معالم طبيعية| مغارة بني عاد وشلالات لوريط في تلمسان بالجزائر

مغارة بني عاد

 مغارة  بني عاد  وشلالات لوريط

موقع مغارة بني عاد

تقع مغارة بني عاد في في أعالي جبال عين فزة في ولاية تلمسان على بعد 16 كم من تلمسان عاصمة الولاية و 800 كلم غرب مدينة الجزائر قرب حدود المغرب، وترتفع 1130 متر عن سطح البحر.  تضم المغارة عشرات الكهوف الصخرية الصغيرة وتمتد على مسافة  700 م طولاَ و20 م عرضاً، ويصل إرتفاعها إلى 57 م ولها درجة حرارة ثابتة طوال العام في حدود 13 درجة.

تشير الكثير من الأدبيات   إلى أن طول المغارة الحقيقي يبلغ 145 كلم، وينطلق من مغارة بومعزة بمنطقة سبدو الواقعة جنوب ولاية تلمسان، وصولا إلى مغارة الحوريات بمنطقة سيدي يحيى بمدينة وجدة المغربية. ويقال أن السلطة الفرنسية المستعمرة إغلقت مدخل المغارة بالإسمنت المسلح، حين اكتشفت أن مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية يستخدمون المغارة  لنقل الأسلحة من المغرب تجاه الجزائر.  ولكن لا يوجد عملياً ما يدعم صحة هذه الرواية.

كان الأمازيغ هم من أول من اكتشف المغارة واستخدموها للسكن في القرن السابق للميلاد، ويقال أن ملوك الأمازيغ اتخذوها منازل آمنة لهم. وقد ذكرت شبكة الجزيرة على لسان المشرف على المغارة أن تسميتها تعود لقوم عاد الرّحّل، الذي اعتادوا الإقامة في المغارة لفترات متقطعة، فيغادرونها  ثم لا يلبثوا أن يعاودون الإقامة فيها ولذلك سميت بمغارة أولاد بني عاد. وتسمى المغارة أيضاً بمغارة عين فزة بإسم القرية كثيرة العيون المائية التي تبعد عنها 6 كم.

تضم مغارة بني عاد كثيراً من التشكيلات الكربونية والهوابط والصواعد المخروطية الشكل الصلبة والتي تتكون من كربونات الكالسيوم التى لا تذوب فى الماء، والتي تكونت على سقف الكهف عبر آلوف السنين.


مواضيع ذات صلة

الجزائر| مؤشرات التنمية الإجتماعية والإقتصادية (بيانات 2017)
معالم طبيعية| محمية ضانا .. جراند كانيون الأردن
معالم طبيعية | أرخبيل جالطة وواحات تونس
معالم طبيعية| مغارة الشموع والبحر الميت في فلسطين والأردن
معالم طبيعية| مغارة جعيتا في لبنان
معالم طبيعية | شلالات صلالة ومعالم في سلطنة عمان
معالم طبيعية| … في صحاري وجبال المملكة العربية السعودية
معالم طبيعية| جبل مرَة وكسلا وحديقة الدندر في السودان
معالم طبيعية| الصحراء البيضاء ومحميات طبيعية في مصر العربية
معالم طبيعية| واحات أوباري في الصحراء الليبية
معالم طبيعية|الهقار وتاسيلي في الجزائر
معالم طبيعية| شلالات أوزود ومغارة إمي نفري في المغرب
معالم طبيعية| سقطرى … جوهرة الجزيرة العربية
أهوار العراق | تراث إنساني عالمي لبلاد الرافدين أنقذته رحمة السماء
موريتانيا| المحمية الوطنية لحوض آرغين.. حيث تتعانق الصحراء والبحر

التشكيلات الكربونية في مغارة بني عاد

تشكل مغارة بني عاد متحفاً طبيعياً وتضم مشاهد بانورامية لصخور كلسية على هيئة أعمدة كربونية هابطة وصاعدة، وتجاويف وحجرات ذات منحوتات وتشكيلات كربونية طبيعية.

تقسم المغارة إلى ثلاث أقسام أو غرف؛ الأولى القاعة الكبيرة وتنقسم الى قسمين ويزيد ارتفاعها عن 18 متر وتحوي أعمدة كلسية، والثانية قصر الملك، وفيها تم العثور على أوان فخارية تدل على أن الإنسان سكن المغارة في حقبة ما من الزمن. والقاعة الثالثة هي أجمل قاعات المغارة وهي قاعة السيوف، لاحتوائها على عدد كبير من الهوابط التي تبدو وكأنها سيوف مستلة. وتسمى أيضا بـقاعة المجاهدين لأن ثوار الجزائر اتخذوها مكاناً آمناً للتخفي بها خلال فترة الثورة الجزائرية.

قاعة السيوف
مغارة بني عاد
مغارة بني عاد
مغارة بني عاد

كيف تتكون التشكيلات الكربونية

تتهيأ الظروف لظاهرة الكهوف الكارستية والتشكيلات الكربونية داخلها عندما تقع منطقة الكهوف في موقع يتميز بسقوط كميات كبيرة من الأمطار، وعندما تتكون منطقة سطح الكهف (المغارة)  من صخور جيرية سميكة (كلسية رسوبية) مكونة من طبقات رقيقة قابلة للذوبان وكثيرة الشقوق وتحتوي على أكثر من 50% من كربونات الكالسيوم CaCO3.

يذوب ثاني أوكسيد الكربون في مياه الأمطار المتساقطة ويتكون حامض الكربونيك. وعند تسرب مياه الأمطار إلى المغارة محملة بحامض الكربونيك من خلال الشقوق والفواصل الرأسية الموجودة فى طبقات الأحجار الجيرية، والتي تتكون بشكل رئيسى من كربونات الكالسيوم،  تأخذ هذه الأحجار في الذوبان. ويؤدي تفاعل حامض الكربونيك مع كربونات الكالسيوم، إلى تحولها إلى بيكربونات الكالسيوم وهي من المواد القابلة للذوبان فى الماء (ذوبان كارستي). وتتسرب البيكربونات الذائبة والمياه  في الشقوق في اتجاه سقف وجدران المغارة الداخلية.

ترشح المحاليل الذائبة إلى سقف الكهف، وتتعلق به في صورة نقاط كثيرة، ويبقى الكثير منها معلقاً فى السقف إلى أن تجف. يتطاير بخار الماء وغاز ثانى أكسيد الكربون من النقاط المعلقة، وتتحول محاليل بيكربونات الكالسيوم الذائبة بالتبخير إلى كربونات كالسيوم التى لا تذوب فى الماء . ومع توالي تسرب وترشح محاليل البيكربونات الذائبة وجفافها بالتبخير، تتراكم ترسبات كربونات كالسيوم عشوائياً على سقف الكهف عبر مئات أو آلوف السنين مكونة تشكيلات مختلفة، ومنها الأعمدة المخروطية المدلاة من سقف الكهف، وهى تلك الأعمدة المسماه بالهوابط أو النوازل أو المتدليات  Stalactit التي تتميز بصلابتها.

وعندما تكون بعض نقاط محاليل البيكربونات الذائبة ثقيلـة، فإنها لا تستطيع أن تبقى معلقة بسقف الكهف، فتسقط إلى أرضية الكهف، ويتطايرمنها بخار الماء وغاز ثانى أكسيد الكربون. وبذلك تتحول محاليل بيكربونات الكالسيوم الذائبة بالتبخير إلى كربونات كالسيوم التى لا تذوب فى الماء على أرضية المغارة.  ومع توالي تسرب وترشح محاليل البيكربونات الذائبة وسقوطها إلى ارض المغارة وجفافها بالتبخير، تتراكم ترسبات كربونات كالسيوم على أرضية الكهف فوق بعضها وتشكل أعمدة ترتفع من أرضية الكهف، وهى تلك الأعمدة أو القوائم المخروطية المسماه بالصواعد Stalagmites .

يتطلب إضافة مليمتر واحد أكثر من 7 سنوات لأي أعمدة أو تشكيلات كربونية، وتتطلب إضافة سنتيمتر واحد أكثر من 75 سنة. وهذا يفسر الحديث عن مئات وآلاف السنوات لتكوين الأعمدة والتشكيلات الأخرى. ويعتمد لون الأعمدة والتشكيلات على محاليل المياه المعدنية المتسربة والتي تتوقف على نوع المعادن الخام التي تدخل في التكوين الحجري للكهف وبيئته الداخلية.

وهكذا تتكون المغارة وتشكيلاتها عبر آلاف السنين نتيجة ذوبان الصخور الجيرية (ذوبان كارستي)، ويسمى الجغرافيون الكهوف أو المغارات التي تحدث بها هذه الظاهرة (الكارستية) بالكهوف الكارستية.  وتحتوي الكهوف الكارستية على تشكيلات من كربونات الكالسيوم (الجير) تتضمن الأعمدة الهابطة  والصاعدة والأعمدة المتصلة من سقف الكهف حتى أرضيته والستائر المتدلية من سقف الكهف والأعمدة الإبرية الشكل والأسطح الملساء والأشكال الأخرى التي نشاهدها في مثل هذه الكهوف.

زيارة مغارة بني عاد

فتحت المغارة أمام الجمهور في عام 1965 بعد انتصار الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر.  ويتوافد لزيارة المغارة ، أحد المعالم الطبيعية الهامة في الجزائر، قرابة 27 آلاف زائر سنوياً من داخل وخارج الجزائر وهي المغارة الأولى في إفريقيا. ويمكن للزائر مشاهدة أجزاء المغارة بسهولة لأن أرضيتها جافة وسقفها مرتفع ولا تعيق حركته الأعمدة الكربونية الهابطة والصاعدة.

شلال لوريط

يقع شلال لوريط  (أو لوريت)  El ourit على مسافة 7 كلم عن تلمسان، باتجاه مغارة بني عاد (مغارة عين فزة).  ويقع في منطقة الشلال جسر لسكة الحديد وهو جسر إيفل، شيده المهندس غوستاف إيفيل في عام 1889، الذي صمم برج إيفيل بباريس، وما زال الجسر يشكل ممراً رئيسياً للقطارات القادمة من عاصمة الغرب الجزائري وهران، نحو مدينتي تلمسان ومغنية.

طاووس في لوريط
شلال لوريط
شلال لوريط .. شتاء
شلال لوريط وجسر إيفل

تعرض شلال  لوريت (والذي يعني لو … رأيت) للجفاف لأكثر من 40 سنة نظراً لتحويل المياه نحو سد مفروش في المنطقة، غير أن مطالبة الأهالي المستمرة جعلت السلطات تعيد المياه إلى مجراها الأصلي.

تتدفق مياه الشلالات وسط منطقة جبلية تسودها أشجار الصنوبر وتصب في وادي عين فزة، وهي جزء من المحمية الوطنية بتلمسان غرب الجزائر.  وتستقطب المنطقة آلاف الزوار لأن شلالات لوريط على بعد عدة كيلومترات مغارة بني عاد (مغارة عين فزة).

المصادر

مغارة بني عاد

https://www.djazairess.com/elhayat/2465

https://www.youtube.com/watch?v=4eZ87_jysMk

https://en.wikipedia.org/wiki/Stalactite

https://en.wikipedia.org/wiki/Stalagmite

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *