بلاد العرب| أرض الحضارات ومهد الديانات

أنا عربي

بلاد العرب| نحو صحوة حضارية

 يؤلف الوطن العربي ، أرض الحضارات، كتلة بشرية مترابطة يجمع بينها التراث المشترك، وخاصة وحدة اللغة والتاريخ على مدى قرون طويلة.  وقد ساهم في بناء ونضج الشخصية القومية للكيان البشري العربي وضوح الحدود السياسية للوطن العربي التي تضع اطاراً فاصلاً للكيان المادي عن محيطه الخارجي باستنادها الى معالم جغرافية طبيعية.  فالمسطحات المائية الواسعة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط والمحيط الهندي (البحر العربي) والخليج العربي تمثل حدودا طبيعية واضحة وتمثل 40% من الحدود العربية.  وتمثل جبال زاغروس شرقاً وطوروس شمالاً حدودا مع ايران وتركيا وتفصل الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا العربي عن بقية القارة.


مواضيع ذات صلة

مناهج التربية الدينية |الربط العضوي بين أركان الدين و القيم الأخلاقية
التربية الأخلاقية | تجارب عالمية ممتدة.. للبناء عليها في مدارس العالم العربي
التربية الأخلاقية| مساق دراسي على قائمة الانتظار في مدارس العالم العربي
التعليم العالي| المسؤولية الإجتماعية للجامعات العربية
التعليم العالي| الوظائف الواجبة للجامعات العربية
جودة التعليم … مفتاح التنمية العربية
الحوكمة … محطة مركزية على طريق تنمية العالم العربي
العلم والتكنولوجيا … الطريق إلى التنمية الإقتصادية العربية

وقد جعل الإمتداد المتواصل للوطن العربي في موقع جغرافي هام في مركز القلب من العالم القديم وكتلة الأرض في نصف الكرة الشمالي اليابس وملتقى للقارات الثلاث ومشرفاً على طرق الملاحة الدولية وممراً لوسائل النقل الجوي والبري.  وقد وفر هذا الموقع للوطن العربي كياناً مادياً أمثل لوطن كبير يضم كتلة بشرية متجانسة ومترابطة مما يوفر له قيمة استراتيجية وتجارية كبيرة. ولعل هذه الميزة تفسر ازدهار الحضارات القديمة في أحواض النيل والرافدين وجنوب شبه الجزيرة العربية، وجعل من بلاد العرب أرض الحضارات، كما تفسر وقوعه ضحية للقوى الإستعمارية لقيمة موقعه الجغرافي وثرواته الطبيعية.

بلاد العرب هي أرض الحضارات،  ففيها ظهرت فيه أوائل الحضارات البشريّة كحضارة البابليين بين النهرين في العراق والحضارة الفرعونية في وادي النيل في مصر، والحضارة الفنيقية في بلاد الشام وحضارة اليمن.

بلاد العرب هي أرض الحضارات لأنها مهد الديانات السماوية الثلاثة ؛ الإسلام، والمسيحية، واليهودية.  وتضم كثيراً من الطوائف المسيحية والمذاهب الإسلامية  والمندانيون وعرقيات مثل الأكراد والأمازيغ ومهاجرين مثل الشركس والشيشان والأرمن والأفارقة والآسيويين.

وهناك الملايين من العرب الذي يعيشون في دول عربية أخرى منذ قرون عديدة.  وهناك ملايين المغتربين العرب في الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا منذ عقود كثيرة والذين يمثلون جسراً ثقافيا واقتصاديا مع أقطار العالم. وهناك جاليات ذات أصول عربية تعيش منذ قرون في دول أخرى مثل العرب المصريين في كوسفو واليمنيون في اندونيسيا وفي دول إفريقية مثل كينيا وتنزانيا (في زنجبار).

وبلاد العرب هي أرض الحضارات ، حيث شكل التنوع والتفاعل الثقافي في إطار تاريخي من التعددية والتسامح والتعايش سمة حضارية عربية تمثل تراثاً مشتركاً للإنسانية. وتشكل التعددية والتنوع ثروة ثقافية في الوطن العربي وتظهر عمق الحضارة  العربية وثراء روافدها الثقافية.

أنا عربي

يتضمن مفهوم الثقافة أو الحضارة جانباً مادياً يتمثل في الجوانب المادية لحياة المجتمعات مثل الغذاء والملبس والمسكن وأدوات انتاجها، وجانباً غير مادي يتصل بالعادات والتقاليد والقيم والدين ونظم المجتمع. وبما أن التنمية تنطوي على تغير في الابعاد المادية وغير المادية، فإن البعد الثقافي والاجتماعي هوجزء بنيوي وعضوي لعملية التنمية.

وتوفر قيم العمل والإنجاز والتعددية والعيش المشترك النابعة من الأديان في المجتمعات العربية حافزاً للإبداع والتطوير وتسهم في عملية التغيير وتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية. وتحقيق التنمية لا بد وأن يتم في إطار شامل يجعل من كل مواطن شريكاً إيجابياً في التنمية في إطار دستوري جامع يضمن سيادة النظام والقانون.

ولتحقيق التنمية يتعين المحافظة على القيم والتقاليد العربية السامية والتي لا تتنافى مع التطور، والتفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى لاكتساب كل ما يساعد على تطوير ثقافتنا ومواكبة عصر التقدم في التكنولوجيا،  واجتناب ما يتعارض مع ثقافتنا وقيمنا وأخلاقنا.

ولتحقيق التنمية يتعين نبذ عناصر ثقافتنا السلبية التي تتعارض مع التنمية مثل عدم إعطاء قيمة للوقت أو العمل والإسراف والتركيز على المظاهر  والتي تتعارض مع تعاليم الأديان. ولا بد من الإرتقاء بالجانب الديني بحيث لا يقتصر على تلبية الواجبات الدينية، وإنما يعبر عن نفسه سلوكياً في صورة صدق في المعاملة ونزاهة وإخلاصاً في العمل وخدمة للوطن والمجتمع والتي تعكس جوهر الدين بصورة فعلية وعملية.

حضارة العرب: غوستاف لوبون ، ترجمة عادل زعيتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *