صناعة السيارات| الإقتصاد المغربي على طريق العالمية

سيارات رينو للتصدير على رصيف ميناء طنجة

تطور صناعة السيارات في المغرب

بدأت صناعة السيارات في المغرب في العام ١٩٥٩ حين تم إنشاء الشركة المغربية لصناعة السيارات (صوماكا SOMACA) Société Marocaine de Constructions Automobiles  في الدار البيضاء، بمبادرة من الحكومة المغربية وبالتعاون مع شركتي فيات الإيطالية  وسيمكا الفرنسية (الفرعية لفيات) لإنتاج 30 ألف سيارة فيات وسيمكا سنوياً. وكانت حصة الحكومة المغربية من الشركة 38% والقطاع الخاص المغربي 14%، وفيات- سيمكا 40%  وشركة رينو 8%.

توقفت فيات عن تجميع سياراتها في صوماكا في عام 2003، حين باعت حصتها في الشركة، وأصبحت حصة شركة رينو (رونو) 54% في عام 2005. وبدأت صوماكا في عام 2003  بتجميع 30 ألف سيارة لوغان (ثم سيارات سانديرا في عام 2009) من سيارات رينو، يصدر نصفها للشرق الأوسط.

ثم أصبحت صوماكا ملكية لشركتي رينو (79%) وبيجو سيتروين الفرنسيتين (20%)، وبلغت الطاقة الإنتاجية لمصنع صوماكا 80 ألف سيارة من ماركة رينو، يعمل به أكثر من 1300 عامل.  وقد قفز إنتاج صوماكا إلى 168 ألف سيارة في عام 2017 وبجودة عالية لأغراض التصديربشكل رئيسي إلى أوروبا.


مواضيع ذات صلة
المغرب| مؤشرات التنمية (بيانات 2017)
صناعة الطيران| الريادة المغربية في العالم العربي في التقنيات المتقدمة
صناعة الطيران| دولة الإمارات على طريق الإقتصاد المعرفي
صناعة السيارات| ريادة مصرية في انتظار تصحيح المسار
صناعة السيارات| تجارب عربية ممتدة في دول المغرب العربي

وقد أقامت رينو- نيسان (برئاسة كارلوس غصن) في عام 2012 مصنعاً في طنجة (1.1 مليار يورو) لإنتاج سيارات رينو بطاقة إنتاجية 170 ألف سيارة ويعمل به 5100 عامل. وقد أقيم المصنع  على بعد 32 كلم من ميناء طنجة الجديد، وطورت طاقته الإنتاجية بحيث يسمح بتجميع أكثر من 300 ألف سيارة لأغراض التصدير.  وفي منتصف عام 2017 جرى الإحتفال بالوصول إلى تجميع مليون سيارة في هذا المصنع.

يضم مصنع رينو  8000 موظفًا وتبلغ طاقته الإنتاجية  1150 سيارة يومياً لما يصل إلى  340 الف وحدة في السنة في عام 2018، ويمكن توسيع طاقة المصنع إلى 400 ألف وحدة. وينتج المصنع حالياً 4 موديلات (Sandero ، Lodgy ، Dokker ، Logan MCV) ويتم تصدير (95٪) من إنتاج المصنع إلى 73 وجهة أهمها تركيا وأوروبا ودول في إفريقيا والمملكة المتحدة.

ونتيجة للجاذبية التي خلقها وجود هذا المصنع الكبير، فقد سارعت شركات عالمية في مجال إنتاج أجزاء السيارات (المناولة كما يسمونها في المغرب العربي) إلى الدخول الى المغرب. وقد أقامت شركات أوروبية وآسيوية وأميركية مصانع لها في طنجة وفي الدار البيضاء والقنيطرة ساهمت في تصنيع مختلف أجزاء السيارات لأغراض تزويد صناعة السيارات في المغرب باحتياجاتها ولأغراض التصدير.

وقد أقامت بيجو سيتروين مصنعا في القنيطرة في عام 2015 ليبدأ الإنتاج في عام 2019 بطاقة أولية تبلغ 90 ألف محرك وسيارة، وقابل للرفع إلى 200 ألف سيارة، وبنسبة مكون محلي تصل إلى 80% عند رفع الإنتاج.

وقد تم تدشين مصنع سيارات بيجو PSA، في المنطقة الصناعية في القنيطرة في 20 يونيو حزيران 2019 بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف عربة مكون محلي 60% تضم سيارات بمحركات حرارية تعمل على الوقود وأخرى كهربائية وباستثمار يبلغ 630 مليون دولار . وستتضاعف الطاقة الإنتاجية إلى 200 ألف سيارة بحلول عام 2023.

وقد تبعتها عشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة المغربية والأجنبية لتزويد المصنع باحتياجاته من أجزاء السيارات، والتي تشمل لوحات القيادة والكابلات وجنطات العجلات الألمنيوم وممتصات الصدمات .

رينو سانديرو في مرحلة فحص الجودة
لاراكي البراق

وعقدت المغرب اتفاقية مع مجموعة  بي واي دي (BYD) Build Your Dreams الصينية  لصناعة السيارات في ديسمبر 2017 لإنشاء مصنع للسيارات الكهربائية قرب مدينة طنجة، هو الأول من نوعه في أفريقيا لتصبح الشركة الصينية ثالث مٌصنِّع للسيارات بالمغرب بعد شركتي رينو وبيجو الفرنسيتين. وتتضمن الإتفاقية أيضاً إقامة مصانع لإنتاج البطاريات الكهربائية والشاحنات الكهربائية ومقطورات القطارات الكهربائية أحادية السكة.

وتتخصص شركة لاراكي Laraki المغربية في صناعة السيارات  الفاخرة، وقد أسسها في عام 1999 في الدار البيضاء رجل الأعمال المغربي عبد السلام العراقي، وتحمل إسم عائلته (Laraki  العراقي). وقد قامت الشركة بإنتاج أعداد محدودة من سيارات فولغورا والبراق وابتوم باستخدام مكونات مغربية وأجزاء ميكانيكية من شركة لامبورجيني الإيطالية ومحركات عالية القوة من مرسيدس وشركات أخرى وتزيد قيمة السيارة الواحدة عن نصف مليون دولار.

أنتج المغرب في عام 2017 377 ألف سيارة (تضم 34 ألف شاحنة وحافلة)، وكان الإنتاج العالمي 97 مليون سيارة.  وجاء ترتيب المغرب عالميا 24 في حجم الإنتاج العالمي من سيارات الركوب. ويعادل إنتاج المغرب في هذه السنة (2017) أكثر من 10 أضعاف الدولة العربية الثانية في إنتاج السيارات وهي مصر.  وكان إنتاج المغرب 342 ألف سيارة مقابل 321 ألف في جنوب إفريقيا في عام 2017، وبذلك أصبحت المغرب المنتج الأكبر للسيارات في إفريقيا.

ولم تعد صناعة السيارات بالمغرب تزود السوق المحلية فحسب، بل أصبحت تصدر معظم إنتاجها، على خلاف جيرانها، وفرضت نفسها كأكبر منتج لسيارات الركوب في العالم العربي وفي إفريقيا.

ويتصدر المغرب اليوم صناعة السيارات في العالم العربي ويهدف لإنتاج مليون سيارة بحلول العام 2023.  وتضم صناعة السيارات المغربية شركتي رينو وبيجو الفرنسية (ابتداء من العام 2019) وشركة بي واي دي BYD الصينية (ابتداء من العام 2017) لصناعة السيارات الكهربائية في البلاد كمدخل لأسواق إفريقيا وأوروبا. وهناك شركات ألمانية ويابانية تنوي  إنشاء مصانع لها في المغرب.

ونجحت الرباط في توطين صناعة السيارات واستقطاب كبار المصنعين وخاصة مجموعتي رينو وبيجو ستروين، واستطاعت من خلال ذلك، التحول للتصدير لمختلف أسواق أوروبا والمنطقة العربية والإفريقية. كما يقوم المغرب بتصنيع أجزاء لطائرات بوينغ الأميركية و إيرباص الأوروبية وبومبارديه الكندية.

المنطقة الخاصة للتنمية: المناطق الصناعية طنجة المتوسط

تقع طنجة في أقصى نقطة في شمال المغرب على مضيق جبل طارق، أحد أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم . وتضم طنجة الميناء والمرافق العامة وخط سكة حديد ومشغلي الخدمات اللوجستية لنقل المنتجات والطاقة وتوفير المعلومات التسويقية وشركات تصنيع المعدات ومزودي الخدمات ومدخلات الإنتاج  المرتبطة بالقطاع في منطقة واحدة.

مجمع طنجة لصناعة السيارات
المناطق الصناعية طنجة المتوسط

تضم المنطقة الخاصة للتنمية: (المناطق الصناعية طنجة المتوسط Tanger Med Zones) المنطقة الحرة لطنجة (400 هكتار) ومدينة  طنجة للسيارات (300 هكتار) ورينو طنجة المتوسط (300 هكتار).

تأسست المنطقة الحرة لطنجة Tanger Free Zone في عام وهي 1999 وهي مخصصة لشركات صناعة أجزاء السيارات والطائرات والإلكترونيات والنسيج.

تأسست مدينة طنجة للسيارات Tanger Automotive City في عام  2003 وهي مدينة صناعية مخصصة بشكل أساسي لصناعة السيارات لتعزيز تنمية النشاطات الصناعية واللوجستية والخدماتية في المنطقة الحرة وتغطي جميع سلسلة المهن عالية القيمة، وعن تبعد المنطقة الحرة 25 كم.

تأسست منطقة رينو طنجة المتوسط Renault Tanger Med  في عام 2012 وهي مخصصة لصناعة سيارات رينو وتقع على مسافة  2 كم عن مدينة السيارات. ويبعد مصنع رينو-نيسان 32 كم  عن ميناء طنجة داخل المنطقة الحرة حيث يمكن تصدير السيارات إلى أوروبا دون رسوم استيراد. وهناك خط سكك حديدية مخصص للميناء، حيث يمكن نقل 240 سيارة لكل قطار يربط المصنع بالميناء ويتنقل 4-5 مرات يوميًا.

وقد جاء إنشاء هذه المنطقة الفريدة في جاذبيتها الإستثمارية في إطار توجه المغرب لعولمة قطاع الأعمال وخاصة في مجال تطوير صناعة السيارات، والخروج من دائرة الإعتماد على المواد الأولية والمنتجات التقليدية الزراعية إلى السلع الصناعية ذات القيمة المضافة العالية. وقد حفز النجاح الذي حققه مصنع رينو الاستثمارات من الشركات الصانعة الأخرى، والنمو الصناعي في صناعات أخرى مثل صناعة الطيران والإلكترونيات.

سياسات جاذبة للإستثمار في صناعة السيارات في المغرب

منح المغرب شركة رينو التي التي حصلت على ملكية غالبة في صوماكا في عام 2003 وبالتعاون مع بيجو سيتروين على تسهيلات تصل إلى 30% من قيمة الأرض والمبانى، وتسهيلات ضريبية شملت الإعفاء من الرسوم الجمركية لآلات ومعدات تجميع السيارات وضريبة بسيطة على الاستيراد وإعفاء 5 سنوات من الارباح الضربية وخفض ضريبة الأرباح لمدة 20 عام بعد ذلك إذا تم تصدير معظم الإنتاج، واعفاء العاملين فى قطاع تصنيع السيارات من ضريبة الدخل وخفض ضريبة القيمة المضافة من 20 إلى 7%.

وقبلت المغرب المشاركة بحصة غالبة للرساميل الأجنبية في مصانعها (مايقارب 80% في صوماكا و52% في شركة رينوـ طنجة).

وإلى جانب ذلك، تبنى المغرب سياسات مالية وتجارية إيجابية، وساد الإستقرار بيئة الأعمال في المغرب. كما تميز المغرب بجودة البنية التحتية للربط بين المصانع ومراكز التصدير، وبموقع مميز على أبواب أوروبا وعلى طريق إفريقيا. وقد أسهمت هذه العوامل في تطور هذه الصناعة الواعدة عربياً وإفريقياً وعالمياً.

وقد حصل المغرب على قرض تمويلي من الوكالة الفرنسية للتنمية في عام 2010  (20 مليون يورو) لإنشاء أربعة مراكز للتدريب المهني في مجال صناعة السيارات لتدريب العاملين المحليين الأمر الذي انعكس في انخفاض معدل البطالة وتوفير العمالة الماهرة للتوسع في صناعة السيارات.

وشجعت هذه العوامل على تطور صناعة أجزاء من السيارات من كثير من الشركات العالمية الأمر الذي يعني للمغرب زيادة العائدات الضريبية وخلق المزيد من فرص العمل.

صناعة أجزاء من السيارات .. والطائرات .. في المغرب

شهد المغرب طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة في صناعة السيارات عجلت في سعي الكثير من الشركات المتخصصة الأوروبية والآسيوية للإستثمار في صناعة أجزاء السيارات وقطع الغيار. ومن شأن هذه الإستثمارات توفير عشرات الألوف من فرص عمل واستثمار عشرات الملايين من الدولارات.

أسهمت بيئة الأعمال الملائمة للاستثمار، وبنية المرافق العامة والموارد البشرية الكفيلة في حفز الشركات بهدف توسيع أنشطتها بالقارة الإفريقية وتمكينها من تزويد شركات تصنيع السيارات بأوروبا.  وقد وقع المغرب في نهاية عام 2017 وبعد إنتاج أكثر من مليون سيارة من مصنع رينو في طنجة عشرات الإتفاقيات لصناعة أجزاء من السيارات وتصديرها.

إحتفال بإنتاج مليون سيارة رينو في تموز يوليو 2017
القنيطرة 2019 : بيجو 208 حرارية وكهربائية

وقد وقع المغرب على 26 اتفاقية في مجال صناعة السيارات بتكلفة 1.23 مليار يورو (1.45 مليار دولار) لصناعة أجزاء السيارات لتلبية احتياجات الشركات المصنعة للسيارات في المغرب ولأغراض التصدير.

واصبح المغرب مركزاً لصناعة نشطة لإنتاج أجزاء السيارات وتصديرها، توظف عشرات الألوف من العاملين المغاربة وتستثمر عشرات الملايين من الدولارات.

وقد انتظم المستثمرين في الجمعية المغربية لصناعة وتركيب (تجميع) السيارات (لاميكا).  وتشمل أجزاء السيارات المصنعة محلياً لشركتي رينو وبيجو (ابتداء من عام 2019) مقاعد السيارات وأنظمة التبريد والأسلاك الكهربائية والقطع الداخلية وجنطات العجلات من الألمنيوم ولوحات القيادة وممتصات الصدمات. وتجاوز التصنيع المحلي لأجزاء سيارات رينو في المغرب 55% في عام 2018، وأصبحت الشركات المنتجة لأجزاء السيارات تصدر منتجاتها للدول التي تستورد مثيلات موديلات رينو المنتجة في المغرب.

وقد وضعت المغرب خطة بدعم من جمعية لاميكا لتعزيز صناعة المكونات المحلية  (2.2 مليار يورو) وتعزيز العمالة المحلية بشكل كبير في هذا القطاع لرفع نسبة المكونات المحلية إلى 65% في عام 2023.

وتضمنت الخطة إنتاج الكابلات وهو قطاع فرعي متقدم وتصميم تجهيزات غرفة السيارة والمقاعد والبطاريات وقص وتشكيل الألواح المعدنية Metal stamping لإنتاج مكونات السيارات المعدنية غير المنتظمة، ومجموعة نظام نقل الحركة الذي يتصل بعلبة السرعة  Gearboxفي المحركات، وهي أهم أجزاء السيارة. والتزمت رينو في 2016 بمضاعفة مشترياتها المحلية من 750 مليون إلى 1500 مليون يورو. وأكدت على هدف بلوغ اندماج الإنتاج في رينو طنجة للسيارات نسبة 65%.

واجتذبت منطقة طنجة الحرة لصناعة السيارات، التي تضم مصنع رينو، والذي يعتزم رفع إنتاجه إلى 400 ألف سيارة، إقبالاً كبيراً من مصنعي أجزاء السيارات  وأصبحت تضم  30 شركة،لأغراض تزويد مصنع رينو، ثم مصنع بيجو في القنيطرة، باحتياجاتها من أجزاء السيارات، بينما يصدر جزء آخر لأسواق 70 دولة حول العالم.

وقد أصبح الاستثمار في المغرب جذاباً بالنسبة لصناعات أجزاء السيارات للمجهزين، الذين يتطلعون إلى الاستفادة من 52 اتفاقية للتجارة الحرة التي أبرمها المغرب مع باقي بلدان العالم، والتي أهلته ليصبح منصة للتصنيع والتصدير إلى أسواق تلك الدول.

فقد اقامت الشركة الألمانية   PRETTL المتخصصة وحدة لإنتاج أجزاء السيارات في مدينة طنجة الحرة للسيارات لإنتاج 30 مليون قطعة من بينها المحركات وتكنولوجيا المجسات والصمامات والمضخات.

وأقامت شركة ماغنيتي ماريلي  Magneti Marelli الإيطالية   مصنعاً لإنتاج نوابض السيارات والعربات التجارية وتركيب أنظمة الإنارة والقيادة الالكترونية والدواسات الخاصة بالعربات.

وأقامت مجموعة نوڤاريس Novares الفرنسية  مصنعاً متخصصاً في مدينة القنيطرة لإنتاج أنظمة وأجزاء المحركات يشمل مصافي الهواء وأغطية المحركات الصوتية، وكذلك الأجزاء الخارجية مثل الأعمدة، وواقيات الطين، وقضبان الأسقف وأغطية وقاية أسفل المحركات، وأجزاء داخلية مثل لوحات أجهزة القياس.

وشرعت شركة هاندس Hands Corporation  الكورية في بناء مصنع متخصص في إنتاج جنطات  الألومنيوم للسيارات.

وبدأت الشركة الإسبانية بريمو Premo أعمالها لصناعة بعض الأجزاء الإلكترونية التي تدخل في عدد من المجالات، من بينها صناعة السيارات.

كما بدأت شركة ميتسوي كينزوكو Mitsui Kinzoku ACT  اليابانية  المتخصصة في أعمالها في صناعة مفاتيح السيارات وكذلك شركة جتيكت JTEKT اليابانية، المتخصصة في أنظمة قيادة السيارات.

وشركة ليوني Leoniالألمانية https://www.leoni-automotive-cables.com/en/  المختصة في إنتاج أسلاك وكابلات السيارات في مدينة بوزنيقة.  (العربي)

وشرعت شركة نيكستير Nexteer Automotive  في أعمالها في المنطقة الحرة بالقنيطرة على المحيط الأطلسي لإنتاج أنظمة التوجيه الكهربائي للسيارات وناقل الحركة عالية الجودة للاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة واستقرارها وأمنها وتطور البنية التحتية الجارية في المملكة مما سيمكن المصنع من توسيع نطاق أنشطته في كل من إفريقيا وأوروبا.

ويعتمد مصنع بيجو الذي افتتح في يونيو حزيران 2019 في القنيطرة على 27 موردا محلياً لتصنيع قطع غيار السيارات في القنيطرة، يشمل شركة Citic Dicastal ، الشركة العالمية الرائدة في تصنيع عجلات الألمنيوم.

كما سبق هذه الشركات دخول شركات كبيرة مثل فولسفاكن وروفر وفيات وكرايسلر وتويوتا في تجارة قطع الغيار ومكونات السيارات لأغراض التصدير.

وتعمل هذه الشركات بشكل رئيسي في مدينة السيارات بطنجة. وتتميز منطقة طنجة بالقرب من أوروبا حيث توجد الأسواق والإمدادات، ووجود ميناء عصري عميق يسمح بحركة السفن الكبيرة . وهناك اتفاقيات للتجارة الحرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي تضمن انتظاما في التجارة.  كما تتميز المغرب بانخفاض إجور العمالة (10% من معدلها في فرنسا) رغم أن معدل الأجور في شركة رينو هو ضعف الحد الأدنى للأجور في المغرب. ويسعى المغرب لاستغلال موقعه الاستراتيجي وتنافسيته لكي يصبح منصة لصناعة السيارات بإفريقيا.

وقد صدرت شركة رينو ما يوازي مليار يورو من قطع غيار السيارات المصنعة بالمغرب،  وتحتل كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا صدارة الدول المستوردة للسيارات وقطع الغيار المنتجة بمصنع طنجة المغربي، في حين تمثل تركيا وفرنسا ومصر وجهة صادرات مصنع الدار البيضاء. وتطمح المغرب إلى تصدير ما قيمته 1.5 مليار يورو سنوياَ من مكونات السيارات وقطع الغيار بحلول 2023.

وقد أصبح المغرب مُوَرِدا رئيسياً لمصانع السيارات الأوروبية، لاسيما مصنع فورد بمدينة فالنسيا، بإسبانيا، والذي يستورد من المصانع المغربية مقاعد وإكسسوارات داخلية، وأسلاك ومعدات أخرى من مكونات السيارات.

صناعات الطيران والفضاء

أسهمت بيئة الأعمال الملائمة للاستثمار وتطور وتوسع شركات إنتاج مكونات السيارات في تطوير صناعات الطيران والفضاء التي بدأ المصنع ينشط فيها.

وقد أنشأ المغرب في إقليم النواصر في منطقة مدينة الدار البيضاء 8 مناطق صناعية تضم مركز صناعة الطيران في النواصر  Aéropole Nouaceur والمنطقة الحرة MIDPARC .

وتعتبر المنطقة الحرة الاقتصادية في الدار البيضاء واحدة من العديد من المناطق المغربية المخصصة للطيران والفضاء والصناعات الأخرى، وزادت صادراتها عن  مليار دولار في عام 2016.

وتنتج هذه المراكز أجزاء من الطائرات لشركات عالمية مثل بوينغ Boeing وإيرباص Airbus للطيران المدني وسافران Safran الفرنسية التي تنتج محركات طائرات وصوريخ وشركة داسو Dassault الفرنسية التي تنتج طائرات حربية وطائرات رجال الأعمال.

خط تجميع حافلات رينو الصغيرة
خط تجميع سيارت الركوب

كيف صنع المغرب قصة نجاح في صناعة السيارات

نجح المغرب في صناعة السيارات وأجزاء السيارات وقطع الغيار في ضوء مجموعة مواتية من العوامل السياسية والجغرافية والاقتصادية والتجارية، جعلت منه وجهة مفضلة للمستثمرين. وأصبح المغرب مورداً رئيسياً لمصانع السيارات الأوروبية، واستطاع استقطاب الفاعلين الفرنسيين رينو وبيجو لتوسيع نشاطهما.   وقد تفوق على جنوب إفريقيا كمركز لصناعة السيارات في القارة الإفريقية .

يتمتع الاقتصاد المغربي في مجال صناعة السيارات بعدة عوامل، الأمر الذي جذب المستثمرين للعمل في المغرب . ويتميز المغرب بداية بسيادة بيئة سياسية مستقرة وآمنة، وبيئة أعمال مواتية جعلت منه مركزاً لصناعة السيارات في إفريقيا وفي العالم العربي. كما تتميز المغرب بتنافسيتها وموقعها على أبواب أوروبا، وبنية تحتية بمعايير عالمية، بما في ذلك ميناء طنجة الأكبر في جنوب البحر المتوسط.

ويتميز المغرب بأن لديه تجربة طويلة في مجال صناعة السيارات (منذ عام 1959)، سمحت بمراكمة كفاءات بشرية، وبيئة تشريعية وقانونية إيجابية وباتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنطقة للتبادل الحر تضم الدول العربية المتوسطية وفق إعلان أغادير التي تضم تونس ومصر والأردن.

ويتوقف استمرار نجاح المغرب في تطوير وترسيخ صناعة السيارات على قدرته على قراءة المتغيرات الإقتصادية والسياسية التي تؤثر في اقتصاديات إنتاج السيارات في المغرب، وعلى تشجيع وتوجيه الرأسمال الوطني للمشاركة بفعالية في هذه النهضة الصناعية حتى يتمكن من أن يكون مركزاً عربياً وإفريقياً وعالمياً في صناعة السيارات في العالم والتي تتطلب طاقات تكنولوجية فنية ورقمية ومهارات إدارية وإتصالية ومعايير جودة عالية.

دور صناعة السيارات في اقتصاد المغرب

أصبح الإنتاج الصناعي من السيارات خلال السنوات القليلة الماضية أهم صادرات المغرب،  متفوقاً على المنتجات التقليدية مثل الفوسفات والمنتوجات الزراعية الغذائية.  وأصبح قطاع السيارات يشكل  45% من من الصادرات الصناعية المغربية ويوفر العمل لنسبة 29% من قوة العمل في القطاع الصناعي.  وقد زادت قوة العمل في قطاع السيارات 84 الف عامل خلال الفترة 14-2017

وارتفع إنتاج الشركة في وحدتيها بالمغرب ليبلغ 377 ألف سيارة في عام 2017.  وقد احتفت رينو في منتصف عام  2016 بإنتاج السيارة رقم مليون التي صنعتها في المغرب منذ افتتاح وحدتها في عام 2012. وتطمح رينو إلى تصنيع 450 ألف سيارة سنويا خلال السنوات الخمس القادمة.

وبلغ حجم صادرات الشركة في عام 2017  333 ألف سيارة، مقابل 303 آلاف سيارة في عام 2016، من بينها 283 ألف سيارة في وحدتها في طنجة.

وبلغت صادرات المغرب من السيارات 7.6 مليار دولارخلال عام 2017 ، ويقدر أن تبلغ 10.8مليار دولار في عام 2019 .  وتصدر سيارات رينو من المغرب إلى 20 دولة من بينها تونس ومصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن ولبنان. وقد شكلت مبيعات قطاع السيارات 27% من صادرات المغرب بقيمة تقارب 3 مليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019.

وتهدف رينو المغرب إلى أن تكون مركزاً إقليمياً لقطاع السيارات، وتراهن على جعل صناعة السيارات قطاعاً متكاملاً، بإيرادات تتعدى 10 مليارات دولار ومضاعفة الصادرات من 400 ألف إلى 800 ألف سيارة بحلول عام 2020، وتصل الطاقة التشغيلية في صناعة السيارات إلى 160 ألف عامل مغربي.  وتركز المغرب على استمرار النهوض بهذه الصناعة المتطورة تكنولوجياً، وتعمل على رفع نسبة المكونات المحلية إلى 65% حتى يصح وصف منتجاتها بأنها صنعت في المغرب.

ولتحقيق هذه الأهداف، وفر المغرب مجموعة حوافز ومزايا التنافسية لجذب المستثمرين الأجانب في مدينة السيارات بطنجة، وهي منطقة  صناعية حرة ومتكاملة لمهن صناعة السيارات وبأسعار تفضيلية، وإعفاءات ضريبية، وشبكة مرافق عامة وإدارة جيدة، على مقربة من ميناء طنجة المتوسطي  الذي تتوفر فيه البنية التحتية اللازمة للتصدير. كما يخضع ميناء القنيطرة للتطوير، استعدادا لافتتاح مصنع بيجو ستروين في بداية العام الحالي 2019.

المصادر

http://www.oica.net/

https://en.wikipedia.org/wiki/Laraki

https://en.wikipedia.org/wiki/Automotive_industry_in_Morocco

http://www.oica.net/category/production-statistics/2017-statistics

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *