عند انتشار الفيروس على مصابين عانوا من شدة الأعراض وظهر تحسن كبير لدى العديد منهم.

كورونا في العالم  : نظرة شمولية على تطور اعداد الإصابات والوفيات

يبين جدول 1 الدول العشرين التي  تتصدر دول العالم في أعداد الإصابات من فيروس كورونا، وتطور اعداد الإصابات والوفيات في هذه الدول على امتداد خمسة شهور منذ بدأ تسجيل الإصابات الأولى في الصين. وقد تصدرت الصين مشهد تسارع الإصابات في العالم ابتداء من أواخر شهر يناير كانون الثاني 2020 ، والتي بدأت في سوق مدينة ووهان في جنوب جمهورية الصين الشعبية.

وقد سجلت في الصين 278 حالة حتى العشرين من يناير 2020، وكان هناك 4 إصابات خارج الصين، تضمنت حالتين في تايلند وحالة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وكان مصدرها الصين. وارتفع عدد الإصابات في الصين  بأكثر من 42 ضعفاً إلى 9720 حالة في الأيام العشرة الأخيرة من يناير، وبمعدل يقارب الف إصابة يومياً. وانتشر مرض فيروس كورونا في 20 دولة، وكان أعلى الإصابات في اليابان وسنغافورة  وكوريا الجنوبية وتايلند(11-14 حالة)  وشملت بقية الدول الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وكندا والإمارات (3-6 حالات في كل منها).

وكما يبين جدول 1، ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، شهد شهر فبراير شباط طفرة كبيرة في الإصابات في الصين، حيث ارتفع عدد الإصابات في الصين إلى قرابة 80 ألف إصابة بمعدل يزيد عن ألفي إصابة يومياً وبلغ عدد الوفيات 2883 وفاة. وتصدرت دول العالم في حينها كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، وكان هناك 86 وفاة  خارج الصين.

يُظهر جدول 1 أن الصين تراجعت إلى المركز السادس عشر في العالم وتضاعف عدد الإصابات 7 مرات فقط.  هذا في حين قفز عدد الإصابات في الولايات المتحدة من 6  إصابات فقط في شهر يناير (مقابل قرابة 10 الاف في الصين) إلى أكثر من 160 الف في نهاية شهر مارس، وأكثر من مليون في نهاية شهر إبريل وإلى قرابة 1.8 مليون في نهاية مايو .

وقفزت إيطاليا من أقل من 900 حالة  في نهاية فبراير إلى أكثر من 200 الف في نهاية إبريل. ومع عدد وفيات كبير، يقارب 28 ألفاُ.

وقفزت بريطانيا من 20 حالة  إلى 274 ألف، في نهاية شهر مايو أيار ولكن مع عدد وفيات أكبر.

وشهدت البرازيل وروسيا قفزات كبيرة من 1-2 حالة في نهاية فبراير أو يناير، إلى قرابة نصف مليون للبرازيل واكثر من 400 الف في روسيا في نهاية شهر مايو أيار. وزاد معدل الإصابات اليومي في البرازيل خلال شهر مايو عن 13 الف حالة، بينما قارب معدل الإصابات اليومي في روسيا خلال شهر مايو 10 آلاف حالة،

وقد ارتفعت أعداد الإصابات في الولايات المتحدة بمعدل يقارب 30 ألف يومياً ، ومعدل وفيات يزيد عن 1900 وفاة يومياً خلال شهر إبريل، إلا أن أعداد الإصابات انخفضت إلى معدل يقارب 23 ألف يومياً ، ومعدل وفيات يقل عن  عن 1400 وفاة يومياً خلال شهر مايو أيار،

وشاركت البرازيل وروسيا الولايات المتحدة في تصدر المشهد العالمي لكورونا في نهاية شهر مايو أيار.

وبينما بدأت الإصابات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمانيا في التراجع النسبي في شهر مايو ، مع احتفاظها بمراكز متقدمة في عدد الإصابات التراكمي، تقدمت الهند والبيرو وتشيلي والمكسيك، وبدرجة أقل تركيا وإيران،  على سلم الإصابات، و انتقلت إلى قائمة الدول العشرين الأولى في الإصابات السعودية والباكستان وقطر.

كورونا في العالم العربي

يبين جدول 2 أعداد الإصابات والوفيات من فيروس كورونا في العالم العربي.

وقد شهدت الإمارات العربية المتحدة أول إصابات كورونا في العالم العربي تضمنت إصابة أربعة أفراد من عائلة صينية واحدة ، كانوا قد قدموا من مدينة ووهان في الصين في أواخر كانون ثاني يناير 2020.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية،  شهد شهر فبراير شباط تسجيل 45 إصابة في الكويت و38 إصابة في البحرين، و15 إصابة جديدة في دولة الإمارات و 8 إصابات في العراق و 6 إصابات في سلطنة عمان، وحالتين في لبنان، وحالة في كل من الجزائر ومصر،  وكان المصدر الرئيسي لمعظم الحالات من إيران.

وشهد شهر مارس آذار قفزة كبيرة جداً في أعداد مصابي كورونا في العالم العربي من  120 حالة إلى أكثر من 8 آلاف إصابة،

وتصدرت مشهد الإصابات السعودية وقطر ومصر والعراق والإمارات والمغرب والجزائر وكان هناك أكثر من مائتي وفاة تركزت في العراق ومصر والمغرب والجزائر.

وزادت وتيرة إصابات كورونا في العالم العربي من معدل يومي 258 حالة في شهر آذار مارس، إلى معدل يومي 2350 حالة في إبريل نيسان وارتفع عدد الإصابات بأكثر من 200 ألف حالة.  وشكلت الإصابات في السعودية وقطر والإمارات والمغرب  ومصر والكويت والجزائر  83% من الإصابات المُسجلة والمُعلنة لمرض كورونا في العالم العربي.

وزادت وتيرة إصابات كورونا في العالم العربي خلال شهر مايو ايار  إلى معدل 6700 حالة يومياً  وارتفع عدد الإصابات بأكثر من 70 ألف حالة.  وشكلت الإصابات في السعودية وقطر والإمارات والكويت ومصر 79% من إجمالي الإصابات في العالم العربي، وشكلت الوفيات في مصر والجزائر والسعودية 58% من إجمالي الوفيات العربية.

وقد قفزت أعداد الإصابات بصورة كبيرة  خلال شهر مايو أيار في اليمن من 6 حالات إلى أكثر من 300 إصابة،  وتضاعفت أعداد الإصابات في السودان أكثر من 10 مرات، وفي الكويت أكثر من ستة مرات.

وتضاعفت أعداد الإصابات خلال شهر مايو أيار في السعودية وقطر ومصر وعمان والبحربن قرابة اربعة مرات،  بينما تضاعفت قرابة ثلاثة مرات في دول الإمارات والجزائر والعراق والصومال وجيبوتي وسوريا.  وزادت  الإصابات باقل من الضعف في بقية الدول.

 

يُحدث على مدار الساعة                         https://coronavirus.jhu.edu/map.html
 يُحدث  على مدار الساعة           https://www.worldometers.info/coronavirus/
https://www.mirror.co.uk/all-about/coronavirus-1
https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-51501472
https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/symptoms-testing/symptoms.html
 يُحدث يومياً          https://www.who.int/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/situation-reports
https://www.chla.org/blog/health-and-safety-tips/novel-coronavirus-what-you-should-know-arabic
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/coronavirus/coronavirus-facts-infographic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *