زها حديد| سيدة العمارة في العالم من العراق

برج ليزا في حي سوهو التجاري في بكين

زها حديد : أشهر المِعْمَاريين في العالم من العراق

 أسرة زها حديد

ولدت زها محمد حديد في 31 أكتوبر 1950، في بغداد في العراق. والدتها وجيهة مصطفى الصابونجي (17- 1983) ووالدها  محمد حسين حديد  (07- 1999). وكان لأسرتها ثلاثة أبناء وهم هيثم ( 1934) وفولاذ (1937) وزهاء (1950).

والدة زها حديد هي وجيهة الصابونجي  ولدت في الموصل.  كانت ربة بيت وقد ساعدت إبنتها زها كثيراً على خوض تجربة الحياة.  كانت وجيهة ليبرالية جداً، وكانت مصدر تشجيع دائم لها. وترى زها أنها ما كانت لتستطيع أن تحقق شيئا دون مساندتها. كان لديها موهبة فطرية وحب لفن الرسم، وكانت تمارسه وتعمل على تعلم قواعده. وكان لديها وعي فني وذوق جمالي في الرسم ونظرة عميقة للأشكال الجميلة، وأول من ألهم وعلم الإبنة زها فن الرسم. وقد توفيت عن 66 عاماَ.


موضوعات ذات صلة
مدن عربية | مدينة المنصور بغداد … حاضرة الدنيا .. وملتقى طرق العالم (1)
مدن عربية | دار السلام بغداد… التي قيل فيها يوماً؛ من لم يرها.. لم يرى الدنيا ولا الناس (2) 
كمال الوافي| مصمم الحدائق اللامع في برلين…مهندس عربي من الجزائر
جهاد مصطفى| منقذ السيقان في أميركا… طبيب عربي من لبنان
الطبيب العربي أسامة إبراهيم من مصر … الوحيد الذي يمارس مهنة الطب في اليابان
سميح دروزة | مؤسس حكمة للأدوية في الأردن .. نقل الشركة والدواء العربي للعالمية
كريم جعفر من المغرب| سفير الثقافة العربية في فرنسا
إقبال الأسعد | أصغر طبيبة في العالم من فلسطين

والد زها حديد هو محمد حسين حديد ولد في الموصل ونشأ في اسرة موصلية عريقة وثرية. وقد برز من عائلة حديد شخصيات كثيرة اسهمت في بناء الدولة العراقية الحديثة منهم حسين حديد وكان رئيسا لبلدية الموصل وهو جد زها، ووالدها محمد حديد السياسي العراقي الليبرالي. أنهى الدراسة الثانوية في بيروت وأكمل دراسته في كلية لندن للاقتصاد التي كانت مركزا للحداثة الفكرية وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية، وتضم أصحاب نظريات الفكر اليساري في الاقتصاد والسياسة.  حصل على شهادته في العام 1931، وعاد إلى الموصل في العراق مشبعاً بالأفكار اليسارية. كان له أفكار إشتراكية ولم يكن مؤيدي الملكية في شبابه نتيجة تأثره بالأفكار اليسارية في كلية لندن للإقتصاد.  أصبح رئيس شركة صناعية للزيوت النباتية ومشاركاً في تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي العراقي في عام 1946، ثم وزيراً للتموين وعضوا في مجلس الاعمار العراقي  في العهد الملكي. أسس الحزب الوطني التقدمي في عام 1958وأصبح وزيراً للمالية بعد الثورة (1958 – 1963).

غادر والد زها حديد العراق في عام 1991 لأغراض العلاج (وكان عمره 84 عاماً) وقد توفي في لندن في عام  1999. وقد نشر له كتاب مذكراتي- الصراع من أجل الديمقراطية في العرا في عام 2006 بعد وفاته بمتابعة من ولده فولاذ. كان ليبرالياً جداً ومتقدم جداً وفكره حديث في التعليم والسياسة ويؤمن بالعلم والمعرفة وشخصية إقتصادية وطنية تحظى باحترام عام. كان سياسياً رائعاً، وهذا ما يحتاجه العراق اليوم، يا ليت يوجد مثله في العراق كما قالت زها !.

هيثم حديد ( 1934) شقيق زها الأكبر تخرج من جامعة كمبردج في بريطانيا في  الاقتصاد عام 1956 وأقام في لبنان ويعمل فيها ولا يزال يعيش في بيروت.

فولاذ حديد (1937-2012) شقيق زها الأصغر، تخرج من كلية القانون في كمبردج  ثم درس في كلية الأعمال في جامعة هارفرد. عمل في واشنطن ثم افتتح مكتباً خاصاً للمحاسبة في بيروت بالتعاون مع شركة عالمية. تزوج من مغربية من الأسرة المالكة، وكانت المغرب مكان إقامته الثاني.  أنشأ “منحة حديد” لمنح الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط بكلية سانت أنتوني في جامعة أكسفورد وعمل على توفير التمويل لها.  أشرف في عام 2006 على إصدار مذكرات والده  بعد وفاته بعدة أعوام “الصراع من أجل الديموقراطية في العراق”.  ولفولاذ كتاب حول مسيرة الديموقراطية في العراق صدر في عام 2012، كان كاتباً في الشئون العربية، وله  كتابات في موقع فكري ، وقد توفي في نفس العام.

نشأة زها حديد

عاشت زها وحيدة في منزل أبويها حيث كان أخويها يعيشان خارج العراق. كانت طفلة فضولية تقضي النهار وهي تتجول في المنزل وتطرح كثير من الأسئلة على والدتها. وما أن يعود والدها حتى تعاود طرح الأسئلة على والدها بعد أن تكون الوالدة قد اكتفت من اسئلتها الكثيرة. كان والدها يتقبل صغيرته ويحاول الإجابة على أسئلتها بمحبة وبكثير من الصبر.

 كان والدها يحب التصميم ، كان منزلهم جميلاً يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، ومجهز بقطع أثاث جميلة من الخمسينات، ولا يزال المنزل قائمًا في بغداد. وفي السادسة من عمرها زارت معرضاً في بغداد، وبدأت فكرة التصميم تستهويها، وعندما بلغت الحادية عشرة من عمرها، كانت قد عرفت أنها تريد أن تكون معمارية.  كانت الحداثة تأخذ طريقها إلى بغداد وكانت تؤمن بقدرتها على تحقيق آمالها في عالم العمارة.

كانت مدرسة الراهبات التقدمية في بغداد التي درست فيها زها مدهشة وقضت فيها وقتاً رائعاً. كانت زميلاتها في المدرسة من مختلف الطوائف والمذاهب. وتذكر زها حديد أن ناظرة مدرسة الراهبات كانت قاسية ولكنها كانت ليبرالية . وقد أنهت زها حديد جميع مراحل دراستها الثانوية في هذه المدرسة  في عام 1966 (وأصبح إسمها ثانوية العقيدة للبنات فيما بعد).

كانت الحياة طيبة جداً في بغداد في فترة نشأة زها. كانت في حينها مدينة متحضرة وممتعة وكان أناسها ومجتمعها منفتحون جداً.  كان هناك اهتمام بالتعليم  وبالعمارة، وهناك مباني حديثة ومنها مبنى الجامعة الذي صممه أحد مشاهير المهندسين.

كان والد زها شخصاً مميزاً للغاية وكانت علاقته بها وثيقة. كان عظيماً؛ ومتحرراً جداً وعصرياً  جداً، ومنفتح الذهن جداً وأعطاها الحرية لأختيار ما تشاء في حياتها كما تقول زها، ولكنه محافظ أيضاً في بعض النواحي.  وقد ساهمت تربيته لإبنته في تكوين شخصيتها الباهرة النجاح، كما كانت تقول: لم أشك يومًا في إنني سأصير محترفة. تقول زها أن والدها قد الهمها الشجاعة ومنحها الثقة التي مكنتها من التغلب على كثير من العوائق، وساعدها على تحقيق الإنجازات في مسيرتها المهنية.

زرع والديها بها حب المعرفة وأهمية الدراسة والتحصيل العلمي كجواز سفر الإنسان في الحياة. وقد غرس فيها والدها حب العلم وغرست فيها والدتها ذلك الحس العالي والذوق الفني للرسم. كانت أسرتها مقتدرة مادياً وفي وضع جيد، لكنها لم تكن غنية. وقد بدأت زها دراستها خارج العراق في السادسة عشرة من عمرها.

التحقت زها بمدرسة في سويسرا في بلدة قرب مدينة مونتيرو ، وقضت فيها عاماً واحداً . وانتقلت إلى بركهامستد في المملكة المتحدة في عام 1967 وقضت فيها عاماً آخر.  وفي عام 1968 التحقت بكلية العلوم في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصلت على على شهادة البكالويوس في علوم الرياضيات في عام 1971.

كانت أسرتها تتردد على لبنان منذ طفولتها، حيث كان شقيقها الأكبر هيثم يسكن في منزل قرب الروشة في بيروت وأنجب أولاده في لبنان.  كما سكن شقيقها فولاذ وخالها في بيروت في لبنان،  ولذلك أحبت لبنان وتعلقت به كوطن ثاني لها، ولها فيه كثير من الذكريات الجميلة، وتتذكر كثيراً شارع الحمرا ومنطقة الروشة في بيروت. تتذكر حديد فترة دراستها في العاصمة اللبنانية على أنها من بين أسعد أوقات حياتها، كفترة خالية من الهموم إستمتعت فيها بالحياة الليلية في بيروت، ورحلات نهاية الإسبوع إلى وادي البقاع، والتزلج في في الجبال الشمالية.

كانت بيروت دائماً حيوية وإيجابية رغم كثير من المشاكل، غير أنها لم تزر لبنان خلال الفترة 75-1996، وهي الفترة التي عايش فيها لبنان حرباُ أهلية. وعندما عادت زها إلى بيروت في عام 1996 وجدت أن معالمها قد تغيرت كثيراً، لكن الروح الطيبة المميزة للبنانيين ظلت موجودة. وتشعر زها بالأسى لأن هذه الروح الطيبة لم تساعد على التغلب على الخلافات والمشاكل الكثيرة بين اللبنانيين.

المهندسة المعمارية زها حديد: رؤية تتحقق برعاية أسرية

سافرت إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية وساندها والديها وأخويها للسفر وللدراسة ولم يتدخل إخوتها في حياتها في لندن، ولقد منحت كل الحرية لتحقيق ما تطلعت له في حياتها. كان والديها يؤمنان بالعلم والتعليم والمعرفة والسفر، وكانت العائلة تثق في قدرتها على حسن التصرف، وأنها لن تفعل أشياء حمقاء. وهذا ما حملها عبئ المسؤولية ودفعها لبذل جهد أكبر للتصرف على نحو مناسب طوال الوقت. كانت أسرتها تثق بها وكانت أعمالها تثير فضولهم واستغرابهم، وتركوا لها الحرية وكانوا يترقبون إلى إين سيصل بها ذلك.

كانت عائلتها داعمة لها جداً بشكل لا يصدق، فوالديها كلاهما بذلا كل ما في وسعهما لمساندتها. واعتبرت زها رعاية والديها بمثابة الإنارة في حياتها، التي وفرت لها الدعم الكبير حين اختارت دراسة العمارة في لندن. وبعد وفاة والدتها عام 1983، دعمها والدها كثيراً. لقد شهد والد زها نضال إبنته في في حياته، وعاش بداية نجاحاتها وحصولها على أول مشاريعها. لكن لم يطل به العمر  ليشهد قصة نجاحها في المشاريع الكبيرة التي نفذتها والجوائز التي حصلت عليها.

وفي حياة زها كلها لم تفكر، لا في طفولتها، ولا في مراهقتها بأنها لن تحظى بحياة مهنية بفضل دعم والديها. ولذلك، لم يفاجئها نجاحها، وجاء نجاحها طبيعياً ولطالما توقعت أن تنجح في مجال ما في ضوء ما لقيته من دعم أسرتها. كانت ترغب بشدة بأن تكون مهندسة معمارية، ولكنها كانت تعتقد أنها قد تنجح في مجال آخر إذا عقدت العزم على ذلك، لكن الدرب ربما كان أطول.

قالت زها سأبقى إلى الأبد ممتنة لوالدي لأنهما عرفاني على الفن والتعليم بطريقة لا ترسم بينهما أية حدود،  وكانت تتمنى لو قيض الله لوالديها أن يشهدا نجاحها. وترى زها أن التعليم هو كل شيء، ليس من الكتب فقط، وإنما من مراقبة الآخرين والتعلم منهم والإستفادة من خبراتهم. وللولدين دور كبير عندما يمنحنان الحب والعاطفة، مما يجعل الأبناء أقل إرتباكاُ.

زها حديد: الحياة الأكاديمية

التحقت بكلية العمارة التابعة لرابطة المعماريين في لندن في عام  1972، حيث كان من أساتذتها المعماريين إيليا زينغليس اليوناني وريم كولهاس الهولندي الذين تخرجا من ذات الكلية. وكان لهما فضل كبير في مساندتها بحماس ومنحاها حس الإستشراف للمستقبل وفي إلهامها حول التراكيب ثلاثية الأبعاد والهندسة المعقدة المركبة. وقد كونت معهما وحدة عمل في الكلية، كانت هي العنصر الجامع فيها.

ريما كولهاس

برزت في الكلية كطالبة متميزة ولامعة، وقد وصف أستاذها كولهاس أداءها خلال آخر عامين لها بالكلية بصاروخ ينطلق ببطء قبل أن يرتفع في السماء ويأخذ مساراً متسارعاً بإستمرار. وقال كولهاس؛ ها هي الآن كوكب في مدارها الخاص الذي لا يضاهيه أحد. كانت زها في قمة إلهامها بتأثير من مدرسيها، كولهاس وزينغليس، وكانت تواقة للذهاب إلى أبعد كثيراً مما هو واضح، وأصبحت مهووسة تماماً بالهندسة.

حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية في عام 1977. وحازت على المرتبة الأولى بين الخريجين وعلى جائزة الرابطة. وتميزت الرابطة بالحداثة، وكانت تتبنى تصاميم غير تقليدية تتعارض مع الأفكار التقليدية التي كانت سائدة بين المعماريين في بريطانيا.

تلك كانت بداية لحياة حافلة بنشاط أكاديمي ومهني بارز لزها حديد طوال حياتها المهنية.

أيليا زينغلس

دخلت بعد تخرّجها في العام ١٩٧٧ شريكا في في مكتب العمارة الحضرية  للمهندسين ريم كولهاس وإيليا زينجليس، الذي مركزه الرئيسي في روتردام بهولندا (وله فروع في نيويورك، وبكين وهونج كونج وأستراليا ودبي والدوحة)  بالتزامن مع العمل كمعيدة في كلّية العمارة.  كانت تدرس في الصباح وترسم في المساء، وكانت رسامة يدوية بارعة قبل دخول عصر الحاسوب. وقد سمحت لها وظيفتها في تدريس العمارة بالإختلاط مع العديد من الأساتذة والطلّاب.

تلك كانت بداية انطلاق مسيرة المعمارية زها حديد لتصبح ربما المعمارية الأكثر شهرة في العالم بالعمل الدؤوب والتصميم الطويل والكفاح المستمر.

في عام 1979 أسست شركة خاصة بها في لندن Zaha Hadid Architects ، في غرفة صغيرة بأربعة أشخاص وبات مكتبها في عام 2016 يضم مبانى عديدة لقرابة 400 موظف، وكان مدير شركتها الألماني باتريك شوماخر الذي عمل معها منذ التسعينات على الأقل ولا يزال.

احتاجت إلى بعض الوقت للإنطلاق في حياتها المهنية، ومع أن تصاميمها الأصيلة والمستقبلية قد لقيت الثناء وفاز لها أحد عشر تصميماً حتى عام 1986، غير أنه كان هناك عدداً قليلاً ممن هم على قدر من الشجاعة لترجمة مخططاتها إلى أرض الواقع.

كان عام 1987 بداية لحياة أكاديمية حافلة لزها حديد في التدريس الجامعي حتى وفاتها. عملت بداية كأستاذ كرسي كنزو تانجي في كلية الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفرد، وأستاذ كرسي سوليفان في كلية الهندسة المعمارية بجامعة إلينوي في شيكاغو،  ثم كأستاذ زائر في كلية الهندسة المعمارية بجامعة ولاية أوهايو، وكلية الهندسة المعمارية والتخطيط بجامعة كولومبيا في عام  في نيويورك وفي وفي جامعة ييل في الولايات المتحدة . وعملت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا  مثل جامعة الفنون الجميلة بهامبورغ في ألمانيا وجامعة الفنون التطبيقية في فينا في النمسا. وقامت بإلقاء محاضرات في أماكن كثيرة من العالم، وكانت عضو شرف في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الأمريكية للمعماريين (ويكيبيديا).

لطالما إعتقدت زها حديد بالأهمية البالغة للتدريس، الذي يتيح للمرء التعلم مما يدرسه. كانت ترى أنه لا يمكن حقيقة تدرّيس هندسة العمارة في عملية تقتصر على التنظير، وانما يمكن إلهام الناس فحسب. من الممكن أن نحاضر للطلبة في تاريخ الهندسة المعمارية، أو في المسائل التقنية أو نظريات التصميم، لكن أساس التعليم هو في مساعدة الطلبة على تطوير رؤيتهم وتصميمها بأنفسهم.  كانت تستمد متعة كبيرة من مساعدة الطلبة على اكتشاف قدراتهم واستغلالها إلى أقصى حد، من خلال طرح مشكلة والطلب منهم حلها، وعندما تجد أن حلولهم فاقت توقعاتها.

وقد قال ما يانسونج  وهو كان من طلابها في جامعة ييل  قبل 15 عاما ومن نجوم العمارة الصاعدة في العالم الذي تشمل أعماله أبراج أبسوليوت Absolute towers  في  كندا  وشيراتون Sheraton Huzhou Hot Spring Resort  في الصين أن حياة أستاذته زها كانت قصة ملهمة للنضال من أجل المساواة والإحترام. وقال؛ لقد أحبت العالم وإحتضنته بروحٍ حساسة وناقدة، وقد ألهمتني وشجعتني قوتها ورؤيتها وسوف تستمر على الدوام لتلهمني شخصياً وتلهم كل شخص يختبر أعمالها.

أقامت زها حديد 25   معرضاً دولياً لأعمالها الفنية حتى عام 2012 تشمل التصاميم المعمارية والرسومات واللوحات الفنية. وقد أقامت أول معرضاً في متحف جوجنهايم بنيويورك عام 1978 ومعرضاً كبيراً في الجمعية المعمارية بلندن عام 1983. ومعارض في  GA Gallery بطوكيو عام 1985 ومعرضاً للهندسة التفكيكية في متحف الفن الحديث في نيويورك عام 1988، وفي قسم الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد عام 1994، وفي صالة الانتظار في المحطة المركزية الكبرى بنيويورك عام 1995 وعرضاً في ولسبرج في ألمانيا عام 2001، ومعرض طوكيو تزهر في متحف هارو عامام 2006،  ومعرض البيت المثالي في كولون بألمانيا عام 2007، وعرض في متحف الفنون بفيلادلفيا في الولايات المتحدة عام 2012.  كما شكلت أعمال زها حديد جزءًا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث بنيويورك ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت (بشكل رئيسي من ويكيبيديا).

حديد: مسيرة حافلة بإلإنجازات الباهرة

نفذت زها حديد خلال مسيرتها المهنية 950 مشروعًا في 44 دولة  تضم عشرات المباني في 4 قارات مختلفة.

كانت محطة فيترا Vitra Fire Station  للإطفاء في مدينة فيل إم راين في ألمانيا أول مشروع أنجزته زها حديد حيث استمر العمل في المشروع خلال الفترة 89-1993 وساهم بشكل كبير في تحقيق شهرتها العالمية، وقد تحوَّل المبنى فيما بعد إلى متحف.

وقد حققت زها نجاحاً هاماً في عام 1997، حين فازت في مسابقة لتصميم المبنى الجديد لمركز الفنون الحديثة Rosenthal Center for Contemporary Art  في وسط الحي التجاري بمدينة سينسيناتي في ولاية أوهايو بأمريكا، وهو من المؤسسات التي تعني بالفنون المرئية في الولايات المتحدة.  وجاء تصميم هذا المبنى بشكل لم يكن معهودًا في ذلك الزمان، واكتمل إنشاؤه في عام 2003. وكان هذا أوَّل مشاريعها بالولايات المتحدة الأمريكية، واعتبرته جريدة النيويورك تايمز أهم المباني الأمريكية التي أُنْشِأت منذ الحرب الباردة. وحصل تصميمها على جائزتين: جائزة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين Royal Institute of British Architects Award في عام 2004، وجائزة المِعْمَار الأمريكية American Architecture Award من متحف شيكاغو المِعْمَارِي The Chicago Athenaeum في العام التالي.

وفي عام 1998 وضعت زها حديد تصميماً لمحطة مترو جديد وموقف سيارات في مدينة شتراسبورج في فرنسا يتسع لـ 800 سيارة بهدف إلى تشجيع الناس على ترك سياراتهم الخاصة خارج المدينة، واستخدام المترو الجديد للوصول إلى المناطق المختلفة داخل المدينة. وقد انتهى تنفيذ المشروع في ديسمبر 2001، وقد حصل على جائزة ستيرلنج وجائزة ريبا.

وفي عام 1999، فازت زها حديد بالمسابقة العالمية لمنصة التزحلق الجديدة في جبل بيرجسل في إنسبروك في النمسا. وقد تم افتتاحه عام 2002، وقد حصل على جائزة في العمارة في  نفس العام، واعتبر هذا المشروع علامة مميزة في المدينة وأحد أهم المعالم السياحية المهمة بها.

وفي عام 2000 منحت هيئة تحكيم عالمية الجائزة الأولى لزها حديد في مسابقة لتصميم مركز العلوم في لسبورج بألمانيا.

وفي عام 2005 نفذ المبنى الرئيسي لشركة BMW   في ألمانيا وقد حصل على جائزتي ريبا ، كما نفذت توسعة لمتحف أوردروبجارد في الدنمارك .

وقد اشتهرت عالميًا بتصميماتها المُبتكرة لمشاريع قيد التنفيذ ومشاريع تم تنفيذها فعلاً ومن بينها (وهذه قائمة غير حصرية):

  • مركز ماغي للسرطان بمستشفى فكتوريا في غلاسكو أسكتلندا في عام 2006،
  • محطة قطار نوردبارك في إنسبروك بالنمسا في عام 2007،
  • جسر الجناح في مدينة سرقسطة في في إسبانيا في عام 2008،
  • دار أوبرا بيتهوفن في العاصمة الألمانية السابقة بون في عام 2009،
  • متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 (وحازت عليه جائزة ستيرلنج في عام 2010 وجائزتي ريبا)،
  • دار للأوبرا الصينية في مدينة  غوانزو في الصين في عام  2010  وقد حصل على جائزة ريبا،
  • جسر الشيخ زايد في أبو ظبي في عام 2010 وحصل على جائزتين لأفضل الجسور،
  • متحف ريفر سايد في غلاسكو باسكتلندا في عام 2011 وفاز بجائزة المتحف الأوروبي في عام 2013،
  • مركز لندن للرياضات البحرية في دورة الألعاب الأوليمبية في عام 2012، وحصل على 3 جوائز من ريبا،
  • متحف إيلي وإيديث للفن المُعاصِر Eli and Edythe Broad Art Museum  في الولايات المتحدة الأمريكية في عام  2012  وقد حصل على جائزة ستيرلنج وجائزة ريبا،
  • مبنى سوهو جالكسي في بكين في عام 2012 وحصل على جائزتين من ريبا،
  • مركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 ، وحصل تصميمها على جائزة ريبا للتصميم العام للمتاحف،
  • معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت في عام 2014،
  • مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة في 2015،
  • بنى ميناء أنتويرب Antwerp Port House في بلجيكا في عام 2016،
  • ستاد الوكرة في قطر  2018 (وقد تم تنفيذه).

وهناك 36 مشروعاً في 21 دولة كانت قيد التنفيذ (1 – 5 سنوات) عند وفاة زها حديد، وتشمل محطة ساليرنو ماريتايم البحرية  (وقد حصل على جائزة ريبا لعام 2018)  ومشروع بورت هاوس، في ثاني أكبر ميناء بحري بأوروبا، في مدينة أنتويرب البلجيكية، ومركز المؤتمرات في نانجينغ  وفندق ومنتجع مدينة الأحلام في ماكاو ومبنى المسافرين الجديد على شكل نجم البحر في مطار داشينغ في بكين  ، وأصبح يسمى مطار نجم البحر بعد افتتاحه في يوليو 2019 وفيه ثاني أكبر مبنى مسافرين في العالم بعد مطار استنبول الجديد ومساحته 70 هكتار، و مركز مدينة ايسفرا في مونتيري بالمكسيك ومركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية في السعودية (افتتح في يناير 2016) ومشروع معرض الرياضيات في متحف العلوم – لندن (وقد حصل على جائزة ريبا)  ومشروع مسجد الأفنيوز في الكويت ومشروع القاهرة إكسبو سيتي. وهناك عدد كبير جداً من مشاريع للتصميم الداخلي والأزياء وعالم الموضة.

زها حديد:حفاوة وجوائز عالمية

تعتبر زها حديد من كبار روَّاد فن العمارة المُعاصِرة، وقد حصلت زها حديد على 198 جائزة ووسام تشريفي خلال مسيرتها المهنية، وتضم أكثر من 50  جائزة بعد وفاتها.

حصلت زها على أولى جوائزها في عام  1982 عن تصميماتها في بريطانيا، وهي الميدالية الذهبية للتصميمات المعمارية Gold Medal Architectural Design  وحصلت على 50% من جوائزها خلال الفترة 10- 2016 وعلى 25% من الجوائز بعد وفاتها.

وتضم الجوائز التي حصلت عليها زها حديد  6 جوائز في عام 2018، و 31 جائزة في عام 2017، و 24 جائزة في عام 2016، و 17جائزة في عام 2015، و 22 جائزة في عام 2014، و 12 جائزة في عام 2013، و 12 جائزة في عام 2012، و 11 جائزة في عام 2011، و 14 جائزة في عام 2010، و 6 جوائز في عام 2009، و 10 جوائز في عام 2008، و 8 جوائز في عام 2007، و 9 جوائز في عام 2006، و 8 جوائز في عام 2005، و4 جوائز في عام 2004، و جائزة واحدة في عام 2003، و6 جوائز في عام 2002، وجائزة واحدة في عام 2001، و3 جوائز في عام 2000    و3 جوائز خلال الفترة 82-1998.

تضم هذه الجوائز 28 جائزة ريبا للمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين  Royal Institute of British Architects  (RIBA)  تضم 3 جوائز ستيرلنج وقد سبقت الإشارة لبعض الأعمال التي منحت لها هذه الجوائز.

وتضم الجوائز خمسة شهادات دكتوراه شرفية من جامعة ييل في الولايات المتحدة وجامعة لندن والجامعة الأميركية في بيروت وجامعتين في المملكة المتحدة.

كما نالت العديد من الجوائز والميداليات والأوسمة والشهادات التقديرية والشرفية في بريطانيا والولايات المتحدة  وألمانيا وفرنسا واليابان ومؤسسات أوروبية والعديد من الدول التي عملت فيها من مؤسسات اكاديمية وروابط مهنية.

أصبحت زها حديد في عام 2004 أول امرأة والمرأة الوحيدة وأصغر من نال جائزة بريتزكر  Pritzker Prize للهندسة المعمارية في حفل اقيم في متحف هيرميتاج في سان بطرسبرج في روسيا.   وتعتبر بريتزكر أرفع جائزة ينالها المعماريون في العالم وتعد بمثابة نوبل  للهندسة المعمارية، وكانت هذه الجائزة تعني الكثير لزها حديد.

حازت زها حديد على الوسام الإمبراطوري الياباني عام 2009، وسمتها اليونسكو صانعة للسلام  في يونيو حزيران لعام 2010. وحازت على وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة كومندور في أكتوبر عام 2010. وحازت زها حديد على وسام الإمبراطورية البريطانية في عامي 2002 و 2012.

وقد مُنِحَت جائزة ستيرلينغ للمعهد الملكي المعماري البريطاني في الأعوام 2006 و 2008 و 2014. وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، وجائزة أغا خان للعمارة في عام 2016.

في عام 2008، إختارتها مجلة فوربس كواحدة من أقوى 100 إمرأة في العالم. وفي عام 2010، إختارتها مجلة تايم كواحدة من المفكرين من بين أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم ، واختارتها مجلة نيوستيتمان البريطانية كواحدة من أقوى 50 شخصية في العالم في عام 2012.  واختارتها مجلة Glamour الأميركية  كسيدة العام في عام 2012 ،  واختارتها مجلة    Veuve Clicquot الفرنسية كسيدة الأعمال للعام 2013.

وقد أصبحت زها شخصية عالمية تحظى باحترام ملكة بريطانيا وتذهب إلى أميركا وتتناول العشاء مع رئيس الولايات المتحدة أوباما وتستقبلها شخصيات عامة عالمية في الدول التي تنفذ فيها مشاريعها.

المعمارية زها حديد: عمارة ما بعد الحداثة

يُنظر إلى زها حديد في أدبيات العمارة باعتبارها واحدة من روَّاد فن العمارة المُعاصِرة، حيث اشتهرت عالميًا بتصميماتها المُبتكرة ذات التي تتسم بالحداثة والانسيابية. وتميزت أعمالها بالخيال، حيث تظهر تصميماتها في خطوط حرة سائبة لا تتقيد بخطوط أفقية أو رأسية، بينما تتميز بالمتانة، حيث يستخدم الحديد بكثافة في تصاميمها. وقد اكسبتها تصميماتها التي تتميز بالخطوط الحادة والمتموجة والتجريدية  شُهرةً عالمية كواحدة من أشهر المِعْمَاريين عالميًا.، وكانت العقل المُبْدِع وراء المئات من الإبداعات المعمارية.

 توصف تصميمات زها المعمارية بأنها تتبع النظرية التفكيكية Deconstructivism in architecture  التي ولدت في ثمانينات القرن الماضي.  وتقوم النظرية على فكرة التجزئة، وتفكيك هيكل البناء بحيث يوحي بالفوضى (المنظمة بالطبع) والتلاعب الفني بسطح البناء مما يدعو للشعور بكل ما هو غير متوقع. وتنادي النظرية بالتصميمات الحرة التي لا تتمسك بالعمارة الوظيفية ، وتخرج عن المألوف وتبتعد عن الخطوط الأفقية والرأسية وتسود الأشكال المنحنية بحيث يصبح التصميم في النهاية عبارة عن عمل فني كامل، حتى أن المعمارية زها حديد وصفت بأنها ملكة المنحنيات في العمارة الحديثة.

أبدعت زها في التراكيب ثلاثية الأبعاد والهندسة المعقدة المركبة ورأت أن هذه المهارة لم تعد حكرا على الرجال. وتأثرتِ رسومها التركيبية بداية بـماليفيتش وأمثاله من الروس، قبل أن تنطلق في مدارها الخاص بها. وكان مشروع فندق هانغرفورد، المستقيم المتبعثر بزوايا متعددة في لندن حول نهر التايمز مثال على التأثر بالمدرسة الروسية.

قالت زها؛ لقد بدأ إهتمامي بالهندسة المعمارية أساساً عندما كنت أدرس الرياضيات في الجامعة. فخلال ذلك الوقت، لاحظت الصلة بين المنطق، والرياضيات، والهندسة المعمارية من جهة والأشكال التجريدية في الخط العربي من جهة. وعلى الرغم من إلتزام حديد الحازم بالطراز الحديث والإستخدام المبتكر للهندسة المعمارية التي تعتمد على الكومبيوتر، فقد إعترفت حديد بتأثير جذورها الشرق أوسطية في الخطوط المنحنية لتصاميمها لصحيفة الشرق الأوسط  في عام 2014.

قالت زها أنه من المؤكد بأن هناك نوعاً من التدفق في الفن والعمارة الإسلاميين حيث تمتد خطوط الخط العربي وعناصر الهندسة من السجاد إلى الجدران والأسقف، ومن ثم للأعمدة والسقوف والقباب، ويشكل كل هذا إمتداداً رائعاً وعلاقة تجمع بين جميع هذه العناصر. لكنها ترى أنه لا بد من كسر الحواجز، وعدم التمسك بالعمارة القديمة للعرب إلا عندما تخدم غرضاُ معيناً. إن الثقافة يجب أن تتطور ولا بد لنا كعرب ومسلمين من التقدم للأمام والبناء على إنجازات السلف. فالناس الذين سبقونا، لم يقلدوا أسلافهم، وأضافوا لتراثهم، ونحن علينا أن نفعل المثل.

فلسفة زها حديد في الحياة

رغم شهرة زها، فإنها لم تسعى وراء المال، ولم تقبل وضع التصميمات لمبان مثل السجون، وكانت تعطي الكثير من الإهتمام لتطوير مهنتها ورفع شأن الهندسة المعمارية.  ولم تجني زها حديد الكثير من المال حتى عام 2014 قبل عامين من وفاتها. ورغم أن موجودات شركتها كانت كبيرة، إلا أن أرباحها متواضعة، في شركة يقارب عدد العاملين فيها 400 موظف ومعظمهم من ذوي المهارات العالية. كانت تنفق الكثير على مكتبها وتجني القليل من الربح بما يمكنها من أن تحصل على مستوى معيشي جيد.

تعتبر زها حياتها جيدة وأن الإنسان لا يحتاج الكثير من المال ليعيش طالما أنه مرتاح في حياته ويهتم بعمله ولديه ما يكفي من الأصدقاء، فأنا أهتم بعملي وأستمتع به كثيراً.  لقد شاهدت العالم وقصدت أماكن مختلفة، وبوسعي السفر والقيام بكل شيء.

سألت في مقابلة مع إيلاف إن كانت سعيدة، فقالت أنا راضية ! وماذا تعني السعادة ؟. وذكرت في مقابلة أخرى لها أنها ليست بحاجة لمنازل كثيرة ولا لليخوت ولا للماس لكي تكون سعيدة، وإنها لا تعيش حياة مترفة، وإنما تعيش حياة متواضعة.

تقول زها؛ يغمرني العمل دائماً، فأنا أتواجد في المكتب وأعمل بكد ولساعات طويلة وأكون سعيدة في يوم وقد لا أكون كذلك في يوم آخر. أنني أسافر وألقي المحاضرات وأدرس، ويتبقى لدي القليل من الوقت لأفكرفيما إذا ما كنت سعيدة.  إنني لا أفكر بنفسي أو بحياتي الخاصة، ولا أملك الوقت للتفكير بذلك، فأنا دائمة التفكير بأشياء كثيرة أخرى ؛ كيف انظم ذلك الشيء أو كيف أرتبه. إن عملي طويل ولا يرتبط بساعات العمل وينتهي بنهاية اليوم، فحياتي الخاصة كلهما مترابطة وحلقة متواصلة.

كثيرين بداية ولأكثر من نصف حياتها المهنية (حوالي 40 سنة) كانوا يعتقدون أن مشاريعها جميلة ولكن غير عملية ولن تنفذ. ولكن ذلك تغير بعد تنفيذ عدد كبير من مشاريعها وكثير منها كانت مشاريع ثقافية. وكلما نجح تنفيذ مشاريع جديدة زادت الثقة بها وبمشاريعها.  ولم يكن هدف زها الوصول إلى أي قمة، وإنما الوصول لهدف تضعه لنفسها، وأن تحسن من أدائها في كل مرة، لأنها بعد كل مشروع تكتشف أن هناك أخطاء يجب العمل على تلافيها في المشروع التالي.

أرجعت زها ثقتها بنفسها لأيمانها بعملها، وأن العمل الذي قامت به قد عزز من ثقتها بنفسها. كما أن المحيطين بها كانوا يؤمنون بعملها وهذا ما أعطاها الدافع للإستمرار في العمل، وكان جهدهم وعملهم المتواصل سبباً في نجاحها في مشاريعها. لم تكن ترى أن الحظ قد حالفها في النجاح، وإنما تعزو ذلك للعمل الحثيث والتصميم الدؤوب.

زها حديد : مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد 2015

المرأة  زها حديد: أشهر مهندسي العالم

زها حديد، المعمارية التي كانت مثيرة للجدل. رأى الكثيرون في تصاميمها إبداعا لا مثيل له، ولم يرى البعض فيها شيئاً مميزاً، من باب الرفض ليس إلا، ربما فقط لكونها امرأة. وكانت زها تعتقد أن أصحاب الرأي الأخير مجرد متحاملين لم يتقبلوا فكرة أنها احدثت هزة في ثقافة مهنة الهندسة المعمارية التي كانت قبلها حكرا على الرجال، وأنصفت المرأة.

كانت زها المراة العربية، ترى نفسها في بريطانيا خارج  سربها، كان بيئة العمل المحيطة بها مترددة ولا تعرف كيف تتعامل معها، وهي المرأة والغريبة عن ثقافتهم، لأنها إمرأة وعربية.

ولكن ! لأن زها كانت غير تقليدية ولديها رغبة في التحدي وحس النضال لتحقيق اهدافها، فقد لعب هذا التحدي لمصلحتها. وقد تلقت الكثير من المساندة من الزملاء والتلاميذ والشباب الذين تعاملت معهم ومن يعملون في مكتبها، وكثير منهم من الرجال الأصغر سناً منها مما ساعدها على تخطي ما هو مألوف في قطاع يسيطر عليه الرجال.

وقال رئيس الجامعة الأميركية ببيروت فضلو خوري إن زها مثال ساطع لإمرأة عربية نجحت في إحداث تأثيرٍ عالمي في مجال يهيمن عليه الرجال بشكل تقليدي. وقد غيرت زها من الإتجاهات حول مهارات المرأة وفتحت الطريق أمامها لدخول مجالات كانت تشعر فيه قبلها بالرهبة والغربة.

لهذا ستبقى زها تُذكر كمبدعة في مجال الهندسة المعمارية. وقد كانت أول امرأة تحصل على جائزة بريتزكر في عام 2004، وأول امرأة تحصل على الوسام الذهبي الملكي، الذي يُعتبر أعلى تكريم يقدمه المعهد الملكي المعماري البريطاني  Royal Institute of British Architects –RIBA.  وتمنح الجائزة عادة لمعماريين أثروا في فن العمارة وتطوره بشكل كبير ولذلك تعد بمثابة نوبل الهندسة المعمارية ويعود  تاريخ الجائزة لعام 1848.

قال السير بيتر كوك في الكلمة التي ألقاها في عام 2004، بمناسبة منح الجائزة؛  إن تميز زها حديد لا يضاهيه أحد، فنحن قد نتقبل الثقة بالنفس التي تعكسها من مخرج سينمائي أو مدرب كرة قدم، لكن المرأة المهندسة تسبب بعض الانزعاج للمهندسين المعماريين وتشعرهم بعدم الارتياح، ربما لأنهم في قرارة أنفسهم يحسدونها. وأضاف، لنواجه الحقيقة، كان بإمكاننا منح الوسام لمعماري جيد وكفؤ، لكننا لم نفعل، في المقابل قدمناه لزها؛ فهي أكبر من ذلك بكثير، وخاطبها؛ بطلتنا.. كم نحن محظوظون بك.

وقالت جاين دانكن، رئيسة اللجنة المشرفة على اختيار الفائزين، إن زها قوة مؤثرة في مجال الهندسة المعمارية وعلى مستوى عالمي، وإن أعمالها المتنوعة، من المباني إلى قطع الأثاث مرورا بالأحذية والسيارات، تستحق الاحترام وتبرر إعجاب الماركات العالمية والناس بها.

ولاشك بأن  زها حديد من أقوى نساء العالم، لشخصيتها القوية والمثيرة للجدل، ولتصاميمها المميزة التي لا يمكن إلا أن تقف مشدوها أمام انسيابيتها وهندسيتها المجنحة والعملية في الوقت ذاته. فهي تتناغم مع محيطها، سواء كانت مركزاَ ثقافيا في باكو بأذربيجان أو دار أوبرا بالصين أو مسبحا أوليمبيا بلندن، أو مكتبة في جامعة أكسفورد تتحدى المباني الفيكتورية المحيطة بها، أو متحفا في روما، وغيرها من المباني التي أرتفعت العديد من العواصم العالمية  شاهدة على تميزها في العمارة الحديثة.

زها حديد: المرأة .. العربية

لم تكن زها تحب أن توصف بالمرأة المهندسة، بل بالمهندسة وحسب. وبعد تلقيها جائزة بريتزكر قالت زها للشرق الأوسط أنها لم تكن في البداية تعير الأمر أهمية لأننها كنت ترفض أن توضع في خانة امرأة معمارية، أو معمارية عربية. لكنها أدركت لاحقاً أن رحلتها وإنجازاتها شكلت أو يمكن أن تشكل مصدر إلهام لغيرها ممن دخلن هذا المجال أو يفكرن في ذلك.

ولهذا أخذت في القول أنها امرأة، وعربية ومعمارية.  وبينما لا تستطيع أن تنكر حقيقة أن البيولوجيا والجغرافيا حددتا ماهيتها منذ البداية، من دون أن يكون لها خيار في ذلك، فإن حقيقة أنها معمارية لم تتبلور وتتحدد إلا بعد أربعين عاما من العمل الشاق.

لم ترجع أغلب المصاعب التي واجهتها طوال مسيرتها لسبب عدم قدرتها على العمل أو الإنجاز، بقدر ما كانت بسبب كونها إما امرأة أو عربية أو ما يمكن جمعه في (امرأة عربية).  الجهل من جهة، والرفض من جهة ثانية، مهما كانت نسبة هذا الرفض صغيرة أو كبيرة، واضحة أو مبطنة، متعمدة أو غير متعمدة، فقد شكلت لها تحديات كبيرة ، وتشعر بالسعادة نجاحها قد اسهم في فتح الطريق أمام جيل جديد من المعماريات، وهناك فعلاً عدد متزايد من الطالبات، ونسبة كبيرة من طلبة التخصص من الإناث.

تقول زها؛ إن العديد من أفضل طلبتي من الإناث، إلا أن بعضهن يتخلين مع الوقت عن هذا الحلم، وتصمد واحدة من كل خمسة خريجات في المهنة بعد التخرج، بسبب الظروف الاجتماعية. بعضهن يجدن صعوبة في العودة إذا توقفن عن العمل لأسباب عائلية أو خاصة.  إن المرأة الآن تعمل خارج بيتها، ورغم ذلك لم تتغير مسؤولياتها العائلية، ونحن نعرف أنه من الصعب على شخص واحد القيام بكل شيء وبنفس المستوى».

ولا يعني هذا أن العقليات تغيرت تماما، فالعوائق والعقليات لا تزال موجودة أمام المرأة، لكن فرصة البقاء للأقوى أصبحت أيضا متوافرة.  وقالت زها، أنه لا زال لديها شعور ببعض الرفض لحقيقة أنها إمرأة،  لكن هذا يقويها ويدفعها لدقة أكبر في عملها.  إن أي معماري، امرأة كان أو رجلاً، لا يجد الطريق أمامه مفروشا بالورود.. فنحن في مجال صعب، يحتاج إلى الكثير من الصبر والإرادة والمثابرة، والأهم من هذا الكثير من الثقة بالنفس والإيمان بما نقدمه. لن يتحدد نجاحك إعتماداً على جنسك أو عرقك، بل على أساس نطاق أحلامك وعملك الجاد لتحقيقها فقط،

ربما تحتاج المرأة إلى قوة أكبر من الرجل حتى تُثبت نفسها. فقد كان البعض، إلى عهد قريب، مقتنعا بأن المرأة لا تتمتع بعقل منطقي يخول لها التميز في هذا المجال، بينما يعتقد البعض الآخر أنها لا تستطيع أن تنجز مشروعا تجارياً ضخماً أو تتعامل مع فريق عمل كبير. كان هناك من يرى أن تستغل المرأة المعمارية قوتها الكامنة  في حسها الفني في تصميم الديكور الداخلي، وقد أثبت لهم زها حديد أن الأمر ليس كذلك، وأنها قادرة على تصميم ناطحة سحاب مثلهم، وعلى الحصول على جوائز مهمة لا يحلم بالحصول عليها العديد من الرجال.

تقول زها، كان هناك في البداية بالطبع أناس سلبيين حولي، ومنهم زملاء في المهنة يهتمون بالعمارة المعاصرة وأكبر سناً، فقد كنت مصدر إزعاج لهم، ولكني كنت لا أحفل بهم وكنت أحيط نفسي بالإيجابيين منهم، وكان الرجال أكثر إيجابية من النساء. كان لدي هدف إثبات نفسي للرجال، أنني قادرة على أكون زميلة وصديقة ندية. الآن الوضع مختلف وكثير من الشابات يودوا التعرف على السبيل الذي يمكن ان يصل بهم إلى النجاح. وعندما منحت وسام الإمبراطورية البريطانية قالت إن الهندسة لم تعد حكراً على الرجال، وأن القول أن المرأة لا تستطيع التفكير بطريقة ثلاثية الأبعاد هي فكرة سخيفة.

كانت تصف نفسها دائماً بالعربية العراقية، وتفخر بأنها عربية. لديها ذكرياتها في العراق،و تقول زها؛ إنه بلدي الذي ولدت فيه مع عائلتي ونشأت وتعلمت فيه، فيه تاريخي وعائلتي وذاكرتي. لازلت أحبه وأتمنى أن تكون مشاريعي الكبرى في بلدى العراق.  ولا يمكن نسيان بغداد التي كانت تمثل التعايش بين القديم والحديث، والحداثة والتقاليد والعصرنة والإبداع ؛ إن حب العراق لازال ينبض في عروقي.

ومع أنها لا تعرّف نفسها بأنها بريطانية، لكنها تقدر البلد الذي عاشت فيه لأكثر من 40 سنة وتعلمت فيه واحتضنها وأعطاها جنسيتها؛ المملكة المتحدة التي نالت فيها شهرتها العالمية.  وقد قالت في مقابلة مع إيلاف؛ بريطانيا تعيش تنوعاً إيجابياً، والكلّ يعيش هويته من مختلف البلدان، وقالت أنها تحب بريطانيا الجميلة والرائعة والمتنوعة الثقافات.

ترى زها أن النساء العربيات أكثر استقلالا من المرأة الغربية، وأن هناك حاضنة إجتماعية للمرأة في الوطن العربي، وإن الغرب يقلل من الإمكانيات الكبيرة للعالم العربي العرب. إن العرب لديهم كل الإمكانيات ليفعلوا أشياء أهم وأفضل. إن الناس في الغرب يساعدون بعضهم ، ولدي الأمل أن العرب سيفعلوا ذلك، وسيتقدموا للأمام.

لم تحقق مشاريعها قبولاً كبيراً في دول عربية وفي المملكة المتحدة، لأن متلازمة الرجل الأجنبي لا تزال حاضرة رغم نجاحها في دول كثيرة في الولايات المتحدة والمانيا والنمسا والصين وأستراليا. هناك عدة مشاريع لها في دول عربية مختلفة وبعضها لم يجد طريقه للتنفيذ في الأردن وفي دبي ومصر. لكن هناك مشاريع كثيرة نفذت في السعودية والإمارات وقطر والمغرب والعراق.

 زها حديد: النجم الساطع الذي هوى

قبر زها ووالدها وأخيها فولاذ

توفيت زها حديد في 31 مارس 2016 في أحد مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة. وكانت تخضع لعلاج من الالتهاب الرئوي وتعرضت لأزمة قلبية أثناء علاجها في المستشفى وتُوفيت بشكل مفاجىء عن 66 عاماُ، وهو نفس العمر الذي توفيت فيه والدتها. وقد دفنت زها (2016) بجانب شقيقها فولاذ (2012) ووالدها (1999) في مقبرة بروكوود في لندن.

كانت زها إنسانة ووفية، فقد أوصت عند وفاتها بمنح نصف مليون جنيه إسترليني لأخيها الكبير هيثم، وأوصف بنصف مليون أخرى لإبني هيثم رنا وحسين و 200 ألف جنيه لإبني أخيها المتوفى فولاذ تالا و (0.7 مليون لأربعة أبناء)، وأوصت بنصف مليون جنيه لمدير شركتها الألماني باتريك شوماخر الذي عمل معها منذ التسعينات كما فعلت لأخيها.  وقد أوصت بأن تستمر شركتها وهي المالكة الوحيدة لها ووثوتها الصافية 67 مليون جنيه، وأن تكلف لجنة من أوصياء Trust بإدارتها. وقد حققت الشركة في العام المالي المنتهي في 1 \ 4 \ 2015 مبلغ  48 مليون جنيه كإيرادات، وكان عدد العاملين 372 فردا. وقد منح الأوصياء حق توزيع أرباح الشركة على نشاطات من بينها دعم النشاطات التعليمية للهندسة المعمارية ومكافئات للعاملين السابقين والحاليين ومن سيعملون في الشركة في المستقبل (الجارديان، 16 \ 1\ 2017).

لم تتزوج زها ولم تترك أطفالاً وراءها. لم يكن عدم الزواج خيار لها، ولم تكن تمانع الزواج، ولكن الفرصة المناسبة لم تتهيأ لها لان عملها الذي استغرق وقتها صباحاً ومساءَ، لم يوفر لها إمكانية التكيف في الحياة مع شخص آخر، الأمر الذي لم يترك لها وقت للتفكير بحياتها الإجتماعية وتركها وحيدة.  إن واجبات المرأة الإجتماعية كثيرة جداُ وهناك مهن لا تستطيع المرأة الجمع بينها وبين الزواج والهندسة المعمارية هي الأسوأ بين هذه المهن.

وقد قالت زها في مقابلة أنها لو عادت بها الحياة للوراء لما اختارت الهندسة، ربما كانت ستختار مغنية أو ممثلة أو مصففة شعر أو ربما لا شي. كان ذلك لأن مهنة الهندسة مهنة شاقة استغرقت كل حياتها ولم تفسح لها المجال لحياة إجتماعية، ربما كانت تفتقدها مع أنها كان تبذل كل جهدها للتمتع بحياتها عندما كان  الوقت يسمح لها بذلك.

هكذا هوت العراقية زها والنجمة الساطعة من سماء الهندسة المعمارية (نجمة العمارة  Starchitect  كما تسمى)، بعد أن  غيرت نظرة العالم نحو المرأة واثبتت أن فكرة عدم قدرة المرأة على التفكير بطريقة ثلاثية الأبعاد هي فكرة سخيفة، وهزت الصورة النمطية السلبية للمرأة العربية المسلمة.

لقيت وفاتها صدى كبيراُ في أنحاء عديدة في العالم، وأشيد بها ووصفت بأنها أعظم مهندسة معمارية إمرأة في العالم.

قال زميلها نورمان فوستر، المهندس المعماري البريطاني المبدع والشهير وصديق؛ كانت زها شخصية على قدر عظيمٍ من الشجاعة والمثابرة والتي يندر ارتباطها بروح حرة وخلاقة، الأمر الذي يجعل خسارتها عميقة للغاية ، لكن المثال الذي جسدته سيبقى ملهما للغاية.

قال البارون ريتشارد روجرز المعمارى البريطاني المشهور بتصاميمِه التي تنتمى للحداثة والوظيفية؛  كانت زها إمرأة رائعة، وشخصا رائعاً ومهندسة معمارية عظيمة لم يكن لأي من بين المهندسين المعماريين الذين ظهروا خلال العقود القليلة الماضية تأثير يفوق التأثير الذي أحدثته .

وقال المهندس المعماري الياباني تويو مدير شركة معمارية كبرى في اليابان منافسة لشركة حديد أن زها حديد تتمتع بحس عالي ومدهش للتصميم المعماري ملئ بالإنسيابية في جميع أعمالها. وقال  وزير الألعاب الأولمبية أن التصميم الذي قدمته لليابان للاستاد الرئيسي قد ساهم في في منح اليابان حق تنظيم اولمبياد 2020.

وقال ما يانسونج  وهو من نجوم العمارة الصاعدة في العالم وتلميذ سابق لها  أن زها قد أحبت العالم وإحتضنته بروحٍ حساسة وناقدة، وقد ألهمتني وشجعتني قوتها ورؤيتها وسوف تستمر على الدوام لتلهمني شخصياً وتلهم كل شخص يختبر أعمالها.

وقال رئيس الجامعة الأميركية ببيروت فضلو خوري؛ إن زها مثال ساطع لإمرأة عربية نجحت في إحداث تأثيرٍ عالمي في مجال يهيمن عليه الرجال بشكل تقليدي. بالإمكان التعرف إلى تصاميمها على الفور في بعض من أكثر الأماكن شهرة في العالم، وإن الجامعة الأميركية في بيروت محظوظة جداً بأن تمتلك واحدا منها. من المؤكد أن إسم زها حديد سيبقى حيا لطالما سيواصل البشر مناقشة موضوع هندسة العمارة.

مقر مجموعة حماية البيئة CECEP في شنغهاي 2020

وقف  أعضاء لجنة تحكيم جائزة بريتزكر وزوجاتهم والفائزون السابقون للراحلة زها حديد الحائزة على جائزة بريتزكر لعام 2004 بعد عدة أيام من وفاتها ، وذلك في جلسة تكريم  في مقر إدارة هيئة الأمم المتحدة في نيويورك.

لقد لقبتها مجلات عالمية كواحدة من أبرز الأشخاص المؤثرين، ورحلت بعمر الخامسة والستين، لكن إرثها لا يزال حاضراً في المباني التي ترتفع حول العالم ، ولا تزال شركة زها حديد المعمارية تقدم إبداعاتها للعالم.

المصادر

زها حديد: أغلب المصاعب التي صادفتني كان سببها أني امرأة.. وعربية الشرق الأوسط 10 \ 2 \ 2016
 موقع عراق الخير والمحبة
         *  زها حديد ، قائمة أعمال زها حديد                    https://ar.wikipedia.org/wiki/
       *  زها حديد: المعمارية والمعلمة، بول أميس  https://www.al-fanarmedia.org/ar/2016/04/
زها حديد: التحديات التى واجهتها كإمرأة شرقية      http://elaph.com/Web/Culture/2016/4/1082356.html
زها حديد: ريبورتاج حول المصممة العراقية الراحلة                                                   https://www.youtube.com/watch?v=KTLBMpSxsAg
كيف وصفت الراحلة زها حديد بغداد الأمس https://www.youtube.com/watch?v=U2C1w0AV5Ns
Arthitectural celebrates Zaha Hadid Anniversary:
https://www.arthitectural.com/arthitectural-celebrates-zaha-hadid-anniversary/
Zaha Hadid: I am Iraqi, not British
  https://www.youtube.com/watch?v=-6q8alX1-f8
https://www.youtube.com/watch?v=83mD3Yf2zM0
Zaha Hadid: A look back at her work – BBC News
https://www.youtube.com/watch?time_continue=7&v=b3Bhv2T8Naw
      Zaha Hadid’s best design
https://www.youtube.com/watch?v=ywfpODtiY8A
Top 10 Buildings By Zaha Hadid 
https://www.youtube.com/watch?v=bfDsFv53aEc
Zaha Hadid awards
http://www.zaha-hadid.com/awards/
Zaha Hadid Architects
http://www.zaha-hadid.com/archive
In Honor of Zaha Hadid: A Conversation with Frank Gehry, Peter Eisenman and Deborah Berke
https://www.youtube.com/watch?v=x0itDZeBaUU

2 Comments

  • مقال جيد ومعمارية ممتازة ولكن كنت أريد نسخ جزء من المقال لعرضي التقديمي في جامعتي ولكن لايمكنني النسخ ابدا لذلك نتمنى في المرة القادمة أن تتيحوا النسخ لتوفير الوقت وشكرا لكم مقال موفق

    • أعتذر اخ أنس، ومع الأسف حصلت حالات كثيرة لنسخ مقالات كاملة ونشرها دون إشارة للمصدر، وهذا هو سبب عدم إمكانية النسخ.

      يمكن طباعة المقال كاملا واقتطاع الأجزاء التي نريدها وربما تصويرها.

      مع كل الإحترام

      عالم عربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *