معالم طبيعية | أرخبيل جالطة وواحات تونس

مياه ساحل جالطة الصافية

ارخبيل جالطة

تضم تونس عدداً من الجزر، ومن أهمها جزيرة جربا وارخبيل جالطة وجزيرة زمبرة وأرخبيل قرقنة و جزيرة قورطة.

يقع أرخبيل جالطة مقابل الساحل التونسي على البحر الأبيض المتوسط،  ويتبع إداريا لمدينة بنزرت، ويضم ستة جزر تغطي مساحة تزيد عن 800 هكتار. وقد صنف الأرخبيل كمحمية بحرية وساحلية طبيعية منذ عام  1981، يمنع الصيد بها على محيط يصل إلى 1.2 ميل بحري، وبدأ في عام 2006 تنفيذ مشروع  لتطويرها بتمويل من الصندوق الفرنسي للبيئة العالمية.


مواضيع ذات صلة
جسور عربية | جسور بلاد المغرب العربي …  أقدم جسور العالم العربي (2)
متاحف عربية | تاريخ وحضارات ممتدة  … في متاحف المغرب العربي (2)
تونس: مؤشرات في التنمية الإقتصادية والإجتماعية لعام 2019
تونس| مؤشرات التنمية الإجتماعية والإقتصادية (بيانات 2017)
كورونا في العالم العربي | تطور الإصابات بفيروس كورونا عالمياً وعربياً (تحديث 30 إبريل)
معالم طبيعية| واحات أوباري في الصحراء الليبية
معالم طبيعية| مغارة بني عاد وشلالات لوريط في تلمسان بالجزائر
معالم طبيعية|الهقار وتاسيلي في الجزائر
معالم طبيعية| شلالات أوزود ومغارة إمي نفري في المغرب
موريتانيا| المحمية الوطنية لحوض آرغين.. حيث تتعانق الصحراء والبحر

استهدف مشروع المحمية تطوير السياحة البيئية ودعم جهود الاستثمار لإعمار جزر الأرخبيل. وتضمن المشروع ترميم مباني القرية التي كان يستوطنها االإيطاليون في أثناء الحكم الفرنسي، وصيانة وترميم المباني  ذات الطابع التاريخي والتراثي، زيادة المساحة المزروعة بالأشجار، وتعزيز الموارد المائية عن طريق حصاد مياه الامطار وإجراءات حفظ التربة من الإنجراف واستغلال المياه الجوفية ، وإنشاء مركز لإقامة البحارة وورشة لإصلاح القوارب.

أكبر جزر الأرخبيل هي جزيرة جالطة La Galite، التي تبلغ مساحتها 750 هكتار، ويبلغ طولها أكثر من 5 كم، وعرضها لا يتجاوز  3 كم.  جزيرة جالطة هي جزيرة بركانية، ورغم أن ارتفاعها عن سطح البحر لا يتجاوز 400 م وصغر مساحتها، فإن معظمها عبارة عن منطقة هضبية بركانية تسود فيها المرتفعات والسفوح الحادة، الأمر الذي يؤدي لصعوبة حركة التنقل داخلها.

ثاني جزر أرخبيل جالطة في المساحة هي جزيرة جاليطون أو جالطة الصغرى، وتبلغ مساحتها 30 هكتاراً وطولها 800 م. والجزيرة الثالثة هي الفوشال وتبلغ مساحتها 14 هكتارا ، وتقع كلاهما جنوب غرب جالطة.

الجزر الثلاثة الصغيرة المتبقية هي جزر الكلاب، ومساحتها 13 هكتاراً وتقع إلى الشمال الشرقي من جزيرة جالطة،  وتبعد 1 – 2 كم عن جالطة.  وقد سماها المستوطنون الإيطاليون في الجزيرة جزيرة الديك (Gallo) وهي الأكبر، وجزيرة الفرخ أو الصوص (Pollastro) وجزيرة الدجاجة  (Gallina) في أقصى الشمال.

تتمتع جزيرة جالطة بمناظر طبيعية، ويتميز ساحلها بمياهه النقية الصافية، وفيها عدة مياه عيون جارية وهي عين الكرمة وعين النخلة وعين سيدي أحمد.  وقد استخدمت جالطة في زمن الاستعمار الفرنسي كمنفى، وقد نفي فيها أول رئيس لتونس الحبيب بورقيبة،  لفترة عامين 52-1954م قبل الإستقلال.  وقد أشتهرت له صورة على صخرة مقابل ساحل جالطة، وخلدت فيما بعد بطابع بريدي.

يبلغ أقصى ارتفاع في جزيرة جالطة إلى 391 متر فوق سطح البحر. ويسود جالطة مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل في الجزيرة حيث الحرارة معتدلة صيفاً وتبلغ معدلاتها القصوى 26° في آب أغسطس، وأدنى درجة حرارة 12° في يناير كانون الثاني، وتتراوح   كمية الأمطار السنوية بين 500 إلى 600 ملم.

الحياة البرية والبحرية في جالطة

الغاق أو البجع
أسماك ساحل جالطة
ماعز بري على ساحل جالطة
فقمة الراهب على ساحل جالطة

تعمل الدولة التونسية على حماية التنوع البيولوجي في ارخبيل جالطة للحفاظ على الاصناف النباتية والحيوانية البرية منها والبحرية النادرة الموجودة في الارخبيل وتوظيفها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس.  ولذلك أعلن الأرخبيل  محمية طبيعية منذ عام 1981. ويعمل خبراء البيئة على تحسين ظروف البيئة في الأرخبيل، بحيث تصبح وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة الذين يزورون تونس.

تعيش فوق هضاب جزر الأرخبيل أنواع نادرة من النباتات والحيوانات والحشرات والزواحف المهددة بالانقراض، ويمنع الصيد فيها على محيط يبلغ 1.2 ميل بحري أو نقل الحيوانات الى خارج الجزيرة. وقد أصبحت منطقة الأرخبيل محمية من الصيد للمحافظة على طيور النورس والغاق .

تعتبر الجزيرة محمية فريدة من نوعها عربيًا وإفريقيًا، ويستوطنها حيوان الفقمة المتوسطية المهدد بالانقراض التي ينفرد بها الأرخبيل عن بقية جزر البحر المتوسط.  وفقمة الراهب من أكبر الفقمات جسدها اسود ضارب للرمادي وقد يتواجد عليها بقع بيضاء. وهي مهددة بالانقراض نظراً لتلوث البحر الأبيض المتوسط ولا تعيش في مجموعات كبيرة كباقي الفقمات.  يتراوح طول الفقمة  من 2 الى 3 م، وقد يصل وزنها إلى 300 كغم.  وتتوفر في الجزيرة الخصائص النباتية والجيولوجية، وخاصة المغارات البحرية، التي تسمح لفقمة الراهب بالبقاء.

جالطا هي موطن للماعز البري الذي يعيش في أعلى الجبال ويعتاش على الأعشاب وأوراق الأشجار ويشرب من مياه عين الكرمة وعين النخلة وعين سيدي أحمد. وجالطة هي موطن لأنواع من السلاحف وللسحالي المنقّطة (الوزغة) وكهوف لحماية أنواع من الخفافيش، ولطيور الغاق Shag / Cormorant  من رتبة البجع ولطير النورس Audouin ذوالمنقار الأحمر .

النورس أحمر المنقار
سلاحف جالطة
نبات الضرو
نبات صالح الأنظار

ومن النباتات النادرة في الأرخبيل الأعشاب البحرية الطحلبية (kelp) Laminaria rodriguezii والطحلب البني  Cystoseiras.   ويعيش في الأرخبيل أشجار ونباتات مثل الزيتون، ونوع نادر من التوت، ونبات العنصل  (البصل البري أو بصل فرعون( ونبات صالح الأنظار أو البوصيرا  Verbascum التي لها خصائص علاجية  ونبتة الضرو ونباتات مزهرة نادرة.

النشاط البشري في جالطة

جزيرة جالطة، شبه خالية من السكان حالياً، وفيها قبور رومانية وآثار فينيقية تدل على حضارات تعاقبت عليها.  وقد سكنها في القرن التاسع عشر مستوطنون إيطاليون يقدر عددهم بحوالي مائتي نسمة، وكانوا يعيشون في قرية واحدة، وكان في القرية مدرسة وكنيسة . وقد منحوا الجنسية الفرنسية وغادروا الجزيرة بعد قرار الحكومة التونسية تأميم أراضي المستوطنين عام 1964.

يقطن بالجزيرة حالياًعدد قليل من عائلات تونسية ويوجد بها عدد قليل من ممثلي الهيئات الحكومية من خفر السواحل والعاملين في محمية الساحل المختصين في المجال البيئي. وتستقبل الجزيرة عدد محدود من السياح وهواية الغطس وباحثين بيئيين.

لا يسمح بصيد السمك لأن سواحل الجزر تشكل حاضنة للأسماك والأحياء البحرية والطحالب. ويسمح في الجزيرة بالسياحة البيئية  والتجول بالقوارب والغوص. وتشهد بعض المواسم عدداً كبيراً من السياح من هواة رياضة الغطس في المنطقة البحرية شمال الجزيرة، ومن الباحثين في نشاطات علمية.

زيارة الجمهور التونسي لجزيرة جالطة مقيدة، وهناك شركة وحيدة معتمدة لنقل عدد محدود من الزوار. وتضع السلطات قيوداً على زيارة الجزيرة لمنع تلويث المكان ومنع دخول الكهوف التي تحمي الحيوانات، وممارسة الصيد المحظور في الجزيرة. ويتطلب تطوير السياحة البيئية المحلية في تونس وضع إجراءات تنظيمية ونشاطات للتوعية والتعليم قبل فتح الجزيرة للجمهور.

الـواحات الصحراوية

تضم الصحراء التونسية على امتدادها عدداً من الواحات ومن بينها واحات نفطة وتوزر وقفصة والشبيكة وتمغرة وميداس وقابس. وتنتج الواحات التونسية عدة أنواع من التمور، أشهرها عالمياً دقلة نور (والمشهور في الجزائر وليبيا أيضاً) وفطيمي. وتحتل التمور مكانة هامة ضمن الصادرات التونسية.

واحة توزر هي إحدى أهم الواحات في تونس، وتقع في الجنوب الغربي من تونس، على الحدود الجزائرية. تتميز  الواحة بكثافة نخيلها وكثافة المياه المتدفقة على هيئة شلال من عيون في منطقة رأس العين عند سفح ربوة تشكل ينابيعها سيلاً دائما. وتضم ضواحي مدينة توزر وهي مسقط رأس شاعر تونس الخضراء أبي القاسم الشابي، حديقة حيوان صحراوية تجمع الحيوانات الصحراوية من الجمال والنوق والغزلان والثعلب وطير الحبارة وزواحف مثل العقرب.

تقع واحة نفطة في ولاية توزر في أقصى الجنوب الغربي للجمهورية التونسية. وتتدفق المياه إلى الواحة من عيون طبيعية عبر قنوات أو  سواقي الري، وتزخر الواحة بأنواع مختلفة من النباتات وخاصة النخيل.

واحة قفصة
واحة قابس
شلال واحة توزر
شلال واحة شبيكة

تقع واحات  قفصة في الجنوب الغربي للجمهورية التونسية وتضم واحات القصر ولالة والقطار ويزرع فيها أشجار مثمرة مثل المشمش والرمان واشجار النخيل والخضراوات على مساحة تتجاوز 3000 هكتار.

تقع واحات الشبيكة وتمغرة وميداس في منطقة جبلية في الشمال الغربي لتونس على الحدود التونسية الجزائرية. وتعتمد هذه الوحدات في الري على عيون تنبع من الصخور الجبيلية المنحوتة وتشكل جداول وشلالات تمد الواحات وساكنيها بالمياه. وواحة شبيكة هي الأكثر شهرة بين الواحات المعرضة للشمس معظم العام، ولذلك تسمى واحة قصر الشمس.

تقع واحة قابس في جنوب شرق تونس وهي من الواحات البحرية التي يسودها نخيل الصحراء على مقربة من زرقة البحر.  ويعد وادي قابس شريانها الأساسي حيث يروي أكثر من مليون نخلة تغطي مساحات شاسعة من البساتين ومنها أشجار الرمان.

المصادر

 https://en.wikipedia.org/wiki/Chebika,_Tozeur

https://www.youtube.com/watch?v=YCEea5wsln8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *