ثقافة عربية| الخيول العربية التي راهن عليها العالم دائماً

الخيول العربية التي راهن عليها العالم دائماً

نشأة الخيول العربية

الخيول العربية هي من سلالات الخيول الخفيفة الفريدة في العالم، وهي واحدة من أقدم السلالات، وترجع أصولها إلى 4500 سنة، وتتميز برأسها الصغير المميز وذيلها المرتفع التي يسهل التعرف عليها عبر العالم.

تختلف الآراء حول نشأة الخيول العربية، فهناك من يرى أنها تعود لخيول برية عاشت في شمال الهلال الخصيب في سوريا والعراق وجنوب تركيا وإلى الغرب على طول الساحل السوري إلى مصر. وتتميز هذه المناطق بمناخ معتدل وبهطول أمطاراً كافية لتوفير بيئة طبيعية مواتية للخيول البرية.

وهناك من  يشير إلى أن سلالة الخيول العربية الفريدة نشأت في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية حيث كانت تتوفر مياه جارية ومراعي طبيعية وافرة ثرية بالحياة البرية.

وقد ظلت المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية جافة لآلاف السنوات، ولم تكن سبل العيش لتتوفر في تلك البيئة القاسية للخيول العربية دون مساعدة من الإنسان. وقد قام بدو جزيرة العرب بتدجين الإبل في حوالي 3500 قبل الميلاد للبدو، ووفرت  لهم وسائل النقل وسبل المعيشة  للبقاء على قيد الحياة في البيئة القاسية لوسط شبه الجزيرة العربية التي انتقلوا إليها حوالي 2500 قبل الميلاد. نقل البدو معهم لوسط الجزيرة سلالة أولية من الحصان العربي الأصيل الذي نعرفه اليوم، وتمكنوا من تدجينه  بحلول عام 1500 قبل الميلاد، واستخدموه في العمل والركوب.


موضوعات ثقافية وعامة ذات صلة
تونس وليبيا | المساكن الحفرية في مطماطة وفي غريان
النباتات العطرية | إنتاج الزيوت العطرية في قلعة مكونة في المغرب وفي تونس
النباتات العطرية | الريادة العالمية في إنتاج زيت الياسمين فى مصر
اللغة العربية في ميزان اللغات العالمية
المغتربون العرب في العالم غير العربي
مدن عالمية | مدن عربية في مصاف المدن العالمية

الخيل العربي
شكل 1: أجزاء جسم الحصان

الخيول العربية: إرث عريق في حفظ الأنساب

عاشت الخيول العربية لمئات السنين بين القبائل في بادية الجزيرة العربية، وتم تربيتها وتأصيلها في بيئة صحراوية قاسية لتكون قادرةً على الغزو لمسافات بعيدة والتوغل في مواقع الخصوم، الأمر الذي سمح بتطوير قدرة الخيول العربية الرئوية الكبيرة على التحمل على نحو كبير.

ولعبت تعاليم النبي محمد   منذ القرن السابع الميلادي، دوراً هاماً في نشر أهمية الخيول العربية في العالم. وكان النبي يوصي أتباعه بحُسن معاملة الخيول عامة، والأفراس خاصة، التي تضمن استمرارية سلالة الخيول العربية، وكان يَعِدُ  المؤمنين بأجر عظيم عند الله.

حافظت القبائل البدوية على مر السنين على نقاء سلالة الخيول العربية، وكانت ممارسات التربية انتقائية للغاية. كان مربي الخيول البدو متعصبين في الحفاظ على دماء سلالاتهم الصحراوية نقية تمامًا، ومن خلال سلالات الخيول وتزاوج الأقارب، تطورت سلالات مميزة بخصائصها وصفاتها،  وتأسست تقاليد التربية والنقاء للحفاظ على سلالة خيول أصيلة ونقية.

أثبتت الخيول العربية نفسها كضرورة لبقاء الحياة في البادية، وكان يمكن لشيوخ القبائل تتبع تاريخ أنساب خيول القبيلة، بنفس قدرتهم على تتبع أنساب عائلات القبيلة . وقد تواترت الأساطير والحكايات الشعبية عبر العصور حول قصص الشجاعة والوفاء والقدرة على التحمل وتداخلت مع الأنساب.

ووفرت البيئة الصحراوية القاسية المعزولة تنقية سلالة الخيول العربية من حيث قدرتها على تحمل الجوع، والعطش ومقاوم شدة الحر، بحيث كان البقاء للأقوى، مما أفرز الخصائص الفيزيائية المذهلة التي تميز هذه السلالة كما هي معروفة اليوم؛ الصلابة وشدة المقاومة.

وأدت ممارسات التربية الصارمة الى تطوير سلالة رياضية جميلة  تتميز بمظهر محكم رأس صغير وعيون كبيرة ولامعة وعريضة على جبهة عريضة، وآذان صغيرة قائمة، وأنوف كبيرة فعالة جسم صغير نسبياً ومتوازن وأطراف قوية.

ويمكن اليوم التمتع بمشاهدة الخيول العربية الأصيلة التي تمتد مورثوتها للعصور القديمة، والتي لا تزال المعيار الأساسي في الجودة ومقياس للسرعة وتتصدر المكانة الأولى في القدرة على التحمل والسلامة.

وقد ساهمت الخيول العربية بشكل مباشر أو غير مباشر في التحسين الوراثي وفي تشكيل جميع سلالات الخيول الحديثة تقريبًا.

أصبح اقتناء الخيول العربية ملكية مميزة في جميع أنحاء العالم. وقد امتطى قادة تاريخيون مثل جنكيز خان ونابليون والكساندر الكبير وجورج واشنطن الخيول العربية، وكانت ثروة الرجال تقاس بقدر ما تقتنيه من هذه الحيوانات الجميلة.

وهناك خيول اشتهرت بالتحمل أو بالسرعة وتحوز أحفادها على أسعار قد تكون خيالية. وقد تخطى تقييم ثمن الحصان العربي فرانكل 160 مليون دولار،  في عام 2012، وتباع سلالتها بالملايين.

ونفق في عام 2018 في مصر الحصان العربي الأصيل “تجويد بن جاد الله بن أديب بن شعراوى بن مرافق بن النظير”، وأمه الفرس الأصيلة “تي” . وقد ولد في العام 2004 وصنف بين أجمل 20 خيلاً على مستوى العالم، وبلغ ثمنه  10 ملايين دولار. وسوف يتم تحنيط الحصان “تجويد”، وعرضه في متحف الحيوان في حديقة “الجيزة” في القاهرة.

ولا تزال الخيول العربية الأصيلة هي نفس الخيول التي عرفتها الخيول العربية القديمة، وربما تكون قليلاً أكبر حجماً.  وتعرض الخيول العربية الآن قدراتها الرياضية بين مجموعات الخيول الإنجليزية والغربية، ولا تزال بلا مُنازع في مكانة البطولة  في القدرة على التحمل.

وتعتبر الخيول العربية  استثنائية في مسابقات الترويح الإنجليزية والغربية، وهي معروفة بتوازنها وبالسرعة وخفة الحركة والرشاقة، والذكاء والمهارة.

الجواد العربي: الخصائص المميزة .. وجمال لا يُبارى

تتصف الخيول العربية الأصيلة بالجمال الخارجي لتوفر مجموعة من الخصائص، وبنية مميزة تتصف بالتناسق والتوازن الكبير في جذعه المربع، (كما يبين شكل 1) وشدة نعومة الجلد، الأمر الذي ينعكس في مظهر الحصان الذي يشع طاقة وذكاء وبهاء.

تتسم الخيول العربية بالرأس الصغير نسبياً والنحيف والرشيق، وهو مقعرًا قليلاً أسفل العينين؛ ولها آذان صغيرة ومتقاربة وقائمة، وهي أصغر في الحصان من الفرس، وهي حادة السمع.  ويتجانس الرأس مع العنق الطويل المقوس والجسم المتوازن وقاعدة الذيل العالية.

عيون الخيول العربية كبيرة، مستديرة، واسعة تشع بالحيوية، داكنة، متباعدة جيدًا، وبصرها حاد ويقال “أبصر من فرس”.

جبهة  الخيول العربية عريضة مسطحة، وتنسدل عليها غرة في وسطها وهي الناصية، ويفضل البعض أن تكون الجبهة محدبة. وقصبة الأنف طويلة وتتصل بالجبهة دون تحدب وفتحتي الأنف (الخياشيم) واسعة ومستديرة ومتباعدة، الأمر الذي يسهل على الجواد التنفس والحصول على الأوكسجين، وخاصة عند الركض. ومنطقة ما حول الفم، وهي الخطم (البوز)، صغيرة، وشفاه (جحافل) الخيل رقيقة.

رقبة (عنق) الخيل العربي طويلة مقوسة، ومرتفعة، وتنحدر باعتدال وتتسع تدريجياً في اتجاه الحارك عند الكتفين والصدر.  وللعنق الطويلة المتحررة من الالتصاق بالكتفين اهمية كبيرة،  فالعنق القصيرة العضلية الغليظة تعيق الجواد عن الجري بسبب التصاقها بالكتفين.

وهناك اتساق وتوازن كامل في جذع الخيل، فالظهر (الصهوة) غني بالعضلات، أفقي قصير وعريض.  ويختلف الحصان العربي عن باقي الخيول، بأن عدد الفقرات القطنية أقل بفقرة أو فقرتين مما هو شائع في السلالات الأخرى. وأضلاع الصدر موزعة وتعطي صدراً واسعاً وعميقاً يشير إلى سعة الرئتين، وبالتالي زيادة القدرة على تحمل الجهد، ويقال “أشد من فرس” .

كفل (رِدْف) الخيول العربية أفقي نسبياً، ويتميز بحسن تكوين وتموضع الذيل المرتفع.  العكوة (أصل الذيل) عالية الارتكاز، (كما تبين معظم صور  الخيول) والذيل الطبيعي مستقيم وطويل، وعند العدو السريع يرتفع الذيل مقوساً، في زُهُوٍّ وعُجْب فيعطي الحصان مسحة رائعة من الجمال كما تبين الأشكال.

أطراف الخيول العربية قوية متينة وتتميز بكثافة عضلية بارزة الأوتار وتنتهي بحافر مدور صغير.

وتميل بٌنية الخيول العربية إلى الشكل المربع تقريباً، المتناسق والمتوازن بشكل طبيعي (كما يبين شكل 1)، حيث ينقسم إلى ثلاثة اجزاء تتساوى فيه مناطق الصدر والظهر والردف. ويتسم الحصان، بتطور واضح للعضلات، وعنق مقوسة مرفوعة وعُرف بارز وحضور مهيب، وخيلاء في مشيته.

الخيول العربية قصيرة نسبيا ويتراوح بين 145 إلى 160 سم، الأمر الذي يعطيها ثبات أكبر وقدرة أكبر على العَدْو، في حين يصل ارتفاع السلالات الطويلة إلى 180 سم وأكثر في حالات متطرفة.  وتقاس ارتفاعات الخيول عادة باليد Hand  التي تعادل 4 بوصات (10.2سم) من الأرض في مكان الوقوف وحتى أعلى نقطة في الحارك.

أقدام الفرس أصغر عادة من أقدام الحصان، وعنقها أقلّ شعراً و تقوساً ومشيتها وئيدة غير وثابة. وتمتاز الخيول العربية بمشية طليقة، واضحة. وتبدأ حركة الخيل بالـمـشـي  ثم  الـهـرولـه (الخبب Trot) ثم الـهـذب وهو الركض بانتظام والـعـدو (الركض) السريعوتعكس حركة الحصان  العربي في الهرولة  (الخبب) الشهيرة الخيلاء والطبيعة المتفاخرة.  وقد جاء إسم الخيل من الإسم خيل من خال، واختال اختيالاً، إذا كان ذا كِبْرٍ وخُيلاء، ذلك أن الخيلاء صفة في الخيل لا تكاد تفارقها.

شكل 2: الوان الخيل

وتتعدد الوان الخيول العربية بشكل كبير  كما يبين شكل 2،  فمنه الرمادي والأشهب أو البني والأشقر، أو الأسمر والأسود (الدهم) ولكل منها درجات عديدة.

دورة حياة الخيول

تدعى صغار الخيل بالمُهٌرْ، وتسمى حَوْلِي في السنة الثانية، وتصبح بعدها قادرة على الإنجاب، وتكون أقصر للإنثى وقبل بلوغ عامين. وتظل الخيول قادرة على التكاثر حتى قرابة منتصف العشرينات من عمرها. وتقارب فترة الحمل السنة وتتراوح بين 325 – 400 يوماً بمعدل 338 يوم .

 يسمى وليد الخيل بالمهر Foal  للذكر والأنثى حتى عمر سنة واحدة، وهو مهر للذكر  Colt Foal ومهرة للأنثىFilly Foal . ويجري فطام المهر أو المهرة في عمر 5-6 أشهر ويسمى بالفطيم Weanling Foal.

وتسمى صغار الخيل حَوْلِي Yearling للذكر والأنثى لعمر 1-2 سنة وهو كولت حولي للذكرYearling Colt  وفلوة حولي للأنثى Yearling Filly .

وتصبح الإنثى فرساً Mare والحصان الذكر غير المخصي فحلاً Stallion بعد عمر 4 سـنـوات، وهناك من يرى هذه التسميات بعد 3 سنوات.

 وتسمى الخيل قـارح أو قادح في عمر 5-8 سنوات، وهي ذروة العمر الذي تتميز به الخيول بالقوة والشدة.

وتتناقص قوة الخيول خلال فترة العمر 9-14.  وتبدأ علامات هرم الخيول باسترخاء الشفاه واختفاء الأنياب وغور العيون. وتعيش الخيول من 20 – 30 سنة وفي حالات نادرة جداً قد تصل إلى 40 سنة .

شكل 3: الحصان العربي كائن اجتماعي

الخيول العربية: قدرة فريدة على التواصل مع أصحابها

لا تتميز الخيول العربية بالكمال الجسدي وحسب، وإنما بالوفاء والقدرة الإستثنائية على التواصل مع فارسها والمتعاملين معها  (شكل 3) على نحو يختلف عن أي سلالة خيول  أخرى، حيث تتميز بالذكاء الإجتماعي العالي وقابلية التدريب وحُسن التصرف والقدرة على التحمل.

وقد دفعت قسوة المناخ البدو لمشاركة خيولهم بالطعام والماء وحتى خيامهم، وكان من شأن ذلك أن طورت الخيول  العربية علاقة وثيقة بالإنسان وحدة في الذكاء، وغُرست فيها روح ولاء لا تُضاهى من أي سلالة أخرى.

والخيل بصفة عامة قوية السمع، حتى انها تسمع وقع حوافر الخيل القادمة من بعيد، وتنبه اصحابها الى الغرباء القادمين عليهم قبل ان يظهروا.  ويشعر الحصان بقدمي صاحبه، فيصهل ويحمحم قبل أن يراه، ويقال “ما يعرف للخيل إلاّ ركابه” حيث تتجاوب الخيل مع فارسها دون غيره.

ويوضح التراث البدوي للخيول العربية قدرة استثنائية على الارتباط بالبشر وعلى الطبيعة الوفيّة، مما يجعلها الحصان المثالي لأفراد الأسرة.  ولذلك، عندما يبحث الفارس أو الأسرة عن رفيق للمشاركة في مغامرة أو منافسة وصديقاً مدى الحياة ، فإن الخيول العربية هي العنوان المناسب لذلك.

الخيول العربية: الموروث الثقافي

حرص العرب على المحافظة على أنساب خيولهم، وأن لا تختلط دماؤها بدماء غيرها من الخيول الهجينة، وتأثرت طبيعة سلالة الخيول العربية وبنيتها بشدة الحرص على نقاء سلالتها والتقدير العالي للخيول كموروث الثقافي.

وكانت قبائل سوريا الأكثر سُمعة في في تربية سلالات الخيول العربية.  وكانت القيمة العالية للخيل العربية مدعاة لتتبع عائلة الخيل التي تنتمي إليها، وكان الشرط الحاسم للمربي أن تكون أصيلة.

كان انتماء الفرس لعائلة أصيلة ممتدة مدعاة للتفاخر بشكل أكبر، وكانت عائلات الخيل أو السلالات، تأخذ غالبًا إسمها وفقًا للقبيلة أو الشيخ الذي نشأت لديه، وكان الكثير من القبائل يحوز على سلالة واحدة من الخيول.

كان البدو العرب يقدرون قيمة الخيول النقية فوق كل الأنواع الأخرى. ويقال ” أثرى الأموال فرس يتبعها فرس في بطنها فرس”. وفي الموروث الثقافي فإن الفرس لا تقدر بثمن، و لا تُباع الخيول ولا تُشترى، وإنما يمكن تقديمها باعتبارها الهدية الأكثر تكريمًا، و لا يمكن إعطاء هدية أكبر من فرس عربية.

وفي الموروث الثقافي ، اهتم العرب بناصية الخيول، وحافظ  أهل البادية على شعر الناصية بشدة. وهناك حديث شريف يؤكد على القيمة الثقافية العالية للخيول “الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ “.

والناصية هي ما استرسل من الشعر النابت بين الأذنين على جبهة الحصان، وهي تقي عيني الحصان من اشعة الشمس والغبار والذباب ونحو ذلك. وترسل العرب شعر الناصية نحو الجهة اليمنى من العنق، بينما يرسله الغرب نحو الجهة اليسرى.

وفي الموروث الثقافي، كلما كانت جبهة رأس الخيل أعرض، كان ذلك مدعاة للبركة في الخيل. وتعكس ذروة قوس العنق الأعلى (أي كان هلالياً أكثر) التباهي في الخيل وتؤشر على الشجاعة، ويؤشر الذيل المرفوع على الخيلاء والتفاخر.

وتحتفى دول عربية كثيرة بنشاطات ثقافية للفروسية.  وعلى سبيل الأمثلة، فقد سجلت اليونسكو عَرْضَة الخيل والإبل التي تشتهر بها سلطنة عمان في قائمتها للتراث الثقافي في عام 2018 .

وهناك بطولة دولية لجمال الخيل العربية الأصيلة (الجديدة 2018 في المغرب). وهناك سلسلة سباقات دورية للخيول العربية الأصيلة تنظمها دولة الإمارات العربية .

تعدّ رياضة الفروسية ومهارات ركوب الخيل من الأنشطة الثقافية الرياضية السنوية التي تحتفي بها قطر.

شكل4: سلالات الخيول العربية

 تشمل سلالات الخيول العربية الأصيلة (شكل 4)  العائلات الخمسة، والمعروفة باسم “الخمسة”،  وتضم  كحيلان (الكحيلة) وعبيان (العبيه) وصقلاوي (الصقلاوية) وحمداني (الحمدانية) وهدبان ( الهدبا).

وهناك فصائل رئيسية (20) وفصائل فرعية (240) وفصائل من جهة الأم (23) . وقد سميت السلالات الفرعية في كل سلالة رئيسية، باسم فرس مشهور أو شيخ طور فرعا كبيرا داخل سلالة رئيسية من الخيول.

وهناك خصائص يمكن التعرف عليها وتحديدها لكل سلالة نقية.  وتُعرف سلالة كحيلان بعمق الصدر، وقوة الحصان والحجم، والرؤوس القصيرة والجباه العريضة ومتوسط ​​الإرتفاع  152. والألوان الأكثر شيوعاً في سلالة كحيلان النقية ، الرمادي والكستنائي. ويقال “كنه كاسب الكحيلة” لمن يُبالغ في شعوره بالزهو والعُجب بنفسه.

تتميز سلالة خيول الصقلاوي بالأناقة الأنثوية وبالسرعة أكثر من التحمل الشديد،  وبعظام أرق ووجوهًا ورقاباً أطول من سلالة كحيلان،  وأقصر قليلاً في الإرتفاع (147 سم) واللون البني-الخمري هو الأكثر شيوعاً في السلالة.

وتتميز سلالة عبيان بأنها خيولًا صغيرة لا تتعدى 147 سم، وبالظهر الطويل مقارنة بالخيول العربية التقليدية. اللون الرمادي هو الأكثر شيوعاً،  وتحمل علامات بيضاء أكثر من السلالات الأخرى.

وتُعتبر خيول الحمداني رياضية حيث تتميز بعظام قوية  ورؤوس مستقيمة وجباه ضيقة،  وهي سلالة كبيرة يصل ارتفاعها 158 سم، واللون الرمادي والبني-الخمري هو الأكثر شيوعاً.

وسلالة الهدبان ، شأن سلالتي عبيان وصقلاوي أصغر حجماً، ولكنها تتشابه مع الحمداني والكحلاوي في العديد من السمات ومنها  بناء العظام الكبيرة وقوة العضلات.  اللون البني والبني -الخمري هو الأكثر شيوعاً مع وجود علامات بيضاء قليلة أحياناً.

الخيول العربية: رهان عالمي على الجواد العربي

جلب المستكشفون الإسبان خيولاً عربية إلى المكسيك في القرن السادس عشر. وأحضرت جمعية أمريكية 45 من الخيول العربية من سوريا إلى معرض شيكاغو العالمي في عام 1893 في الولايات المتحدة،  وكانت تضم فرساً وحصاناً من سلالة عبيان.  وأصبح كلاهما لاحقًا حيوانين أساسيين في سجلات الخيول العربية الأمريكية \ جمعية الخيل العربية. وتبع ذلك تسجيل خيول أخرى جاءت من تركيا ومن السعودية وجهات غيرها، ويوجد في الولايات المتحدة العديد من المزارع الكبيرة لتربية الخيول التي تعود بنسبها إلى الخيول العربية التي جاءت بها تركيا من سوريا في القرن التاسع عشر.

وبذل ملوك أوروبا واغنياؤها جهودًا كبيرة لاكتساب هذه الخيول الأسطورية، وتم إنشاء مزارع عربية كبيرة في جميع أنحاء أوروبا وفي كندا واستراليا والهند وأنحاء عديدة في العالم. ومنح امتلاك الخيول العربية مالكها مكانة عالية، ونافس وجود الحصان العربي في الإسطبل قيمة أعلى من عمل فني معلق على الحائط.

وقد ساهمت الخيول العربية بسبب قوة التأثير الجيني في التحسين الوراثي لجميع السلالات الأوروبية الخفيفة والسريعة المميزة من الخيول وأصبح الحصان العربي موجوداً بأعداد أكبر بكثير خارج أرضه الأصلية في دول العالم.

وتحصل الخيول العربية على معظم جوائز الفروسية وسباق الخيل والقفز على الحواجز وعروض الخيل وسباقات التحمل في الولايات المتحدة وكندا وغيرها. وأثبتت التجارب قدرة فائقة على التحمل بأحمال كبيرة ولمسافات طويلة وفترات حركة طويلة. ومع وجود عدد أكبر من الخيول العربية في الولايات المتحدة أكثر من جميع البلدان الأخرى في العالم مجتمعة ، فإن أمريكا لديها بعض من أفضل الخيول ومزارع التكاثر التي تختار منها.

وهناك عناية كبيرة وهيئات ومنظمات لرعاية وتربية الخيول العربية في السعودية ومصر والإمارات والمغرب وسلطنة عمان وقطر والكويت والأردن  ودول أخرى مثل سوريا ولبنان.

وهناك منظمة عالمية للخيول العربية في المانيا تضم 63 دولة ومنها معظم الدول العربية وتعقد مؤتمراً كل 3 سنوات.  وهناك منظمات للخيول العربية في دول عديدة ومنها الولايات المتحدة وكندا منذ عقود.

هناك ثلاثة من أشهر الخيول العربية في العالم وهي جودولفين Godolphin من اليمن ودارلي أرابيان  Darley Arabian من سورية وبيرلي تورك Byerly Turk من تركيا، ذلك أن جميع خيول السباق الحالية هي من نسلها حيث تم تهجينها مع الخيل الإنجليزية، ونتج عن ذلك سلالة جديدة من الخيل عالية السرعة وهي الثوروبريد Thoroughbred horses.

تشير الإحصائيات إلى وجود 1.4 مليون من الخيول العربية في 62 دولة.  وتتفاوت أسعار الخيول حسب السلالة والسباقات التي فازت فيها، وهي أسعار عالية جدا قد تصل لعشرات أو مئات الألوف وحتى ملايين الدولارات.

شكل 5 : الحصان فرانكل ..أسرع واغلى حصان عرفه العالم

وعلى سبيل المثال فقد قُيم الحصان العربي فرانكل بـ 200 مليون دولار، (شكل 5) والذي شارك في 14 سباق للخيول وفاز فيها جميعاً وبيعت ذريتها بالملايين. وتكشف بيانات السجل العالمي للخيول العربية أن أكثر من نصفها  مسجل في الولايات المتحدة.

تقاعد الحصان فرانكل عن المشاركة في السباقات في عام 2013 عند بلوغه عمر خمسة سنوات، وتفرغ لأغراض التلقيح لفترة تمتد بما يقارب العقدين.  وقد تم تلقيح 133 فرس من الحصان فرانكل، مقابل 125 ألف جنيه استرليني (196 ألف دولار حسب معدل التحويل لعام 2013) لكل عملية تلقيح لحمل ناجح.  وقد ارتفع أجره في عام 2016 و2017 إلى 175 ألف جنيه لكل عملية تلقيح ناجحة (227 ألف دولار) في ضوء فوز عدد من المهور في عدة سباقات.  وهذا يعني أن الحصان حقق دخلاً بما يعادل 26 مليون دولار لعام 2013 من عملية التلقيح فقط،  وهذا يفسر ارتفاع قيمة الحصان فرانكل.

…  في انتظار رهان العالم على الإنسان العربي

راهن العالم دائماً على الجواد العربي، فهل يراهن على الإنسان العربي ؟، والجواب على ذلك ربما جاء من الجزائر أو السودان أو ما قبلهما،

لقد حافظ العرب على امتداد القرون على نقاء سلالة الخيول العربية، وكانت ممارسات تربية الخيول انتقائية للغاية، وتطورت سلالات مميزة بخصائصها وصفاتها،  وتأسست تقاليد التربية والنقاء للحفاظ على سلالة أصيلة أو نقية.

والرهان العربي المطلوب هو تأسيس الدولة المدنية والعمل على الحفاظ عليها ونقاءها، وتطوير نظام عربي متقدم يقوم على القيم العالية للأديان السماوية، ولا يخلط السياسة بالدين، ويستند إلى العلم والبحث والتطوير طريقاً للتنمية الشاملة.

الهدف هو دولة مدنية تتسع لجميع أبناءها وتضمن حقوق جميع المواطنين بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية،

الهدف هو هو دولة مدنية وتقوم على المواطنة والحوكمة والديموقراطية،

الهدف هو هو دولة مدنية تسودها العدالة وتطبيق القانون وتحقق السلام والتسامح والتعددية وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات.

المصادر

https://bit.ly/2GlwZeL

https://en.wikipedia.org/wiki/Arabian_horse

https://sites.google.com/site/alkeelcom/aa

https://www.prohorse.com.au/blogs/pa/arabian-horse

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *