العراق أرض الحضارات (1) | أول من أقام دولة القانون.. واليوم..من الأكثر حاجة لها في العالم

العراق أرض الحضارات : حضارة بلاد الرافدين

تعتبر العراق .. بلاد ما بين النهرين واحدة من أقدم الثقافات في العالم، والتي ساهمت في إغناء التراث الإنساني. وقد تعاقبت الحضارات على مر التاريخ منذ آلاف السنين قبل الميلاد، وخلقت تراثاً حضارياً ثرياً ومتنوعاً.

.. فالعراق أول من عرف استقرار الانسان عند ضفاف انهاره الكثيرة، واكتشفت فيه الزراعة، ونشأت فيه أول تجمعات انسانية .. مدينة أور، وعرف أول دولة في التاريخ للسومريين الذين عرفوا العجلة والري .. وأول وأول …


موضوعات ذات صلة
العراق أرض الحضارات (2)|العهد الملكي.. دولة وطنية جامعة…في انتظار تجديد المسيرة
مدن عربية | مدينة المنصور بغداد … حاضرة الدنيا .. وملتقى طرق العالم (1)
مدن عربية | دار السلام بغداد… التي قيل فيها يوماً؛ من لم يرها.. لم يرى الدنيا ولا الناس (2) 
أهوار العراق | تراث إنساني عالمي لبلاد الرافدين أنقذته رحمة السماء في نهاية آذار 2019
معالم حضرية عربية| برج ساعة الأعظمية…تجربة كاشفة لحضارة العراق
زها حديد| سيدة العمارة في العالم من العراق

ورغم تعرض العراق لموجات متلاحقة من التدمير من غزاة استهدفوا حضارته خلال القرون الثالث عشر وحتى السادس عشر، ومن عصابات إجرامية وهدامة بأجندات خارجية خلال العقدين الأخيرين تحمل شعارات زائفة لمذاهب دينية متعددة، فإن معالم حضارته لا تزال آثارها ماثلة حتي يومنا هذا، شاهدة على قدرتها على الإستمرارية والنهوض من جديد.

وكان من أهم مظاهر حضارة بلاد الرافدين اختراع الكتابة المسمارية، وتخطيط المدن وتطوير قوانين وأنظمة ضمت تشريعات غير مسبوقة لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد أسهمت هذه الإنجازات في التطور الحضاري وكانت مصدر إلهام لكثير من حضارات العالم.

وتُعدّ شريعة حمورابي مؤسس الدولة البابلية الأولى التي حكمت بلاد الرافدين قرابة ألفي عام قبل الميلاد، أول منظومة قانونية متكاملة في التاريخ تضم ما يقارب  ثلاثمائة من القوانين الإجتماعية الناظمة للحياة تتمشى مع ذلك العصر.

وقد وضعت تشريعات حمورابي قواعد دولة المؤسسات، الأمر الذي تمس إليه الحاجة في عراق اليوم؛ الحوكمة ودولة المواطنة وسلطة القانون.

العراق أرض الحضارات :  ما قبل الدولة الوطنية في العراق المعاصر

خلقت ظروف الحكم العثماني والعصور السابقة له في العراق، بيئة مواتية لتعزيز القبلية والطائفية والمذهبية، وسادت القيم والأعراف العشائرية التقليدية،  شأن كثير من المجتمعات العربية في الهلال الخصيب والجزيرة العربية.

وقد عزز التخلف الإقتصادي الذي ساد المنطقة لقرون، وضيق سبل العيش من المنافسات والصراعات المحلية والمناطقية والولاءات الفرعية، وأصبحت القبيلة والعشيرة والطائفة والمذهب هي الوطن (الإفتراضي)، وغاب مفهوم الولاء الجامع للدولة والوطن.
كان للقبيلة والطائفة والمذهب وظيفة ودور اجتماعي هام في مرحلة ما قبل الدولة، بديلاً عن سلطة القانون. ولم يشهد العراق حتى تأسيس الحكم الوطني في بداية القرن العشرين دولة ذات سيادة وطنية وحكم مركزي.

كانت الحرب العالمية الاولى لحظة فاصلة في تاريخ العراق، إذ شكلت نقطة تحول كبيرة، بانتهاء عصر الخلافة الاسلامية للدولة العثمانية، والتي عزلت العراق ودول عربية اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً عن العالم لمئات السنين.

ومع أن العراق وقع تحت الإحتلال البريطاني بموجب اتفاقية سايكس بيكو، إلا أن ذلك فتح نافذة للتحديث عبر الإحتكاك مع عناصر الحضارة الاوربية، والإنفتاح على أفكار جديدة حول الديموقراطية وإدارة الدولة وتطور العلوم والتقنيات الحديثة.

العراق أرض الحضارات : مرحلة الحكم الوطني (العهد الملكي)  (1921-1958)

احتلت بريطانيا العراق في نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1916، ونَصَبت إدارة مدنية بريطانية. وفي أعقاب ثورة عام 1920، ومؤتمر القاهرة، نُظم استفتاء شعبي ونودي بفيصل الأول ملكاً على العراق في عام 1921.

تقاطعت مصالح سلطة الاحتلال البريطانية في بناء مؤسسات لتمكينها من السيطرة على العراق، مع مصالح سلطة الحكم الوطني في بناء دولة ووضع دستور في عام 1924 وإجراء انتخابات برلمانية وتأسيس نواة للجيش العراقي الوطني وإقامة بنية مؤسسية مدنية وطنية للادارة والتعليم والصحة والزراعة والري والقضاء وغيرها لم يعرفها العراقيون قبل ذلك.

تميز الجيل المؤسس لسلطة الحكم الوطني العراقي (1921-1958) بطموحات لخلق مجتمع جديد ودولة حديثة ذات نزوع قومي ووطني وليبرالي. كان الهدف تشكيل نخبة سياسية واجتماعية طليعية تضم عرباً وكرداً وتركمان من مختلف الطوائف والمذاهب، تقود البلاد نحو التوحيد والاستقرار وبناء مؤسسات سياسية ومنظمات اجتماعية وثقافية.

تأسس خلال سلطة الحكم الوطني احزاب سياسية ومنظمات اجتماعية وثقافية، وصدرت عشرات الجرائد والمجلات وبُنيت عشرات المدارس والكليات المتوسطة والجامعية والمرافق الصحية.  وتحقق استقلال العراق ووقع اتفاقيات أنهت مشاكل الحدود مع  تركيا وإيران والسعودية.

كانت وفاة الملك فيصل الأول في عام 1933 خسارة جسيمة إذ كان عهده علامة فارقة في تاريخ العراق الحديث. وقد عمل على إعمار العراق وبناء دولة مدنية وحياة برلمانية وحزبية تنفتح على الحداثة الغربية رغم التخلف والانقسامات القومية والدينية والمذهبية والقبلية والصعوبات والمعوقات التي كانت تضعها السلطة المحتلة.

ولم تتمكن النخبة السياسية في عهدي الملك غازي وفيصل الأول من مواصلة انتهاج كثير من افكار وسياسة الملك فيصل لإرساء أركان الدولة الحديثة وتعزيز سلطة الحكم الوطني تحت راية عراقية واحدة.

ورغم كل ما يقال عن سلطة الحكم الوطني وخاصة الإمير عبدالإله الوصي على العرش ونوري السعيد والعائلة الحاكمة عموماً، وبعض مما قيل كان صحيحاً، فقد عُرفت العائلة المالكة بالحكمة والبساطة ونظافة اليد وعدم مس الأموال العامة ولم يكن لديهم أي عقارات أو أموال داخل العراق أو خارجه.

ساد النخبة الحاكمة سلوك رجال الدولة، فأداروا دولة مؤسسات يحكمها دستور وبرلمان منتخب ومجلس شيوخ وجيش وطني. وأنشأوا مجلس إعمار، خُصصت له معظم موارد النفط ونجح في إنجاز عدد كبير من مشاريع الإنمائية في جميع محافظات العراق.

شملت المشاريع المنجزة  المدارس والكليات ومرافق الصحة وبنية قضائية ومتاحف وإذاعة وأول تلفزيون في العالم العربي وسدود وجسور ومرافق للكهرباء وطرق وسكة حديد ومشاريع إسكان وتعاونيات ومصرف زراعي، ودعموا إنشاء عدد كبير من المصانع، وأسهموا في توحيد العراق شعباً وأرضاً ومياها دون تمييز بين أبناء العراق أيا كانت القومية أو الطائفة أو المذهب.

العراق أرض الحضارات : 60 عاماً من القفز في المجهول

أخرجت حركة الضباط  في عام 1958 العراق عن مسار تطوره الديمقراطي الطبيعي، الذي بدأ بقيام الدولة الجديدة عام 1921، لتضعه على مسار مجهول غير متوازن افتقر إلى تخطيط بعيد المدى،  وهو ما يحتاجه بناء أي دولة تسعى أن تقف في مصاف الدول الحديثة الناجحة.

كانت تصورات قادة الحركة رومانسية لإقامة الجمهورية العراقية الأولى وسعوا لإقامة دولة مثالية جديدة إذا سلمنا بحُسن نواياهم.  وكانت معرفتهم محدودة في مجالات إدارة شئون الدولة اقتصاديا وسياسياً وفي إدارة العلاقات الدولية المتشابكة.  ولم يدرك ضباط الحركة صعوبة تسيير الأوضاع في تلك الظروف، وكانت قرارتهم فردية، ولم تكن لهم دراية بآلية اتخاذ القرارات وفق أفضل المعلومات التي توفرها أجهزة الدولة وفي إطار القوانين والأنظمة في إطار مؤسسي شامل.

سادت شعوب المنطقة العربية، بما فيها العراق، في بداية النصف الثاني من القرن العشرين تيارات قومية جارفة وشعارات حالمة لم يكن لدى الدولة الجديدة أو الرافعين لها أي خطة عمل واقعية لتحقيقها. وأشاعت الأنظمة المتوالية الإستبداد وتوالت تصفيات قياداتها حتى انتهى الأمر باحتلال أميركي للعراق.

وقع العراق ضحية لعصابات إرهابية إجرامية محلية وخارجية وتدخلات خارجية، وغياب قيادات قادرة على إدارة دولة في إطار سلطة القانون وبأي درجة من الحوكمة والمساءلة والشفافية، وكان من نتيجة ذلك، أن جرى تدمير لبعض من أهم حواضره ووعلى رأسها مدينة الموصل العريقة، وتم تشريد أهلها.

وبينما عملت سلطة الحكم الوطني 1921-1958 ، على دمج القبائل والعشائر والطوائف في المجتمع المدني وتطوير طبقة وُسطى مُتنورة تقود عملية التحديث والتقدم، وغابت المحاصصة الطائفية والقومية والمذهبية عن المناصب القيادية في الدولة في رئاسة الوزراء وقيادات الجيش والوزارات السيادية والتي لا مكان لها في الدولة الحديثة؛ دولة سلطة القانون والمواطنة.

فأن السلطات التي سادت العراق في العقود الستة الماضية، وجدت أن تثبيت سلطتها يتطلب دمج القبيلة بالمؤسسة العسكرية أو الدينية مناطقياً أو سياسياً أو طائفياً ومذهبيا لتكوين قاعدة إسناد لأجهزة الدولة، واستطاعت التحكّم بنواحي متعددة من الحياة وفرضت قيما تتعارض مع توجهات التطوير والتحديث ليأخذ العراق مكانه اللائق في العالم. وتداخلت القيم والأعراف العشائرية بقيم وأعراف المؤسسات العسكرية والسياسية والدينية والحياة الحضرية. وتولدت أشكال من التماسك التقليدي الذي ساعد على تمركز السلطة في يد القبيلة أو المؤسسة الدينية على حساب الدولة البرلمانية التقليدية والمنظمات المدنية وتم إضعاف الطبقات الاجتماعية وبخاصة الطبقة الوسطى وتفكيكها.

أدى تعزيز العلاقات العشائرية لاعادة انتاج قيمها وتقاليدها وترسيخها وإعادة استخدام القوانين العشائرية، كالدية والفصل (تقديم شابات كدية) والنهوة (منع زواج البنت دون موافقة إبن العم) والبدل والثأر والحسم وغيرها، وتحولت العشيرة والطائفة والسلطة الدينية الى بديل عن سلطة القانون ومؤسسات المجتمع المدني وباتت تهدد هيبة الدولة ووحدة المجتمع وأمنه واستقراره.  

أفرزت هذه الظروف غياب روح الانتماء للوطن والولاء للدولة الحديثة والمواطنة. ونجحت القبيلة والطائفة في تنظيم نفسها للقيام بدور سياسي رئيسي في العقود الستة الماضية، ومنعت الاندماج بين طبقات وفئات المجتمع المختلف في جميع الحواضر . واكتسب الولاء للقبيلة والطائفة بقيمها وأعرافها ذات الخصائص الابوية طابعاً سياسياً بمرور الوقت باعتبارها تكوين اجتماعي – ديني يقوم على نمط محدد من الممارسة الدينية او المذهبية.

ويشهد العراق منذ عام 1958 تدهوراً مستمراً في البنية الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وتمزيقاً لنسيجه الاجتماعي، ومعاناة إنسانية كبيرة حسب تقرير لوكالة التعاون الدولي السويدية في نوفمبر 2018.

وتعاني مدن العراق ضعفاً شديدا في المرافق العامة الإجتماعية والمادية  في مجالات التعليم والصحة والكهرباء والمياه.

وبحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية لعام  2018، يعتبر العراق أحد أقل البلدان شفافية في العالم، إذ إنه يحتل المركز 166 من 176 دولة في قائمة الشفافية العالمية.

اكتسب الأخذ بنمط محدد من الممارسة الدينية أو المذهبية بمرور الوقت، وتصعيد الطقوس الدينية الى مستوى العقيدة لتنزيهها عن النقد، بُعداً اجتماعياً وسياسياً، يستخدم فيه الولاء الطائفي أداة للالتفاف على حقوق المواطنة وتكافؤ الفرص الذي يشكل قاعدة الروابط والعلاقات في دولة سلطة القانون والمواطنة.

وقد أظهرت الظروف أنه كما لا يمكن حُكم العراق من قيادات عسكرية غير مؤهلة لأي مشروع تنموي أو إقتصادي ، فإنه لا يمكن يُحكم العراق من أحزاب مذهبية تُحكم من خارج العراق، لا تمتلك أي برامج اقتصادية أو اجتماعية. والحقيقة الساطعة هي أنه ليس بوسع أي قيادة عسكرية أو دينية في العراق، لا تملك أي ثقافة سياسية أو إدارية قيادة دولة حديثة وتنظيم الحياة السياسية فيها.

لم يكن النظام الحاكم في العراق قبل 60 عاماً نظاماً مثالياً، لكنه كان نظاما قابلا للتطوير. كانت هناك في العراق قيماً تستند إلى التسامح والانفتاح على العالم، ولا تسمح بإلغاء الآخر والتشكيك في ولائه. كان حكامها رجال دولة، رغم عيوبهم الكثيرة، وقد كان هناك استعانة بأفضل العراقيين لتولي المناصب العامة، بغض النظر عن الدين والطائفة والقومية. كان العراق، بفضل ما يملكه من ثروات، في مقدّمها ثروة الإنسان، مؤهلا لأن يكون، لو سمح له بالتطور بطريقة طبيعية بعيداً عن الشعارات الزائفة، أحد النمور الاقتصادية في المنطقة.

العراق أرض الحضارات :  موروث ثقافي إيجابي للبناء عليه

تكشف الآثار الماثلة في وادي الرافدين عن حضارة عريقة امتدت لثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وإلى القرن السابع بعد الميلاد. وقد شملت حضارات كبيرة بدأت بالعصر السومري القديم والعصر الأكادي والبابلي والآشوري والبابلي الحديث، وامتدت إلى حكم السلوقيين (اليونانيين) والساسانيين (الفرس).

جاءت الخلافة الإسلامية في والأمويين في القرن السابع الميلادي، ولحق بهم العباسيين في القرن الثامن.  وغزا المغول والتركمان والأتراك الإيغور العراق في القرون 13-15،  ثم غزا تيمورلنك والصفويين العراق في القرن 16 وحكمها العثمانيون في القرن 17، والذين امتد حكمهم  حتى الإحتلال البريطاني بعد اتفاقية سايكس بيكو في أوائل القرن العشرين.

وقد إنتشرت المدارس الإسلامية في بغداد، دار السلام، في عهد الخلافة العباسية وذاع صيتها من حيث التطور الثقافي والعلمي   في علوم الفلك والرياضيات والطب والبصريات والكيمياء والتاريخ والفلسفة وغيرها، وخصوصا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.

ولدى العراق تراث ثقافي غني جدا، ويشتهر بكثرة الشعراء  ومنهم  على سبيل الأمثلة الفرزدق شاعر العصر الأموي الذي عاش في البصرة وأبو الطيب المتنبي من الكوفة شاعر العصر العباسي،  وفي العصر الحديث عبد الوهاب البياتي ومحمد مهدي الجواهري وجميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأحمد مطر وغيرهم. واشتهر في الغناء ناظم الغزالي وعفيفة اسكندر ومائدة نزهت.

كما اشتهرت سيدة العمارة في العالم زها حديد والمعماريين رفعت الجادرجي ومحمد مكية  فائق حسن وخالد عبد العزيز القصاب  والخزافة نهى الراضي.

واشتهر من  الفنانين في النحت والرسم إسماعيل فتاح الترك وصباح فخر الدين وفي الفن التشكيلي الرسامين وداد أورفلي وأحمد علاوي ووليد شيت وخليل الورد والنحات خالد الرحال والتشكيليين سهى الجميلي وأحمد البحراني وأجود العزاوي  والتشكليين ليلى العطار ومحمود صبري وجواد سليم وشاكر حسن آل سعيد  ونزيهة سليم  وفيصل لعيبي و غسان فيضي  وعباس الكاظم.

صنفت اليونسكو  في قائمة المواقع المصنفة كتراث عالمي في العراق  مملكة الحضر (1985) وآشور \القلعة الشرقية (2003) ومدينة سامراء الأثرية (2007)،وقلعة أربيل (2014) وأهوار جنوب العراق (2016). وتضم آثار العراق الهامة بوابة عشتار لمدينة بابل القديمة عاصمة البابليين وهي محفوظة في متحف برلين.

شناشيل بغداد والبصرة

ويشتهر العراق بالعمارة التراثية المبنية من الخشب المزخرف ومنها شناشيل البصرة وبغداد والعمارة وهي من المعالم الثقافية في العالم. وتنتشر الشناشيل في مناطق الأعظمية والبتاوين في شارع السعدون والحيدرخانة في شارع الرشيد وفي الكاظمية.

العراق أرض الحضارات : متاحف العراق

يحتوي العراق على عدد من المتاحف التاريخية والطبيعية التي تاسست في عهد سلطة الحكم الوطني (21-1958) باستثناء المتحف البغدادي.

وقد تعرضت آثار العراق لأعمال النهب والسرقة من جماعات خارجة القانون وفي إطار أعمال الفساد ولإعمال التخريب والتدمير الواسع على أيدي عصابات إجرامية وخاصة منظمة داعش الإجرامية، وأعيد تأهيل بعضها مثل المتحف العراقي.

المتحف العراقي

أنشىء المتحف الوطني العراقي أو متحف بغداد للآثار في عام 1923-1924 ، وهو أقدم وأهم وأكبر المتاحف في العراق، ويقارب المتحف المصري في القيمة التاريخية للآثار التي تُمثل حضارة وتاريخ العراق.

يعرض المتحف آثار العصور الحَجرية وقطع أثرية لحضارات بلاد الرافدين، وعهود الخلافة الإسلامية في العراق حسب تسلسلها التاريخي. وقد نقل لمبنى حديث في عام 1966 وضعت تصاميمه وبدأ إنشاؤه في عام  1957 وسمي بالمتحف الوطني العراقي بعدما كان يعرف بــمتحف بغداد للآثار.

يضم المتحف مكتبة، تأسست في عام 1933، وتحتوي على مراجع عن الآثار والتراث وتاريخ الشرق الأدنى القديم والحديث وكتب ومجلات .  كما يضم المتحف العراقي، متحفاً مصغراً للطفل أنشىء في عام 1977 لأغراض تربوية وتعليمية، ويعرض للأطفال كيف عاش الإنسان القديم وكيف تعلم واخترع الكتابة وبنى قرية.

 متحف الموصل

يلي متحف الموصل  المتحف العراقي في الأهمية، وقد تأسس في العام 1952 ، وتم توسيعه في مبنى جديد في عام 1972، ويضم آثار قديمة وآشورية وإسلامية.

وقد تعرضت موجودات المتحف للسرقة المنظمة لبعض معروضاته الثمينة في عام 2003 ولأعمال التدمير لمكونات هامة من عصابات داعش في عام 2015  شملت الثور المجنح الذي يُعد من أهم معالم وآثار متحف الموصل.

 متحف التاريخ الطبيعي

تأسس متحف التاريخ الطبيعي في بغداد في عام 1946م، ويحتوي على  مجسمات لحيوانات محنطة ومجموعات للحشرات والنباتات التي تمثل تاريخ الحياة الفطرية في العراق بشكل خاص. ويحتوي المتحف على مكتبة متخصصة بالتاريخ الطبيعي ومجموعة كبيرة من الكتب والمجلات العلمية.

المتحف البغدادي

المتحف البغدادي  هو متحف للفولكلور الشعبي، للتعريف بالتراث البغدادي ونمط الحياة التقليدية لبغداد القديمة.  وقد أفتتح في بغداد في عام 1970 في مبنى قديم كان مطبعة لولاية بغداد في عهد الدولة العثمانية، ويقع على نهر دجلة قرب مبنى المدرسة المستنصرية.

العراق أرض الحضارات :  أول من أقام سلطة القانون  في العالم … فهل يُعيد سيرته الأولى

وضعت قوانين حمورابي الذائع الصيت في العالم قواعد دولة القانون، الأمر الذي تمس إليه الحاجة في عراق اليوم. وهذا يتطلب عودة للهوية الوطنية وروح المواطنة وبناء دولة القانون قولاً وفعلاً.

ويملك العراق كل أدوات التقدم البشرية والمادية والثروة الطبيعية. فالعراق يملك رصيداً كبيرا من العلماء العراقيين في الخارج   وفي الداخل. ولا شك بأنهم سيجندون كل إمكانياتهم للنهوض بالعراق، عندما تتوفر إرادة سياسية جامعة بأن العراق وطن الجميع أيا كانت قومياتهم أو طوائفه أو مذاهبهم.

وقد حققت شبكة العلماء العراقيين في الخارج عدة إنجازات في العقد الماضي في الوطن الأم شملت تقديم عدد من الدراسات للدولة العراقية حول بناء القدرات في مجالات الإدارة والتنمية والتعليم، وإعادة تأهيل التعليم العالي في العراق بالتعاون مع اليونيسكو    في مجالات تدريب الكوادر العراقية على مهارات التدريس والإشراف على الدراسات العليا، وتنظيم ورشات ومؤتمرات دولية وتطوير سياسات ومهارات وأساليب دعم البحث العلمي وتقديم الخبرات حول المعايير المطبقة في الجامعات الغربية في ضبط الجودة وتقييم الأداء.

وقد استعادت جامعات عراقية، مكانتها كمراكز علمية تخرّج أطباء ومهندسين وعلماء ويمكنها أن تستفيد من الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم. واحتل العراق حسب تصنيف كيو إس  (QS) لعام 2019 اربعة مراكز بين أفضل 1000 جامعة عالمية وهي جامعات بغداد والكوفة وبابل والمستنصرية في مراكز 651-1000.

واحتل العراق حسب تصنيف  QS لعام 2019 ستة مراكز بين أفضل 122 جامعة عربية بين 17 و 44 بمعايير خاصة بالتصنيف العربي، شملت أيضا جامعتي البصرة والنهرين في مركزي 40 و 44.

وكان تصنيف جامعة بغداد التي تأسست في عام 1957 في المركز رقم 20 بين الجامعات العربية و رقم 821 من بين 1258 جامعة لعام 2019 وفق تصنيف التايمز العالمي.

وقد شهد العراق تدهوراً في  الأوضاع الأمنية في العراق منذ عام 2003 دفعت الكثير من الكفاءات العراقية إلى الهجرة من البلاد، وتركزت على شريحة الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين الذين تمس حاجة العراق إليهم لتطوير خدمات الصحة والتعليم العالي ونشاطات التنمية.

تتطلب إعادة أبناء العراق إلى وطنهم، بناء الدولة الحديثة والمجتمع المدني والتعددي والديمقراطي، وبناء جيش وطني يعمل على تعزيز سلطة القانون وتطبيقه على أسس من العدالة والمساواة التامة بين جميع أبناء العراق.

وتتطلب أيضاً أن يقيم أفضل العلاقات مع الجار القريب والبعيد على أسس حُسن الجوار والمصالح المشتركة، وعدم التدخل بالمطلق في أي شأن من شؤون العراق الداخلية.

وتتطلب أيضاً تربية وطنية وأخلاقية في المدارس إبتداء من الصف الأول لتعزيز قيم المواطنة والتعددية واحترام الآخر، بصرف النظر عن معتقداته،  أسوة بالدول الغربية المتقدمة واليابان والصين وغيرها، وربط التربية الدينية بمنظومة القيم السامية الأخلاقية المستمدة من الأديان.

المصادر

ازدهار العراق تحت الحكم الملكي (1921-1958)، مأمون أمين ذكي،  دار الحكمة- لندن2011.

https://bit.ly/2IG1YDP
https://arbne.ws/2D2QEgH
https://bit.ly/2PjFCsZ
https://bit.ly/2KVANHM
https://www.sida.se/globalassets/sida/eng/how-we-work/humanitarian-aid/hca-2019/hca-iraq-2019.pdf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *