معالم طبيعية| مغارة جعيتا في لبنان

مغارة جعيتا

مغارة جعيتا في لبنان

تقع مغارة جعيتا Jeita Grotto بوادي نهر الكلب على بعد 18 كلم شمال بيروت عاصمة لبنان، ولذلك كانت تدعى بكهف نهر الكلب في بداية القرن العشرين.  وقد أخذت بعد ذلك عدة أسماء مشتقة من إسم جعيتا وهي المنطقة التي تقع فيها، والتي تعني باللغة الآرامية القديمة المياه الهادرة، وأصبح بعد ذلك إسمها مغارة جعيتا.

مغارة جعيتا هي عبارة عن مغارة ضخمة ذات تجاويف وشعاب ضيقة، وممرات وتكوينات وغرف أبدعت في نحتها الطبيعة. وقد أدى تسرب مياه الأمطار الغزيرة والمياه الجوفية في جبال لبنان وجير الصخور الكلسية الذائب فيها  إلى شقوق صخور المغارة الكلسية على مدى الزمن إلى تشكيل لوحات فنية مجسمة من منحوتات وأشكال وتكوينات كلسية من أجمل التشكيلات الطبيعية في سقف وجدران المغارة.

يعتبرها كثير من اللبنانيين مغارة جعيتا جوهرة السياحة اللبنانية، ويرون أن مغارة جعيتا ترقى إلى درجة اعتبارها واحدة من عجائب الدنيا السبعة.  وقد كانت واحدة من أفضل 14 متسابقًا نهائيًا في مسابقة عجائب الدنيا السبع  في عام 2011.


مواضيع ذات صلة

لبنان | مؤشرات التنمية البشرية والإقتصادية (2017)
معالم طبيعية| محمية ضانا .. جراند كانيون الأردن
معالم طبيعية | أرخبيل جالطة وواحات تونس
معالم طبيعية| مغارة الشموع والبحر الميت في فلسطين والأردن
معالم طبيعية | شلالات صلالة ومعالم في سلطنة عمان
معالم طبيعية| … في صحاري وجبال المملكة العربية السعودية
معالم طبيعية| جبل مرَة وكسلا وحديقة الدندر في السودان
معالم طبيعية| الصحراء البيضاء ومحميات طبيعية في مصر العربية
معالم طبيعية| واحات أوباري في الصحراء الليبية
معالم طبيعية| مغارة بني عاد وشلالات لوريط في تلمسان بالجزائر
معالم طبيعية|الهقار وتاسيلي في الجزائر
معالم طبيعية| شلالات أوزود ومغارة إمي نفري في المغرب
معالم طبيعية| سقطرى … جوهرة الجزيرة العربية
أهوار العراق | تراث إنساني عالمي لبلاد الرافدين أنقذته رحمة السماء
موريتانيا| المحمية الوطنية لحوض آرغين.. حيث تتعانق الصحراء والبحر

طبقات مغارة جعيتا

يزيد طول مغارة أو كهف جعيتا عن 9 كم، وهناك أجزاء لم يتم استكشافها بعد. (ويكي). وتتكون المغارة الكلسية من طبقة علوية جافة وطبقة سفلية مائية. وتحتفظ المغارة بدرجة حرارة ثابتة على مدار السنة تقدر بـ 16 درجة مئوية في المغاره السفلى و22 درجة مئوية في المغارة العليا.

الطبقة السفلية في مغارة جعيتا
الطبقة السفلية في مغارة جعيتا
… في مغارة جعيتا
… في مغارة جعيتا

بدأ إكتشاف مغارة جعيتا  (الطبقة السفلية) تحت الأرض في عام 1836 حين اكتشف القس الأميركي وليام طومسون  حوالي 50 متر من المغارة السفلية.

في عام 1873 اكتشف المهندسون في شركة مياه في بيروت جورج ماكسويل و إتش جي هكسلي وبالتعاون مع رئيس ما أصبحت فيما بعد الجامعة الأميركية القس دانيال بلس قرابة كيلومتر إضافي من المغارة.

وقد قام مستكشفون أجانب باكتشاف 750 م إضافية حتى عام 1940.

وبعد عام 1940 قام أعضاء في نادي التجديف اللبناني باكتشاف بقية الطبقة السفلية من المغارة والتي يزيد طولها عن 6 كم.  ويجري نهر الكلب خلال الطبقة السفلية لمغارة جعيتا وتشكل قاعة ضخمة من التشكيلات الجيرية المختلفة وأعمدة صاعدة وأخرى هابطة، ويمكن زيارتها بواسطة قوارب كهربائية لمسافة تقارب 500 متر.

في عام 1958 تم اكتشاف الطبقة العليا الجافة من المغارة من قبل أعضاء في نادي التجديف اللبناني على ارتفاع 60 متراً من الطبقة السفلية، وتم تأهيلها للزيارة على يد المهندس والنحات اللبناني غسان كلينك.  وعُرفت الطبقة العليا فيما بعد بإسم صالات العرض العليا والتي يزيد طولها عن كيلومترين وافتتحت المغارة للجمهور في عام 1969 حيث يسمح للزوار بمشاهدة حوالي 650 م منها .

تتميز الطبقة العليا من المغارة باستخدام أنظمة إضاءة مختلفة ، ويتم الوصول إليها عبر نفق خرساني طويل يصل طوله إلى قرابة 120 مترًا.

الطبقة العليا لمغارة جعيتا
…. في مغارة جعيتا
… في مغارة جعيتا
… في مغارة جعيتا

تحتوي الطبقة العليا على ثلاثة أجزاء؛ ويسمى الجناح الأول المتوسط الحجم بالغرفة البيضاء، لاحتوائها على تشكيلات رواسب كلسية بيضاء نقية وإضاءة مناسبة لها، وتضم تشكيل كلسي طوله 8.2 مترًا، وهو الأطول في العالم. وتسمى الغرفة الثانية بالحمراء بسبب لون التكوينات الناتج عن أوكسيد الحديد (الصدأ)، ويزيد ارتفاعها عن 100 م، ويتراوح عرضها ما بين 30-50 م، وتعد الغرفة الثالثة أكبر الغرف حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 120 م. وتحوي الطبقة العليا على صواعد وهوابط وأعمدة وتكوينات كلسية بألوان بيضاء وحمراء مبهرة.

زيارة مغارة جعيتا

بدأ فتح المغارة للجمهور في عام 1958، غير أنها أغلقت أمام الجمهور خلال الفترة 78-1995 خلال الحرب الأهلية.

ويمكن للزوار مشاهدة محتويات الطبقة السفلى من المغارة لمسافة 500 متر بواسطة القوارب وتخضع الرحلة لمعايير آمنة.  ويمكن مشاهدة محتويات الطبقة العليا لمسافة 650 م.

يزور المغارة أكثر من الف زائر يومياً رغم الظروف السياسية التي تحد من قدرة لبنان على الجذب السياحي.

تشكيلات كربونية في في مغارة جعيتا
تشكيلات كربونية في مغارة جعيتا
تلفريك مغارة جعيتا
مدخل مغارة جعيتا

يمكن زيارة مغارة جعيتا بوسيلة أرضية أو برحلة بواسطة التلفريك، حيث يمكن مشاهدة المناظر الطبيعية في حوض نهر الكلب وتنتهي الرحلة أمام المغارة العليا.

 كيف تتكون التشكيلات الكربونية

تتهيأ الظروف لظاهرة الكهوف الكارستية والتشكيلات الكربونية داخلها عندما تقع منطقة الكهوف في موقع يتميز بمعدلات عالية لسقوط الأمطار، وتتكون منطقة سطح الكهف (المغارة)  من صخور جيرية سميكة (كلسية رسوبية) مكونة من طبقات رقيقة قابلة للذوبان وكثيرة الشقوق وتحتوي على أكثر من 50% منها من كربونات الكالسيوم CaCO3.

عند سقوط الأمطار، يذوب ثاني أوكسيد الكربون في مياه الأمطار ويتكون حامض الكربونيك. وعند تسرب مياه الأمطار إلى جوف الأرض محملة بحامض الكربونيك تأخذ الأحجار الجيرية التي تتكون بشكل رئيسى من كربونات الكالسيوم في الذوبان. ونتيجة تفاعل حامض الكربونيك مع كربونات الكالسيوم، يتحول إلى بيكربونات الكالسيوم وهو من المواد القابلة للذوبان فى الماء (ذوبان كارستي).

تتسرب المواد الجيرية الذائبة والمياه  (المحملة بحامض الكربونيك) من خلال الشقوق والفواصل الرأسية الموجودة فى طبقات الأحجار الجيرية وتتحول الكربونات في الشقوق إلى بيكربونات أيضاً.

ترشح المحاليل الذائبة إلى سقف الكهف، وتتعلق به في صورة نقاط كثيرة قد تبقى معلقة فى السقف حتى تجف حيث يتطاير منها بخار الماء وغاز ثانى أكسيد الكربون أو تسقط على أرضية الكهف.  وتتحول محاليل بيكربونات الكالسيوم الذائبة بالتبخير إلى كربونات كالسيوم التى لا تذوب فى الماء . ومع توالي تسرب وترشح محاليل البيكربونات الذائبة وجفافها بالتبخير، تتراكم ترسبات كربونات كالسيوم عشوائياً على سقف الكهف على مر الزمن مكونة تشكيلات مختلفة،  ومنها الأعمدة المخروطية المدلاة من سقف الكهف، وهى تلك الأعمدة المسماه بالهوابط أو النوازل أو المتدليات  Stalactit وهى تتميز بصلابتها.

عندما تكون بعض نقاط محاليل البيكربونات الذائبة ثقيلـة ، فإنها لا تستطيع أن تبقى معلقة بسقف الكهف، فتسقط إلى أرضية الكهف. ومع توالي تسرب وترشح محاليل البيكربونات الذائبة وجفافها بالتبخير، تتراكم ترسبات كربونات كالسيوم على أرضية الكهف وتشكل أعمدة ترتفع من أرضية الكهف، وهى تلك الأعمدة أو القوائم المخروطية أيضاً المسماه بالصواعد Stalagmites .

يتطلب إضافة مليمتر واحد أكثر من 7 سنوات لأي أعمدة أو تشكيلات كربونية، وإضافة سنتيمتر واحد أكثر من 75 سنة. وهذا يفسر الحديث عن مئات وآلاف السنوات لتكوين الأعمدة والتشكيلات الأخرى. ويعتمد لون الأعمدة والتشكيلات على محاليل المياه المعدنية المتسربة والتي تتوقف على نوع المعادن الخام التي تدخل في التكوين الحجري للكهف وبيئته الداخلية.

وهكذا تتكون المغارة وتشكيلاتها عبر آلاف السنين نتيجة ذوبان الصخور الجيرية (ذوبان كارستي)، ويسمى الجغرافيون الكهوف أو المغارات التي تحدث بها هذه الظاهرة (الكارستية) بالكهوف الكارستية.  وتحتوي الكهوف الكارستية على تشكيلات من كربونات الكالسيوم (الجير) تتضمن الأعمدة الهابطة  والصاعدة والأعمدة المتصلة من سقف الكهف حتى أرضيته والستائر المتدلية من سقف الكهف والأعمدة الإبرية الشكل والأسطح الملساء والأشكال الأخرى التي نشاهدها في مثل هذه الكهوف.

المصادر

https://wikitravel.org/en/Jeita

http://www.jsta.org.jo/?q=node/2015

https://en.wikipedia.org/wiki/Stalactite

https://en.wikipedia.org/wiki/Stalagmite

https://en.wikipedia.org/wiki/Jeita_Grotto

https://www.youtube.com/watch?v=wtEWR7Ckpdk

https://www.arageek.com/ibda3world/facts-about-jeita-caves-in-lebanon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *