الخط العربي [7]| نجيب نقاش وآخرون … حروفية عربية بأيدي غير عربية

الشمائل التترية: من لوحات نجيب النقاش

الخط العربي| الحروفية العربية … رسم تشكيلي بأيدي غير عربية

تركزت المقالات السابقة حول الخط العربي، على الخطاطين من إصول غير عربية، محمد زكريا وإلينور هولند ونوريا جارسيا ونور الدين مي وفوآد هوندا، وكبيرهم التركي حسن الجلبي الذي علمهم سحر الخط العربي. وهم جميعا يلتزمون بقواعد كتابة الخط العربي التي تعلموها في المدرسة العثمانية الحديثة الأكثر حرفية ومهنية في الخط العربي.

وقد جاء الإهتمام بنشر قصص الخطاطين غير العرب ، في ضوء الدور  الهام الذي يلعبونه في نقل الخط العربي للعالمية ونشر الثقافة العربية والإسلامية.


موضوعات ذات صلة
الخط العربي| دُرًةَ الفن الإسلامي.. الذي ولد في العراق
الخط العربي [1]|الخطاط فوآد هوندا الذي نقل الخط العربي للجزيرة اليابانية
الخط العربي [2] | الخطاط نور الدين مي غوانغ الذي يكتب الخط العربي بحروف صينية
الخط العربي [3]| الأميركي الأوروبي محمد زكريا سفير الفن الإسلامي في أميركا
الخط العربي [4]| الإيبيرية نورية غارسيا التي نقلت الخط العربي للعالمية
الخط العربي[5]| الأميركية إلينور هولند…نجمة ساطعة في الخط العربي واللاتيني
الخط العربي [6] | التركي حسن الجلبي.. رائد المدرسة التي نقلت الخط العربي إلى العالمية
كريم جعفر من المغرب| سفير الثقافة العربية في فرنسا
اللغة العربية في ميزان اللغات العالمية

وهناك أعلام كبار في الخط العربي في مصر والمغرب والسعودية والإمارات وسوريا ودول عربية أخرى، الذين تتناول انجازاتهم عشرات المواقع الإخبارية على الشبكة العالمية للمعلومات.

وتتناول هذه المقالة ثلاثة خطاطين من غير الدول العربية أو الإسلامية، نجيب نقاش وفلاديمير بوفوف من جمهورية تتارستان في الإتحاد الروسي، والأمام يحيى من الصين  الذي تَدرب على الخطَ في مصر والمدينة المنورة.

وتنحو كتابات هؤلاء الفنانين للخط العربي في اتجاه الرسم التشكيلي، حيث تستخدم الخطوط والألوان والأشكال والصور،  دون التقيد بقواعد كتابة الخط العربي. ولكنهم، شأن بقية الخطاطين غير العرب، يقومون بدور ثقافي هام من خلال نقل الخط العربي إلى محافل عالمية، والتعريف بفن الخط ونشر جوانب حضارية مضيئة من الثقافة العربية والإسلامية.

نجيب نقاش .. من تتارسان في الإتحاد الروسي

نشأة نجيب نقاش

ولد نجيب اسماعيلوف Nazip Faizrakhmanovich Ismagilov (والذي يشتهر باسم نجيب نقاش) في عام 1948 في قرية أوسالي في إقليم  ماماديسكي شمالي جمهورية تتارستان  (أرض التتار)  في الإتحاد الروسي، والتي يزيد فيها السكان المسلمين عن نصف السكان.

درس نجيب نقاش في جامعة الفنون في موسكو  بالمراسلة، وتخرج منها في عام 1972.   ثم درس في قسم الأداب واللغات في قازان، عاصمة تتارستان، وتخرج في عام 1979.   وعمل باحثًا مشاركًا في معهد ج. إبراهيموف للغات والأدب والتاريخ في قازان ولا يزال يعيش فيها.

ويتمثل نشاطه الرئيسي في دراسة الأدب التتري في العصور الوسطى وإعداد نصوص الأدب القديم للنشر، حيث  نشر عدة كتب ومقالات بحثية كثيرة،  فضلاً عن احترافه للخط العربي.

الخطاط نجيب نقاش

نشأ نجيب نقاش في بيئة مسلمة، وشاهد في طفولته المبكرة لوحة خط لأية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة في القرآن الكريم) في بيت جده من نوع الشمائل.  وقد أسَرَه الخط العربي، وظن أن لهذا الخط الجميل سر، عليه أن يكتشفه.

كانت تلك بدايته مع الخط العربي،  وبدأ في التدرب على الخط العربي في طفولته، وشجعته أسرته على تنمية موهبته، إلى أن بدأ بمزاولته.

لم يتعلم نجيب نقاش في مدارس الخط العربي، ويستخدم أنماطًا مختلفة من الحروف العربية دون التقيد بقواعد محددة لكتابة الخط.  كثيراً من اعماله هي من الشمائل، ويراعي التناسبية في تصميم اللوحات، ويركز في لوحاته  على الصور والرموز الدينية والأشكال والإستخدام الكثيف للألوان المحلية لأغراض الزخرفة التي تغرس الروح التترية في الفن الإسلامي التقليدي.

أعد نجيب نقاش لوحات من الفسيفساء لمساجد في قازان، ونشر أكثر من مائة وخمسين من أعماله الخطية في التقويمات والصحف والمجلات في تتارستان. وتحظى خطوط الطغراء والشمائل بالخط العربي بشعبية كبيرة لدى مواطني تتارستان ، وقد أعد المئات منها وبعضها مصممة على الزجاج لأغراض تجارية.

يبرز في الشمائل (ومفردها شَميلة ويُقال شِمال أيضاً وتعني حرفياً الأخلاق) الحروف العربية بتشكيلات فنية ويحاط بها الزخارف، فهي كلمة وصورة.  وهناك حرية أكثر في استعمال الحروف وأنواع الخطوط والأحجام. وتسمى الشمائل بالحليات في العراق وفي ثقافة الخط العربي في المدرسة العثمانية المعاصرة.

والشمائل هي شكل هام من اللوحات الخطية الورقية أو على واجهة زجاجية، وهي واسعة الإنتشار في المنزل التتري أو الإسلامي التقليدي في روسيا، وتقام لها معارض في الجمهوريات التي يدين كثير من سكانها بالإسلام  في الإتحاد الروسي.

والشمائل ذات طبيعة رمزية تضم نصوصاً قرآنية أو تعاليم أخلاقية نابعة من الإسلام في تركيبة زخرفية ورموز روحية وللنباتات والحيوانت.  وتعلق الشمائل عادة فوق أبواب المداخل لأسباب روحية، وطلباً للعناية الربانية وبركة المسكن عوضاً عن اللوحات التي تعلق لأغراض الزينة.

وقد نظم معرض ” فن الشمائل التتري”  في متحف الشرق الحكومي في موسكو في إبريل نيسان 2009 ، عُرضت فيه 70 لوحة فنية تجمع بين فن الخط العربي والفن التشكيلي بين الكلمة والصورة شمل لوحات لنجيب نقاش وفلاديمير بوبوف.  كما نظم معرض آخر في قازان في تاتارستان في عام 2011، ومعرض لفن الشمائل في في متحف الدولة التاريخي والمعماري والفني “قازان الكرملين” في يونيو حزيران 2018.

ويحظى الخط العربي باهتمام واستحسان الجمهور في معارض الخط، رغم عدم معرفتهم باللغة العربية، الأمر الذي يعني أن الخط العربي هو فن في المقام الأول. فالخط العربي فن عابر للغات والثقافات كالموسيقى ويستطيع الناس تذوقه، بصرف النظر عن لغتهم أو ثقافتهم.

وقد مُنح نجيب نقاش في عام 1998 لقب فنان الشعب في تتارستان تقديراً لجهوده المتميزة في إحياء تقاليد الخط التتري ونشر ثقافة التذوق الفني في المجتمع.  وهو عضو في اتحاد الفنانين في تتارستان منذ عام 2001 وفي غرفة الفنون الحرفية والمهارات اليدوية في تتارستان منذ عام 2002.   وقد قام بتدريس الخط في معهد التتار الحكومي للإنسانيات لمدة 8 سنوات ودَرس الجامعة الإسلامية الروسية لمدة 6 سنوات.  وينشط طلابه اللامعين في أعمال الخط، ومنهم فلاديمير بوفوف،  ويشاركون في معارض عالمية للخط.

إنجازات الخطاط نجيب نقاش

كان لنجيب نقاش إسهامات كبيرة في فن التتار الحديث، إذ قام بإحياء فن التتار الزخرفي، والذي غاب منذ أكثر من ثمانين عامًا عن اللغة التترية باستخدام الحروف العربية.

واللغة التترية هي من مجموعة اللغات التركية المستخدمة من قبل شعب التتار. وكان نظام الكتابة يستند إلى الحروف العربية حتى عام 1927 (وكذلك في تركيا )، حيث جرى التحول للحروف اللاتينية.  لكن الأبجدية العربية لا تزال جزءً من الثقافة التترية وتستخدم إلى جانب الروسية.

وشارك نجيب نقاش في العديد من المعارض المحلية والدولية في إيران في عام  2003 وفي فرنسا في عام  2004  وفي تركيا في عام 2006.  وقد نظم خمسة عشر معرضاً فردياً،  ويجري عرض أعماله في متاحف قازان، وفي معارض فنية كثيرة في تتارستان وجمهوريات أخرى في الإتحاد الروسي وله أعمال في مجموعات خاصة أجنبية.

وأصبح للخط مسابقات دولية في قازان عاصمة تتارستان يشارك فيها نجيب نقاش عضو الاتحاد الوطني للخطاطين بفعالية،    وتعد بالتعاون مع المتحف المعاصر للخط وبدعم من المؤسسة لدعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم للترويج للخط العربي والتعريف بالجوانب الحضارية المميزة للثقافة الإسلامية.

فلاديمير بوبوف .. من تتارسان في الإتحاد الروسي

نشأة فلاديمير بوبوف

فلاديمير بوبوف من مواطني جمهورية تتارستان (أرض التتار) في الإتحاد الروسي (حالياً) التي تقع على سفوح جبال الأورال الغربية على الحدود الأوربية الروسية.

وقد ولد فلاديمير بوبوف Vladimir Popov في عام 1924  في ماريوبلي في أوكرانيا (في الاتحاد السوفيتي السابق) ، وخدم في الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، وحصل على كثير من الأوسمة الوطنية.

التحق بمدرسة الفنون في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان في عام 1947 بعد انتهاء الحرب، وتخرج منها في عام 1951. وهو عضو في اتحاد الفنانين منذ عام 1961، وحاصل على لقب فنان الشعب من الاتحاد السوفييتي السابق وفنان شرف في تتارستان والاتحاد الروسي في عام 2003.

الخطاط السبعيني فلاديمير بوبوف

بدأ فلاديمير بوبوف حياته الفنية في مجال رسم المناظر الطبيعية  ثم اتجه إلى الرسم المائي ورسم الكتب،  لكن الخط العربي كان هو الفن الذي لمس شيئا في روحه في عمر 72 سنة، في تسعينات القرن الماضي، حتى أنه يقول أنه حلم بصوت من السماء يدعوه لكتابة الخط العربي.

وجد أن الأبجدية العربية فريدة من نوعها، إذ تكون الحروف فيها في الكلمة متصلة، خلافاً عن اللغات اللاتينية.  ووجد أن هناك  أكثر من 20 نوع من الخط في الكتابة العربية؛ الكوفي، والثلث والنسخ وغيرها الكثير.  ويتم كتابة كل حرف في الكلمة بشكل مختلف حسب موقعه في الكلمة، ويمكن للأحرف أن تأخذ تشكيلات هندسية كثيرة، وقال: إنه فن متطور.

تعلم الخط العربي من الخطاط التتري نجيب نقاش  واهتم بالشمائل التترية، وتبحر في الخط، دون ان يعرف اللغة، وأصبح صاحب خط خاص كما يقول نجيب نقاش.

زار متحف الدولة للفنون الشرقية في تسعينيات القرن الماضي ليطلع على أشكال الطغرة لأساتذة مشهورين في الخط العربي، لكنه فوجىء بغيابها عن المعرض وهو المعجب بها، ووجد أن العالم الإسلامي الشرقي، ربما قد نسي هذا النوع من الخط .

كان ذلك دافعاً لفلاديمير بوبوف لأن ينشط في رسم الطغراء Tugra، والتي تظهر كثيراً في أعمال نجيب نقاش، وهي أحد اشكال الخط العربي التي عرفت في الدولة العثمانية، كأختام شخصية.

عمل فلاديمير بوبوف على تشكيلاته الخطية الحرة، دون التقيد بقواعد الخط العربي التي تلتزم بها الدرسة العثمانية الحديثة للخط العربي وكل من تتلمذ فيه. وعمل في الخط العربي،  بما في ذلك تشكيلات الطغراء، على المزج بين الفن التقليدي والمعاصر وبين فنون الشرق والغرب.  وقد تعلم سبعة خطوط عربية وأدخل عليها تغييراته الخاصة به، رغم أنه لم يتعلم القراءة أو التحدث باللغة العربية.

ولكن الحروف العربية كانت موجودة في اللغة التترية ذات الأصول التركية، والتي كانت تكتب بحروف عربية قبل أن تتحول اللغة التترية الرسمية للكتابة بحروف لاتينية (كما التركية) منذ عام 1927، وهي معروفة في تتارستان ولا تزال تستخدم إلى جانب الروسية.

يحفظ فلاديمير بوبوف شكل الحروف والآيات كما يقول نجيب نقاش، ويقول الناقد الفني التتارستاني روسي إيفان ماركوس إنه ينظر للسماء ويسمع ما يقوله الله.

لا يعرف فلاديميرالمعنى العميق لما يرسمه مما يؤشر أنه يرسم الخطوط العربية ولا يكتبها.  وهو يعتمد على الجمال الذي يرى أنه يميز فن الخط العربي.

إسهامات فلاديمير بوبوف

انتج فلاديمير بوبوف مئات اللوحات الخطية،  واشتهر في السنوات الأخيرة دوليًا في فن الخط العربي، وهو الآن في التسعينيات من عمره. وقد كان له إسهامات في الفن الروسي والتتري، وفي التعريف بالثقافة الإسلاميةعالمياً.

شارك في 30 معرضًا في داخل الاتحاد الروسي في متحف الدولة للفنون الشرقية في موسكو ومتاحف أخرى، وفي المركز الروسي للعلوم والثقافة في القاهرة، وفي معارض في ألمانيا وإيطاليا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا ومنغوليا وإيران وكوريا ومصر ولبنان وسوريا.

وشكل الخط العربي الإسلامي علاقة فريدة بين الفن والكلمة المقدسة من القرآن الكريم، وكان عنصراً هاماً في الثقافة في المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ.  وجاء مشروع فن الخط من أجل السلام برعاية المركز التتري الياباني للثقافة والإعلام في قازان عاصمة جمهورية تتارستان لإقامة معرض متنقل يهدف للجمع بين خطاطين من دول مختلفة، ويحمل رسالة سلام مشتركة.

وشارك في المعرض المتنقل لفن الخط من أجل السلام خطاطون من نيوزيلندا وتركيا والمغرب،  ولكن المعرض اعتمد بشكل أساسي على قرابة 120 عملاً من الطغراء والتشكيلات الخطية والشمائل لفلاديمير بوبوف .

وقد  بدأ المعرض المتنقل رحلته في في أنقرة في تركيا في عام 2010 ، ثم انتقل إلى الرباط وفاس في المغرب، وعمان في الأردن ثم كازان في تموز 2013. وقد منعته مشاكل صحية (وقد بلغ 89 سنة)  من إقامة المعرض في الصين ولاوس كوريا الشمالية ومنغوليا.

كما شارك في معرض فن الشمائل في متحف الدولة التاريخي والمعماري والفني “قازان الكرملين” في يونيو حزيران 2018.

وقد تتلمذ على يديه روزا هوزينا وجولناز إسماعيلوف .وقد شاركتا في المعرض الدولي للخط في عام 2011، ويحتفظ متحف الخط العربي المعاصر في موسكو ببعض أعمالهن.

الإمام يحيى صالح… من الصين

الإمام يحيى صالح من الصين، (واسمه الصيني ما يى بينغ Ma Yi Ping) هو الأمام الثاني لمسجد شيان الكبير الذي أقيم في القرن الثامن، ولا يزال قائما، وخضع لأعمال الصيانة من الأسر الحاكمة في الصين على مر القرون.  وهو إمام مسجد بيصار، أحد سبعة عشر مسجداً في مدينة شيان، وهو لذلك معروف في المجتمع الإسلامي في شيان.

ومدينة شيآن  هي عاصمة مقاطعة شانسي، وواحدة من مدن الصين القديمة. وكانت المدينة أول محطة على طريق الحرير، وأصبحت بذلك، المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للصين في حينه.

تأثرت الصين بانتشار الإسلام في بداية عهده في القرن السابع، إذ كانت الأجزاء الكبرى من طريقي الحرير البري والبحري من الصين واقعة في ديار الإسلام.  وشكل العالم الإسلامي في حينها كتلة اقتصادية عالمية كبيرة، الأمر الذي عزز العلاقات التجارية بين الصين والعالم الإسلامي وساهم في تسهيل التجارة إلى أوروبا.

يمتلك الإمام يحيى متجراً صغيراً في شيان قرب مسجد شيان يبيع أعمال الخط الإسلامي في الحي المسلم في المدينة، قرب مكان إقامته. ويعمل مدرسًا دينيًا لأطفال شيان ولمن يشرعون في الحج ويرغبون في تعلم شعائره.

نشأة الإمام يحيى

ولد الإمام يحيى في عام 1963 في مقاطعة شانسي Shaanxi في وسط الصين لعائلة صينية مسلمة. قرأ القرآن في طفولته من نسخة من القرآن مكتوبة بخط اليد تحتفظ به  أسرته منذ 750 عامًا وانتقلت من جيل إلى جيل.

أصبح مهتمًا جدًا بتعلم الخط العربي بسببه كتابة الخط التي شاهدها في قرآن الأسرة، وفي العاشرة من عمره كتب أول مخطوطة باللغة العربية. ودفعته رغبة والده في العلوم الدينية إلى الالتحاق بمعهد العلوم الإسلامية في بكين عام 1990.

توجه إلى مصر في علم 2012 حيث درس في الأزهر الشريف، ثم توجه إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية حيث تعلم فن الخط العربي، وسرعان ما أصبح عضوا في جمعية الخط العربي بالمملكة.

عاد الإمام يحيى إلى وطنه، وواجه تحديات للابتكار والإبداع في الخط العربي، مع مراعاة التقييد بالقواعد الأساسية التي تعلمها من خلال الالتحاق بمعاهد متخصصة ومراكز تعليم رسمية.

استخدم الوسائل التقليدية في كتابة الخط،  ولكنه عمد إلى المزج بين فن الخط العربي والفن التشكيلي الصيني.

وعمل على كسر حاجز اللغة أمام القارئين العرب والصينيين في كتابة اللوحات،  من خلال المزج بين الأحرف الصينية التي تعتمد على الشكل في توصيل المعنى، والأحرف العربية التي لا يرتبط معناها بالضرورة بطريقة كتابتها.

وجد أن من الأسهل تطويع الأحرف العربية ومدها ، حيث أنها تقبل المد، وفق ما يقتضيه المعنى الصيني من دون أن يؤثر ذلك على مسار المعنيين، بالعربية والصينية. وهو ما نجح فيه كما يرى مراقبين لأعماله ولوحاته في مخاطبة المتابعين للخط العربي، من خلال الجمع بين الثقافتين في لوحة واحدة، والوصول إلى لوحة ثنائية اللغة، تُقرأ بالعربية والصينية.

أنتج مئات اللوحات التي تمازجت فيها الثقافتين العربية والصينية.وقد أضفى ذلك على أعماله بُعداً جمالياً، فحل ضيفا على العديد من المتاحف والمعارض الفنية، في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية، ومنها مشاركته في المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنات والزخرفة في الجزائر في عام 2016.

ويعمل الإمام يحيى على كتابة آيات من القرآن بخط كبير باستخدام أسلوبه الخاص في مجلدات كبيرة لأغراض تجارية، وقد أنتج اربعة مجلدات منها .

وهناك عدة خطاطين مسلمين في الصين  ولكن القليل منهم من حالفهم الحظ وتعلموا أصول فن الخط العربي في مدارس ومعاهد رسمية، حيث اقتصر تعلم هذا الفن لسنوات طويلة مقصورا على بيوت الأئمة والمساجد.

خطاطين من أصول غير عربية وغير إسلامية

بابلو (خالد) كاسادا من إسبانيا   ولديه إجازة في الخط من حسن الجلبي وفرحات كورولو ونورية جارسا

وهو خطاط متميز لديه مجموعة كبيرة من اللوحات الخطية

جوش بيرر من الولايات المتحدة

إدوارد ديماسوف من روسيا 

خطاطين في الصين Ma Ming Qing (Ibrahim) و Mao Zhan Ming

الإمام محمد فوديل من الصين 

الأمام عبد الواحد بيدرسون من الدنمارك

المصادر

https://bit.ly/30AEfeo
https://bit.ly/2ZhcOcH
http://vlademir.ru/Calligraphy
https://www.calligraphy-museum.com/en/participants/ru/Nazip_Ismagilov
https://www.theworldofchinese.com/2014/12/the-secrets-of-chinese-arabic-calligraphy/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *